الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

شرطة الشارقة: «الحبل المسموم» تحبط تهريب 216 كلغ من المخدرات

أحبطت إدارة مكافحة المخدرات بشرطة الشارقة، بالتعاون والتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية وجهاز المنشآت الحيوية والسواحل «السرب الثالث» محاولة تهريب أكثر من 216 كيلوغراماً من المخدرات بقيمة سوقية تصل إلى 35 مليون درهم، وتشمل مخدر الكريستال والهيروين والأفيون تم ضبطها في أحد الموانئ البحرية بالإمارة على متن وسيلة بحرية قادمة من الخارج في عملية نوعية أطلق عليها «الحبل المسموم».

وأطلقت شرطة الشارقة مشروعين ابتكاريين رياديين استباقيين هما «بصمة مخدر» و«ساعة التأهيل الذكية» لتعزيز منظومة مكافحة المخدرات بالشارقة والدولة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عُقد اليوم، في نادي ضباط شرطة الشارقة بحضور قائد عام شرطة الشارقة اللواء سيف الزري الشامسي ومدير عام العمليات الشرطية العميد أحمد حاجي السركال، ومدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة العميد عارف بن هديب ورئيس قسم المختبر الجنائي بالإنابة العقيد مهندس عادل المازمي ومدير إدارة مكافحة المخدرات المقدم ماجد العسم ومدير مركز التأهيل الخاص بشرطة الشارقة المقدم عامر الهرمودي وعدد من ضباط الاختصاص وممثلي الصحف ووسائل الإعلام.

وقدم اللواء الشامسي- في بداية حديثة- شكره وتقديره وثناءه إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لرعايته ودعمه اللامحدود لشرطة الشارقة ومتابعة سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة لمسيرة التطور والارتقاء في مجالات العمل الشرطي وإلى الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لتوجيهاته المستمرة في دفع عجلة التميز المؤسسي في وزارة الداخلية.

كما قدم شكره وتقديره إلى الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي رئيس مجلس مكافحة المخدرات على مستوى الدولة للجهود الكبيرة الذي يقوم بها المجلس في مكافحة المخدرات وحماية شباب الوطن وسلامة أبنائه.

وأكد اللواء الشامسي أن الإعلام شريك رئيس في دعم جهود الشرطة في مكافحة المخدرات والتوعية بمخاطرة ومواجهة تحدياته المختلفة، على اعتبار أنها قضية مجتمع، فالجميع شريك في احتواء ودرء مخاطر تلك الآفة التي تهدد كيان الأسر والأجيال الشابة الذين هم الأمل الواعد في بناء المستقبل.. داعياً إلى التكاتف والتعاضد في مواجهة هذه الآفة الخطرة على الجميع.

من جانبه، ذكر العميد أحمد حاجي السركال أن المبادرات التي تم إطلاقها اليوم والإعلان عنها، جاءت تزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وأردنا أن نبادر ببعض الحلول المستقبلية والاستباقية لمواجهة التحديات التي تفرضها المخدرات من خلال مشروعين رياديين هما «بصمة مخدر» و«ساعة التأهيل الذكية» وقد عملنا على هذه المشاريع منذ زمن للوصول إلى الأهداف المنشودة منها.

وكشف العقيد مهندس عادل أحمد المازمي خلال المؤتمر، عن إطلاق «بصمة مخدر» كمشروع ابتكاري حائز الملكية الفكرية لدى وزارة الاقتصاد، إذ يسهم في الأخذ بالإجراءات الاستباقية في وقف عمليات تهريب وتصدير المواد المخدرة من مصادرها وترويجها بحيث تكون المخرجات موحدة مع الشركاء الداخليين والخارجيين من الجهات الحكومية والخاصة.

وأشار إلى أن آلية مشروع «بصمة مخدر» تحلل المواد المخدرة فيزيائياً من حيث «اللون، والوزن، والشكل، وطبيعة المادة، وتصنيف الروائح» وكيميائياً عن طريق استخدام تقنيات الأجهزة الحديثة، لمعرفة أساس مكوناتها المتطايرة وغير المتطايرة كماً ونوعاً، وتصنيفها بإنشاء قاعدة بيانات متكاملة عن المواد المخدرة.

وأوضح أن الأهمية تكمن في معرفة وتحديد مصادر المواد المخدرة في ربط المروجين بمصادرهم الخارجية، وتضييق الخناق بين المروجين والمتعاطين وتتبع سير عمليات التهريب وضرب شبكات الترويج العالمية ومكافحة الجريمة العابرة للقارات ومعرفة طرق التصنيع الحديثة عن طريق تحديد السلائف الكيميائية ومن ثم سن القوانين التي تحكم تداولها بالإضافة إلى تحديد العلاقة بين المروجين محلياً من خلال إنشاء قاعدة بيانات ومن ثم التنسيق مع المؤسسات العالمية ذات الصلة «UNODC».. لافتاً إلى أن جميع هذه الإجراءات الاستباقية تسعى وبشكل كبير إلى الحد من انتشار المواد المخدرة.

وأشار إلى أن المشروع سيخرج بمخرجات مهمة متمثلة في إنشاء قاعدة بيانات متكاملة عن المواد المخدرة.. «كريستال، وميثامفيتامين، وهيروين، وحشيش» من موادها المتطايرة وغير المتطايرة كماً ونوعاً، بالإضافة إلى الإسهام في رفع مستوى الكوادر الوطنية، وخاصة فئة الشباب من خلال تمكينهم بالمشاريع العلمية والبحثية.

وحول الساعة الذكية، أكد المقدم عامر الهرمودي حرص القيادة على مواكبة كافة المستجدات العالمية وسعيها لتطبيق أفضل النظم العالمية في خدمة المجتمع وصولاً للريادة، مشيراً إلى أن إطلاق مشروع «ساعة التأهيل الذكية» الأول من نوعه على مستوى العالم، جاء ضمن أحد المشاريع الابتكارية الذكية لمنتسبي شرطة الشارقة، إذ تم ابتكارها وحصولها على حقوق الملكية الفكرية لدى وزارة الاقتصاد من قبل الملازم سارة محمد الزرعوني، حيث تقوم الساعة الذكية بمتابعة متعاطي المواد المخدرة، بعد إنهاء فترة العلاج في مركز التأهيل من خلال رصد وقياس العلامات الحيوية، وهي معدل نبضات القلب وضغط الدم لدى الشخص ومعدل النوم ومعدل التوتر وغيرها من العلامات التي ترصد علامات الإدمان وتستهدف الساعة الذكية كلاً من مدمني الأحداث وفئة الإناث والمتقدم للعلاج من نفسه و المودعين ‏في مركز التأهيل الخاص بأمر النيابة العامة.

من جانبها، قالت الملازم صيدلي سارة الزرعوني إن هذا الابتكار النوعي جاء حرصاً على تحقيق الهدف الاستراتيجي لدولة الإمارات الرامي إلى الابتكار وتعزيز جودة الحياة، وتماشياً مع مشروع الأمم المتحدة للعلاج المجتمعي الخاضع للإشراف تم ابتكار ساعة التأهيل الذكية لمتابعة حالات المتعاطين الصحية والنفسية، ووضع حل للتحدي الذي يواجه مراكز التأهيل في متابعة الحالات بعد خروجهم وانتهاء فترة العلاج..موضحة أن الإدارة ستعمل على تجهيز 50 ساعة ابتكارية، حيث تراوح قيمة الواحدة منها ما بين 80 إلى 90 ألف درهم تشمل كافة مراحل الإعداد.

وأضافت إن ساعة التأهيل الذكية تتضمن خصائص وأيقونات ذكية، تتمثل في أيقونة المعلومات الشخصية والعلامات الحيوية وأيقونة الكاميرا، بحيث يمكن للشخص التقاط صورة شخصية في حال طُلب منه ذلك من قبل المركز، بالإضافة إلى خاصية وضعية التشغيل الدائم والمزامنة المستمرة للبيانات وخاصية الإشعارات بعبارات تحفيزية بأنه «يستطيع» وإلى جانب تضمنها لنظام تحديد المواقع «GPS» وخاصية طلب النجدة أو المساعدة في أي وقت.. مؤكدة بذلك أنها حرصت على توظيف واستخدام كافة التقنية ذات العلاقة لتحقيق الريادة في تطبيق المشروع.

وأوضحت أن تصميم الساعة يتوافق مع الذكور والإناث من مختلف الأعمار، حيث يعمل مركز التأهيل الخاص من غرفة المتابعة، وعلى مدار الساعة بمتابعة صحة المتعافي والعلامات الحيوية له لمنعه من الانتكاسة والعودة إلى الإدمان، إلى جانب تقديم الجلسات النفسية للمتعافي عن بعد، بحيث تمكنه من التواصل مع المختصين النفسيين في أي وقت لطلب الاستشارة أو للمساعدة وكل هذه الجهود تصب في تقليل نسبة العود والمحافظة على الروابط الأسرية والاجتماعية وتسريع عملية إعادة اندماجه في المجتمع.

وقال المقدم ماجد العسم، إن معلومات مؤكدة رصدتها الأجهزة المختصة بإدارة مكافحة المخدرات بشرطة الشارقة تفيد بوصول تشكيل عصابي عبر إحدى الوسائل البحرية محملة بكميات كبيرة من المواد المخدرة وباشرت الأجهزة المختصة بتشكيل فريق لمراقبة ورصد الحركة ووضع كمين مُحكم تم إعداده بالتعاون والتنسيق بين الفرق الاتحادية المشتركة بمتابعة عملية التهريب ونتيجة للتحري والرصد المسبق للوسيلة البحرية التي يستخدمونها للقدوم إلى الدولة وتبادل المعلومات التكتيكية، تمكنت قوة مكافحة المخدرات من ضبط أفراد الشبكة المخولة بإدخال وترويج تلك الكميات والبالغ عددهم 6 أشخاص جميعهم من الجنسية الآسيوية.

وأوضح المقدم العسم أن المتابعة الأمنية الاستباقية لنشاطات الشبكة الإجرامية، وتراكم الخبرات الميدانية والتفتيشية لدى الفرق المشاركة في عمليات الضبط والتعاون وحسن التخطيط، أسهمت في تفكيك مخطط التهريب، حيث قام المهربون بعمل تجاويف داخلية بأعمدة وأركان وزوايا الوسيلة البحرية، لإخفاء تلك الكميات بصورة ماكرة، كي لا يتم كشفهم عند الوصول إلى مرفأ الميناء، إلا أن محاولاتهم باتت بالفشل، حيث وُجِّهت إليهم ضربة استباقية قاصمة قبل الشروع في التصرف بالمواد المخدرة وإدخالها للدولة.

وأضاف أنه تم إخراج ما يربو على 182 علبة من مختلف الأحجام، إلى جانب أكياس ولفافات تحتوي على 209 كيلو غرامات من مخدر الكرستال و6.7 كيلوجرام من مخدر الهيروين والأفيون.. مشيراً إلى أنه بمواجهة المتهمين الستة اعترفوا بجلب المواد المخدرة إلى البلاد، بغرض تخزينها وترويجها، وعليه تم إحالة المتهمين والمضبوطات إلى جهة الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وأكد المقدم العسم أن إدارة مكافحة المخدرات بشرطة الشارقة ورجالها المخلصين وفرق التفتيش المختصة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية والمعنيين بجهاز المنشآت الحيوية والسواحل «السرب الثالث» يتمتعون بجاهزية عالية المستوى وكفاءة مهنية احترافية تمكنهم من التصدي بكل قوة وحزم لمحاولات تجار ومروجي المخدرات في نيل مبتغاهم، وبث سمومهم في المجتمع.. داعياً أفراد المجتمع إلى التعاون مع أجهزة الشرطة في حماية المجتمع، خاصة أبناءنا من الشباب من الوقوع في براثن المخدرات هذه الآفة التي تفتك بالمجتمعات، وذلك بالإبلاغ على الرقم 8004654، أو عبر البريد الإلكتروني [email protected] في حال رصدهم أي حالة مشتبه فيها.