الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

نهيان بن مبارك يشهد الحفل الختامي للموسم الأول من مسابقة «تحدي الأمل»

نهيان بن مبارك يشهد الحفل الختامي للموسم الأول من مسابقة «تحدي الأمل»
شهد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، الحفل الختامي الافتراضي للموسم الأول من مسابقة «تحدي الأمل» والتي تحاكي التحديات الحقيقية التي يواجهها العلماء أثناء استكشاف وتحليل البيانات من كوكب المريخ.

حضر الحفل وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء سارة بنت يوسف الأميري، وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية للتعليم العالي الدكتور محمد المعلا، ومدير عام صندوق الوطن هند باقر.

وجرى خلال الحفل الذي تم تنظيمه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الإعلان عن الفرق الثلاث الفائزة، وأفضل مدرب في المسابقة التي تم إطلاقها برعاية صندوق الوطن ودعم من الوزارة.


وفي كلمته إلى الحفل قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «مسابقة تحدي الأمل، التي ينظمها صندوق الوطن هي امتداد طبيعي لحرصنا الكبير في دولة الإمارات على توفير كل متطلبات النجاح للاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، وبصفةٍ خاصة، حرصنا الكبير على إعداد الأجيال الجديدة، ليكونوا قادة الغد، قادرين على الإسهام، بمعارفهم وإنجازاتهم، في كافة التطورات العالمية المفيدة، في مجالات علوم الفضاء».


وأضاف أن هذه المسابقة تهدف إلى الاهتمام بطلبة المدارس الإعدادية والثانوية، وإلى توفير فرص التعلم والإبداع والابتكار أمامهم في هذه المجالات التقنية المهمة، وهي بذلك تسهم في إيجاد بيئة داعمة للتقدم العلمي والتقني في الدولة، وتساعد على أن تكون دولة الإمارات دائماً في المقدمة والطليعة بين دول العالم أجمع، في كافة إنجازات التطور في العالم، بما في ذلك إنجازات التقدم في اكتشافات الفضاء، وما يرتبط بها من آمال وطموحات يتحقق فيها الخير للإنسان والمجتمع والعالم كله.

وتابع معاليه: «إن هذا الاحتفال إنما هو دليل قوي على أن دولة الإمارات الحبيبة تسعى إلى بناء الطاقات العلمية والإبداعية لأبنائها وبناتها، كونها ترى فيهم أعظم مورد، وأفضل استثمار من خلال الحرص على تنشئتهم بصورة متميزة، ليكونوا حريصين على العطاء والإنجاز، ويتسابقون بنجاح في تحقيق الإبداع والابتكار. ونحن ماضون بذلك، كما أشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بقوله: «إننا نرى الغد بالشباب، وإنهم أبناء زايد، أبناء هذا الوطن الأصيل ومستقبله».

وأضاف: «نفتخر في عام الخمسين أن دولتنا الرائدة تقف اليوم وهي قوية بقادتها، عزيزة بأبنائها وبناتها، ناجحة بنظامها ومؤسساتها- دولة تسير وفق رؤية حكيمة تتمثل في أن الأجيال الجديدة هم وسيلة المجتمع لتحقيق مستقبل مشرق في الأعوام الخمسين المقبلة».

وقال معاليه عمل صندوق الوطن وأنشطته تأتي من منطلق إدراكه الكامل لدور الأجيال الجديدة في تحقيق التقدم المستدام في المجتمع، ولذلك يحرص في كافة برامجه على تشجيع التفوق والتميز في الأداء، وعلى تنمية قدرات أبناء وبنات الإمارات على التفكير الإيجابي والمبادرة الناجحة والتفاؤل بالمستقبل في إطار من الثقة بالنفس، والاعتزاز بالوطن، والولاء والانتماء لكافة أهدافه وأمانيه.

وأكد حرص صندوق الوطن على الإسهام في تنمية قدرات أبناء وبنات الإمارات، وفي كافة التطورات العالمية المفيدة، وعلى أن تكون هذه القدرات القوية أحد الخصائص الإيجابية والأساسية لرأس المال البشري في هذا الوطن في الحاضر والمستقبل على السواء.

وأضاف: «نحن كذلك حريصون كل الحرص على تعميق التعاون والعمل المشترك مع الجميع، وتنمية العلاقات الإنسانية والعلمية والمعرفية مع البشر في كل مكان- هذه كلها أهداف نراها بوضوح في مسابقة تحدي الأمل التي نحتفي اليوم بالفائزين فيها».

بدورها، قالت سارة الأميري: «يحظى قطاع الفضاء بحيز كبير في «مشاريع الخمسين» باعتباره أحد قطاعات اقتصاد المستقبل الواعدة، ونهدف لتحويل هذا القطاع إلى رافد مهم لنمو الاقتصاد الوطني ورفع نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للدولة. وبالطبع سيكون هذا القطاع في حاجة إلى أجيال جديدة من الكوادر الوطنية المؤهلة لقيادته في المستقبل». وتوجهت معاليها للمشاركين بالقول: «إننا نعول عليكم ونثمن اهتمامكم المبكر بقطاع الفضاء وعلومه وتقنياته، باعتباركم مستقبل هذا الوطن الغالي وأغلى ما يملكه من موارد».

وأضافت أن تمكين الطلبة والشباب وبناء قدراتهم العلمية هو جزء مهم من رؤية دولة الإمارات لتعزيز مكانتها عالميّاً في كل المجالات المتصلة بالفضاء. ومشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» يستهدف تمكين كوادر إماراتية عالية الكفاءة في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة دولة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع المعارف، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية.

من جانبه، قال الدكتور محمد المعلا، إن هذه المسابقة التي تم إطلاقها هذا الصيف، ما هي إلا ثمرة تعاون بين صندوق الوطن ووزارة التربية والتعليم، بهدف صقل قدرات أبنائنا الطلبة وتطوير مهاراتهم، كالقدرة على استخدام البحث العلمي في حل المُشكلات، وتنمية ثقافة علوم وهندسة الفضاء، بالإضافة إلى القدرة على استخدام مهارات البحث الاستقصائية، ومهارات جمع البيانات وتحليلها عن بُعد، ووضع استراتيجية علمية للتحكم في الأجهزة العلمية، وجمع المعلومات منها واستخدام مهارات العرض والتقديم، والعمل الجماعي ضمن فريق.

وتابع تعتبر هذه المسابقة الأولى من نوعها عربياً متخصصة في استكشاف المريخ تمتزج فيها علوم الفضاء بالمنافسة والتحدي والاستكشاف، ولعل التأسيس لهذا النوع من المسابقات يأتي متسقاً مع رؤية الدولة في نشر ثقافة علوم الفضاء بين الشباب وتقديم جيل جديد من علماء الفضاء.

ومن جهتها قالت هند باقر تشكل المسابقة حافزاً لتشجيع الشباب الإماراتي والعربي عموماً لدراسة علوم الفضاء، والمساهمة في بناء جيل من العلماء ورواد الفضاء بالمستقبل، إذ تقوم فكرتها على محاكاة واقعية لكل التحديات التي تواجه علماء الفلك أثناء استكشاف المريخ، ويتم فيها تدريب المشاركين على كيفية استقبال البيانات من المريخ، وتحليلها ثم تحويلها إلى معلومات واستنتاجات من خلال البحث العلمي الاستقصائي.

واستطاع المشاركون في الموسم الأول من المسابقة التحكم في حركة روبوت المريخ وقراءة استشعاراته، لتنفيذ المهام العلمية وجمع البيانات، وذلك من خلال منصة تعرض فيديو البث الحي لكاميرا الروبوت عبر الإنترنت. وتشتمل هذه البيانات على: درجات الحرارة، والرطوبة، واتجاهات ودرجة ميل الروبوت ومؤشر البطارية. ويمكن للفريق تحديد موقع الروبوت بكل دقة، حيث يقوم الطلاب بتحليل البيانات رياضياً وفيزيائياً للوصول إلى موقع الروبوت.

وتهدف المسابقة لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في نشر ثقافة علوم الفضاء بين الشباب وتأهيل جيل جديد من علماء الفضاء، وشارك حوالي 100 طالب من جميع أنحاء الدولة بجانب عدد من المدرسين، حيث تم توزيع المشاركين على ثلاث مجموعات وفرق وظيفية رئيسية، وهي مهندس فضاء وقائد روبوت ومحلل بيانات.

كما اشتملت المسابقة على بناء نموذج يساوي حجمه نصف ملعب كرة السلة تقريباً، وذلك في محاكاة لسطح الكوكب الأحمر الذي يضم العديد من التضاريس الوعرة والتربة المختلفة تماماً عن كوكب الأرض.

وتعد هذه المسابقة أول مُسابقة روبوت عربية متخصصة باستكشاف المريخ حيث تمتزج فيها علوم الفضاء بالمنافسة والتحدي والاستكشاف، وقد اشتملت على أكثر من 900 ساعة تدريب، بما فيها 10 ساعات تدريب لكل طالب بعلوم الفضاء، بما في ذلك محاكاة لأجهزة وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» وأكثر من 225 ساعة دعم افتراضية للطلبة المشاركين.

الجدير بالذكر أن الطلاب المشاركين في المسابقة اكتسبوا العديد من المهارات كالقدرة على استخدام البحث العلمي في حل المشكلات، وتنمية ثقافة علوم وهندسة الفضاء. بالإضافة إلى القدرة على استخدام مهارات البحث الاستقصائية، ومهارات جمع البيانات وتحليلها عن بُعد، ووضع استراتيجية علمية للتحكم في الأجهزة العلمية، وجمع المعلومات منها.