الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

انطلاق منتدى التسامح الخامس تحت شعار «50 عاماً من التسامح والإنسانية»

انطلاق منتدى التسامح الخامس تحت شعار «50 عاماً من التسامح والإنسانية»
بدأت أعمال منتدى التسامح الخامس، اليوم الأربعاء، في أبوظبي، والذي نظمته دار زايد للثقافة الإسلامية اليوم عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان «50 عاماً من التسامح والإنسانية»، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين المختصين في مجالات التسامح والعمل الإنساني.

واستهل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، كلمته في افتتاح المنتدى بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأن دولتنا ولله الحمد، تسير في إطار رؤية تنموية شاملة، لا ترضى إلا بالصدارة، وتهتم بالمستقبل، كما تهتم بالحاضر، وتخوض غمار المنافسة، في مضمار التنمية، بكل ثقة، اعتماداً على التخطيط السليم، وإنتاج المعرفة، والنظر إلى الكوادر البشرية المواطنة، على أنها أهم ثروات الوطن.

وقال خلال الكلمة المسجلة في افتتاح أعمال منتدى التسامح، إن هذه الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للمبادئ التي تحكم مسيرة الوطن، إنما تقدم بشكلٍ جيد وصفاً مهماً لمنهج الإمارات في التعامل مع كل التحديات- هذا المنهج الذي يتألف من ثلاثة عناصر أساسية، العنصر الأول: الرؤية الواضحة لحاضر ومستقبل الدولة، والتي تحدد أهدافها العليا وتشكل موجهات العمل الوطني، وهي رؤية تدعمها قيادة حكيمة وشعب معطاء، العنصر الثاني: قدرات الإنسان والقيم والخصائص التي يتزود بها أبناء وبنات الإمارات، وتجعلهم قادرين على الأداء المتميز والإنجاز المتواصل، أما العنصر الثالث: فهو المناخ العام في المجتمع، الذي يحتفي بالقيم الإنسانية، ويشجع على الريادة والمبادرة، ويدفع إلى التعلم المستمر والتأقلم مع كافة تحديات الحاضر وتطورات المستقبل.




وأوضح أن منتدى التسامح الخامس، يمثل اعتزازاً كبيراً بمسيرة الإمارات الناجحة، منذ أن تأسست في عام 1971، بل وما يمثله ذلك أيضاً من ثقةٍ كاملة بقادتنا وشعبنا وبقدراتنا على تحقيق أهداف الوطن، ومن دليلٍ قوي على العزم والتصميم على اتخاذ الحاضر أساساً للانطلاق الناجح نحو المستقبل، كي تظل الإمارات دائماً، وهي بعون الله النموذج العالمي المرموق في الأداء والإنجاز.

ودعا من منبر هذا المنتدى إلى التركيز على دراسة منهج الإمارات المتميز، في التعامل مع تحديات الحاضر والمستقبل، وعلى كيفية تقوية كل عنصر من عناصره الثلاثة، مؤكداً أن منهج الإمارات في العمل خلال الخمسين عاماً الماضية، سيستمر بعون الله، أساساً لبناء المستقبل بنجاح.

واعتبر أن هذا المنهج الرشيد هو مصدر قوة كبرى للدولة، ويؤدي إلى تعبئة جهود جميع عناصر المجتمع للعمل معاً في سبيل رفعة الوطن، وسعادة الإنسان وتقدم الدولة في كافة المجالات، بل إن الرؤية الواضحة لحاضر ومستقبل الدولة، والعمل المخلص على تنمية قدرات الإنسان الإماراتي، والالتزام بالقيم الإنسانية التي يحرص عليها، بالإضافة إلى توافر المناخ الوطني الذي يشجع على العطاء والتميز في كل المجالات، هي عناصر أساسية تضمن لدولتنا العزيزة أن تكون دائماً في المقدمة والطليعة بين دول العالم أجمع.

وأشار إلى تجربة الإمارات الناجحة، مؤكداً الأهمية القصوى لبناء الإنسان، وتزويده بالقدرة على فهم واحترام الثقافات والحضارات المختلفة، وذلك في إطار من التسامح والأخوة الإنسانية، والابتعاد عن التعصب والتشدد، وأن يكون لديه فهم واضح لهويته الوطنية، في هذا العالم المتغير، وإدراك كامل لدوره الحيوي في تشكيل مسيرة الوطن.

وقال إن تجربتنا الناجحة بالإمارات، إنما تؤكد تنمية قدرة الإنسان في الحفاظ على تقاليد وتراث المجتمع، وعلى أن يكون أداة مهمة لتعميق دور ومكانة الدولة، في تنمية مبادئ السلام والحوار والرخاء في العالم كله، إن تجربتنا الناجحة في الإمارات تؤكد أهمية أن يتكاتف الجميع من أجل أن يكون الوطن دائماً نموذجاً وقدوة في تنشئة أجيال المستقبل، وتمكينهم من الإسهام الكامل في مسيرة المجتمع، في تنمية القيم والمبادئ الإنسانية، التي يشترك فيها البشر، في كل مكان.. أن تكون نموذجاً وقدوة في الاحتفاء بهذه القيم الإنسانية واتخاذها أساساً للقوة الناعمة للدولة، ولبناء علاقاتها الطيبة مع دول العالم أجمع.

حضر أعمال المنتدى رئيس مجلس إدارة دار زايد للثقافة الإسلامية الدكتور محمد عتيق الفلاحي، وعضو المجلس الوطني الاتحادي، مدير عام مؤسسة وطني الإمارات ضرار بالهول الفلاسي، ورئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور محمد مطر الكعبي، ومدير عام وكالة أنباء الإمارات محمد جلال الريسي، وأعضاء مجلس إدارة دار زايد للثقافة الإسلامية، ومديرو العموم في القطاع الاجتماعي بأبوظبي.

وتناول الإعلامي محمد عبدالكريم- الذي أدار الحديث في المنتدى- أربعة محاور تحدثت عن: التسامح والإنسانية إرث مشترك، ودور العمل الإنساني في تعزيز قيم التسامح، إلى جانب الحديث عن الإنسان والتسامح محور التنمية في الإمارات، واستشراف المستقبل في ظل استدامة التسامح.

نموذج حضاري وإنساني

أكدت المدير العام لدار زايد للثقافة الإسلامية الدكتورة نضال الطنيجي، أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً حضارياً وإنسانياً رائعاً للتعايش والتسامح والانفتاح الثقافي والإنساني والحضاري، موضحةً أن منتدى التسامح في دورته الخامسة يأتي انسجاماً مع استعدادات الدولة للاحتفال بيوبيلها الذهبي في الذكرى الخمسين لقيام الاتّحاد؛ حيث شكّلت الدولة منذ قيامها أنموذجاً حياً مشرفاً للدولة الحضارية، وترجمةً متكاملةً لفلسفة التعايش السلمي والتسامح بين البشر، مستلهمة هذه القيم من الثقافة الإسلامية، وفكر القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- والآباء المؤسسين.

وأشارت إلى أن الدار تختتم سلسلة منتديات التسامح ضمن خطتها الاستراتيجية 2016-2021؛ بإطلاق منتدى التسامح الخامس، تحقيقاً للهدف الاستراتيجي «استدامة التسامح وتقبل التعدد الثقافي»، لإظهار دولة الإمارات العربية المتحدة كمثال عالمي للتسامح والعمل الإنساني.

التسامح شأن إنساني مشترك

ولفت المستشار الثقافي لسمو رئيس الدولة - الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة زكي أنور نسيبة، أن دور الموروث القيمي في العمل الإنساني المستمد من الآباء المؤسسين يشكل بين أفراد المجتمع الإماراتي ترابطاً إنسانياً وثيقاً يجمعه المصير المشترك في ظل مسيرة الاتحاد، طوال الخمسين عاماً، ما جعل من دولة الإمارات وشعبها محل تقدير وإشادة دولية على مبادئها الإنسانية الثابتة القائمة على قيم العطاء والمحبة والتسامح.

وتطرق إلى أن قيم التسامح شأن إنساني مشترك، وتحدث عن تجربة الإمارات الرائدة ودور الموروث القيمي في تأصيل المنظومة الإماراتية للتسامح، كما تحدث عن التسامح والإنسانية خلال مسيرة الاتحاد الخمسينية.

التسامح ضرورة وليس ترفاً

من جانبه، أكدّ رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الدكتور علي راشد النعيمي، أن التسامح ضرورة وليس ترفاً، بل فريضة شرعية وواجب إنساني، مشيراً إلى الأدوار المختلفة لمكونات المجتمع كافة، بدءاً من الأفراد والمؤسسات وانتقالاً إلى المساهمات المجتمعية المختلفة التي تعزز قيم التسامح والعطاء والوئام، من خلال تشاركها وتعاونها في مختلفة المبادرات والأعمال الإنسانية، ما يسهم في الارتقاء بالمجتمع وتوطيد علاقاته ببعضه، تحقيقاً للتلاحم واستدامة العمل الإنساني ضمن أطر مؤسسية مُنظمة، وخطط تنموية مستدامة.

التسامح في مبادئ الـ50

وأوضح مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية الدولية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي سلطان محمد الشامسي، أن مرحلة العطاء والتسامح وتقديم المساعدات بدأت منذ نشأة الدولة، وتطورت فيه إلى أن أصبحت تضم أكثر من 45 مؤسسة إماراتية مشاركة بمجال المساعدات التنموية والإنسانية.

ونوه بإضافة هذا البند ضمن مبادئ الخمسين؛ حيث جاء المبدأ التاسع لينص على أن المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزامها الأخلاقي تجاه الشعوب الأقل حظاً، مؤكداً أن مساعدات الإمارات وصلت إلى 195 دولة.

وقال الأمين العام المساعد بمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية سعيد العطر: «ندرك أن الإمارات قد وصلت إلى مرحلة أصبح فيها العمل الإنساني جزءاً لا يتجزأ من العمل الحكومي وثقافة العمل الإنساني التي تربط بين قيمة التسامح والعمل الإنساني».