الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإمارات تطعم اللاجئين ضد كورونا بالتوازي مع الحملات الوطنية

الإمارات تطعم اللاجئين ضد كورونا بالتوازي مع الحملات الوطنية

قال مدير إدارة الإغاثة والتأهب للكوارث في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عبيد رحمت البلوشي، إن قضايا اللاجئين والنازحين وأوضاعهم الإنسانية حول العالم تمثل أولوية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر، مشيراً إلى أنه بالتوازي مع جهود الدولة بتطعيم سكانها ضد كوفيد-19 يتم تطعيم اللاجئين في بعض المخيمات.

وأوضح البلوشي في حديث خاص لـ«الرؤية» بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف 20 من يونيو من كل عام أنه ضمن صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة، الذي تأسس عام 2000 بمبادرة كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، يتم تطعيم نحو 27 ألف لاجئ، منهم 12 ألف لاجئ في المخيم الإماراتي - الأردني بمريجيب الفهود و15 ألف لاجئ في كردستان العراق.

وأكد البلوشي أن للجوء أوجهاً متعددة وتأثيرات مباشرة على الأمن والاستقرار العالميين، فإلى جانب تداعياته المأساوية على اللاجئين أنفسهم، فإنه يعيق جهود التنمية البشرية في المجتمعات النامية، ويعرقل خطط وبرامج القضاء على الفقر والجهل والمرض، ويزيد من معدلات تفشي الأوبئة وانتشار الجريمة، ويعمل على تغيير الخريطة الديموغرافية للدول المستقبلة للاجئين.

ولفت إلى أن هيئة الهلال الأحمر اكتسبت خبرة كبيرة وكفاءة عالية في مجال إغاثة وإيواء ورعاية اللاجئين، بفضل برامجها المتميزة في هذا الصدد، وتحركاتها الميدانية المستمرة وسط اللاجئين، وتمكنت من إنشاء وإدارة عدد من مخيمات اللاجئين والنازحين في الصومال واليمن والأردن ولبنان واليونان وكردستان العراق وتونس والبوسنة ودول البلقان وفلسطين وأفغانستان وباكستان، وتشرف الهيئة على تسيير العمل في المخيمات حتى تنجلي محنة النازحين واللاجئين.

أبرز المشاريع

وحول أبرز مشاريع الهلال الأحمر الإماراتي في غوث اللاجئين، أوضح البلوشي أن صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة، الذي تأسس عام 2000 بمبادرة كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، لتخفيف معاناة المرأة وحمايتها من آثار اللجوء الصعبة بسبب النزاعات والكوارث، خاصة أن النساء والأطفال يمثلون 80% من نسبة اللاجئين في العالم.

وأشار إلى أن أنه بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة تعتبر هيئة الهلال الأحمر من أكبر المساندين لجهود المفوضية والداعمين لقدراتها والمعززين لبرامجها، حيث اكتسبت الهيئة خبرة كبيرة وكفاءة عالية في مجال إغاثة وإيواء ورعاية اللاجئين بفضل برامجها المميزة وتحركاتها الميدانية المستمرة وسط اللاجئين، حيث تمكنت من إنشاء وإدارة عدد من المخيمات في كل من الأردن وكردستان العراق واليونان واليمن وتونس والبوسنة وأفغانستان وغيرها.

نموذج مريجيب الفهود

واستعرض البلوشي الإمكانات التي ينضوي عليها مخيم مريجيب الفهود، حيث يعتبر المخيم الواقع في محافظة الزرقاء الأردنية نقلة نوعية، وطفرة كبيرة في مجال إيواء اللاجئين، وهو من أوائل المخيمات التي أقيمت لإيواء ورعاية اللاجئين السوريين.

وأضاف البلوشي: بدأ العمل في إنشاء المخيم في 21 أكتوبر 2012، وتم افتتاحه واستقبال اللاجئين في 23 مايو 2013 ومنذ ذلك التاريخ يقدم المخيم خدمات الإيواء والتغذية والرعاية الصحية والتعليم والدعم النفسي والماء والكهرباء والصرف الصحي من خلال مرافق، منها: مركز طبي، ومدرستان، واحدة للبنين وأخرى للبنات، مكتبة، 3 مستودعات، وحدة معالجة مياه الصرف الصحي، ورش حرفية للتدريب والتأهيل المهني، مسجد، مطبخ رئيسي و13 مطبخاً تحضيرياً، محال تجارية، 3 قاعات للمشاهدة التلفزيونية، وملاعب رياضية وملاهي أطفال وخدمات أخرى.

وذكر البلوشي أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تعتبر من أكبر المساندين لجهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والداعمين لقدراتها والمعززين لبرامجها، وترتبط بشراكة قوية معها، ما مكن الجانبين من تنفيذ برامج مشتركة للاجئين في عدد من الساحات كان لها أكبر الأثر في تحسين حياتهم.

ولفت البلوشي إلى أن برنامج تطعيم الآلاف من اللاجئين يجسد اهتمام دولة الإمارات بأوضاع اللاجئين الصحية، وحرصها على تحسين ظروفهم الإنسانية، لافتاً إلى أن توجيهات الإدارة العليا لهيئة الهلال الأحمر تعزز توجهاتنا في هذا الصدد، وتدعم مبادراتنا في توفير رعاية أكبر للاجئين، والتصدي للجائحة داخل مخيماتهم وخارجها.

وأكد أن برنامج توفير اللقاحات للاجئين في الأردن والعراق يأتي في إطار الجهود التي تبذلها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لمكافحة جائحة كورونا، وتوفير اللقاحات للعديد من الدول التي تواجه تحديات صحية في هذا الصدد ومساعدتها لبلوغ مرحلة التعافي، مشيراً إلى حرص الإمارات خلال الجائحة على القيام بمسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعوب الأخرى، وقدمت- وما تزال- الدعم والمساندة لتلك الشعوب على تجاوز ظروف الأزمة الصحية الراهنة، حيث يتم تنفيذ هذا البرنامج بشراكة إماراتية ممثلة في الهلال الأحمر الإماراتي ودائرة الصحة في أبوظبي، وبالتنسيق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى جانب قيام هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بتوفير الاحتياجات الأخرى للاجئين.

وعززت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، استجابتها لدعم الأوضاع الإنسانية في كردستان العراق في عدد من المجالات الحيوية، حيث يتم تقديم المزيد من المساعدات الغذائية والإنسانية للاجئين السوريين والنازحين العراقيين في 14 مخيماً، إلى جانب الأسر المتعففة في شمال العراق.

وتستفيد من هذه المساعدات عشرات الآلاف من الأسر في المخيمات وخارجها، وذلك ضمن جهود الهلال الأحمر الإماراتي للحد من معاناة اللاجئين والنازحين في الإقليم، حيث قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، المزيد من الدعم اللوجستي للمؤسسات الصحية في شمال العراق، وجاء هذا الدعم النوعي في إطار مساعدات الهلال الأحمر المستمرة منذ عدة سنوات، والتي استفاد منها ملايين الأشخاص من النازحين واللاجئين والأسر المتعففة في مختلف المجالات الإنسانية والتنموية، وساهمت في تخفيف أعباء المسؤولية الملقاة على الأجهزة المحلية في مناطق عدة من كردستان العراق.

وأضاف البلوشي أنه في إطار جهود الهيئة لتعزيز قدرات القطاع الصحي في كردستان العراق، للتصدي لجائحة كوفيد-19، والحد من تفشيها في الإقليم، تم تخصيص مستشفى «عطايا» للأمومة والطفولة، الذي أنشأته الهيئة في أربيل ضمن مشاريع معرض «عطايا» الخيري، لاستقبال الحالات التي تعاني من أعراض الجائحة، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لها.

وأشار البلوشي إلى توجيهات الإدارة العليا لهيئة الهلال الأحمر بتوفير الاحتياجات الضرورية للأشقاء في المخيمات، وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لهم، والمساهمة في تحسين أوجه الرعاية الصحية للنازحين العراقيين واللاجئين السوريين، إلى جانب خدمات القطاع الصحي الذي يعتبر أكثر المجالات تأثراً، لافتاً إلى أن تحسين الخدمات الصحية سيظل في مقدمة أولويات الهيئة، التي تعزز- باستمرار- استجابتها الإنسانية والتنموية تجاه اللاجئين والنازحين.

وبيّن أن جهود الهيئة في تحسين أداء القطاع الطبي في شمالي العراق، تضمنت عدداً من المحاور المهمة لتأهيل المؤسسات الصحية، إلى جانب توفير الخدمات اللوجستية الأخرى من معدات وأجهزة طبية، ومده بالأدوية والمستلزمات الضرورية الأخرى، مؤكداً مواصلة الهيئة لجهودها ومبادراتها الإنسانية والتنموية لتقديم المزيد من الدعم والمساندة للاحتياجات الإنسانية والتنموية كافة.

وأوضح أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تدرك المخاطر الصحية التي قد تنجم- في حالات اللجوء والنزوح- لذلك عملت باستمرار على توفير احتياجات النازحين واللاجئين، خاصة في مجال الرعاية الصحية الضرورية، مشيراً في هذا الصدد إلى الكثير من المشاريع الصحية التي أنجزتها الهيئة في المحافظات العراقية.

وأضاف البلوشي لدينا أيضاً شراكات مع منظمات الأمم المتحدة الإنسانية والتنموية، مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الصحة العالمية، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى، حيث ننفذ عدداً من البرامج مع كل منظمة على حدة، وقد أسهمت هذه الشراكات في تحقيق مكتسبات إنسانية وتنموية عدة للمستهدفين في عدد من الساحات المضطربة.

وأشار البلوشي إلى أن السنوات الأخيرة شهدت أزمات وكوارث عدة، منها الطبيعية ومنها النزاعات التي أفضت إلى تردي الأوضاع الإنسانية في العديد من الساحات، وكانت الهيئة حاضرة بكل قوة في تلك الساحات عبر برامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية، كما شهدت هذه الفترة طفرة كبيرة في المشاريع التنموية التي نفذتها هيئتنا الوطنية في عشرات الدول حول العالم، وتضمنت مجالات حيوية كالصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية والبيئة والمياه ومشاريع البنية التحتية المختلفة.

وحسب الهيئة، فإن البرامج والمشاريع التي نفذتها خلال السنوات الخمس الأخيرة بلغت قيمتها حوالي 3 مليارات و788 مليوناً و147 ألف درهم، منها مليار و665 مليوناً و158 ألفاً و425 درهماً، مثلت كلفة العمليات الإغاثية، فيما بلغت كلفة المشاريع التنموية ملياراً و27 مليوناً و154 ألفاً و794 درهماً، في حين بلغت قيمة برامج كفالات الأيتام 779 مليوناً و577 ألفاً و154 درهماً، إضافة إلى 316 مليوناً و256 ألفاً و815 درهماً، عبارة عن قيمة المساعدات الإنسانية الأخرى في عدد من المجالات.