السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تداول المعلومات الطبية على «سوشيال ميديا».. توعية أم خطر؟

تداول المعلومات الطبية على «سوشيال ميديا».. توعية أم خطر؟
اختلفت آراء شباب حول إعادة نشر وتداول المعلومات الصحية والطبية على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة التي لا يتم فيها ذكر المصدر مثل الكتابة المنقولة أو الرسائل الصوتية أو تكون اجتهادات فردية من غير أصحاب الاختصاص.

ورأى البعض أن في ذلك تعزيزاً للثقافة الطبية لدى الأفراد، ويجعل من منصات التواصل ساحة لنشر المعرفة، فيما رفض آخرون ذلك واصفين الناقلين بعديمي المسؤولية بسبب تأثير هذه المعلومات على الصحة الجسدية باتباع مشورة مغلوطة ونشرها كشائعة.

سيف ذو حدين

وأكد سعيد الزبيدي أن تناقل المعلومات الطبية سيف ذو حدين، له سلبياته التي تكمن في أن المعلومات قد تكون غير دقيقة أو تم التلاعب فيها لإثارة الخوف، وإيجابياتها أنها تساعد في تشخيص بعض الأمراض التي يشعر الإنسان بأعراضها البسيطة ويتجاهلها.



وذكر محمد مصطفى أنه ضد نشر المعلومات الطبية وتناقلها على منصات التواصل، لافتاً إلى أن الجميع بات يعتقد بأنه ناشر للمعرفة، في حين أن غالبية ما يتم تداوله غير صحيح ويمكن أن يؤذي الآخرين خاصة أصحاب الأمراض المزمنة.



غير علمية

وأكدت ليلى محمود أن بعض النصائح الطبية المتداولة لا تمت للعلم بصلة، وهدفها كسب التعليقات والمشاركات لا أكثر، خاصة أنه يتم ذكرها نقلاً على لسان طبيب أو كتسجيل صوتي وليس ما ينشره الطبيب على صفحته بشكل موثق على سبيل المثال.

وأضافت أن المعلومات عن الأدوية والعلاجات المتداولة على «فيسبوك» أو «واتساب» ترتكز على تجارب شخصية، وما يناسب البالغ قد لا يناسب الطفل أو المرأة الحامل، لذا يجب على كل شخص استشارة الطبيب وعدم تداول هذه المعلومات.

ثقافة عامة

من جهة أخرى، رأى محمد عبدالغفار أن تبادل المعلومات الطبية أمر إيجابي على «سوشيال ميديا»، لأنه يعد ثقافة عامة ويوسع المعرفة في هذا المجال، كما أنه يضيء على أمراض غير معروفة ويساعد في إيجاد علاجات سريعة تسبق الذهاب إلى الطبيب.



وبين الموظف محمد نشأت أنه لا يعارض نشر الموضوعات الصحية والنصائح على «سوشيال ميديا»، خاصة أن كثيراً من المعلومات مبنية على الطب البديل أو الأعشاب، مبيناً أن لدى المستخدمين وعياً كافياً لتفنيد المعلومات الخطأ.

مشاركة مفيدة

وقالت مرح حسن، أن مشاركة الآخرين المعلومات المفيدة ومنها الصحية أمر مهم، خاصة في ظل الظروف الحالية التي يقل فيها الخروج من المنزل وتكون زيارات الأطباء للضرورة، مبينةً أنه يمكن للجميع التأكد من أي معلومة والبحث عن صحتها عبر الإنترنت.

وأضافت أن معظم المعلومات المتداولة تتعلق بالصحة اليومية للأفراد وعلاجات طبيعية بعيدة عن الأدوية، وهو أمر قد تكون فائدته محدودة إلا أنه بالتأكيد غير ضار، بحسب تعبيرها، خاصة أن مستخدمي وسائل التواصل من البالغين الذين يمكنهم تقدير النافع من الضار.

اجتهادات فردية

وأفادت «الرؤية»، اختصاصي القلب والأوعية الدموية الدكتورة غانية سليماني، بأن معظم ما يتم تداوله على صفحات «سوشيال ميديا»، خاصة في المجال الطبي، غير دقيق ولا يتبع أي مصدر علمي، بل هو اجتهادات فردية غير صحيحة من قبل أفراد أو غير متخصصين أحياناً يسعون للشهرة فحسب.



وبينت أن المعلومات الدقيقة متوفرة دائماً عبر المنصات الرسمية والمواقع الطبية، كما أن تناقل المعلومة الطبية حتى بين الأطباء أنفسهم يتم بذكر المصدر، إذ إن هناك مراجع طبية معروفة ومحددة يتم استقاء المعلومات والدراسات منها.

وأضافت سليماني أن على كافة مستخدمي وسائل التواصل عدم تطبيق أي نصيحة يتم تداولها بين المستخدمين، حتى ولو كانت من مصدر موثوق، بل استشارة الطبيب أولاً حتى في الحالات البسيطة.

وقالت: «من المحتمل أن يكون لأي دواء أو عشبة أو حتى إجراء ما.. آثار جانبية غير محمودة أو لا تناسب الحالة الصحية للبعض.. لأن كل حالة مرضية تختلف عن غيرها بناءً على المعطيات الشخصية والأمراض التي يعاني منها».