الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

أولياء أمور: يجب تشجيع الطفل على استخدام الخط الساخن بـ «شروط»

أولياء أمور: يجب تشجيع الطفل على استخدام الخط الساخن بـ «شروط»
ذهب أولياء أمور إلى ضرورة تعريف الأبناء بأهمية الخط الساخن لحماية الأطفال وكيفية وتوقيت اللجوء إليه والتبليغ من خلال الاتصال به، وذلك في حال التعرض لأذى أو إساءة أو عنف، مؤكدين أن معرفة الطفل بالخط الساخن أمر إيجابي، ويجب تشجيع الطفل على استخدامه، لأنه بذلك يصبح قادراً على درء الضرر عن نفسه حال التعرض لأي تجاوز من آخرين، منوهين بأنه على التوازي يشترط توعية وتثقيف الصغار بالظروف والأحوال التي يتسنى لهم الاتصال فيها بالخط الساخن، حتى لا يستخدمونه ضد الأهل لتمرير رغباتهم والتمرد على الوالدين، لأن استخدام هذه الوسيلة في توقيتها الصحيح يحتاج إلى طفل يعي متى وكيف يستنجد بالخط الساخن.

وقالت ليال لزيق «إن لجوء الطفل للخط الساخن أمر مهم جداً لحمايته وعلينا كأولياء أمر تشجيع الطفل على استخدامه، مع توعيتهم متى ولماذا يتم الاتصال بالشرطة».



وأشارت هدى مصطفى إلى أهمية تعليم الأطفال متى يستخدمون الخط الساخن مثلاً لو تعرضوا للتعنيف من سائق أو خادمة أو صديق عند غياب الأهل، وأن يلجؤوا للأهل عند تواجدهم، ويجب أخذ جميع البلاغات بعين الاعتبار حتى إن كان بعضها غير صحيح.



وأفادت مريم إسكندر بأن معرفة الطفل للقنوات التي تحميه أمر ضروري، ولكن يجب على الأهل معرفة أن أطفال اليوم أكثر انفتاحاً على الثقافات الغربية، ما قد يخلق لديهم قاعدة تراكمية خاطئة عن كيفية اللجوء لاستخدام الخط الساخن، وهنا يأتي دور الأهل في التربية والتوجيه.



وقال الإعلامي محمد إبراهيم من وجهة نظره كأب إن ما يقوم به الطفل هو نتاج ثقافة غرسها فيه الأبوان، وإن أهمية توعية الطفل بالاتصال على الخط الساخن خاصة إذا كان التعنيف داخل المنزل من الأبوين أو الأخوة يساعد الجهات المعنية في كشف تجاوزات كانت مخفية قام بها أولياء الأمر، وذلك ليتم التعامل مع الحالات الفعلية ولقاء الوالدين وإنقاذ الطفل ووضع برامج علاجية، لكن الجانب الآخر لبلاغات الأطفال عندما تكون غير حقيقية ولمجرد الاعتراض على أمر معين، فهنا لا توجد جريمة ولكنها تفتح باباً توعوياً أيضاً يتم خلاله تأهيل الوالدين بكيفية التعامل مع الطفل وتثقيفه حول كيفية استخدام الخط الساخن.



أما سناء الدروبي، فترى أن حماية الطفل أولوية ولا بد من التعامل مع بلاغات الأطفال مهما كان نوعها كونهم الشريحة الأضعف في المجتمع، لافتة إلى ضرورة تثقيف الطفل متى وكيف يبلغ عن تعرضه للإساءة، وعدم الانزعاج من اتصال طفل للتعبير عن غضبه، لأنه من المطمئن معرفته لطريقه تحميه وإن كان هذا الطفل بحاجة لتوعية وتثقيف بشكل أكبر.



أكاديميون: يجب تثقيف الطفل والاعتدال في تربيته

قال أستاذ علم الاجتماع التطبيقي في جامعة الشارقة الدكتور أحمد فلاح العموش، إن لجوء الطفل للإبلاغ على الخط الساخن أو رقم النجدة أمر صحي في المجمل ولكن لا بد من تثقيف الطفل حول أهمية استخدام هذا الخط بعين الاعتبار، أي إنه ليس أداة تذمر وشكوى ضد الأهل فقط بل هو وسيلة لمساعدة الأطفال وحمايتهم، ويجب أن تقوم الأسرة بهذا الدور لتوضيح حقوق الطفل وحمايته من التعرض لأي أذى منذ طفولته الأولى، مؤكداً أن مثل هذه التصرفات تدل على حدوث مشاكل داخل بنيان الأسرة وترابطها، أو قد يكون الطفل يعاني من عدم التكيف وتقدير الذات المنخفض، وعلى الجهات ذات الاختصاص معرفة دورها في توعية وتثقيف الطفل.



تربية معتدلة

وقال المستشار الإعلامي والمدرب الدولي أحمد طقش، إن عدداً كبيراً من الشكاوى الواردة من الأطفال على الخط الساخن تدخل في نطاق «الشكاوى الكيدية»، ولا بد من التأكيد أن المكابح الأبوية ضرورية جداً، على أن تكون مدروسة بحكمة عالية، منادياً بضرورة تعريف الأب والأم بالثقافة التربوية وليس الثقافة العامة، مؤكداً على أهمية الحكمة في التربية والاعتدال والتوازن وعدم المغالاة في التدليل أو المنع، فهذا يمنع الطفل من إيجاد المبرر للاتصال بالشرطة والتبليغ على الأهل.



دراسة علمية

وأوضح عميد كلية الاتصال في الجامعة القاسمية الدكتور عطا حسن عبدالرحيم، أن التعامل مع البلاغات الواردة من الأطفال على الخط الساخن يجب أن يكون بمنتهى الجدية مهما كان نوع البلاغ، حتى إن كان أحد أشكال اللهو من الأطفال الذين قد لا يعون مخاطر هذا الأمر، ويجب على الجهات المختصة دراسة تلك البلاغات ورصد مدى جديتها ووضع نسبة وإحصائيات وإجراء دراسات علمية، للتعامل معها بشكل أكاديمي والخروج بتوصيات مفيدة للجميع.



توعية نفسية

قالت أستاذ مساعد في جامعة ولونغونغ الأسترالية في دبي الدكتورة تغريد يحيى أبو سليم، إن الخط الساخن وسيلة مهمة لحماية الطفل ولكن المجتمع الشرقي يختلف في ثقافته عن المجتمعات الغربية التي طبقت هذا الأمر منذ سنوات، مشيرة إلى أهمية الخط الساخن وتعليم الطفل استخدامه، لكن مع زيادة التصاق الأبناء بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والانفتاح الكبير على الثقافات الغربية، تأثر الأبناء بطريقة التعامل مع الآباء بالسلوك الغربي، وهنا على القائمين بمتابعة الحالة التأكد والتحقق من البلاغ ومدى مصداقيته، خاصة أن بعض الاتصالات في دول غربية أدت إلى انهيار أسر وسحب الطفل من رعايتها، مطالباً بحملات توعوية وتثقيفية كبيرة لكيفية استخدام الخط الساخن، فضلاً عن تهيئة كوادر تخضع لتدريب عالٍ حول كيفية التحقق من البلاغات، وأيضاً تهيئة كوادر متخصصة في علم النفس والسيكولوجي للتحقيق مع الأطفال، بما يتناسب مع الثقافة العربية والعادات والتقاليد.



«دبي لرعاية الأطفال»: دعم ورعاية 185 حالة في 3 أعوام

كشفت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال أن عدد الأطفال الذين تم تقديم الدعم والرعاية لهم من خلال المؤسسة بلغ 185 حالة في 3 أعوام، بواقع 64 حالة في 2020، و69 عام 2019، مقابل 52 حالة في 2018.

وقالت مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالإنابة الأستاذة شيخة سعيد المنصوري، لـ«الرؤية»، إنه سيتم توسيع نطاق التعاون مع هيئة تنمية المجتمع في دبي على مختلف الأصعدة لضمان التكاملية في العمل، ولتفعيل سبل الحماية والوقاية والتدخل إلى الحد الأقصى، مع الأخذ بعين الاعتبار مصلحة الطفل باعتبار أن الهيئة هي المعنية بحماية الطفل على مستوى إمارة دبي.

وأوضحت المنصوري أن مركز الاتصال 800111 التابع لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال يقوم بتلقي البلاغات التي ترد عبر الخط الساخن على مدار 24 ساعة، بعد ورود البلاغ يتم تحويل البلاغ إلى الاختصاصية الاجتماعية لعمل دراسة حالة وبعد ساعات الدوام الرسمي يتم تحويل البلاغ للاختصاصية المناوبة.



وأكدت أن البلاغات التي تصل إلى الخط الساخن، حقيقية، ومنها ما يحتاج إلى التدخل الفوري، حيث درجة خطورة البلاغ تصنف برقم 1، ومن جانب آخر توجد بعض البلاغات الكيدية (قليلة جداً)، يقوم فيها أحد الوالدين بتحريض الأطفال على الطرف الآخر بعد الطلاق مثلاً لمحاولة إسقاط حضانة الطفل عن الطرف الآخر.

وعن كيفية التعامل مع البلاغات الواردة من الأطفال، أفادت المنصوري بأنه بعد ورود البلاغ تقوم الاختصاصية بالتنسيق مع قسم حماية الطفل التابع لهيئة تنمية المجتمع بإحالة البلاغ لقسم حماية الطفل في الهيئة، باعتبارهم الجهة الرسمية المخولة بتلقي البلاغات الخاصة بالأطفال، ويتم دراسة البلاغ من الهيئة، وفي حال احتاج الطفل للإيواء يتم تنسيق إيداعه مع المؤسسة ومن ثم استلام الطفل من مقر تواجده، وذلك بالتنسيق مع مركز الشرطة، وإيداع الطفل في الإيواء الخاص بالأطفال، ومتابعة الوضع الصحي له من قبل الممرضة للتأكد من استقراره صحياً، وفتح ملف للطفل وتعيين فريق متكامل لمتابعة الطفل (اجتماعي- نفسي- قانوني).

وتابعت: كما يتم عمل دراسة حالة مفصلة بما فيها: مقابلة أفراد الأسرة والبيئة المحيطة بالطفل، ووضع خطة دعم تتوافق مع احتياجات الطفل، ومتابعة المستجدات الخاصة بالطفل مع جهات الاختصاص مثل (النيابة - الشرطة - الطب الشرعي - المستشفيات)، ووضع حلول مناسبة لحل الظروف التي أدت إلى إيداعه في الإيواء.

1000 انتهاك محتمل لحقوق أصحاب الهمم والأطفال

كشفت هيئة تنمية المجتمع بدبي أن حجم التواصل المجتمعي مع إدارات الهيئة، شهد ارتفاعاً بعد إطلاق الخط الساخن 800988، ويشرف على إدارة الخط خبراء متخصصون في حماية الطفل وحماية أصحاب الهمم وكبار السن، حيث تلقّى منذ إطلاقه في الربع الثاني من 2020 أكثر من 5 آلاف اتصال تضمنت حوالي 1000 بلاغ عن انتهاكات محتملة لحقوق أصحاب الهمم والأطفال.

وأوضحت الهيئة لـ«الرؤية»، أن أكثر من ثلثي الاتصالات الواردة إلى الخط الساخن، جاءت بهدف الحصول على استشارات والتعرف على الخدمات، وتقديم ملاحظات ومقترحات تتعلق باحتياجات الفئات المجتمعية الأكثر عرضة للضرر، وأن الخط الساخن جاء بهدف تعزيز قنوات التواصل مع المتعاملين من مختلف الفئات المجتمعية خاصة الأكثر عرضة للضرر، حيث يتيح لهم على مدار الساعة التحدث إلى اختصاصين في المجال الذي يهمهم، وتلبية طلباتهم والاستجابة الفورية للبلاغات التي تتطلب تدخلاً عاجلاً.

وقال المدير التنفيذي لقطاع التنمية والرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع حريز المر بن حريز، إن الهيئة عملت على تدريب وتأهيل كادر متكامل مكون من 4 اختصاصيين في مجال حماية الطفل، و4 اختصاصيين بحماية أصحاب الهمم، و4 في لغة الإشارة.

شرطة دبي: 27 واقعة عنف جسدي ضد الأطفال في 2020

أكدت الإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي أنها خلال العام الماضي رصدت 27 حالة عنف جسدي على الأطفال، يليها سوء معاملة الطفل بواقع 17 حالة، و15 حالة عدم استخراج أوراق ثبوتية، و4 حالات إهمال في حق التعليم، ومثلها إهمال في الحقوق الأسرية، و5 حالات تعريض طفل للتشرد أو تركه دون رقابة أو التخلي عنه، و4 حالات إهمال في الحقوق الصحية.