الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إشراف العاملة المنزلية على دراسة الأبناء.. توفير للمال أم تهرب من المسؤولية؟

إشراف العاملة المنزلية على دراسة الأبناء.. توفير للمال أم تهرب من المسؤولية؟
اختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض حول توكيل مهام تدريس ومتابعة واجبات الأبناء الدراسية للعاملة المنزلية، حيث رأى البعض أن تدريس الأبناء يعتبر إحدى المسؤوليات المنوطة بالوالدين بشكل خاص، فيما أكد آخرون أنه يمكن للمساعِدة أن تشرف على أداء الواجبات وتنظم حضور الحصص، خاصة أنها عن بعد، توفيراً للمال في حال الاستعانة بمدرس خصوصي.

من جانبهم، أوضح مختصون أن القاعدة الأساسية هي أن على العائلة الاستفادة من خدمات العاملة أو المساعدة المنزلية في شؤون المنزل حصراً وليس الاعتماد عليها بشكل كلي في أمور الحياة والأبناء ومستقبلهم، بحيث يُلغى دور الأم والأب، وتصبح المساعدة هي المسؤولة عن التحصيل العلمي للأبناء.

رابط أسري

وأعربت ليلى محمود عن رفضها التام لاستعانة البعض بالعاملة المنزلية في مهام متابعة دروس الأبناء، موضحةً أن هذه مسألة تخص الأسرة ومستقبل الطفل وصحته النفسية، وهي رابط مهم يتكون بين الوالدين والطفل على مدى مراحل الحياة، ويخلق التواصل.

ومن الضروري بحسب تعبيرها، أن يكون الأم والأب على اطلاع عن قرب لمستوى الأبناء في المدرسة والتواصل مع المعلمين وتقييم الأداء وعدم انتظار تقييم المعلم، مشددةً على أن العاملة المنزلي مهمتها توفير الوقت والجهد على الأم لتتمكن من إدارة شؤون البيت والأبناء بشكل أفضل وليس التنصل من مسؤولية التدريس.

بإشراف الوالدين

أيدتها ميساء زكريا في أن الاهتمام بتعليم الأبناء أمر يجب أن يكون تحت إشراف الوالدين، وهو ما يجب على الأم إدراكه حتى مع وجود عاملة منزلية، إذ إنها وحدها من يعرف ويقدر حاجة أبنائها وما ينقصهم وما يجب أن يتم التركيز عليه، كما أن مراحل التعليم المدرسي تتضمن تشكيل شخصياتهم في المستقبل.

وأضافت أن الأم ستكون أكثر حرصاً على التفاصيل، خاصة في ما يتعلق بأسلوب التعليم والمخاوف أو الصعوبات التي تواجه ابنها وكيفية مساعدته لتخطيها بدلاً من أن تتفاقم.

وأكدت سلوى خالد أن متابعة واجبات الأبناء تعد أهم المهام التي يجب على الأم والأب أداؤها، إذ تشكل رابطاً أسرياً قوياً خاصة في المستقبل، حيث ترسخ لديهم حب المدرسة والتعلم ويشعرهم بالحب والدعم اللامحدود ويجعلهم أكثر أماناً للتعبير عن أنفسهم وتخطي المصاعب التي تواجههم.

وأردفت أن لغة العاملات المنزليات ليست عربية ولا إنجليزية، ولا يمكن للطفل التعلم منها، وستكون بلا شك غير حريصة على تعلم الطفل بقدر حرصها على الانتهاء من الواجب أو المهمة وهو ما سيجعل من الطفل أقل عن زملائه في التحصيل العلمي مستقبلاً بسبب إهمال والديه.

مهمة مجهدة

من جانبه، ذكر حسين حمد أن متابعة وظائف الأبناء أو التأكد من التزامهم بحضور الحصص عن بعد، لا يتطلب وجود الأم، ولا يعد مشكلة، لأن العاملة المنزلية ستكون كأنها أخت كبيرة أو رقيبة على سير الحصة أو أداء الواجب، ويمكنها بلا شك مساعدة الأطفال في عمر صغير، لأنهم مع الوقت وبشكل تلقائي سيعتمدون على أنفسهم.



وأضاف أن غالبية المساعدات يتحدثن اللغة الإنجليزية بقدر جيد ويمكنهن التواصل مع الأبناء في ما يخص المدرسة، فيكون ذلك توفيراً للمال الذي سيخصص لمدرس خصوصي.

وقالت علا عمر إن وقت المرأة العاملة اليوم ومتطلبات العمل لا تسمح لها بأن تكون متفرغة كل يوم لمتابعة الأبناء، خاصة مع تزامن حصص التعليم أونلاين مع دوامها اليومي، ومساعدة العاملة المنزلية لها يكون في حدود ضيقة في ما يتعلق بتدريس الأبناء، مثل مساعدتهم لحضور الحصص أونلاين أو إعداد قائمة بالواجبات مثلاً.



وأيدت الشابة غنى ناصر الاستعانة بالعاملة المنزلية في متابعة الأبناء دراسياً، موضحةً أن المهام المنزلية تنتهي منتصف النهار، لذا تستكملها بمتابعة الأبناء بدل الاعتماد على مدرسين، ومع جلوس العاملة مع الأبناء يمكنها متابعة أدائهم للواجبات وحضورهم للدروس بشكل جيد، حيث لا يستطيع الوالدان البقاء على اطلاع كامل بكافة مجريات يومهم بسبب تراكم الأعمال وأوقات الدوام الطويلة.



إِشراف الأم

وأكدت لـ«الرؤية» المستشارة الأسرية دعاء صفوت أن اختلاف اللغة هو أول عائق أمام توكيل العاملة المنزلية لمهمة تدريس الأبناء، إلى جانب احتمال أن يكون باباً مشرعاً أمامها لتعنيف الأطفال بسبب التوتر الذي يتصاعد خلال متابعة الواجبات أو التدريس بشكل عام مع افتقارها للخبرة والعاطفة تجاههم.

ورأت أن بعض الأسر تعتمد على العاملات المنزليات في تدريس الأبناء، للابتعاد عن الصراع الذي ينتج عن التدريس وتسميع الدروس، ويشكل توتراً كبيراً في العلاقة الأسرية، فيكون الاستسهال وتوفير الجهد بإلقاء العبء على المساعدة.

ونصحت الأهالي الذين لا يمكنهم متابعة أبنائهم طوال اليوم ويضطرون للاستعانة بالعاملة المنزلية، ألا يلقوا بكامل المسؤولية عليها، بل التدخل وتشجيعها كما تشجيع الأبناء، وتحديد مهامها في الحرص على تركيزهم أثناء الحصص مثلاً أو مراقبتهم أثناء أداء الواجب، إلا أن على أحد الوالدين تخصيص وقت للمتابعة عن كثب ومراجعة الدروس مع الأطفال بشكل يومي.



يخفض التحصيل

من جانبها، ذكرت الاختصاصية التربوية غادة عبدالله أن مسألة تدريس الأبناء ومتابعة تحصيلهم العلمي لا يمكن أن يتم بنجاح إلا من قبل شخص مهتم فعلاً بتطور الأبناء وتعلمهم الصحيح، فلا يمكن للعاملة المنزلية التي تنصب مهامها على الاهتمام بالبيت والنظافة ولا تملك المهارة أو اللغة المناسبة للتدريس، أن تضاف إليها هذه المهمة.

وأشارت إلى أن وجود العاملة في المنزل، يوفر وقت الوالدين ويقلل المهام التي عليهم أداؤها، لذا فيكون هناك متسع من الوقت لقضائه مع الأبناء ومتابعة دروسهم وهو أمر ضروري على صعيد التربية، أن يكون الأم والأب على اطلاع كامل على مجريات العملية التعليمية وتواصل الابن مع المعلم وأدائه لما يطلب منه بشكل صحيح، موضحةً أن تساهل بعض أولياء الأمور وتغاضيهم عن أهمية الأمر، يخفض من التحصيل الدراسي ويقود الأبناء إلى الفشل.