الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«ألعاب الدردشة» للأطفال على الإنترنت.. ترفيه أم خطر فكري؟

انقسمت آراء شباب مواطنين ومقيمين حول الألعاب الإلكترونية على الإنترنت التي تتطلب فتح الميكروفون والتحدث مع اللاعبين أو التواصل معهم كتابياً بخاصية «الدردشة»، فمنهم من رأى أن التحدث مع أشخاص من مختلف دول العالم انفتاح يُكسب المستخدم خبرة في التعرف على ثقافات متعددة، بينما اعتقد آخرون أن التحدث مع أشخاص مجهولين قد يؤثر على فكر الشباب بشكل خطير وخاصة من هم في سن المراهقة.

بدائل للترفيه

وقال مهندس طيران وفضاء الإماراتي عبد الرحمن الهاشمي «أنا ضد استخدام الألعاب الإلكترونية التي تفرض على الأشخاص التحدث مع بعضهم البعض من خلالها، خصوصاً لفئة الشباب المراهقين حيث يمكن أن يكون لذلك تأثيراً سلبياً على السلوك عبر تعلم ألفاظ خادشة للحياء، أو التعرف على أصدقاء سوء».

وأوضح أنه من الضروري لجميع الفئات العمرية إيجاد بدائل أُخرى للترفيه غير هذه الألعاب على سبيل المثال كرة القدم، السباحة، الركض وغيرها، أو أنشطة فنية مثل العزف على آلة موسيقية أو أي هواية أُخرى لا تتطلب الاعتماد على التحدث مع أشخاص مجهولين.

سلاح ذو حدين

وذكر إيهاب سالم أن فيروس كورونا على المستويين المحلي والعالمي ساهم بشكل كبير في اختلاط مختلف الفئات العمرية باستخدام الإنترنت بشكل يومي للعمل وكذلك التعليم، ولكن الإنترنت سلاح ذو حدين حيث أن أغلب الشباب في الفترة الحالية يمارسون ألعاباً تجبرهم على فتح الميكروفونات والتحدث مع أشخاص مجهولين وقد يكون لذلك تأثير سلبي على الفكر وتكوين الشخصية.

وعلى صعيد متصل قال الموظف محمد البلوشي إن هذا النوع من الألعاب الإلكترونية خطر كبير على فكر وسلوك الشباب، حيث أن مشاغل الحياة لدى أغلب الأسر وضغط العمل لا يسمح لهم بمتابعة الأبناء على مدار اليوم، الأمر الذي يجعل من المراهقين والأطفال فريسة سهلة للتلاعب بأفكارهم وأحياناً عواطفهم.

ابتكار مسلٍ

في المقابل، رأى الموظف هيثم أنور طاهر أن هذا النوع من الألعاب الإلكترونية ابتكار مسلٍ، إذ بات من السهل لقاء الأشخاص ببعضهم البعض من مختلف دول العالم وسط أجواء ترفيهية، مبيناً أنه دائماً يلعب هذه الألعاب ولم يسمع كلاماً قد يؤثر على السلوك، ولكن فقط ما قد يذكر في سياق اللعبة.

ويرى أن استخدام الإنترنت وممارسة هذه الألعاب في ظل وجود فيروس كورونا أكثر أماناً، حيث يمكن لمثل هذه الألعاب أن تغني الكثير من الشباب عن الخروج من المنزل بدون أسباب.

وأوضحت الموظفة روان إبراهيم أنها تؤيد ممارسة هذه الألعاب حيث أن التحدث مع أشخاص من مختلف دول العالم يعد بالنسبة لها انفتاحاً يكسبها خبرة في التعرف على ثقافات متعددة مثل كلمات معينة من لهجات مختلفة فضلاً عن التمكن من تمييز اللهجات المختلفة.

ترفيه باعتدال

من جهتها ذكرت إيمان الهاشمي «لست مع أو ضد ممارسة هذه الألعاب للترفيه فهذه الأمور لا تتقبل الانحياز الشديد وإنما التفهم الشديد فالترفيه ليس أمراً تافهاً إلا لو زاد عن حده أي أن الحصول على قسط ترفيهي يومي باعتدال يعتبر علاجاً نفسياً من ضغوطات الحياة والروتين القاتل وهذا أمر صحي وطبيعي».

مؤهل نفسياً وفكرياً

وأوضحت أخصائية اجتماعية هنادي الجبر أن ممارسة هذه الألعاب سلاح ذو حدين حيث لها جوانب إيجابية كالاطلاع والتعرف على ثقافات مختلفة على مستوى العالم في حال كان المراهق يتمتع بالدراية والوعي الكافيين لتقييم المسائل والأشخاص، كما لها العديد من الجوانب السلبية.

وللوقاية من الجوانب السلبية لهذا النوع من الألعاب قالت إنه يجب أن يكون الشخص مؤهلاً نفسياً وفكرياً حيث يتمتع بالقدرة على تمييز التعامل مع مختلف الأشخاص وحماية ذاته من الوقوع أو التعامل مع شبكات مشبوهة يديرها متخصصون هدفهم استدراج المراهقين وكذلك البالغون.

وأشارت إلى أن التعرف على ثقافات مختلفة لها عدة طرق أخرى غير هذه الألعاب، التي تعد بمثابة عالم غامض حيث تساعد في تكوين صداقات مع أشخاص مجهولين لا ندرك ما هي طبيعتهم وعاداتهم وتقاليدهم.

وبينت الجبر أن المستخدمين في حال كانوا يعانون من اكتئاب أو عدم نضج فكري، سيصبحون فريسة سهلة لأشخاص متخصصين هدفهم تدمير فكر الشباب واستخدامهم في أمور عديدة أخرى.