الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

المؤلف المسرحي والكاتب نجيب الشامسي: الخبرة والمال قبل المشاريع الخاصة

المؤلف المسرحي والكاتب نجيب الشامسي: الخبرة والمال قبل المشاريع الخاصة

محمد بن زايد يصافح نجيب الشامسي. (من المصدر)

مزج بين الأدب والفن والاقتصاد، ليكون له في كل منها بصمته الخاصة، إنه مؤسس مؤسسة المسار للدراسات الاقتصادية والنشر، والمستشار الاقتصادي في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، والمؤلف المسرحي والكاتب، الدكتور نجيب الشامسي.

أكد الشامسي في حديثه مع «الرؤية» على الشباب العمل في الوظائف الحكومية أو القطاع الخاص لاكتساب الخبرة وتكوين رأس المال قبل العمل في التجارة أو المشاريع الخاصة، مسترجعاً بداياته حين كان موظفاً في أحد البنوك والصعوبات التي واجهها حتى تغلب عليها بالعمل الجاد والطموح.

وحول تجربته الثقافية، ولا سيما في المسرح، أوضح أنه ألّف 7 نصوص، اثنين منها فازت بمسابقة أيام الشارقة المسرحية، إلى جانب 37 كتاباً أبرزها كتاب بعنوان «زايد وراشد.. التحدي والإنجاز» الذي روى قصة الإمارات من زاوية اقتصادية تنموية تسرد الرؤية في بناء الدول.



وتالياً نعود بالذاكرة مع الدكتور نجيب الشامسي في محطات من حياته:

- حدثنا عن البدايات وأبرز محطات سنوات الدراسة.

تعلمت بمدارس إمارة رأس الخيمة حتى الثانوية، واستكملت المرحلة الجامعية في جامعة الإمارات عام 1978، لأتخرج في العلوم الدارية والسياسة تخصص الاقتصاد سياسة عام 1981، وأتدرج بعدها في عدة مهام، موظفاً ثم باحثاً إلى ما أنا عليه اليوم.



- وكيف حققت هذه النقلات في زمن قياسي؟

عملت موظفاً في بنك أبوظبي الأول لفترة في البداية، ثم في المصرف المركزي، حيث عملت كباحث اقتصادي وبعدها رئيساً للدراسات والبحوث، ثم نائباً لمدير دائرة البحوث والإحصاء حتى أصبحت أميناً عاماً للمصرف المركزي، مسيرة لـ22 عاماً.

كما تسلمت منصب المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة من 2003 إلى 2006، والأمانة العامة لمجلس دول التعاون الخليجي بالرياض كمدير لإدارة التجار والصناعة، ثم مديراً عاماً للدراسات والبحوث وغيرها من المهام، إلى أن أصبحت المدير العام للهيئة الاستشارية لمجلس التعاون بمسقط، ثم عدت وأصبحت مستشاراً اقتصادياً في غرفة تجارة أبوظبي قبل أن أتفرغ لعملي الخاص، حيث مؤسسة مسار للدراسات الاقتصادية والتي أقدم من خلالها دورات وبحوث للهيئات الاقتصادية المختلفة، إضافة إلى تأليف الكتب ونشرها بالتعاون مع المؤسسات الثقافية.

- ما المحطات التي تراها نقاط تحوّل في حياتك؟

كل مرحلة تصنع الإنسان، ابتداء من المدرسة ثم الجامعة.. إلا أن المرحلة الجامعية كانت بلا شك نقطة تحول كبرى، خاصة أنها فتحت لي الآفاق على نطاق أوسع. للجامعة أهميتها في بناء شخصية الإنسان.

نقطة التحول الأخرى التي أعتبرها مفصلية، كانت خلال عملي في المصرف المركزي، حين أتيحت لي فرصة حضور دورات تدريبية ومؤتمرات داخل وخارج الدولة، وخصوصاً لدى صندوق النقد الدولي في واشنطن، تلك المؤتمرات والندوات والدورات ساهمت في صقل شخصيتي وتعميق معارفي وتعزيز علاقاتي، فخلال عملي لم أنفصل أبداً عن مجال تخصصي، بل زاد تمسكي بمجال الدراسات والبحوث والكتب.



- من الشخصية التي تركت بصمات لا تنسى في مسيرتك؟

هناك 3 شخصيات بلا شك، أولهم والدي، الرجل الذي غرس في المعاني والقيم السامية ودعمني وشجعني على نهل العلم والمعرفة وحرص على أن أكمل دراستي وأكون الرجل الذي أنا عليه اليوم، أما في مجال عملي، فكان لمحافظ المصرف المركزي السابق عبدالملك بن يوسف الحمر، رحمه الله، أثر كبير في حياتي، فهو من شجعني في مجال الدراسات لأنه يحترم الباحثين والدارسين ومؤمن بأن الباحث لا بد أن يكون متمكناً، فكان يدفعني لأكون حاضراً في الندوات والمؤتمرات على اختلافها ووضع ثقته بي حتى أصبحت ممثلاً عنه في المحافل وحضور العديد من المؤتمرات.

وأخيراً أثناء عملي في مجلس دول التعاون الخليجي كان الأمين العام للمجلس عبدالرحمن بن حمد العطية يعتمد عليّ في كثير من الأمور وأنا كنت عند حسن ظنه فكان له عظيم الأثر في نفسي.



- ما التحديات التي واجهتها في حياتك المهنية؟

أنا من الناس الذي يعشقون التحدي، وأركب الموج ولا أقبل بالاستسلام والضعف، وفي البداية واجهت صعوبة للحصول على الوظيفة التي تناسب تخصصي، حيث قدمت في عدة جهات وقوبل طلبي بالرفض أكثر من مرة، حتى تمكنت من اقتناص الفرصة تلو الأخرى بالعمل الجاد والطموح.

- أكان اختيارك للاقتصاد نابعاً من عشق التحدي؟

بالطبع، كنا في الجامعة آنذاك نحو 200 طالب في كلية العلوم الإدارية، وكان فيها الاقتصاد الذي كان أصعب التخصصات، والتحق به 7 طلاب فقط، كنت أحدهم، وتمكنت على الرغم من الصعوبات أن أستمر وأكوّن نفسي.



- كيف حققت التوازن في العطاء بين الاقتصاد والفن والمسرح وحتى الكتابة؟

بالعمل والإصرار، فأنا ألّفت حتى الآن 37 كتاباً، معظمها في الاقتصاد والكثير من الدراسات والبحوث وأوراق العمل، ومنها في المسرح والتراث والثقافة العامة، وعندما أنهيت دراستي في الجامعة كنت أحد المؤسسين لأول جمعية للاقتصاديين والتجاريين في الشارقة، وأصبحت نائب رئيس الجمعية، كما كنت أحد مؤسسي مسرح رأس الخيمة الوطني الذي يعد أقدم مسارح الدولة في الستينات، إلا أن اعتماده وإشهاره تم بمجوب قانون الجمعيات ذات النفع العام منتصف الثمانينات.

- هل قدمت أعمالاً في المسرح آنذاك؟

لم أكن ممثلاً، ولكن كنت عضواً في لجنة تقييم الأعمال المسرحية، ثم أصبحت رئيس مجلس إدارة المسرح، وكانت لي 7 نصوص مسرحية منها نصين فازا بمسابقة أيام الشارقة المسرحية.

من النصوص التي ألفتها «يحدث بعد منتصف الليل» الذي يدور حول العلاقة الإنسانية حين يتحول الرجل إلى عبد للمال ويهمل مشاعر زوجته، ونص «طوي خلفان»، و«كش ملك» في منتصف التسعينات، فضلاً عن «جثة من ورق» الذي كان سيرة ذاتية للكاتب جمعة الفيروز بكل ما يحمله من فلسفة وإبداع في القصة والشعر.



- ماذا عن الكتب؟

من العناوين البارزة «زايد وراشد.. التحدي والإنجاز» الذي روى تحدي زايد وراشد من زاوية اقتصادية تنموية تسرد رؤيتهما الثاقبة في بناء الدولة، ليكون خريطة تنموية شاملة، علاوة على «موسوعة رأس الخيمة» والمكون من 1700 صفحة في 3 مجلدات يسرد التاريخ والحضارة والاقتصاد لما تتمتع به من مقومات كبيرة، ولعل من أهم الكتب «الإرهاب الاقصادي» للرد على من يتهم العرب والمسلمين ويصفهم بالإرهاب.

- بخبرتك في الاقتصاد، ما مقومات نجاح أي مشروع تجاري؟

ثمة 4 مقومات أجدها الأهم، وهي البيئة المحفزة من قبل الحكومة في صناعة جيل من رجال ونساء قادرين على المنافسة في سوق العمل، يليها توجّه كل صاحب فكرة ومشروع لغرفة التجارة الموجودة بإماراته ليعرضها على الخبراء والباحثين الموجودين، بعدها تقديم دراسة جدوى تفصيلية والتعرف على الوزارات والمؤسسات وطلب الدعم منها، وأخيراً الاجتهاد بعملية الترويج، إن كان خدمة أو سلعة لتعريف الجميع بالمنتج.



- بم تنصح الشباب للنجاح في مجال التجارة والمشاريع؟

أول خطوة هي العمل في الوظائف الحكومية أو القطاع الخاص لاكتساب الخبرة والمعرفة وتكوين رأس المال دون الاقتراض من البنوك بل الاعتماد على الدخل الثابت.

- وكيف يصبح خبير الاقتصاد محللاً ناجحاً؟

على كل محلل اقتصادي أن يملك التخصص في مجال التحليل المالي، وأن يكون سجله حافلاً بالخبرة العملية في مجال حيوي كشركات ومؤسسات، وأن يكون مشاركاً في دورات ومؤتمرات ما يمنحه الرصانة في الرؤية، ناهيك عن الواقعية، دون أن يبحث عن الأضواء بقدر ما يبحث عن التشخص العلمي والموضوعي للواقع.