الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

مبيت المراهق خارج منزل الأسرة.. استقلالية أم غياب للرقابة؟

مبيت المراهق خارج منزل الأسرة.. استقلالية أم غياب للرقابة؟

أرشيفية.

اختلفت آراء أولياء أمور حول إمكانية ومدى خطورة نوم أبنائهم ـ من هم في عمر المراهقة ـ خارج المنزل، فأكد بعضهم أن السماح بهذا الأمر غير محبب وقد يعرض أطفالهم لتعلم عادات سلبية بعيداً عن أعينهم، فيما ذكر آخرون أن هناك مجموعة اشتراطات للموافقة على ذلك، وهي معرفة الأسرة التي يريد الابن زيارتها معرفة وثيقة، والتأكد من توجهاتهم الاجتماعية والتربوية وحتى الدينية، والثقة بقدرة الابن على حسن التصرف وحماية نفسه لو تعرض لأي نوع من الإساءة.

وأكد أولياء أمور أنهم تعرضوا لضغوطات كثيرة من أبنائهم المراهقين للحصول على موافقتهم للسماح لهم بالنوم عند الأصدقاء والأقارب، إلا أن معظم تلك الطلبات قوبلت بالرفض ليس بقصد السيطرة على حياتهم كما يتخيلون بل لحمايتهم، موضحين أن التجربة تتضمن بعض الإيجابيات كأن يتعلم المراهق أو المراهقة الاعتماد على النفس والاختلاط بتجارب أسرية مختلفة عن محيطه وكيفية تدبر أموره في غياب والديه، إلا أنها قد تنضوي على مخاطر كتعرض الابن أو الابنة للإساءة أو التحرش أو فتح مداركهم على تصرفات هجينة من قبل الأصدقاء في ظل غياب الأهل.

وشددوا على أهمية تعزيز الثقة بين الأبناء وأولياء الأمور لكوننا في عصر التكنولوجيا، حيث يقضي الأبناء ساعات مع أجهزتهم الذكية في غرفهم دون أن نعلم حجم المخاطر التي يتعرضون لها، ومن هنا فإن حماية الأبناء ليس فقط من النوم خارج المنزل ولكن أيضاً من الانعزال في غرفهم مع الأصدقاء الافتراضيين.

مخاطر غير متوقعة

وقالت بدرية السويدي إنها ترفض بشكل قاطع نوم أبنائها المراهقين عند الأصدقاء أو الأقارب خوفاً من تعرض الابن أو الابنة لأي مخاطر غير متوقعة، مؤكدة أن العديد من حالات الإساءة التي تقع على المراهقين أو الأطفال قد تكون من أحد الأقارب وبالتالي يجب الحرص والحذر.



وأكدت أنها لن تمانع في نوم أولادها خارج المنزل في حالة واحدة هي لدى منزل خالاتهم أو جدتهم فقط، نظراً لثقتها الكبيرة أن خالتهم أو جدتهم سترعاهم كما لو كانت موجودة، لافتة إلى أن السماح للأبناء بالنوم خارج المنزل يجب ألا يسمح به في عمر أقل من 18 عاماً بشكل عام.

أفكار غريبة

وذكر ياسر جموخة أن السماح بنوم الأبناء عند بعض الأقارب كان أمراً وارداً في السابق عندما كانت الأسر تعرف بعضها بعضاً، أما في ظل تعدد الجنسيات وعدم معرفة الأسر بشكل جيد فلا يحبذ نوم الأبناء، خاصة المراهقين، عند أي أسرة خوفاً من التعرض إلى المخاطر والتي قد تبدأ باستقاء أفكار غريبة وصولاً إلى التحرش بغياب رقابة الأهل.



وقالت إنعام أباظة إن الأبناء في هذه الأوقات بحاجة لاكتساب مهارات حسن الاختلاط، خاصة لو اختار الابن أن يدرس بعيداً عن موطن أسرته، وبالتالي فإن حماية الابن تبدأ من بناء الثقة وتعليمه كيفية التفريق بين السيئ والحسن وكيفية اختيار الأصدقاء ومصارحة الأهل بكل ما يتعرض له، وبالتالي فإن الابن لن يقدم على أي تصرف يسيء له حتى في غياب الأهل.

وأفادت بأنها أم لشابين ولم تسمح سابقاً بنوم أطفالها خارج المنزل خوفاً من تعلمهم عادات لا تتناسب مع المجتمع.



تربية الأبناء

وقالت سناء الدروبي إن تربية الأبناء أمر شاق جداً يعتمد على الثقة المتبادلة وغرس القيم، وكل أسرة تنظر إلى نفسها بأنها الأسرة المثالية فلكل منها طريقتها في تنشئة أبنائها والتي لا تناسب الأخرى، وبالتالي فإن نوم الابن خارج المنزل ليس تجربة سهلة في ظل تعدد الأفكار والمبادئ والجنسيات وبالتالي فهي ضد الفكرة، خاصة كي لا يجتمع المراهقون بعيداً عن الأهل ويشجعون بعضهم على سلوكيات غير محببة كالتدخين أو شرب الكحول أو غير ذلك.



وذكر عبدالغني الكيالي أن العلاقة الحسنة مع الأبوين هي الدرع الحصين الذي يقي الابن من الدخول في مغامرات وتجارب خطيرة، مؤكداً أن نوم المراهق بمفرده أو السفر لزيارة الأصدقاء أمر غير مقبول في مجتمعنا العربي ليس فقط للإناث ولكن أيضاً للشباب.



ثقة واستقلالية

من جهتها، أكدت مريم إسكندر أنها لا تمانع أن يقضي ابنها ليلة مع أحد أصدقائه الموثوقين طبعاً وممن ترتبط مع أسرهم بعلاقات صداقة متبادلة.

وأفادت بأن البعد أحياناً عن الأسرة يمنح الابن الاستقلالية والقدرة على التصرف والتفكير الصحيح، لافتة إلى أنها كانت تسمح لولديها بالسفر خارج الدولة لقضاء الصيف ولكن مع أفراد أسرتها فقط وليس المعارف الذين تجهلهم.

وأضافت: أفضل التعرف على عائلات أصدقاء أبنائهم والاطلاع على عاداتهم وطباعهم وقناعاتهم وميولهم كي لا تكون الثقة الزائدة بالآخرين الخطر الذي يحدق بالابن.



اشتراطات محددة

وبينت هزار خلف أنها تسمح لأبنائها بالنوم خارج المنزل ضمن اشتراطات محددة وهي الثقة ومعرفة الأسرة الأخرى التي ستستضيف ابنها أو ابنتها، أما في حال عدم معرفتها بهم فهي ترفض قطعياً غياب الأولاد عن ناظريها كي لا يتعرضوا لأي سلوكيات قد لا تحمد عقباها.



خطر المراهقة

وقال أستاذ علم الاجتماع التطبيقي في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد فلاح العموش إن المراهقة عمر حرج وفترة عالية الخطورة خاصة لو كان المراهق بعيداً عن مرمى عناية الأسرة، إذ يرغب في تجربة كل جديد لا يتمكن من تجربته في المنزل، وأحياناً يرغب في تلك التجمعات الشبابية في منزل أحدهم بعيداً عن المراقبة، وقد يصل الأمر لتجربة الكحول أو التدخين والسجائر الإلكترونية وصولاً إلى المخدرات في عمر صغير جداً وأحياناً قد يقعون كضحايا في شباك من يستغلهم دون أن يدركوا ما وقعوا به.



وأفاد بأن قضاء المراهق ليلة أو أكثر خارج منزله يجب أن يكون تحت المراقبة وألا تتكرر بشكل يظنه الابن حقاً مكتسباً، وفي حال الرغبة في السماح للابن بقضاء ليلته خارج المنزل يجب أن نكون على علاقة جيدة مع الأسرة الأخرى وأن نثق بأفرادها جميعاً وليس فقط صديق الابن، وأن نكون على تواصل دائم معهم وأن تكون هناك رقابة أسرية من الطرفين على الأبناء بألا يتغيب الأبوان المضيفان خارج المنزل، لأن سلامة الأبناء مسؤولية يتحملها الطرف المضيف.