الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

دراسة جديدة: الإمارات تتمتع بمقومات الصدارة في أبحاث ارتفاع مستوى سطح البحر

دراسة جديدة: الإمارات تتمتع بمقومات الصدارة في أبحاث ارتفاع مستوى سطح البحر

الدراسة أولى ثمار تأسيس شبكة الإمارات العربية المتحدة لأبحاث تغيّر المناخ. (من المصدر)

أوضحت دراسة نفذتها جامعة نيويورك أبوظبي بالاشتراك مع 3 جامعات في الإمارات العربية المتحدة، أن الدولة تتمتع بكل مقومات الصدارة بمجال أبحاث ارتفاع مستوى سطح البحر والتعامل مع هذه الظاهرة، نظراً لما تتميز به من موقع ساحلي وسياسات تركز على المستقبل المستدام.

تمثّل الدراسة أولى ثمار تأسيس شبكة الإمارات العربية المتحدة لأبحاث تغيّر المناخ التي أسستها وزارة التغيّر المناخي والبيئة، وتوفر توصيات بخصوص أهم قضايا تغيّر مستوى سطح البحر بما في ذلك تنسيق السياسات وجمع البيانات والتمويل.

ويصف البحث بعنوان «خارطة الطريق للأبحاث المدعومة بالسياسات حول ارتفاع مستوى سطح البحر في دولة الإمارات العربية المتحدة»، الذي نشرته دورية «فرونتيرز إن مارين ساينس» تفاصيل خطة محتملة، يمكن للدولة من خلالها استغلال قدراتها للوصول إلى تقديرات مهمة لمستويات سطح البحر إقليمياً، وتتضمن الخطة تقديرات لعدد من المدن الساحلية التي تواجه ذات التهديد الذي يشكله ارتفاع مستوى سطح البحر.


ويستند البحث إلى آراء عدد من الخبراء لتحديد العوامل ذات تأثير على النواحي المختلفة، كعملية جمع البيانات ومشاركتها والتواصل مع صنّاع السياسات والوصول إلى مصادر التمويل، وبالإضافة إلى ذلك، فيتضمن البحث اقتراحات من شأنها إثراء مشاريع التطوير الساحلي، نظراً لما يوفره علم مستوى سطح البحر من معلومات، والعمل على تحديد أفضل الممارسات وتعميمها على أوسع نطاق ممكن على مستوى هذا المجال العلمي وفي المنطقة بشكل عام.


العلوم الناشئة

وصرحت المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة في مركز التغيرات الحيوية في مستوى سطح البحر التابع لجامعة نيويورك أبوظبي هانا ميلفيل ريا: «إن الاستثمار في العلوم الناشئة والطموحة ليس بالشيء الغريب على هذه الدولة التي أثبتت نجاحها في مجال استكشاف الفضاء، وسيساهم سد الثغرات البيانية لمنطقة الخليج العربي في دعم قدرتنا على التحضير للارتفاع المتوقع في مستوى سطح البحر وحماية سواحلنا ومجتمعاتنا بكل أطيافها».



وأضافت المؤلفة المشاركة والرئيسة المشاركة لشبكة الإمارات العربية المتحدة لأبحاث تغيّر المناخ فاتن سمارة: «يظهر هذا المشروع المشترك أهمية دور شبكة الإمارات العربية المتحدة لأبحاث تغيّر المناخ حديثة التأسيس، في توفير قنوات للتعاون بين العلماء في مجال أبحاث المناخ ذات العلاقة بالسياسات».

ووفقاً للمؤلف المشارك وأستاذ الرياضيات في جامعة نيويورك أبوظبي دافيد هولاند: «توشك دولة الإمارات العربية المتحدة على تصدّر مجال الأبحاث فيما يتعلق بقدرتنا على تقدير مستويات الارتفاع في مستويات سطح البحر وفهمنا لتداعياته، كما أن للاستثمار في الجهود العلمية من النوع الذي يختصّ بها مركز التغيرات الحيوية في مستوى سطح البحر التابع لجامعة نيويورك أبوظبي ضمن منطقتي القطبين الشمالي والجنوبي دور حيوي في إنجاح جهود حماية سواحلنا».

نتائج البحث

مع تعرّض دولة الإمارات العربية المتحدة لانغمار المناطق الساحلية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، ووجود ما يوازي 85% من السكان و90% من البنى التحتية على مقربة من السواحل، فإن الدولة تتمتع بمقدرات تسمح لها بتصدر الجهود العلمية في هذا المجال، معتمدة بذلك على الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى وتوفر الموارد الاقتصادية وتخطيطها لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة.

إن الخطوة الرئيسية لوضع تقديرات دقيقة لمدى تهديد الفيضانات وامتدادها، هي ثغرة معلوماتية تتمثّل في غياب البيانات الموثوقة حول عمق البحار وجغرافية الأراضي والأرصاد الجوية.

يمكن للجامعات أن تساهم بشكل فعال في تقدم الأبحاث من خلال مشاركة معداتها، والعمل مع مصادر التمويل غير الحكومية والاشتراك في بعثات متعددة الجنسيات.

إن من شأن تأسيس برنامج أبحاث للقارة القطبية الجنوبية أن يرسّخ ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة إقليمياً في التعامل مع أهم المعطيات التي تدفع عملية تغيّر مستوى سطح البحر.