الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تعرف إلى أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية وكيف تعالج؟

أكد أطباء أن هناك زيادة مطردة في حدوث أمراض الأمعاء الالتهابية على مستوى العالم، وخاصة في الدول الصناعية المتطورة، وهذا ينطبق على دولة الإمارات العربية المتحدة التي تراوح نسبة الإصابة فيها نحو نصف بالمائة من السكان، وما تزال أسباب هذه الزيادة في نسبة الإصابة حول العالم قيد البحث والدراسة.

وقال اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي والكبد بدبي الدكتور أحمد محمد خصوان، إن أمراض الأمعاء الالتهابية تتكون من مرضين: داء كرون، والتهاب القولون التقرحي، وأن هذه الأمراض تتصف بالتهاب مزمن يصيب الأنبوب المعدي المعوي، ففي داء كرون من الممكن أن تتموضع الإصابات في أي جزء من هذا الأنبوب المعدي المعوي من الفم إلى الشرج مع الميل لإصابة الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة الذي يتصل بأول جزء من القولون، أما في التهاب القولون التقرحي، فالإصابة تكون مقتصرة على القولون فقط.

وأوضح أن احتمالية الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية تشمل كل الفئات العمرية بشكل عام وفئة المراهقة والشباب بشكل خاص، وهنالك ثلاثة أسباب لهذه الأمراض تم الكشف عنها حتى الآن هي: الاستعداد الوراثي، اضطراب في الجهاز المناعي، وعوامل بيئية محيطة، وأن العمل بدأ مؤخراً على احتمالية وجود علاقة بين الإصابة بهذه الأمراض وبين الانخفاض في عدد وتنوع البكتيريا الحميدة التي تسكن في الجهاز الهضمي والتي تمتلك وظائف عدة مهمة منها الحفاظ على أداء وتوازن الجهاز المناعي.

وأشار إلى أن الأعراض في أمراض الأمعاء الالتهابية واسع ويشمل عسر الهضم، الآلام البطنية وبخاصة حول منطقة السرة وأسفل ويمين البطن، غثيان، قيء، نقص شهية، تقرحات فموية، إسهال مائي أو دموي مخاطي، الحرارة، الرغبة الملحة في الذهاب إلى دورة المياه، الصعوبة في التغوط، آلام حول منطقة الشرج قد تترافق مع خروج مادة قيحية، الإعياء العام، آلام مفصلية ونقص الوزن.

وقال استشاري الأمراض الباطنية بدبي الدكتور شريف الشهاوي، إنه يتم تشخيص هذه الأمراض عن طريق إجراء تحاليل للدم والبراز، يتبعها إجراء تنظير للجهاز الهضمي مع أخذ خزعات نسيجية من المناطق المصابة مع إمكانية إجراء صور أشعة تخصصية عند الحاجة.

وذكر الشهاوي أن علاجات هذه الأمراض تستند على تخفيف حدة الاستجابة المفرطة للجهاز المناعي، أو استهداف وسائط التهابية معينة ومستقبلات مخصوصة لإيقاف العملية الالتهابية التي تحدث ضرراً في الأمعاء المصابة.

وأشار إلى أن أدوية هذه الأمراض تراوح بين علاجات قديمة مثبتة الفاعلية، وأدوية حديثة تم إنتاجها في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وأدوية تم اعتمادها مؤخراً في سنة 2020، وأن كل هذه الأدوية تم التحقق من نجاعتها بالأدلة المثبتة بالتجربة وهي متوفرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أن العمل جارٍ على التطوير المستمر لهذه العلاجات للوصول إلى أعلى درجات الكفاءة في تحجيم العملية الالتهابية وبأقل آثار جانبية ممكنة.

ولفت إلى أن هذه الأدوية يجب تناولها لفترات طويلة من العمر تمتد غالباً مدى الحياة، حيث إن ضبط العملية الالتهابية المعوية وإيقاف الضرر الناجم عن ذلك مرتبط باستمرار تناول الأدوية الموصوفة.

وذكر استشاري ورئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى راشد الدكتور سمير العوضي: لا يوجد حتى الآن طرق وقاية مثبتة علمياً للحد من حدوث هذه الأمراض الالتهابية، ولكن يوصى بشكل عام بمحاولة تناول الأطعمة العضوية بدل الأطعمة المُصنعة والترشيد في استخدام المضادات الحيوية والحد ما أمكن من التزاوج بين العائلات التي تكثر فيها هذه الأمراض.

وأكد أن الكشف المبكر عن هذه الأمراض من النقاط الحيوية التي تسمح بالسيطرة المبكرة عليها قبل حدوث أضرار دائمة في الأمعاء المصابة، وتمنع الاختلاطات الشديدة الناجمة عن ذلك والتي تراوح بين ضيق وانسداد الأمعاء، وأن الخراجات والنواسير المعوية وحول منطقة الشرج، وكل هذه الاختلاطات قد تتطلب عمليات جراحية معقدة وما ينطوي عليها من عواقب كان من الممكن تجنبها في حال التشخيص والعلاج المبكر، مشدداً على ضرورة إجراء الفحوصات اللازمة في حال ظهور أي من الأعراض التي تم ذكرها حول هذا المرض واستمرارها لمدة تزيد على أسبوعين.