الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

8 حيل لإقناع الطفل عملياً بـ«احترازات كورونا»

8 حيل لإقناع الطفل عملياً بـ«احترازات كورونا»

أرشيفية.

أكد مسؤولون بالقطاع الطبي، ومختصون في التربية، وأولياء أمور، أن كثيراً من الأطفال في سن المدارس لا يتقبلون العبارات الإرشادية والرسائل المباشرة التي تحثهم على الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بمرض كورونا «كوفيد-19»، ويجب على الأسر التفكير في حيل تتناسب مع براءة الأطفال يمكن من خلالها إيصال الرسالة بأهمية اتباع احترازات كورونا، مشيرين إلى 8 ممارسات تحفز الطفل عملياً على الالتزام بالوقاية من الفيروس.

وأوضح هؤلاء لـ«الرؤية»، أن الحيل المبتكرة تختلف من أسرة إلى أخرى ومن طفل إلى آخر حسب الاهتمامات وميول الطفل، إلا أن الرابط الرئيسي هو إقناع الطفل بأهمية الإجراءات الاحترازية بشكل غير توجيهي أو بألفاظ تقليدية مباشرة.

وأوضح هؤلاء أن الحيل التي تتناسب مع شرائح كبيرة من الأطفال هي: عمل مسابقات للأطفال تستهدف المعرفة وتطبيق الإجراءات الاحترازية، وطرح تساؤلات على الأطفال واستفزاز تفكيرهم مثل لماذا يصاب بعض الناس بفيروس كوفيد-19 وكيف ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر، وإقناع الطفل بأن الفيروسات هي أجسام غير مرئية من خلال استعراض فيديو مصغر حول خطورة الفيروسات، والاستعانة بمشاهير الـ«سوشال ميديا» وهم يطبقون الإجراءات الاحترازية.

كما لفت هؤلاء إلى حيل أخرى مثل اتباع الآباء للإجراءات الاحترازية من دون الحديث عنها حتى يشعر الطفل أن هناك قدوة توجهه بشكل غير مباشر، فضلاً عن المشاركة في الأفلام الكرتونية التي تحث الأبناء على الوقاية من كورونا، والقيام بتجربة تعليمية لغسل اليدين وكيفية استقبال طلبات الطعام من خارج المنزل، وتشجيع الطفل عبر مكافأته بالهدايا في حالة التزامه وتقديمه للآخرين بصفته إنساناً ملتزماً.


مسابقات للأطفال

تفصيلاً، قالت المديرة التنفيذية لقطاع صحة المجتمع في مركز أبوظبي للصحة العامة الدكتورة أمنيات الهاجري، إن كثيراً من الأطفال لا يتقبلون مجرد عبارات إرشادية ورسائل توعوية مباشرة تحثهم على الالتزام بالإجراءات الاحترازية، لكن يجب أن يفكر الآباء والأمهات في طرق مبتكرة تجعل الطفل يقتنع ويلتزم بتلك الإجراءات.



وأضافت أن كل ولي أمر أدرى باهتمامات طفله سواء بالتكنولوجيا أو القصص أو المسابقات، ومنها عليه ابتكار طريقة للطفل تتمحور حول اهتماماته لإقناعه بأن الالتزام بالإجراءات الاحترازية الطريق الأفضل لعدم الإصابة بمرض كوفيد-19.

وشاركت الهاجري خبراتها في نماذج كثيرة لأولياء أمور استطاعوا إقناع أطفالهم بالالتزام بالإجراءات الاحترازية من خلال عمل مسابقات للأطفال، تستهدف اختبار معلوماتهم حول ماهية تلك الإجراءات كغسل اليدين على نحو متكرر، وعدم لمس الوجه باستمرار وتطبيق الابتعاد الجسدي وغيرها، مضيفة أنه بتلك الطريقة تكون الرسالة وصلت للطفل دون أي توجيه مباشر أو بالابتعاد عن صيغة الأمر والنهي التقليدية.

استفزاز تفكير الطفل

من ناحيتها، أضافت المستشارة التربوية عفاف راضي، أنه يجب على الآباء والأمهات في ظل جائحة كوفيد-19 أن يبحثوا عن طرق غير تقليدية لإقناع أطفالهم بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، لاسيما مع بداية موسم المدارس، لافتة إلى أن كثيراً من الأطفال في الأغلب لا يتقبلون ولا يتفاعلون مع النصائح المباشرة سواء من أولياء الأمور أو حتى المعلمين.

وأشارت إلى أن الأهالي أدرى باهتمامات أطفالهم ويجب أن يبحثوا عن صيغة مناسبة لاهتمامات الطفل يتم فيها ترسيخ فكرة أهمية الإجراءات الاحترازية وتطبيقها بشكل غير مباشر وتكون الفكرة نابعة من اقتناع الطفل ويكون قادراً على أن يثبت لولي الأمر أنه يطبق الإجراءات الاحترازية لأن ذلك في مصلحة صحته وصحة أسرته.

واستعرضت راضي بعضاً من الحيل المقترحة والتي يمكن أن ينفذها أولياء الأمور لإقناع أطفالهم بأهمية تلك الإجراءات، منها طرح تساؤلات على الأطفال واستفزاز تفكيرهم وترك لهم المجال للإجابة عنها ومن ثم تنظيمها، مثل لماذا يصاب بعض الناس بمرض كوفيد-19، وكيف ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر، وكيف يحمي الطفل نفسه من الإصابة في المولات التجارية وفي المدرسة.



استعراض فيديو مصغر

وأشارت إلى أنه من الممكن أن يلجأ أولياء الأمور إلى إقناع الطفل بأن الفيروسات هي أجسام غير مرئية من خلال استعراض فيديو مصغر حول خطورة الفيروسات، وكيفية انتقالها من شخص إلى آخر، ويكون بذلك قدم مادة علمية تفيد الطفل وفي الوقت نفسه وصلت رسالته بكيفية مجابهة فيروسات لا ترى بالعين المجردة.

ولفتت إلى أنه من المهم أن يفهم الطفل أن الجراثيم والفيروسات هي أجسام مضرة غير مرئية، لذلك فإن غسل اليدين بعد الشوكولاتة أو غيرها على سبيل المثال، سيوضح له بطريقة عملية فهم الفرق، وسيداوم على غسل يديه باستمرار حتى لو كان وحده في المدرسة أو الملعب.

مشاهير «سوشيال ميديا»

من جانبها، رأت ولية أمر شمة البلوشي أنه يمكن لأولياء الأمور الاستعانة بمشاهير الـ«سوشال ميديا» وهم يتبعون الإجراءات الاحترازية ويتحدثون عن أهميتها، خاصة إذا كان الطفل يهتم بنصائح هؤلاء المشاهير، وبعدها يتم مناقشته في تلك النصائح.

وأوضحت أن مفهوم القدوة مهم جداً للأطفال فيمكن القيام بالإجراءات الاحترازية من الآباء والأمهات دون الحديث عنها، حتى يشعر الطفل أن هناك قدوة توجهه بشكل غير مباشر، بعيداً عن النصائح التي قد يقدمها أولياء الأمور ولا يلتزمون بتنفيذها.



تجربة تعليمية

ورأت ولية أمر شيماء حمدي أن بعض الأفلام الكرتونية في الوقت الحالي تتحدث عن أهمية الإجراءات الاحترازية، وكثيراً من الأطفال مهتمون بتلك الأفلام، ثم يمكن أن يشارك الآباء والأمهات أطفالهم في تلك الأفلام واستخلاص النتائج بشكل مبسط.

وأضافت حمدي أنه يمكن أيضاً لأولياء الأمور القيام بتجربة تعليمية لغسل اليدين وكيفية استقبال طلبات الطعام من خارج المنزل أمام أطفالهم، وسؤالهم عن جدوى التجربة وتكرارها من جانب الأطفال.

وقال محمد الفرة ولي أمر، إن الأطفال يحبون أن يهاديهم أباءهم في حال إنجازهم مشاريع خاصة، ومن ثم يمكن أن يكون المشروع المنزلي هو آليات المحافظة على صحة الطفل، ويتم من خلاله سرد الطفل لبرنامجه اليومي وتشجيعه على ما يتوجب عليه فعله بالمدرسة والمنزل ومحال ألعاب الأطفال وغيرها، ثم مكافأته على إنجاز المشروع وتقديم الطفل للآخرين من أفراد العائلة والأصدقاء بصفته إنساناً إيجابياً وملتزماً.