السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الإمارات تبدأ التجربة الأولى من نوعها لإنتاج العلاج بالخلايا التائية محلياً

الإمارات تبدأ التجربة الأولى من نوعها لإنتاج العلاج بالخلايا التائية محلياً

تُستخدم الخلايا التائية في علاج سرطانات الدم. (من المصدر)

بدأ مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، معهد الأبحاث الرائد في أبوظبي، أول تجربة من نوعها في دولة الإمارات والمنطقة لدراسة فعالية وسلامة العلاج بالخلايا التائية، باستخدام مستقبلات المستضد الخيمرية (CAR T-cell) في علاج سرطانات الدم مثل المايلوما والورم الليمفاوي وأنواع معينة من اللوكيميا.

ويُعدّ العلاج بالخلايا التائية من الأشكال الجديدة المعترف بها عالمياً للعلاجات المناعية التي توظّف نظام الدفاع بالجسم عن طريق إعادة برمجة الخلايا التائية، وهي عنصر أساسي في آلية استجابة الجسم لمكافحة الأورام، فتجهزها للقيام بمهام البحث عن السرطان والقضاء عليه، فتصبح هذه الخلايا المبرمجة بمثابة دواء حيّ يتنقل عبر الجسم ويستخدم جهاز المناعة باستمرار لمهاجمة المرض.



وقالت مدير برنامج عمليات زراعة النخاع العظمي في أبوظبي والباحث الرئيسي المشارك في تجربة الخلايا التائية الدكتورة فاطمة الكعبي «نفتخر بكوننا أول جهة في الدولة والمنطقة تنتج محلياً هذا النوع الجديد والمبتكر من العلاجات وتجري الأبحاث لفهم آثارها على الخلايا السرطانية بشكل أفضل، وبصفتنا معهداً محلياً للبحث العلمي.. نلتزم بالمساهمة في دعم رؤية أبوظبي ببناء وتعزيز اقتصاد المعرفة، ونواصل الاستثمار في أحدث الأبحاث المحلية لضمان حصول سكان الدولة وسائر دول العالم على أفضل رعاية صحية ممكنة».


وتم تطوير العلاج بالخلايا التائية، بالشراكة مع شركة الأبحاث الطبية الحيوية «ميلتنيي بيوتيك»، وسيشمل استخدام الفصادة، وهي عبارة عن عملية بسيطة للتبرع بالدم لفصل مكوناته بغرض التحليلات والعلاج، ثمّ إجراء تعديل جيني على الخلايا التائية، وهي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء التي تعد جزءاً أساسياً من جهاز المناعة، لمهاجمة الخلايا السرطانية المحددة لدى كل مريض فقط.



وأوضح أخصائي علم المناعة والمدير العام لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية، والباحث الرئيسي في التجربة السريرية للعلاج بالخلايا التائية الدكتور يندري فينتورا، إن النواقل الفيروسية تُستخدم في التعديل الوراثي للخلايا المناعية وهي الأدوات التي يشيع استخدامها من قبل علماء الأحياء الجزيئية لإيصال المواد والمعلومات إلى الخلايا، وتم استخدام هذه النواقل مؤخراً للإنتاج العالمي لبعض لقاحات كوفيد-19 التي تحتوي على نسخة معدلة من فيروس مختلف (أي الناقل) لتوصيل تعليمات مهمة لخلايا الجسم، وفي التجربة السريرية للعلاج بالخلايا التائية باستخدام مستقبلات المستضد الخيمرية (CAR T-cell)، يتم إنتاج هذه النواقل الفيروسية دولياً بالشراكة مع «ميلتنيي بيوتيك».

وأضاف رئيس قسم نقل الخلايا بالتبني ورئيس خدمات طب الأطفال في برنامج عمليات زراعة النخاع العظمي بأبوظبي الدكتور روبرت هاندغريتنغر «مهمتنا التأكد من أنّ الخلايا المناعية التي نقوم بتعديلها تستهدف الخلايا السرطانية في كل مريض بشكل فعال، كي نتمكن من المساعدة في توجيهها على المسار الصحيح إلى وضع الخمود.. وهنا تبرز أهمية دور النواقل الفيروسية والشراكة مع «ميلتنيي بيوتيك».. فمن خلال الجمع بين أفضل ممارسات التصنيع والأبحاث المتطورة والخبرات في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، نحن على ثقة تامة بقدرتنا على تحقيق تجارب سريرية ناجحة، وفي نهاية المطاف، بناء برنامج قوي للعلاج بالخلايا التائية باستخدام مستقبلات المستضد الخيمرية (CAR T-cell) في أبوظبي.