الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

20% إنجاز الأعمال الإنشائية في بيت العائلة الإبراهيمية والافتتاح 2022

أعلن اليوم عن تفاصيل جديدة حول تصميم مشروع «بيت العائلة الإبراهيمية» التاريخي المنبثق من وحي «وثيقة الأخوة الإنسانية»، والذي يحظى بمتابعة وثيقة من كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة بابا الفاتيكان، وقد حصل التصميم على مصادقة فضيلتهما ويجري العمل على إنشاء المشروع الذي تشرف عليه اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، بجزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، وينتظر افتتاحه في عام 2022.

ويضم تصميم المشروع الذي نفذه المُصمم العالمي ديفيد أدجاي مسجداً وكنيسةً وكنيساً يهودياً، بما يبرز القيم المشتركة بين الإسلام والمسيحية واليهودية، ويحفظ في ذات الوقت لكل دين خصوصيته، مقدماً بذلك صرحاً عالمياً يجسد تواصل الحضارات الإنسانية والرسالات السماوية، ويعكس قيم الاحترام المتبادل والتفاهم بين أتباع الديانات السماوية الثلاث.

وفي هذا السياق، تم الكشف رسمياً عن الأسماء التي من المقرر أن تحملها أماكن العبادة الثلاثة، حيث يرفع المسجد اسم «الإمام الطيب» فيما أطلق اسم «القديس فرنسيس» على الكنيسة، أما الكنيس اليهودي فيحمل اسم «موسى بن ميمون»، وفي محيط الموقع ستتوفر أيضاً مساحة رابعة تحتضن مركزاً ثقافياً يهدف إلى دعوة الناس لإعلاء مشاعر الأخوة والتآزر ضمن مجتمع متفاهم يقدر قيم الاحترام المتبادل والتعايش السلمي.

وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي قد كشف عن تصميم المشروع في تجمع دولي استضافته مدينة نيويورك في عام 2019، خلال الاجتماع الثاني للجنة العليا للأخوة الإنسانية، وتم عرض التصميم على الإمام الأكبر وقداسة البابا في الاجتماع الذي جمع بينهما شهر نوفمبر عام 2019.

وقال رئيس دائرة الثقافة بأبوظبي وعضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية محمد خليفة المبارك: «يجسد بيت العائلة الإبراهيمية أهمية التعايش بين الأديان مع الحفاظ على خصوصية كل دين، ويبرز رؤية أبوظبي للأخوة الإنسانية ونجاح جهودها في ترسيخ ثقافة ومبادئ التعايش السلمي ضمن النسيج الثقافي المتنوع الذي يتميز به مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعد مهمتنا في الإشراف على تنفيذ هذا المشروع التاريخي فرصة ملهمة وشرف عظيم لنا حيث يعكس جهود دولة الإمارات في تطبيق وثيقة الأخوة الإنسانية وتعزيز مبادئها السامية».

وأضاف أن إطلاق أسماء فضيلة الإمام الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، وموسى بن ميمون على دور العبادة الثلاثة إنما هو عرفان وامتنان لمواقفهم ورسائلهم الواضحة لإعلاء قيم الأخوة الإنسانية، والتعريف بجهودهم ومبادئهم التي تعد رسائل محبة وسلام تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة في جميع أنحاء العالم.

ويمثل مشروع «بيت العائلة الإبراهيمية» في أبوظبي معلماً حضارياً ومركزاً للحوار والتفاهم بين الأديان، وفضاءً ملهماً للتثقيف وممارسة العبادات، كما يرمز لقيم التفاهم والتعايش السلمي، ويجسد المبادئ والمشتركات الثقافية للديانات الإبراهيمية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية. وقد تم إنجاز نحو 20% من الأعمال الإنشائية للمشروع والتي من المقرر إتمامها في عام 2022.

ويتميز تصميم «بيت العائلة الإبراهيمية» بعمارته الهندسية البديعة التي تتكون من 3 مكعبات تستحضر ملامح العمارة التقليدية الخاصة بالديانات الثلاث وتبرز في ذات الوقت عناصرها الجمالية والهندسية المتفردة. وقد تم خلال مراحل التصميم إشراك أعضاء المجتمعات الدينية من جميع أنحاء العالم لتقديم رؤيتهم ومشورتهم بشأن كل من المباني الثلاثة، وذلك لضمان اتساقها والتزامها بمتطلبات كل دين وتعاليمه. وبمجرد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على التصاميم، ستوفر المباني الثلاثة مساحات تضفي مشاعر من السكينة والألفة على زوارها، سواء من خلال ملامحها المعمارية، وكذلك تفاصيلها الإنشائية المتفردة التي ستبرزها الواجهات، والمشاهد الخارجية والداخلية من أعمدة ونوافذ وأقبية تعكس الملامح المتفردة لكل دين من الأديان.

وكان فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة بابا الفاتيكان قد وقعا في الرابع من فبراير من عام 2019 «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك» خلال لقائهما التاريخي الذي جمعهما في أبوظبي. ومن هذا المنطلق، سترحب أماكن العبادة الثلاثة التي يتكون منها «بيت العائلة الإبراهيمية» بجميع الزوار الراغبين في العبادة والتعلم والتحاور، كما سينظم «بيت العائلة الإبراهيمية» مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات اليومية، واستضافة المؤتمرات والقمم الدولية، التي تبرز التعايش الإنساني.

يذكر أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية هي لجنة دولية مستقلة تضم مجموعة من الشخصيات القيادية الدينية والثقافية من حول العالم، وتهدف إلى نشر رسالة التفاهم والسلام التي تدعو إليها «وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك»، حيث تضم اللجنة العليا للأخوة الإنسانية اليوم 11 عضواً يمثلون مناطق وأدياناً وثقافات مختلفة ومتنوعة حول العالم.