السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

سيدة الأعمال البحرينية رؤيا صالح: الدراسة الأكاديمية والشغف مفتاح نجاح المشاريع التجارية

تمكنت سيدة الأعمال البحرينية رؤيا صالح، من تحقيق النجاح من خلال سلسة مطاعم «فيلا ماماز»، لتتربع على خارطة ريادة الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي، إذ دفعها شغف المذاقات أن تخوض هذا المجال، وتنجح فيه بطموح وعزم وإرادة، لتفتح فروعاً لمشروعها في البحرين، والإمارات، والسعودية، حتى باتت من أشهر سيدات الأعمال في الوطن العربي.

من الصفر بدأت رؤيا صالح مشروعها الذي لطالما حلمت به، فكانت المخطط والمدبر وصاحبة القرار ببداية أولى خطوات تحقيق طموحها، فخلال عملها في القطاع المصرفي قررت التوجه إلى أهم مشروع في حياتها متحدية كل المخاوف والصعاب برؤية وموهبة وذوق رفيع في الحفاظ على التراث المحلي لمملكة البحرين، من خلال مشروع الضيافة مطعم «فيلا ماماز»، الذي فتح لها أبواب الطموح للانتشار في كل دول العالم لينتج عنه مشروعه المكمل.



فكرة المشروع

وفي حوارها مع «الرؤية»، تقول إن مقومات نجاح المشاريع التجارية تعتمد على شغف وحب صاحب التجربة لما يقوم به، وهذا سر النجاح، معتبرة أن الدراسة الأكاديمية مفيدة للنجاح المستدام الذي يدفع إلى التطور وتحقيق الأهداف باستمرارية.

وأكدت سيدة الأعمال البحرينية أن فكرة مشروع «فيلا ماماز»، راودتها بينما كانت تعمل بالقطاع المصرفي في مملكة البحرين، إذ كانوا يستقبلون وفوداً من حول العالم لزيارة القطاعات المصرفية، وبهدف اطلاعهم على التراث البحريني الخليجي كانت وزملاؤها يشعرون بالحرج، لعدم وجود مطاعم تقدم المأكولات البحرينية والخليجية بالمستوى المطلوب، مبينة أن فكرة تأسيس مشروعها التجاري جاءت بعد تكرار مثل هذه المواقف.

وأضافت أنه في عام 2011 لم تكن مطاعم يملكها شيف بحريني، ولهذا قررت افتتاح أول فرع لمطعم «فيلا ماماز»، حيث تقدم فيه مأكولات محلية وخليجية بمذاق مميز، مؤكدة أنها لقيت الدعم من والدتها آنذاك، والتي وقفت إلى جانبها وشجعتها بشكل كبير، وكذلك من أبنائها الذين دعموها بكل الطرق الإيجابية لإعطائها القوة على الاستمرار، وتحقيق النجاح الذي سخرت فيه موهبتها وذوقها الرفيع في تحويل الأطباق البحرينية والخليجية إلى شكل جديد بمواصفات عالمية، ومكونات محلية من رحم مزارع البحرين ودول الخليج.



نساء خليجيات

وكونها رئيس مجلس إدارة «فيلا ماماز»، ترى أن المرأة الخليجية عامة، والإماراتية على وجه الخصوص، تمكنت من إثبات وجودها ضمن خريطة ريادة الأعمال العربية والعالمية، لافتة إلى وجود نماذج لنساء خليجيات في تطور ونجاح مستمر، ومنهم أمل المري، وديم البسام من الإمارات، إذ بدأتا مشروعهما "SALT"، الذي تطور وأصبح لديهما فروع بكل دول مجلس التعاون الخليجي.

وعقبت بأن هذا مثال يحتذى كون المرأة الإماراتية والخليجية في تطور كبير ملحوظ، وهذا في حد ذاته نجاح كبير ومشرف، وقالت إن كل امرأة دخلت ريادة الأعمال بفكرها وطموحها تمكنت من الاستمرار والوصول إلى أهدافها، وتطوير أعمالها والتوسع ليس فقط في دولتها بل على نطاق عالمي كبير، يعطي الدعم والأمل للكثير من السيدات اللواتي يملكن أفكاراً تفيد قطاع ريادة الأعمال، لتزدهر قائمة سيدات الأعمال بأسماء ومشاريع أكثر من رائعة، تحاكي البيئة الخليجية والعربية وتفيد كل شرائح المجتمع.

وتابعت صالح أن المرأة تمكنت من منافسة الرجال في مجال ريادة الأعمال، وحققت بصمة مختلفة، حيث تمكنت من إثبات نجاحها في كل المجالات، وتتمنى زيادة عدد سيدات الأعمال بهذا المجال، كون المرأة تمتلك قوة وطموحاً جعلها تصبح صاحبة مشاريع كبيرة وضخمة بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي وعلى المستوى العالمي، عبر مشاريع ضيافة وفي كل الجوانب الاقتصادية التجارية الثقافية والعلمية.



حب المهنة

وأشارت رؤيا صالح إلى أن «حب المهنة» أهم مقومات نجاح المشاريع التجارية كي تحقق الاستمرارية والنمو، لدى صاحب المشروع لما يقدمه ويعمل به، فإذا لم يملك الشخص هذا الحب والشغف، فلن يتحمل التحديات وسيتخلى عن مشروعه بكل سهولة، ولهذا فالنصيحة التي تقدمها لكل من يرغب في عمل مشروع أن يحبه ويعشقه ويتفنن في تطويره والارتقاء به، ليتمكن من تحقيق النجاح المنشود، داعية إلى وضع القلق والخوف بعيداً عند تنفيذ المشروع، إضافة إلى ضرورة وجود دراسة مسبقة للمشروع ومعرفة مدى نجاحه ليس فقط في الفترة الأولى بل إلى المستقبل بسنوات، كي يتمكن من بدء خطواته بثبات على أرض صلبة.

وأفادت بأن رأس المال لبداية المشروع ليس هو الأهم، مشجعة على استثمار الأموال في مشاريع ليس بالضرورة أن تكون كبيرة في البداية، من خلال ترتيب الميزانية ودراسة إمكانية التدرج في تحقيق النجاح المطلوب بالفترة الأولى، ومن ثم التوسع بشكل مدروس لتحقيق معادلة التوسع والانتشار المبني على الفكر الإيجابي الطموح.

وبينت أنها توجهت لمشاريع أخرى منها متجر «ماما غورميه»، الذي جاءت فكرته من «فيلا ماماز»، حيث يلبي أذواق زوار المطعم الذين يسألون طاقم العمل عن البهارات والمواد التي تم صناعة الأطباق منها، وهو ما يوفره «ماما غورميه»، إذ يبيع البهارات والمخللات التي تقدم مع الأطباق في عبوات، ليتمكن الزبائن من استخدامها في أطباقهم بالمنزل، ولهذا فالمشروعان بالنسبة لها مكملان لبعضهما، والهدف إرضاء وإسعاد الزبائن.



صناعة المحفزات

وحول التحديات التي واجهتها خلال مسيرتها في ريادة الأعمال، وكيف تمكنت من التغلب عليها، أوضحت صالح أنها واجهت كثيراً من العقبات أبرزها: البعد عن المنزل والأبناء والعلاقات الاجتماعية، إذ ترى أن من يريد النجاح والاستمرارية لا بد أن يعطي العمل مساحة كبيرة من الوقت، وهذا أكبر تحد تعرضت له، وكذلك بالنسبة للمطعم وتطويره تغلبت على الصعاب عبر التدريب والتطوير وصناعة أدوات تحفيزية للموظفين.

وأفادت بأن الدراسة الأكاديمية مهمة جداً في إنشاء المشاريع التجارية، لأنها تحقق النجاح الأساسي للمشاريع، كونها تعطي قوة ودراية من الناحية الاقتصادية، القانونية، المالية. وفي حال لم يكن لدى الشخص خلفية أكاديمية أساسية وثقافية، فلن يكون لديه الأدوات التي يحتاج إليها لإدارة مشروعه.

وأضافت أن وجود مديرين متخصصين في كافة المجالات لدى صاحب المشروع، غير كاف، لأن الخلفية الأكاديمية أساس لا بديل عنه، وإذا لم يملكها المدير فلن يكون لديه القدرة على فهم كيفية إدارة مشروعه، ولهذا فأكثر المؤسسات التي يديرها صاحب مشروع غير مؤهل أكاديمياً، تواجه مشاكل كبيرة، ومن هذا المنطلق تشجع الشباب والفتيات على الدراسة الأكاديمية لصنع مستقبل مشرق ناجح يقيهم من توقف الطموح وتحقيق الأهداف.

خطة مستقبلية

وأوضحت أن لديها خطة للتوسع والانتشار الفترة المقبلة، فهي تعمل بشكل مستمر لهذا الجانب، وسيتم افتتاح الفرع الرابع لسلسلة «فيلا ماماز» في الرياض بالمملكة العربية السعودية في نهاية شهر فبراير 2022، ثم افتتاح فرع في جدة ودبي في نفس الوقت لإعطاء فرصة للزبائن من حول العالم من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تجمع كل دول العالم تحت مظلة واحدة، لتذوق أطباق «فيلا ماماز» المميزة، وكذلك الحال بالنسبة للسعودية التي سيجري التوسع فيها ضمن خطة مدروسة.

وفيما يخص إضافة منتجات جديدة لقائمة الأطعمة والمنتجات في مشاريعها، أفادت صالح بأنها تعمل بشكل مستمر في البحث عن المنتجات الزراعية المحلية، من المزارعين في كل دول مجلس التعاون الخليجي، ولهذا تستغل وجود الخضار والفاكهة الموسمية المحلية، وتقوم بإعادة تدويرها باستخدامات أخرى، أعجبت الزبائن ونالت رضاهم بمذاقها الخاص الذي يقدمه «فيلا ماماز».

وحول تطوير مهارات الطواقم والكوادر التي تعمل في مشاريعها التجارية المتخصصة في الضيافة، بينت أن العمل على التدريب لديها دائم ومستمر، إذ يعتبر مشروع وفريق «فيلا ماماز» من أهم مدارس الضيافة في دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي، بفضل الخبرة والتطوير التي اكتسبتها هذه المهارات، ولهذا فالتدريب لديها أساسي ومهم، وإذا كان هناك تخصص مهم يجب تعلمه تقوم مباشرة بإرسال الموظف المختار للخارج ليتم تطويره في هذا المجال.

وأردفت رؤيا صالح أن نسبة الموظفين البحرينيين في مشاريعها وصلت إلى 85%، وفي السعودية 70% من الموظفين سعوديون والبقية من المقيمين في المملكة السعودية، مضيفة أنها لم تتمكن من استقطاب المواطنين الإماراتيين للعمل في مجال الضيافة، ويتم تدريب كافة الطواقم العاملة في كل فروع «فيلا ماماز» للحفاظ على مستوى الخدمات الراقية التي تلبي طلب الزبائن، الذين يأتون خصيصاً لتناول الأطباق المميزة لديها، وهم من كل الفئات العمرية ومن كل أرجاء العالم، لديهم شغف ورغبة في التعرف على الأطباق البحرينية والخليجية التي يتم صناعتها في «فيلا ماماز».