الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«الأبطال المجهولين» تكرم موظفين قدموا التضحيات تصدياً لـ«كورونا»

حصد موظفون في الإمارات والسعودية والأردن ومصر المراكز الأولى في مبادرة (الأبطال المجهولين)، لبذلهم جهوداً استثنائية في مواجهة فيروس كورونا المستجد.

وكرمت المبادرة الموظفين الفائزين بالمراكز الأولى في حفل نظم بدبي، وتابعه آلاف المهتمين والعاملين بالقطاع الصحي في دول الخليج والدول العربية والآسيوية، خلال بث مباشر عبر الإنترنت.

ونال الفائزون شهادات تقدير وجوائز مالية بمجموع 30 ألف دولار، تكريماً لهم على دعمهم الكبير لخط الدفاع الأول من الأطباء وكوادر التمريض في التصدي لوباء كورونا، وتقديم الرعاية الطبية الكاملة للمصابين وإنقاذ حياتهم بالمستشفيات ومراكز العزل الصحي والحد من انتشار العدوى بالفيروس.

وشهد حفل ختام المبادرة المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف خليفة بن دراي ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لإدارة المعلومات الصحية حسين البيشي، والمتحدث باسم جمعية الإمارات للصحة العامة الدكتور سيف درويش والعالمة في طب النفس الإكلينيكي ومؤسسة مركز لايت هاوس أرابيا للصحة النفسية دكتورة صالحة أفريدي.

وقال مؤسّس المبادرة والرئيس التنفيذي لشركة «أكيوميد» منظمة المبادرة الدكتور أيهم رفعت، "إن الفائزين تم اختيارهم للتكريم بناءً على تقييم لجنة تحكيم ضمت متخصصين بالقطاع الصحي ومسؤولين عن كوادر طبية وإسعافية وشخصيات عامة بدول خليجية وعربية."

وأضاف: "كرمت المبادرة 20 من الأبطال المجهولين، من بين نحو 500 مرشحاً للمبادرة من مختلف الدول العربية، بينهم حراس أمن يستقبلون المرضى بالمنشآت الصحية، وموظفو استقبال بالمستشفيات يتعاملون مع المصابين بالفيروس، ومندوبو تأمين صحي يؤمنون تكاليف العلاج، وسائقو إسعاف يواصلون الليل بالنهار لنقل المرضى."

وتابع: من بين المرشحين والمكرمين مهندسون تولوا بناء المستشفيات الميدانية وأجنحة العزل وصيانتها، وعمال تنظيف تولوا تعقيم غرف العناية المركزة وأسرّة المستشفيات، معرضين حياتهم لخطر الإصابة بالوباء.

وذكر أن مبادرة (الأبطال المجهولين)، انطلقت من الإمارات، واستهدفت موظفي المستشفيات والقطاعات الصحية بمختلف دول الخليج والدول العربية.

وأضاف الدكتور رفعت: "نظمت المبادرة شركة (أكيوميد) المتخصصة في خدمات إدارة دورة الإيرادات للقطاع الصحي بدول الخليج، بالتعاون مع جمعية الإمارات للصحة العامة، والجمعية السعودية لإدارة المعلومات الصحية، وانطلقت المبادرة في شهر يناير الماضي، وبحثت عن الموظفين الذين بذلوا جهوداً استثنائية في مساعدة الكوادر الطبية والتمريضية لعلاج المصابين بفيروس كورونا، والذين ابتعدوا عن أسرهم وأمضوا أياماً وأسابيع بين جدران المستشفيات ومراكز العزل، لدعم جهود السيطرة على الوباء وتوفير الرعاية الصحية للمصابين وإنقاذ حياتهم."

وأشار إلى أن "المبادرة التطوعية هدفت لتسليط الضوء على هؤلاء الأبطال، لدورهم الاستثنائي خصوصاً في مراحل الإغلاق".

وقال: "لولا جهود هؤلاء الموظفين لما تمكن الأطباء من علاج المرضى، وما تمكنت المستشفيات من تأدية رسالتها الإنسانية".

وأضاف: "تفاعل الآلاف مع المبادرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعبر الموقع الإلكتروني، وعملت المبادرة على توثيق قصص المرشحين وتضحياتهم بالفيديو وتم إبرازها عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، تقديراً لجهودهم ولتتعرف المجتمعات على بطولاتهم".

وأكد أن جميع المرشحين يستحقون التكريم على جهودهم في خدمة الإنسانية.

وتصدر المكرمون في المبادرة أحمد محمد، وهو إحصائي في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، والذي واصل الليل بالنهار خلال ذروة الجائحة لحصر الحالات المصابة بكورونا والمشتبه في إصابتهم بالفيروس.

وأمضى محمد ساعات طويلة لتسجيل الحالات المصابة التي يتم التعامل معها من قبل المسعفين، وتتبع المعلومات الخاصة بالمصابين والمخالطين لهم، للحد من العدوى بالفيروس، وهو أمر تطلب جهداً استثنائياً.

ووضع محمد خريطة تتبع للمصابين والمخالطين، وتقديم البيانات للسلطات العليا لتمكينها من اتخاذ قرارات هامة في مكافحة الوباء.

وكرمت المبادرة أيضًا المواطنة فاطمة خوري وهي ضابط علاقات في مستشفى خاص في دبي، وتطلبت طبيعة عملها التعامل مع مصابين بالفيروس، بصورة يومية، قبل استقبالهم من قبل الطواقم الطبية وتقديم العلاج لهم.

وشكل التعامل مع القادمين خطراً على صحتها، إذ أن فرص العدوى بالفيروس أعلى من غيرها لتعاملها المباشر مع حالات مؤكد إصابتها بكورونا.

ويومياً كنت فاطمة تتوقع إصابتها بالفيروس، وكانت أكثر مخاوفها أنها قد تكون سبباً في نقل العدوى لأسرتها وأحبائها عند عودتها للمنزل.

وتقول خوري «واجبي كمواطنة أن أخدم بلدي ومجتمعي وعائلتي، حتى ننتصر على الوباء».

ومن الشخصيات التي اختارتها لجنة تحكيم لتكريمها، الموظف السعودي هاني أصلاني، وهو من أصحاب الهمم ويعمل في مجال تسجيل البيانات بمستشفى سعودي في جدة.

ويقول أصلاني: "طبيعة عملي تتطلب التواصل مع المرضى وتسجيل بياناتهم في المستشفى، وخلال ذروة الوباء العام الماضي، كنا نقضي أوقاتاً طويلة في المستشفى للتعامل مع الحالات المصابة أو المشتبه في إصاباتها، رغم الاحتمالية الكبيرة لإصابتنا بالفيروس".

وأكمل: «واجبنا الإنساني لتسيير العمل في المستشفى جعلنا نتابع الليل بالنهار لاستقبال المرضى، وأمام هذا التواصل مع المرضى أصبت بالفيروس، ما تطلب عزلي في المنزل، لكني لم أتوقف عن العمل وأديت واجبي المهني عن بعد حتى يستمر المستشفى في تأدية دوره الصحي بعلاج المرضى».