الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سفير الدولة لدى الرياض لـ«الرؤية»: الإمارات والسعودية شريكان تاريخيان يجمعهما التعاضد

سفير الدولة لدى الرياض لـ«الرؤية»: الإمارات والسعودية شريكان تاريخيان يجمعهما التعاضد

أرشيفية.

قال الشيخ نهيان بن سيف آل نهيان، سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة، إن الإمارات والسعودية شريكان تاريخيان عريقان، تأسست علاقة البلدين الشقيقين على الود والتفاهم والتعاضد بفضل رؤى المغفور لهما بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود »طيب الله ثراهما».

جاء ذلك في تصريحات لـ«الرؤية»، بمناسبة مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية احتفالاتها باليوم الوطني السعودي الـ91 الذي يصادف الخميس 23 سبتمبر، حيث تجسد مشاركة الإمارات الرسمية والشعبية في احتفالات المملكة عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.

وأضاف سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة: «اليوم نكمل المسير معاً نحو مزيد من التفاهم، والتوافق، والتلاحم، في ظل توجهات حكيمة ومعتدلة وواضحة، مجدداً التهاني والتبريكات، للمملكة العربية السعودية الشقيقة، التي تنعم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظهما الله.



وتابع «أدام الله الخير والبركة على أرض الحرمين الشريفين، والأخوة بين الشعبين الشقيقين. فرحتكم فرحتنا.. وعزنا من عزكم.. معاً أبداً».

إلى ذلك، وجدت العلاقات بين الإمارات والسعودية لتبقى وتزداد رسوخاً يوماً بعد الآخر، حيث أسست تلك العلاقة الصلبة والمتينة على قيم ومصالح مشتركة يعود تاريخها في العصر الحديث إلى نصف قرن مضى وتحديداً إلى عهد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعاهل المملكة العربية السعودية الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، اللذين أسسا العلاقات بين البلدين وعملا جاهدين على ترسيخها في ذاكرة أبناء الشعبين الشقيقين.

وتتبنى الإمارات والسعودية مواقف مشتركة إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية، حيث تعمل الدولتان على خدمة شعبيهما وتحقيق الرفاهية لهما وتعزيز العمل العربي المشترك وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية.



علاقات اقتصادية

وعلى الصعيد الاقتصادي، تمثل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين نموذجاً استثنائياً في النمو المستمر عاماً بعد الآخر، حيث تعد السعودية الشريك التجاري الأول عربياً والثالث عالمياً لدولة الإمارات، وتستحوذ على نحو 7% من تجارة الإمارات غير النفطية مع العالم.

وبلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية العام بين الدولتين نحو 107,4 مليار درهم (29,4 مليار دولار) خلال عام 2018، وبلغت قيمة الاستثمارات السعودية في دولة الإمارات 35 مليار درهم، كما بلغ عدد المشروعات الإماراتية في السعودية نحو 114 مشروعاً، مقابل 206 من المشاريع السعودية في دولة الإمارات.

وتظهر البيانات الرسمية أن حجم الاستثمارات السعودية في الإمارات، تجاوز الـ10 مليارات دولار أمريكي، في قطاعات السياحة والتجارة والخدمات والصناعة، ورغم ذلك فإن ما يجمع السعودية والإمارات أكبر وأقوى من أي تحالف، وتمضي العلاقات بين البلدين في طريقها، لتحقيق نموذج تكامل عربي استثنائي، بتوجيهات وجهود قادة البلدين، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والملك سلمان بن عبدالعزيز، محوره التعاون والتكاتف على كافة الصعد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.

ويمتلك البلدان أكبر اقتصادين عربيين، كما أنهما يعدان من أهم 10 دول مُصدرة عالمياً، بإجمالي قيمة صادرات من السلع والخدمات تقترب من 750 مليار دولار في عام 2018.



استحوذت الإمارات والسعودية معاً على ثلثي الصادرات العربية من السلع غير النفطية إلى العالم خلال عام 2018، بحسب البيانات المنشورة في مركز التجارة العالمي، وتحتلان المركز السادس عالمياً من حيث الصادرات السلعية إجمالاً، وفقاً لمنظمة التجارة العالمية لأرقام 2018.

وشكلت العلاقات الإماراتية - السعودية، عبر التاريخ، ضمانة قوية للأمن القومي الخليجي والعربي بوجه عام، بالنظر إلى تطابق وجهات نظري البلدين الشقيقين تجاه مجمل قضايا المنطقة، وتعاونهما البناء والمثمر في التعامل مع التحديات التي تواجهها، وفي مقدمتها التصدي لخطر التطرف والإرهاب، والقوى والأطراف الداعمة له، ومواجهة التدخلات الخارجية في دول المنطقة.

على خطى الآباء

وتوطدت العلاقات التاريخية بين الإمارات والمملكة بشكلها الرسمي، بفضل جهود المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود

«طيب الله ثراهما»، اللذين حرصا على نهج التنسيق والتعاون المستمر بين البلدين.

وانتقلت العلاقات الثنائية بين الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، والسعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، من مفهوم التعاون الثنائي بين دول الجوار، إلى الشراكة الاستراتيجية الكاملة.

وقطع البلدان خلال السنوات القليلة الماضية، خطوات كبيرة في سبيل توحيد الطاقات، وتعزيز التكامل الثنائي في جميع المجالات وفق رؤية واضحة، عبرت عنها بقوة محددات «استراتيجية العزم»، ومخرجات «مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي»، وجسدها تحالف البلدين في «عاصفة الحزم»، عندما امتزجت دماء الأبطال السعوديين والإماراتيين في حرب اليمن، دفاعاً عن الشرعية.

أمن المنطقة

وأسهمت العلاقات الثنائية بين البلدين في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، خاصة أن تاريخهما يمتلئ بالمبادرات لتسوية الخلافات العربية أو لدعم الدول العربية، حيث تحملان العبء الأكبر في التصدي لكل أشكال التدخلات الإقليمية في الشأن العربي، ومحاولات زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، فضلاً عن دورهما البارز في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، والتي تحظى بتقدير المجتمع الدولي أجمع.



لجان متخصصة

وشهدت العلاقات الثنائية نقلة نوعية، تمثلت في حرص القيادة في كلا البلدين الشقيقين على مأسسة هذه العلاقات من خلال تأسيس لجنة عليا مشتركة في مايو 2014، برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، حيث عملت هذه اللجنة على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمناً واستقراراً لمواجهة التحديات في المنطقة، وذلك في إطار كيان قوي متماسك، بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين، ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.

وفي عام 2016 وقع البلدان على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما، يهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة، حيث نصت الاتفاقية على أن يجتمع المجلس بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين.

وفي يونيو 2018 رفعت دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مراحل غير مسبوقة اشتملت على رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين، اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً، عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً، ضمن «استراتيجية العزم» التي عمل عليها 350 مسؤولاً من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية خلال 12 شهراً.

السياحة

وترفد السياحة في البلدين القطاعين التجاري والاقتصادي البيني، وتعد من أهم القطاعات الواعدة التي توفر فرص الاستثمار وجذب المزيد من المشاريع المشتركة، لتنويع القاعدة الاقتصادية والتجارية في البلدين، خاصة بعد أن خصصت دولة الإمارات مبالغ مالية ضخمة للسنوات العشر المقبلة، لتطوير هذا القطاع، وذلك بعد النجاحات المطردة التي حققتها في جذب شركات السياحة العالمية، لما تتمتع به من مقومات أساسية تكفل نجاح الصناعة السياحية فيها.

علاقات ثقافية

وتمثلت العلاقات الثقافية بين البلدين في مستويات عدة، سواء من خلال إقامة العديد من الاتفاقيات والبرامج المشتركة، أو على مستوى التداخل الثقافي بين المؤسسات الجامعة التي تعمل في هذا السبيل والمبدعين والمثقفين في البلدين، وذلك ضمن رؤية ترتكز إلى أن العلاقة بين البلدين الشقيقين، تعززها علاقة شعبين لهما امتداد وتاريخ وموروث ثقافي واجتماعي وجغرافي واقتصادي مشترك.