الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

302 ألف متر مكعب حصيلة مياه أمطار 16 و17 يوليو.. ومختصون: تعزز المخزون الجوفي

302 ألف متر مكعب حصيلة مياه أمطار 16 و17 يوليو.. ومختصون: تعزز المخزون الجوفي
أكدت وزارة الطاقة والبنية التحية أن المجموع الكلي للمياه التي جمعتها السدود في دولة الإمارات خلال يومي 16 و17 يوليو الجاري، بلغ 302 ألف و457 متراً مكعباً.

وأفاد مدير إدارة السدود والمنشآت المائية في الوزارة المهندس ناصر الكثيري لـ«الرؤية»، بأن عدد السدود في الدولة 150 سداً، حيث تشرف الوزارة على 104 من هذه السدود، مضيفاً أن الأمطار الأخيرة ساهمت في تعزيز المخزون المائي الذي يعتبر هدفاً استراتيجياً للوزارة.

وقال إن الوزارة تعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال إنشاء السدود والحواجز والقنوات المائية، لزيادة وتعزيز الموارد المائية الطبيعية (السطحية والجوفية)، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في محور المياه، لتحقيق أهداف واستراتيجية الأمن المائي بالدولة.


من جهتهم، أكد مختصون في مجال البيئة أن الإمارات استعدت بشكل مثالي لهطول الأمطار لتعزيز المخزون الجوفي في الدولة، وذلك بإنشاء سدود وحواجز مائية، إضافة إلى عمليات الاستمطار.


وقال الخبير البيئي الدكتور رياض الدباغ، أن أثر الأمطار إيجابي ومثالي لأن الأمطار تغذي المياه الجوفية طبيعياً، حيث يرتفع منسوب المياه الجوفية، ويشكل ذلك مخزوناً مائياً كبيراً تستفيد منه الدولة في كل المجالات المختلفة، لذلك لا يوجد في الأمطار خسائر بل كلها فوائد.



وأضاف أن ذلك يؤثر بشكل كبير في الزراعة لأنها تحتاج إلى مياه، سواء محلاة أو من المخزون الجوفي، لافتاً إلى أن الزراعة هي المستهلك الأكبر للمياه في العالم، حيث إن النسب العالمية تشير إلى أن 70% من المياه تذهب للزراعة، و20% للصناعة، وحوالي 10% للاحتياجات اليومية.

وقال إن الجوانب الإيجابية للأمطار الصيفية أنها تكون لفترة زمنية محدودة وغزيرة، ولهذا تؤثر في المنطقة التي تسقط فيها إيجابياً، لأن المياه تتجمع بشكل أكبر، مشيراً إلى أن الإمارات لعبت دوراً كبيراً في عملية استدامة المياه والحفاظ عليها وإيجاد موارد مختلفة للمياه، وهذا الاهتمام بدأ من الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، حيث كانت له اهتمامات كبيرة في المياه والزراعة، ولهذا شرع «رحمه الله» في عملية توعية المجتمع بالاهتمام بالمياه، وأسس سدوداً لتغذية المياه الجوفية.

وقال الدباغ: «هذه السدود ليست على الأنهار بل هي لحفظ مياه الأودية والأمطار وتغذي المياه الجوفية، وحين تسقط الأمطار الغزيرة لا سيما في المناطق الجبلية، تتجمع المياه في السدود كي لا تذهب سدى للبحر، وتخزن لشحن المياه الجوفية»، موضحاً أن الإمارات من الدول التي اهتمت استثنائياً بالمياه، ورفعت قدرة تحلية المياه بشكل عال.

وأكد خبير البيئة الإماراتي الدكتور أحمد المرشدي، أن الأمطار الصيفية في الإمارات «عابرة»، وتتشكل هذه الأمطار بسبب الرطوبة العالية وهبوب رياح «الكوس» لتتشكل السحب الركامية وتهطل الأمطار.



وأضاف أن الأمطار الصيفية تخفف درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وتسهم في نمو الأعشاب، ولها تأثير في الزراعة والمحاصيل الصيفية، مشيراً إلى أن الإمارات لها جهود كبيرة في الاستمطار الصيفي، ومن الدول التي لها باع كبير في الاستمطار عالمياً.

من جانبه، أفاد المهندس البيئي عمر عبيدات، بأن الإمارات من الدول التي حافظت على مياه الأمطار واستغلتها بأقصى فائدة، حيث أنشأت عشرات السدود والحواجز والقنوات المائية لزيادة وتعزيز الموارد المائية السطحية والجوفية، وتجلى أثر السدود في ارتفاع منسوب المياه وتعزيز الزراعة لا سيما في المناطق الشرقية.

ونوه بأن الأمطار الصيفية أسهمت في رفع منسوب المياه حتى في الأودية بالمنطقة الشرقية في الدولة، ولا يزال بعضها يجري بشكل مستمر منذ أمطار الأسبوع الفائت.