الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

خبير الـDNA العميد متقاعد أحمد العوضي: الجينوم الإماراتي «مسبار أمل صحي» لمواطني الدولة

خبير الـDNA العميد متقاعد أحمد العوضي: الجينوم الإماراتي «مسبار أمل صحي» لمواطني الدولة

العميد متقاعد أحمد العوضي.

طالب خبير البصمة الوراثية والـ الإماراتي DNAالعميد متقاعد الدكتور أحمد العوضي، الشباب المواطنين بدراسة تخصصات الهندسة الوراثية، وطب الطوارئ، والذكاء الاصطناعي، وعلم الأزمات والكوارث، كونها علوماً حديثة تحتاجها الدولة وهي مستقبل العالم بأكمله.

وأكد في حواره مع «الرؤية»، أنه بعد قضاء أكثر من ثلاثة عقود بين أروقة السلك الشرطي تفرغ بشكل كامل للعمل في برنامج الجينوم الإماراتي، معتبراً مشروع الجينوم «مسبار أمل صحياً» لمواطني الدولة، لأنه يهدف لخلق مجتمع إماراتي خالٍ من الأمراض الوراثية بأقرب وقت.

وعن هواياته ومنجزاته، تحدث العوضي عن التدريس والتأليف، حيث درّس علم الوراثة والجينات في عدة جهات مثل كلية الشرطة بأبوظبي، وجامعة الحصن، وجامعة عين شمس بمصر، لافتاً إلى تأليف كتاب «الطب الرياضي»، وآخر تحت الطبع «كتاب الطاقة البديلة»، وأنه حالياً يمارس رياضة كرة القدم 3 مرات أسبوعياً، بعد شغله عضوية مجلس إدارة نادي بني ياس (2009 -2012)، والعمل بعدها كمحلل رياضي.



إلى نص الحوار:

حدثنا عن المراحل التعليمية والنشأة؟

أنا من أبناء إمارة عجمان عام 1959، ترعرعت بها ودرست بمدرسة ابن الهيثم الابتدائية، ثم التحقت بمدرسة الراشدية، ومنها إلى جامعة الإمارات، وحظيت بأن أكون من ضمن الدفعة الأولى بالجامعة (1977)، ولي الفخر أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، سلمني شهادة تخرجي بالبكالوريوس عام 1981.



وكيف التحقت بالعمل الشرطي ومتى؟

بعد التخرج من جامعة الإمارات عام 1981.. تم تعييني بقسم الأدلة الجنائية بشرطة أبوظبي، ويعود الفضل إلى وزير الداخلية في ذلك الوقت معالي حمودة بن علي، ووكيل الوزارة خلفان العميمي رحمهما الله، فهما وجهاني للالتحاق بقسم الأدلة الجنائية ودعماني في بداية مسيرة شبابي، وبعد التدريب بكلية شرطة أبوظبي تمت ترقيتي إلى رتبة ملازم.

لماذا اخترت تخصص «علم الوراثة»؟

حبي الكبير لعلم الأحياء والبيئة دفعني لدراسة تخصص (البيلوجي)، واخترت الماجستير في علم الوراثة الذي كان علماً حديثاً على مستوى العالم آنذاك، ثم جمعت في رسالة الدكتوراه بين علوم البيئة والوراثة وهما وجهان لعملة واحدة.



وهل أكملت الدراسات العليا بنفس المجال؟

بكل تأكيد بعد مرور ثلاث سنوات بعملي تمت ترقيتي إلى رتبة ملازم أول وفي العام نفسه غادرت لإكمال دراستي الجامعية بلوس أنجلوس، وتخصصت في علم الوراثة بجامعة ولاية كاليفورنيا (1987-1989)، ولحسن حظي تم اختياري لأحاضر بالجامعة نفسها خلال فترة الماجستير لتميز درجاتي، فكنت طالباً وأستاذاً في آنٍ واحد، وعدت عام 2004 وأكملت الدكتوراه في علوم البيئة والوراثة بالجامعة نفسها، وسعدت لأنني مزجت بين تخصصي البيئة والوراثة معاً.

بين دراسة الماجستير ونيل الدكتوراه.. ماهي إنجازاتك العملية؟

تم تعييني مديراً لقسم التحاليل البيولوجية بشرطة أبوظبي بعد حصولي على الماجستير مباشرة، وبدأت أبحث عن علم الوراثة كونه تخصصاً جديداً في المجال الجنائي، ولم يوجد مواطن وقتها متخصص بهذا المجال، وبدعم من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أسست مختبرات البصمة الوراثية والـDNA عام 1991، ولي شرف تدريب أكثر من 8 ضباط حالياً أصبحوا خبراء في الـDNA برتبتيْ عقيد وعميد بشرطة أبوظبي، كما تلقيت أكثر من 100 دورة ومحاضرة داخل وخارج الدولة بينهم محاضرات في الـFBI بإنجلترا واسكتلندا.



ما أبرز القضايا العالقة في ذاكرتك؟

لن أنسى قضية قتل في مدينة الظفرة عام 1996 تسببت في دخولي المستشفى لمدة شهر كامل وكدت أفقد بصري، حيث واصلت العمل ذات يوم بلا انقطاع من الـ6 صباحاً وحتى الـ11 ليلاً، لفحص عيّنة خفيفة على (100 درهم) يُشتبه بوجود تلوثات دموية قليلة بها، ونزعت النظارة الحامية لثوانٍ فقط فتأثرت عيناي بالأشعة فوق البنفسجية، وأصبت بالتهاب حاد في القرنية وصرت طريح الفراش لمدة شهر بإحدى المستشفيات.

أنا انتقلت إلى منطقة الظفرة لتأسيس مختبرات الأدلة الجنائية عام 1996، وأسست عدة أقسام مع اللواء محمد بطي الرميثي مدير شرطة طريف آنذاك، مثل قسم الحرائق، والـDNA، والأسلحة، والمستندات وغيرها، وتزامنت تلك الفترة مع تأسيسي أيضاً لفريق شرطة طريف لكرة القدم، وملاعب الشرطة، ثم عدت إلى أبوظبي عام 2000 وعُينت مديراً لإدارة الأدلة الجنائية بشرطة أبوظبي، وبدأت في وضع وتأسيس قاعدة البيانات الوراثية للحوادث والجرائم سنة 2001، واستمررت أخدم بشرطة أبوظبي حتى تقاعدت في 2017.

ماهي أبرز المشاريع التي تتطلع لتحقيقها؟

بعد قضاء 37 عاماً في العمل الشرطي تفرغت للعمل ببرنامج الجينوم الإماراتي الذي أعمل به كمسؤول مجتمعي وحكومي ومتحدث رسمي له، وأسعى مع الأخوة المسؤولين عن البرنامج لتحقيق أبرز وأهم أهدافه وهو خلق مجتمع إماراتي خالٍ من الأمراض الوراثية في أقرب وقت، وهذا مشروعي الذي أعمل عليه فهو مسبار أمل صحي لمواطني الدولة، لذا أدعو جميع الإماراتيين وأسرهم إلى المشاركة في هذا البرنامج لهم ولمستقبل أجيالهم الذين سيقودون المشاريع المستقبلية والاستراتيجية لدولتنا، ونفخر بأن سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس الجينوم الإماراتي أحد الطاقات الشابة الطموحة.



خلال تجربتك الثريّة بالإنجازات.. ما نصائحك الشباب؟

أشجع الشباب وبقناعة أن ينخرطوا في دراسة المستقبل خاصة الهندسة الوراثية والـDNA كون العالم يعيش عصر التحديات، وهناك تخصصات أخرى مطلوبة ومهمة تحتاجها الدولة مثل مستقبل العالم ككل كالذكاء الاصطناعي، وطب الطوارئ، والأزمات والكوارث، فالإمارات دولة اللا مستحيل وشبابنا يجدون كامل الدعم من قيادتنا، لذا أنصحهم بعدم التوقف عند أية عراقيل، لأن الحياة بها مطبات عديدة وعليهم الاستمرار والمثابرة.

هوايات أخرى تمارسها بعيداً عن العمل الشرطي؟

التدريس.. وأنا عاشق للكتابة أيضاً، درّست علم الوراثة والجينات في عدد من الجهات مثل كلية الشرطة بأبوظبي، وجامعة الحصن، وجامعة عين شمس بمصر، إضافة إلى تقديم محاضرات بوزارة الداخلية، وفي تايوان، ولدي 9 أبحاث منشورة، أضف إلى ذلك كتابة المقالات الرياضية والاجتماعية، ولدي مؤلفان (كتاب الطب الرياضي)، وآخر تحت الطبع (كتاب الطاقة البديلة)، وبتكليف من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، تم تعييني عضواً بمجلس إدارة نادي بني ياس (2009 -2012)، وعملت محللاً رياضياً، وحالياً اعتزلت كل شيء وتفرغت لبرنامج الجينوم، لكني أمارس كرة القدم ثلاث مرات أسبوعياً.



ختاماً ماذا تعلمت من فترة جائحة كوفيد-19؟

تعلمت الإيجابية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عندما طمأننا قائلاً «لا تشلون هم.. الدواء والغذاء خط أحمر في دولة الإمارات يجب تأمينه لأهلنا إلى مالا نهاية بغض النظر عن أي تحديات سواء كورونا أو غيره»، إلى جانب تحويل الجائحة إلى نجاحات وإنجازات عندما عجزت العديد من الدول عن تحقيق ذلك، ففي 2020 اخترقنا الفضاء بإطلاق «مسبار الأمل»، و«خليفة سات»، أصبحنا دولة نووية سلمية، احتضنا التجربة الثالثة للتطعيم ضد كوفيد-19، وخططنا لتدشين أول خط إنتاج للقاح «حياة فاكس»، فضلاً عن العديد من الأعمال الإنسانية والأيادي البيضاء التي امتدت داخل وخارج الدولة.