الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كورونا تدفع الطلبة لاختصار سنوات الدراسة بـ«الصيفي»

كورونا تدفع الطلبة لاختصار سنوات الدراسة بـ«الصيفي»
كشفت جامعات عن ارتفاع أعداد المسجلين في الفصول الدراسية الجامعية الصيفية، خلال العامين الأخيرين، بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، موضحين أن السبب هو تطبيق نظام التعليم عن بعد، ما أتاح الفرصة للطلاب باختصار سنوات الدراسة، خاصة مع قيود السفر الحالية والحذر من الأنشطة والتجمعات، خوفاً من العدوى.

ومن جانبهم، أوضح طلبة جامعات في الدولة، أن مفهوم الإجازة الصيفية اختلف بعد تفشي جائحة كورونا في العالم، وغيّر من الأنشطة التي كانت تقترن بالإجازة مثل السفر واللقاء مع الأصدقاء وممارسة الأنشطة الجماعية وغيرها، ومع إمكانية التعليم عن بعد وتوفر قنوات مفتوحة ومباشرة مع الجامعة، قرر العديد منهم استكمال الدراسة في فترة الصيف ما يؤهلهم للتخرج المبكر خلال 3 سنوات أو 4 سنوات فقط.

إقبال غير مسبوق

وذكر مدير إدارة التسويق واستقطاب الطلبة بسام مرّة أن الفصل الصيفي بجامعة أبوظبي والذي انطلق الأسبوع الماضي، شهد تسجيل 4137 طالباً وطالبة من الملتحقين في مقرات الجامعة بأبوظبي ودبي والعين ومركزها في الظفرة.



وأكد أن هذا العدد يعتبر الأعلى في إقبال غير مسبوق بالمقارنة مع السنوات الماضية، مبيناً أن ذلك يعود لعدة عوامل منها تمكن الطلبة من متابعة دراستهم عن بعد دون الحاجة للتنقل للدراسة حضورياً في ظل الأجواء الصيفية إضافة إلى توفير الجامعة لجميع الخدمات والمبادرات التي ارتقت بتجربة التعليم عن بعد منذ بداية الجائحة، حيث يتم تحديث البنية التحتية التقنية بصورة مستمرة.

وأوضح مرّة أن بعض أقسام الجامعة -لا سيما القبول والاستقطاب والتسجيل والخدمات الإلكترونية والتقنية- تعمل من مكاتبها في مقرات الجامعة لضمان توفير كل الخدمات والرد على جميع الاستفسارات ومساعدة الطلبة والكوادر التدريسية والتأكد من سير العملية التعليمية بصورة متميزة، وهو ما يسهم أيضاً في إقبال الطلبة على التعليم عن بعد، حيث يجمع ما بين المرونة والحصول على تجربة تعليمية متميزة في آن واحد.

زيادة واضحة

وقالت القائمة بأعمال مسجل الجامعة في جامعة زايد ربى رمحي، إنه تم رصد زيادة واضحة في أعداد المسجلين في الدورات الفصلية الصيفية خلال العامين الأخيرين بشكل واضح.

وأضافت أن عدد الطلبة المسجلين في الفصل الصيفي للعامين الماضيين يزيد على 5100 طالب وطالبة، فيم كان عدد المسجلين في صيف 2018 نحو 2660 طالباً وطالبة.

وأكدت رمحي أن التحول إلى أنظمة الدراسة عن بعد بسبب جائحة «كورونا» والصفوف الافتراضية وسهولة الوصول إلى البيانات إلى جانب تطوير أنظمة التدريس «أونلاين» دفع الكثير من الطلبة للتسجيل في الفصول الصيفية اختصاراً لسنوات الدراسة.

تخرج بوقت قياسي

وذكر مدير عمادة القبول والتسجيل في جامعة الإمارات الأستاذ سعود العامري أن الطلبة المسجلين في الدورة الصيفية خلال الفصل الدراسي الحالي 2021 يصل عددهم إلى 6919 طالباً وطالبة، مبينين أن أعداد الطلبة المسجلين في الفصل الدراسي الصيفي الحالي مقارنة بالفصول السابقة شهد زيادة واضحة.

وأضاف: تبيّن الأرقام أن عدد الطلبة المسجلين في الفصل الدراسي الصيفي الماضي 2020 كان نحو 6596 وبلغت أعداد الطلبة المسجلين في الفصل الدراسي الصيفي 2019 ما يقارب 4515.

ولفت إلى أن هناك رغبة كبيرة لدى الطلبة بالتسجيل في الفصول الدراسية الصيفية بهدف اختصار الوقت وإنجاز متطلبات التخرج في وقت قياسي، إلى جانب أن الجامعة طرحت عدداً كبيراً من المساقات لاستيعاب جميع هذه الأعداد المتزايدة.

مساقات افتراضية

وأوضح رئيس جامعة العين الأستاذ الدكتور غالب الرفاعي أن عدد الطلبة المسجلين في الفصول الصيفية بازدياد مستمر منذ بداية جائحة كوفيد-19 بسبب ما فرضته من تداعيات على التعليم بحث أصبحت المساقات تقدم افتراضياً عبر الإنترنت.



وبين أن سهولة التواصل وحضور الحصص «أونلاين» مع التفاعل المباشر مكّنت الطلبة من الإنجاز وتقسيم الوقت بشكل أفضل، الأمر الذي جعلهم أكثر إقبالاً على استكمال المواد الدراسية خلال فترة الصيف لاختصار الوقت والاستفادة من نظام التعليم الذي أصبح مرناً.

وأكد أن البنية التحتية التقنية المتطورة ومساهمة الجامعات في ابتكار الحلول المبسطة لتسهيل العملية التعليمية خلال هذه الظروف، جعل من أسلوب التعليم عن بعد تجربة ناجحة.

توفير الوقت

وذكر الطالب سعيد الزبيدي أنه سجل في الفصل الجامعي الصيفي السابق، حتى يتمكن من استكمال مواده الجامعية والتخرج في وقت أقصر، إلى جانب استغلال فترة الإجازة الصيفية في الدراسة والتحصيل العلمي.



وبين أن الدراسة عن بعد سهلت إمكانية التسجيل في الفصل الصيفي نظراً لأنها لا تتطلب دواماً جامعياً كما أنها أصبحت موفرة للوقت والجهد، لافتاً إلى أن التخرج المبكر يساعد الطالب على كسب سنوات خبرة والسعي وراء الطموح بعد الدراسة الجامعية.

وأوضحت الطالبة مريم مديوي أن كثيراً من الطلبة اتجهوا للتسجيل للدراسة في الفصل الصيفي ودراسة بعض المواد خلال الإجازة، بسبب سهولة التسجيل وحضور الحصص وتعاون الجامعات على اختلافها في دعم الطلبة وتوفير بيئة إيجابية ومريحة، خاصة مع توقف السفر في الوقت الحالي.

حضور عن بعد

وأكدت الطالبة ميثة عبدالله أنها سجلت في مادتين دراسيتين خلال الفصل الصيفي الحالي، نظراً لأن آلية الدراسة باتت سهلة ولا تتطلب حضوراً شخصياً إلى الجامعة خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف إلى جانب التخوف من زيارة أماكن التجمعات أو الزيارات.

وذكرت الطالبة سلمى شانع أن القيود التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد في العالم، جعلت من الإجازات وقتاً ضائعاً، بسبب عدم إمكانية السفر وتفادي التجمعات التزاماً بالتدابير الاحترازية لذا فإن استغلال الوقت في الدراسة والتحصيل العلمي سينعكس إيجاباً على الطالب ويجعله قادراً على استثمار وقته فيم ينفع، خاصة في ظل سهولة حضور الحصص بعد تطبيق نظام التعليم عن بعد.