الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

«صحة» تحذر من مخاطر الاستخدام المفرط للتكنولوجيا الحديثة على الصغار

«صحة» تحذر من مخاطر الاستخدام المفرط للتكنولوجيا الحديثة على الصغار

أكدت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» أهمية التزام الآباء والأمهات بدورهم في توجيه صغارهم نحو اتباع قواعد استخدام سليمة للتكنولوجيا الحديثة، للحد من مخاطرها على أجسادهم وأدمغتهم.

ودعت الأهل إلى توفير البدائل لأطفالهم عن الوقت الذي يقضونه عادة في استخدام التكنولوجيا، مثل ممارسة هوايات يستمتعون بها، كالقراءة والرسم والموسيقى، وتوزيع الوقت باعتدال وحكمة بين تلك الهوايات وبين الجلوس أمام الشاشات.

وقالت رئيسة شعبة طب الأطفال لدى الشؤون الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية إحدى منشآت شركة «صحة» الدكتورة أسماء المرزوقي: «على الرغم من الفوائد الكبيرة للتكنولوجيا الحديثة في إنجاز مهامنا اليومية، وضمان تواصلنا الدائم وحصولنا على الخدمات والضروريات التي نحتاجها، إلى جانب استخداماتها الترفيهية والثقافية لدى مختلف الفئات العمرية، فإن لهذه التكنولوجيا جوانب سلبية ملموسة على الصحة والسلامة العامة».

وأضافت: إن الصغار يتعرضون أكثر من غيرهم لمخاطر التكنولوجيا الحديثة، حيث إن أجسادهم وأدمغتهم لا تزال في مرحلة التطور والنمو، لذا بدأت تظهر على هذه الفئة العمرية بعض التداعيات المترافقة مع الإفراط في استخدام التكنولوجيا، من أبرزها إجهاد العين لدى الصغار، والذي ينجم عن التحديق في شاشات الأجهزة الإلكترونية لوقت طويل، والتعرض الزائد للوهج والسطوع عند تقريب تلك الأجهزة من وجوههم، وظهور مشكلات الرؤية التي تتسارع لديهم مع زيادة وقت استخدام الشاشة، فضلاً عن التأثيرات السلبية لجلوسهم في وضعيات خاطئة فترات طويلة.

وأوضحت المرزوقي أن من الآثار السلبية للاستخدام الطويل للأجهزة اللوحية، زيادة الوزن نتيجة لقلة النشاط البدني المتلازم مع الجلوس لفترات طويلة، واتباع نمط حياة أكثر ثباتاً، حيث يفضل معظم الأطفال ممارسة ألعاب الفيديو أو استخدام الأجهزة الذكية على قضاء أوقاتهم في الهواء الطلق، وبالتالي فإن قلة الحركة والنشاط البدني، إلى جانب تناول الطعام غير الصحي، تؤدي حتما لزيادة في الوزن، هذا إلى جانب التأثيرات الملموسة للإفراط في استخدام الأجهزة التكنولوجية على تقلبات المزاج والاكتئاب وجودة النوم لدى الصغار، والتي قد ترفع من مستويات التوتر والقلق لديهم، وتؤدي بهم إلى العصبية، وإظهار السلوكيات العدوانية.

وأشارت إلى أن الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة «كوفيد-19»، على العالم، والتعلم عن بعد، الذي حد من قدرة الصغار على ممارسة الأنشطة والتمارين، وقضاء مزيد من الوقت أمام الشاشات، فاقم من مشكلات إجهاد العين، وزيادة الوزن والسمنة والصحة النفسية لدى الصغار، مع زيادة ملحوظة في حالات الاكتئاب الناجمة عن نقص التفاعل الاجتماعي.

وشددت الدكتورة أسماء المرزوقي على دور الآباء والأمهات للحد من الآثار السلبية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة بتوجيه صغارهم نحو اتباع قواعد استخدام سليمة تمنح أعين الصغار وأجسادهم وعقولهم فرصة للاستراحة الضرورية التي يحتاجونها، وكذلك إيجاد بدائل عن الوقت الذي يقضيه الأطفال عادة في استخدام التكنولوجيا، مثل ممارسة هوايات يستمتعون بها، كالقراءة والرسم والموسيقى، وتوزيع الوقت باعتدال وحكمة بين تلك الهوايات وبين الجلوس أمام الشاشات، وأن يحرص الأهل على تعريض صغارهم يومياً لأشعة الشمس لفترة زمنية يومية تتراوح بين 30 و45 دقيقة، مع ممارسة الأنشطة البدنية في الهواء الطلق، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات أو الجري أو غيرها من الأنشطة التي تساعد على تجنب مخاطر السمنة وتحافظ على صحة أجسادهم.

وطالبت الأهل بتشجيع أطفالهم على ممارسة تمرينات رياضية خفيفة داخل المنزل مثل ألعاب التحدي والاختباء والمسابقات التقليدية، أو جلسات التمارين عبر الإنترنت، والمصممة خصوصاً حسب أعمارهم، وتوفير خيارات غذائية صحية للصغار، والحفاظ على رطوبة أجسامهم، ونصحتهم أيضاً بالتحلي بالصبر أثناء التعامل مع أبنائهم، حيث إن ظروف انتشار الجائحة لها أثر على الجميع، وخصوصاً على الصغار، ومن المهم تخصيص بعض الوقت للحديث والحوار معهم، ومعرفة مشاعرهم وتفهمها، مع الحرص على طمأنتهم ودعمهم، بما يساعد إلى حد كبير في تعزيز صحتهم النفسية.

ودعت الآباء والأمهات كذلك إلى ضرورة ملاحظة علامات الألم أو الإجهاد في أعين الصغار، مثل صعوبة الرؤية من مسافة معينة أو الإحساس بضبابية البصر، والصداع، واضطرابات النوم، وزيادة الوزن المفاجئة، ومشاعر الاكتئاب، وردود الأفعال الغاضبة والعصبية، وما إلى ذلك، وعند ظهور أي من هذه العلامات والأعراض بصورة واضحة، ينبغي على الآباء المسارعة إلى مراجعة طبيب الأطفال المختص، لتلقي الاستشارة المناسبة والعمل على منع تفاقم تلك الأعراض.

وأكدت أهمية القدوة الجيدة التي تعد ضرورية للصغار الذين يميلون عادة إلى تقليد الكبار من حولهم، مشيرة إلى ضرورة قضاء الأهل مزيداً من الوقت مع أبنائهم، وابتكار طرق جديدة لممارسة الأنشطة المعتادة، والحد من استخدام أجهزة التكنولوجيا الحديثة، أمام الصغار، والابتعاد عنها قدر المستطاع.