الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تجارب ملهمة في الانتصار على السرطان

تجارب ملهمة في الانتصار على السرطان

نظمت جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالشارقة، «الملتقى الخليجي الأول للناجين 2021»، بالتعاون مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، تحت شعار «معاً ننتصر»، الذي عقد افتراضياً أمس الاثنين 28 يونيو، عبر حساب الجمعية على منصة يوتيوب، تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس الفخري ومؤسس جمعية أصدقاء مرضى السرطان، المؤسسة المجتمعية ذات النفع العام المعنية بنشر الوعي حول مرض السرطان وتوفير الدعم اللازم لعلاجه.

وسلط الملتقى الضوء على تجارب عدد من الناجيات من مرض السرطان من دول مجلس التعاون الخليجي وأهم التحديات التي واجهتهن خلال رحلة العلاج، وأبرز القصص الملهمة للناجيات، ونصائحهن لمن يمر الآن بتجربة المرض. فيما مثلت كل دولة في الملتقى متحدثة من الناجيات، شاركن بعرض تجاربهن مع المرض والصعوبات وكيفية تجاوزها على المستوى الشخصي والمجتمعي.

وافتتح الملتقى بكلمة للشيخة لبنى بنت خالد بن سلطان القاسمي، العضو المؤسس ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالشارقة، التي أشارت إلى أن تنظيم الجمعية للملتقى تحت شعار «معاً ننتصر» يلهم بتكثيف الجهود المجتمعية والمؤسسية، لمناصرة الناجين من السرطان، وتمكينهم في المجتمع وجعلهم نموذج يقتدى به للمرضى المصابين بالسرطان، الذين ما زالوا يكافحون في رحلة العلاج الشاقة. وأكدت أن جمعية أصدقاء مرضى السرطان حرصت منذ تأسيسها بمبادرة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، على مد يد العون لمرضى السرطان، وأن الجمعية حققت العديد من الإنجازات على صعيد المناصرة والتوعية المجتمعية، ودعمت مرضى السرطان وعائلاتهم مادياً ومعنوياً.

وعبرت الشيخة لبنى القاسمي عن أملها في أن يمثل الملتقى الخليجي الأول للناجين منصة تتيح الفرصة للناجين من مرض السرطان إيصال أصواتهم وتلبية نداء أحلامهم وأمانيهم، للوقوف على التحديات والصعوبات، ودعت إلى التعاون من أجل تذليل الصعوبات لتسهيل سبل وصول المصابين للمرض إلى بر الأمان والسلامة.

وقبل بدء الجلسة الأولى تحدثت مديرة شؤون المرضى في جمعية أصدقاء مرضى السرطان حورية أحمد، التي قدمت نبذة تعريفية عن الملتقى، وأوضحت أنه مخصص للناجين الأبطال الذين اختاروا رفقة الاأمل، وأنه لن يكون الملتقى الأخير، ودعت مرض السرطان إلى الاستفادة من الملتقى، بهدف تخطي الصعوبات ورسم معالم الأمل والتعافي بالاستفادة من تجارب الناجين.

وتحدثت في الجلسة الأولى من الملتقى التي أدارتها الإعلامية علياء الشامسي معدة ومقدمة برامج في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، كل من سمر إسماعيل من جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالشارقة، وعواطف الحوشان من جمعية زهرة من المملكة العربية السعودية، وحوراء الشعلة من جمعية البحرين لمكافحة السرطان، والدكتورة نادية المحمود من الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان.

فيما تحدثت في الجلسة الثانية التي أدارها الإعلامي الدكتور سعيد العمودي مقدم برامج تلفزيونية مع المكتب الثقافي والإعلامي الشارقة، كل من مروى عادل من الجمعية القطرية للسرطان، وآية الفضول من المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في اليمن، وبشرى خلفان الوهيبي من الرابطة العمانية لسرطان الثدي. بالإضافة إلى الدكتور وليد عبدالله البطاطي، المدير التنفيذي لمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان. وآخر المتحدثين كانت الناجية والمؤثرة في وسائل التواصل الاجتماعي، ياسمين يسري، و تطرقت في مشاركتها إلى جوانب من رحلتها مع المرض واتجاهها إلى مواقع التواصل الاجتماعي لعرض تجربتها الشخصية، بهدف مساعدة المرضى على تجاوز الصعوبات التي تصاحب رحلة العلاج، وتقديم الدعم النفسي لهم. وأجمعت المتحدثات خلال الملتقى على أنهن اكتشفن إصابتهم بالمرض بالمصادفة، أثناء الفحص الذاتي، ووصفن رحلة العلاج بالشاقة وأنها يمكن أن تكون أسهل من خلال ارتفاع نسبة الوعي وتحفيز الشعور الطمأنينة والسلام الداخلي والثقة بالله وبتطور الطب الحديث في مجال علاج السرطان، إلى جانب أهمية الجانب المعنوي والدعم الواجب توفره من قبل الأهل والمحيطين والأصدقاء من حول المريض.

وركزت المتحدثات على أهمية الارتقاء بالروح المعنوية للمريض ودور الجانب النفسي في التخفيف من النظرة الذاتية إلى الإصابة بالمرض وتحفيز الاأمل في الشفاء. كما تطرقت المتحدثات إلى مرحلة التعافي وسبل الوصول إليها وأهمية رؤية الجانب المشرق من الحياة، وضرورة التفاف أفراد العائلة حول المريض قبل وأثناء مرحلة العلاج، من أجل تخطي المرض والعودة إلى الحياة الطبيعية.

وأشادت المتحدثات بالجمعيات العاملة في مجال مكافحة مرض السرطان ودعم المرضى، وتطرقن إلى أهمية العمل الطوعي والبرامج التي تقدمها الجمعيات العاملة في هذا المجال. وأثر مختلف الأنشطة التي تبذلها الجمعيات في جانب مساعدة المريض والأخذ بيده نحو التعافي. وكشفت معظم المتحدثات عن أنهن نذرن حياتهن لمساعدة مرضى السرطان بعد أن عبرن إلى مرحلة التعافي.

كما اعتبرت الناجيات المشاركات في الملتقى الخليجي الأول للناجين 2021 أنه مثّل لهن حلماً تحقق على يد جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالشارقة، واجمعن كذلك على أهمية الملتقى لتبادل القصص والتجارب، وأشرن إلى أنهن خلال مراحل مرضهن احتجن إلى الالتقاء بمن مررن بتجربة المرض، وأن الملتقى يحقق هذه الفرصة، ويتيح تبادل الخبرات واستفادة المرضى من تجارب الناجين.

ونصحت المتحدثات المريضات بالسرطان بعدم إخفاء مرضهن، والسعي إلى الحصول على الدعم النفسي، لأنه يسهم بدرجة فعالة في نجاح مرحلة العلاج، واعتبرن أن في الأمل والتفاؤل سر الشفاء من هذا المرض، وأن الملتقى الخليجي الأول للناجين الذي انعقد تحت شعار «معاً ننتصر»، أسهم في تسليط الضوء بنجاح على تجارب الناجين، وإبراز القصص الملهمة من دول المنطقة، على طريق التعامل مع السرطان بوعي أشمل، لدعم وتثقيف المريض وعائلته، بهدف الوصول إلى مرحلة التعافي.