الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي يستقطب 15 ألف طالب خلال المخيم الصيفي

استقطب مخيّم الإمارات الصيفي الذي أطلقه البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي الهادف لتمكين الطاقات الشابة بمهارات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة على مدى 3 دورات أكثر من 15 ألف طالب في المراحل التعليمية في المدارس والجامعات من مختلف الأعمار والتخصصات.

وهدفت الدورة الثالثة من المخيم الصيفي، التي عقدت مؤخراً، بالتعاون مع البرنامج الوطني للمبرمجين، إلى تشجيع الشباب على تطوير حلول مبتكرة لتحديات المستقبل بالاستفادة من الخبرات التي اكتسبوها خلال مشاركتهم في الفعاليات الافتراضية والجلسات الحوارية وورش العمل التفاعلية.

وشهد المخيم إقبالاً متزايداً ومشاركة طلابية واسعة، وأكثر من 15 شراكة استراتيجية ضمت مجموعة من الجهات الوطنية، وكبرى الشركات العالمية المتخصصة في البرمجة والذكاء الاصطناعي، لتطوير محتوى رقمي يمكن للطلاب الرجوع إليه في مختلف القطاعات.

عمر سلطان العلماء: الإمارات تسخّر الإمكانات لبناء الكفاءات المستقبلية

وأكد وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد عمر سلطان العلماء، محورية قطاع الذكاء الاصطناعي في تحقيق التغيير المستدام ودعم الجهود لتصميم وبناء مستقبل أفضل للمجتمعات، وأن حكومة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، تسخّر إمكاناتها وبرامجها ومبادراتها لتعزيز القدرات وبناء الكفاءات الشابة القادرة على تصميم المستقبل.

وقال عمر سلطان العلماء إن المخيّم الصيفي للذكاء الاصطناعي يكتسب أهمية كبيرة في دعم الشباب وتشجيعهم على تعلم أساسيات الذكاء الاصطناعي والاطلاع على استخداماته واكتساب المعرفة والخبرات والتعرف على قصص النجاح، من خلال إعادة تشكيل بيئة التعلم والأعمال التي تحتضن مجتمعات رقمية متكاملة متمكنة من توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن المخيّم أصبح مرجعاً تكنولوجياً معتمداً لتقنيات الذكاء الاصطناعي، عبر توفير محتوى عالمي مفتوح، تشارك في تطويره الجهات الحكومية المتميزة في الدولة، والمؤسسات التكنولوجية العالمية، مثل «فيسبوك» وهواوي «ومايكروسوفت» بما يضمن دعم الشباب المبدع وتعزيز الاستفادة من المعرفة التي اكتسبوها في المخيم، مشيدا بشركاء المعرفة الذين أسهموا في تزويد الطلاب بالمهارات المستقبلية، واهتمام الشباب بالعلوم المتقدمة.

شراكات حكومية وعالمية

وشهدت الدورة الثالثة عقد شراكات نوعية مع جهات حكومية، من بينها: القيادة العامة لشرطة دبي، وهيئة دبي الرقمية، ومركز محمد بن راشد للفضاء، ومختبرات دبي للمستقبل، ومحميّة دبي الصحراوية، كما شاركت عدة مؤسسات رائدة من القطاع الخاص في فعاليات المخيم، من بينها: «فيسبوك» و«مايكروسوفت» و«هواوي» و«لو واجن» و«كريم» و«SAP»، وغيرها من الشركات.

جياوي ليو: الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «هواوي» في الإمارات جياوي ليو أن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة للطلاب ومختلف الشركات لتطوير تكنولوجيا مستقبلية متقدمة تنعكس إيجاباً على القطاعات الحيوية، وتحمل قيمة نوعية لتطوير قطاعات جديدة تقود المجتمعات وتدفع جهود التحول الصناعي.

وقال إن شركة «هواوي» العالمية تسخّر خبراتها ومواردها المتعددة لبناء نظام الذكاء الاصطناعي، وتستثمر في بناء القدرات والمهارات الشابة القادرة على إدارة هذه الأنظمة، بما يضمن تعزيز جهود التحول الرقمي العالمي، ويدعم تحقيق المستهدفات الوطنية لتعزيز مكانة دولة الإمارات مركزاً لاستقطاب المواهب ونشر ثقافة الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا وأدوات الذكاء الاصطناعي.

أميت أندريه: البيانات حاجة أساسية

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمختبرات «داتا تك» د. أميت أندريه إن المشاركة ضمن فعاليات مخيم الإمارات الصيفي للذكاء الاصطناعي تعد تجربة ريادية ومتميزة، وخصوصاً أن المشاركين من الطلاب تمكّنوا من توظيف المعارف التي اكتسبوها في تطوير أفكار جديدة خاصة بهم، وتعرفوا على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ومجالاتها التي تعتمد عليها مختلف القطاعات الحيوية، مضيفاً أن الحصول على المعلومات والبيانات حاجة أساسية لإطلاق البرامج والمبادرات المبتكرة والأفكار التي تمكّن الطلاب والمشاركين من بناء مستقبل مستدام وتحقيق مستهدفات «مئوية الإمارات 2071».

شارلوت مارجوس: تأهيل الكوادر الوطنية لابتكار الحلول

وقالت المدير العام لشركة «لو واجن» في الشرق الأوسط شارلوت مارجوس، إن الشركة تعمل على تدريب الكوادر الوطنية الواعدة على أساسيات التكنولوجيا الناشئة، وتبني التأثير الإيجابي على حياتهم المهنية، معربة عن سعادة «لو واجن» بالشراكة مع البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي في المخيم، ما أسهم في تعزيز قدرات 200 طالب مشارك، وتزويدهم بالمهارات التي تؤهلهم لابتكار حلول جديدة.

وأضافت أن الجلسات التي شاركت في تقديمها «لو واجن» ركزت على ضرورة تعلم مهارات البرمجة وعلوم البيانات وزيادة الطلب عليها في دولة الإمارات، وأهمية مواصلة هذه الكوادر والمواهب تطوير قدراتها ووضع حلول وأفكار مبتكرة بما يضمن تعزيز الاقتصاد الرقمي الوطني.

طارق محمد: المخيم منصة للحصول على المعارف

وأكد رئيس قسم جرائم الأصول الرقمية في القيادة العامة لشرطة دبي طارق محمد، أن مخيّم الإمارات الصيفي للذكاء الاصطناعي يعند منصة وطنية تمكّن الشباب من الحصول على المعارف والخبرات لتطوير حلول مبتكرة للتحديات المختلفة، وقال: «نفخر بالشراكة مع البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي في تقديم ورش العمل والبرامج المختلفة التي أسهمت في تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة في المجالات الرقمية، ونتطلع إلى عقد مزيد من الشراكات التي تنعكس إيجاباً على المجتمعات».

علي العزاوي: تعزيز جودة الحياة الرقمية

وأكد مستشار تجربة المدينة في هيئة دبي الرقمية د. علي العزاوي، أن الهيئة تعمل على تنفيذ الخطط الاستراتيجية التي وضعتها حكومة دبي بما يترجم مستهدفات «مئوية الإمارات 2071» بأن تصبح الدولة الأفضل في العالم، من خلال تسريع تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية في الدولة، بما يضمن ينعكس إيجاباً حياة الأفراد ويعزز جودة حياتهم الرقمية.

وقال: "نفخر بالمشاركة في فعاليات المخيم الصيفي الذي ينظمه البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي بشكل سنوي، ويوفّر للطلاب منصة وطنية يتعرفون من خلالها على أهم استخدامات هذه التكنولوجيا والمجالات التي يمكنهم المساهمة بها لدعم نمو الاقتصاد الرقمي".

محمد خميس: الذكاء الاصطناعي أداة رئيسية لتوفير الخدمات

وقال مدير مبيعات في شركة «زووم» الشرق الأوسط محمد خميس إن برنامج زووم يتبنى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تصميم الأعمال وتوفير الخدمات الرقمية، مضيفاً أن التكنولوجيا تسهم بشكل كبير في إيجاد الحلول لمختلف التحديات التي نواجهها، وبالفعل أثبتت تطبيقات الاجتماعات الافتراضية وبرامج المساعدة الصوتية وتقنيات التعرف على الوجه وتحليل بيانات الاجتماعات أهميتها في حياتنا اليومية.

وتابع «نفخر في زووم بعقد الشراكات الفاعلة مع البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، وتقديم خدمات محسّنة تمكّن الطلاب من استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية وتعزيز الاستفادة منها في الحصول على المعلومات وبناء قدراتهم والتفاعل مع زملائهم من مختلف المجتمعات لتعزيز معرفتهم بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي».

20 موضوعاً معرفياً في الذكاء الاصطناعي والبرمجة

وتنوعت فعاليات المخيم الصيفي، حيث شهد تنظيم العديد من الجلسات المعرفية وورش العمل النظرية والتطبيقية والمحاضرات الافتراضية، طُرح خلالها أكثر من 20 موضوعاً معرفياً أسهم في تزويد الطلاب بأهم المهارات في قطاع التكنولوجيا وعلوم البرمجة، وبالأخص في مجال الذكاء الاصطناعي.

وركزت ورش العمل على مجالات تكنولوجية مختلفة تشمل التعلم العميق، ومجالات التعلم الآلي، ولغة البرمجة «بايثون»، والأمن السيبراني، وأهم التطورات في مجال العملات الرقمية المشفرة، فيما استعرضت القيادة العامة لشرطة دبي التقنيات الحديثة التي تستعين بها في مجالات مكافحة الجرائم الإلكترونية، والحفاظ على الأمن السيبراني.

واستعرضت «G42 Healthcare» تطبيق الذكاء الاصطناعي في الصحة ودراسة الجينوم الإماراتي، وتعرّف الطلاب على استخدامات تكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاستشعار التي يستعين بها مركز محمد بن راشد للفضاء، كما استعرضت محمية دبي الصحراوية استخدامات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الفصائل النادرة من الحيوانات البرية التي تعيش على أرض الدولة، وتطبيقات الرؤية الحوسبية في المحمية في إعادة اكتشاف الطبيعة.

5000 طالب اطلعوا على التقنيات الناشئة في المجالات المستقبلية

وأتاح مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي لـ5000 طالب مشارك فرصة الاطلاع على أبرز التقنيات الناشئة في المجالات المستقبلية، واكتساب مهارات عديدة تهيئهم لبدء مسيرتهم في مجال البرمجة والتي تعد اليوم من أهم اللغات والمهارات في مجال الأعمال المستقبلية.

كما نظّمت شركة فيسبوك مخيماً للذكاء الاصطناعي استقطب 50 مشاركاً خلال الفترة من 15 - 26 أغسطس الماضي، تم اختيارهم من بين 700 مشاركة عبر الموقع الإلكتروني، وتضمن المخيم مجموعة من ورش العمل التدريبية والجلسات الحوارية لتعريف الطلاب على أحدث تقنيات تعلم الآلة، والرؤية الحاسوبية، وتعزيز التعليم، وتناولت أهمية الذكاء الاصطناعي في ريادة الأعمال وتطوير المشروعات عبر استعراض قصص نجاح شركات تم إطلاقها من الدولة.

الجدير بالذكر، أن المخيم الصيفي للذكاء الاصطناعي انطلق في العام 2018 وعلى مدى دورتيه الأولى (2018) والثانية (2019)، استقطب أكثر من 10 آلاف طالب من المدارس والجامعات في دولة الإمارات، ومكّنهم بالأدوات والمهارات المعارف المرتبطة بالتكنولوجيا وحلول الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، بما يسهم في تعزيز دورهم ومشاركتهم في صياغة توجهات المستقبل وابتكار الحلول الاستباقية لتحديات القطاعات الحيوية.