الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«الصحة» تكشف عن علاج مناعي مبتكر للسرطان والعدوى الفيروسية

«الصحة» تكشف عن علاج مناعي مبتكر للسرطان والعدوى الفيروسية

جانب من فعاليات معرض الصحة العربي.

كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، خلال معرض الصحة العربي، عن علاج مناعي مبتكر للسرطان والعدوى الفيروسية، بالتعاون مع جامعة Kyoto اليابانية، في إطار السعي لإيجاد حلول مستدامة للأمراض المزمنة، ويقوم مبدأ العلاج على إنتاج الخلايا التائية المناعية التي لديها القدرة على العثور على الخلايا السرطانية والخلايا المصابة ومحاربتها، وتلعب دوراً كبيراً في محاربة الفيروسات بشكل عام، وذلك من خلال الخلايا الجذعية المستحثة صناعياً (iPS Cells)

وتشكلT Cell مجموعة من الخلايا اللمفاوية الموجودة بالدم، وهي تلعب دوراً أساسياً في المناعة الخلوية، وسيكون من الممكن إنتاج الخلايا التائية بأعداد كبيرة وحفظها في أجواء مناسبة، ليتم استخدامها للمرضى عند الحاجة، ومن خلال نجاح هذا المشروع، يستفيد المرضى المصابون بالسرطان أو العدوى الفيروسية من سهولة الوصول إلى العلاج.

حصر بيانات المرضى


وفي سياق متصل، كشفت مدير إدارة البيانات والإحصاء في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية الدكتورة مريم جعفر، عن دراسة تجريها المؤسسة على الحالات المرضية المصابة بفيروس «كوفيد-19»، التي تتطلب دخولها العناية المركزة، وتحديد درجة خطورة الحالات المرضية باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.




وأشارت إلى أن المؤسسة تعرض، خلال معرض ومؤتمر الصحة العربي، لوحة تحكم تعد الأولى من نوعها، لحصر بيانات مرضى «كوفيد-19»، مشيرة إلى أن إدارة الإحصاء في المؤسسة تعتمد لوحات تحكم لإدارات المؤسسة كافة.

وذكرت أن المؤسسة أجرت دراسة على عدد من المصابين بـ«كوفيد-19» الذين استدعت حالاتهم دخولهم إلى العناية المركزة، وتصنيفهم إلى صنفين هما: المرضى الذين وافتهم المنية، والمرضى الذين تعافوا من المرض، وأجريت عليهم دراسة متكاملة، من خلال تحديد عدة بيانات، منها عمر المريض وجنسه وغير ذلك.

دراسات عالمية

ونوهت جعفر بأن الدراسات العالمية المشابهة التي أجريت في هذا الصدد، ركزت على 5 مؤشرات، فيما توصلت الدراسة التي أجرتها المؤسسة إلى 46 مؤشراً، ومن ثم كان برنامج القياس الذي اعتمدته المؤسسة أكثر دقة وأعلى من غيره من البرامج الأخرى المستخدمة بالدراسات العالمية، حيث بلغت نسبة دقته 94% بخصوص المرضى الذين تعافوا، و90% بخصوص المرضى الذين توفوا.

وأشارت إلى أن المؤسسة استخدمت في تطبيق برنامجها القياس الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، منوهةً بأن المؤسسة تهدف من هذا البرنامج إلى الاعتماد بشكل كبير على التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، لأن الوقت بالنسبة للمصابين بـ«كوفيد-19» الذين يدخلون العناية المركزة، في غاية الأهمية، ومن ثم فإن البرنامج يتعرف إلى حالة المريض واحتمالية أن تسوء من عدمها، فور دخوله العناية المركزة.

وأكدت أهمية الدراسة التي أجرتها المؤسسة في تحدي الإجراء السريع «التدخل السريع»، الذين تحتاج إليه كل حالة مرضية تزور المستشفى أو المراكز الصحية.

جهود ونجاحات

من جانبه، أكد رئيس مركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا بدبي الدكتور عامر شريف، أن تبعية المركز للجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي برئاسة سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والمتابعات الحثيثة من القيادة الرشيدة مكنت من تحقيق إمارة دبي نجاحات عديدة في التعامل الأمثل مع جائحة كوفيد-19 وجهودها المتسارعة نحو التعافي.

ونوه بأن المركز يستعرض خلال مشاركته بمعرض الصحة العربي ضمن جناح هيئة الصحة بدبي، الجهود والنجاحات التي حققها خلال الفترة الماضية في إعداد الخطط الاستراتيجية والأطر العامة لمكافحة فيروس كورونا، وتوحيد آلية اتخاذ القرارات في الشؤون الصحية، ووضع خطة التدخل السريع لرفع قدرات القطاع الصحي في التعامل مع الجائحة، والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية من القطاعين الحكومي والخاص لضمان توفير آليات العمل المناسبة، الأمر الذي يعكس إمكانيات وقدرة الإمارة للتعامل مع المتغيرات، وفق أحدث البروتوكولات والإرشادات التي تعزز الأمن الصحي وتسرع في عودة الأنشطة لمختلف قطاعات الحياة.

وذكر شريف أن المنظومة المتكاملة التي يعمل بها المركز على مدار الساعة مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة وبكفاءة عالية لتحقيق الأهداف المرجوة، ساهمت في التعامل مع الجائحة على الشكل الأمثل وطرح التوصيات التي تضمن التوازن بين مقومات الحياة الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

تطبيق «نحن نهتم»

وأطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، تطبيق «نحن نهتم» الذكي، لضمان الرفاهية الجسدية والنفسية للكوادر التمريضية، بهدف توفير أدوات وتقنيات رقمية متنوعة للكادر التمريضي من أجل تمكينهم وتسهيل عملية التواصل فيما بينهم ومشاركة قصص نجاحهم والاحتفاء بإنجازاتهم، وهو عبارة عن منصة رقمية للكادر التمريضي تمكنهم من الاستفادة من مختلف الموارد التعليمية، والتواصل مع زملائهم وتقديم الملاحظات بكفاءة إلى الإدارة العليا.

ويستهدف المشروع الذي تعرضه الوزارة والمؤسسة على منصتهما المشاركة في معرض ومؤتمر الصحة العربي المقام في مركز دبي التجاري العالمي من 21 ولغاية 24 يونيو الجاري، الكوادر التمريضية والقابلات بهدف تسهيل عملية التواصل والاتصال المباشر معهم في الميدان لرفع الشكاوى والمقترحات وتتبعها، وثانياً لتوفير الدعم النفسي والمعنوي والمراقبة الدورية للياقتهم الصحية، وثالثاً، كوسيلة لاكتشاف المواهب واستغلالها فيما يخدم الصحة العامة.



تلقيح السكان

من جانبهم، أكد المشاركون في مؤتمر الصيدلة واكتشاف الأدوية الذي أقيم ضمن فعاليات مؤتمر معرض الصحة العربي بدبي، أن دولة الإمارات قدمت نموذجاً رائداً ومتقدماً في تسخير قدراتها لتطعيم السكان من المواطنين والمقيمين بالمجان، للحماية من مرض كوفيد-19، للوصول لأكبر نسبة ممكنة من المجتمع وتحقيق المناعة المكتسبة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة لايف فارما بدبي الدكتور مجدي فهمي: «يعد توفير دولة الإمارات للقاحات المتنوعة المضادة لـ«كوفيد-19» واحداً من سلسلة الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة للتصدي لجائحة كورونا.

وأضاف أن الإجراءات التي اتخذتها الجهات الصحية بدولة الإمارات، أدت لضمان الإبقاء على نظام صحي فعال ومتماسك قادر على التعامل مع جميع التحديات الصحية، ونموذج صحي فعال يحتذى عالمياً في استقطاب ومواكبة أحدث الابتكارات العلمية.

وأشار فهمي إلى أن هناك اتجاهاً متزايداً عالمياً، للاعتماد على العلاج المناعي من خلال اللقاحات، حيث كشفت البيانات الإحصائية، أنه من المتوقع نمو أسواق العلاج المناعي واللقاحات بنسبة 11% و7% على التوالي، بحلول عام 2025.

وقال: كما أظهرت نفس الإحصاءات أن قيمة سوق العلاج المناعي التي بلغت 163 مليار دولار في 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 274 مليار دولار بحلول عام 2025، تسجيل معدل نمو سنوي مركب يبلغ 11% من 2020 إلى 2025.

وأضاف فهمي أن سوق اللقاحات العالمية التي كانت عند 32.46 مليار دولار في 2019، ستصل إلى 54.15 مليار دولار بحلول عام 2024، مسجلة معدل نمو سنوي مركب 6.6% من عام 2019 إلى 2024.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يصل سوق اللقاحات في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى 65.45 مليون لقاح بحلول عام 2025، مقارنة بـ36 مليون لقاح في عام 2019، وستكون لقاحات كوفيد-19، هي الاتجاه الإضافي في السوق المحلي والإقليمي والعالمي.