الاحد - 16 مارس 2025
الاحد - 16 مارس 2025

خبراء في مؤتمر «الصناعات الدفاعية»: الإمارات مغناطيس للمهارات

خبراء في مؤتمر «الصناعات الدفاعية»: الإمارات مغناطيس للمهارات

جانب من المؤتمر الدولي لأمن التكنولوجيا والصناعات الدفاعية في أبوظبي. (تصوير محمد بدرالدين)

أكد خبراء وعسكريون أن الابتكار التكنولوجي أصبح ركيزة أساسية وحافزاً لجهود التحديث العسكري على مستوى العالم، وأن دولة الإمارات تعد «مغناطيساً» للمهارات العالمية، وباتت مصدّرةً للتقنيات، لافتين إلى مشاركة مؤسسات تعليمية وشركات ناشئة إماراتية على مستوى عالمي لتطوير حلول مبتكرة وأنظمة تكنولوجية متطورة.

وأكد وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي، خلال فعاليات أعمال المؤتمر الدولي لأمن التكنولوجيا والصناعات الدفاعية، أن الذكاء الاصطناعي سيضيف ما يصل إلى 16 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنهاية 2030، موضحاً أنه لا يوجد ابتكار أو أي توجه آخر في العالم له هذا المستوى من التأثير العميق على الاقتصاد العالمي.

وانطلق المؤتمر الذي يعد الحدث الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، اليوم (الأربعاء) في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بحضور أكثر من 70 متحدثاً من نحو 30 دولة، لدراسة مستقبل أمن التكنولوجيا الدفاعية.

ولفت الوزير البواردي إلى أهمية الابتكار في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وكيف يظهر هذا التحول جلياً في القطاع الدفاعي، وقال: «إن الطبيعة المتطورة للإنفاق الدفاعي تعطي مؤشراً واضحاً على أن الابتكار التكنولوجي أصبح ركيزة أساسية وحافزاً لجهود التحديث العسكري على مستوى العالم. فلم يعد بعد الآن تقييم قوة الدفاع الوطني وترتيبها من حيث التنافسية متوقف على عدد الأصول المادية في ترسانة الدولة، بل سيضاف إلى ذلك وقدراتها التكنولوجية وبراءة اختراعاتها».

وأضاف أن هناك ضرورة ملحة لتبني مقاربة للأمن تنتمي إلى القرن الـ21 من خلال التعاون بطريقة تخدم جميع الأطراف المعنية عبر «حوكمة التكنولوجيا المرتكزة على القواعد» وتطوير المعايير والأطر التنظيمية ووضع «ضوابط التصدير الصارمة» وتمكين «الابتكار القائم على التعاون» واعتماد «القابلية المعززة للتشغيل المشترك» وأخيراً «التحليل الآني وتبادل المعلومات» بين كافة الأطراف المعنية.

درهم يوفر الآلاف

ولفت وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد عمر سلطان العلماء، إلى دور الابتكارات في جعل قاطني الإمارات بين أكثر الشعوب سعادةً ورضا في العالم، مبيناً أن العامين الماضي والجاري كانا من أصعب السنوات، لكنها انتهت بأشياء إيجابية حيث تم التركيز على أهمية المنظومة الدفاعية، و«كل درهم ينفق على الأنشطة في هذا المجال بشكل استباقي يوفر 10 آلاف من الدراهم أو الدولارات لاحقاً للتعامل مع آثار عدم وجودها»، مؤكداً على أهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير الإمكانات.

مرونة في القطاع الدفاعي

وأوضح فيصل البناي، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة إيدج، وهي مجموعة التكنولوجيا المتطورة للدفاع وواحدة من أفضل 25 شركة لتوريد الأسلحة الدفاعية عالمياً، أن القطاع الدفاعي بطبيعته متقدم ولكنه بطيء، ودولة الإمارات تتمتع بموقع جيد ولها أهميتها وتمتاز بتحليها بمرونة كبيرة في بيئة القطاع الدفاعي والاقتصاد، قائلاً: «نطمح لأبعد ما نريد تحقيقه، وبات لدينا أكثر من 50 إلى 60 منتجاً بدأنا بها خلال الأشهر الـ24 الماضية، في زيادة تفوق الـ10 مرات لعدد المنتجات التي أنتجناها في السنوات السابقة».

وأضاف أن 95% من المنتجات التي عُرضت ضمن المعرض الجوي لم تكن موجودة قبل أشهر قليلة من انطلاقه، كما أن هناك منتجات بدأت «إيدج» ببيعها للدول لم تكن موجودة مسبقاً في القطاع الدفاعي، مشيراً إلى أن هدف الدولة هو أن تصبح مغناطيساً للمهارات العالمية.

وبيّن أن ما يزيد على 50% من المهندسين في الشركة و35% من الموظفين مواطنون، مضيفاً: «نريد أن ينخرط المواطنون في المجالات التقنية ونعمل مع الجامعات والهيئات لتحديد نوع الأشخاص الذين نريدهم، كما مهدنا الطريق لجذب المهارات من حول العالم لتسريع إطلاق المنتجات، لدينا مهارات وطنية إلا أننا نعمل بجد لنبنيها ونعززها».

وتابع خلال الأشهر الـ18 الماضية، عملت «إيدج» على التصدير وإنجاز عقود على الصعيد الدولي يتجاوز عددها 6 أضعاف بالمقارنة مع أفضل عام لنا كشركة مستقلة.

الأعمال الحربية أولوية استراتيجية

من ناحيته أكد الرئيس التنفيذي لشركة هالكن سعيد المنصوري أن الأعمال الحربية بشكل أساسي هي أولويات استراتيجية، وأنه يمكن النظر للعدو بشكل افتراضي من منظار الأمن الدولي، أما فيما يتعلق بالروبوتات والأنظمة الذاتية، أوضح أن كافة الأطراف والدول تريد تحسين إمكاناتها لتحقيق أهدافها في المعركة والتغلب على العدو الذي هو أبعد من حدودها.

تعاون عالمي مع مؤسسات إماراتية

وأوضح المدير الدولي للتعاون العلمي في مجموعة نافال، فرانسوا ريجيس بولفيرت، أن الروبوتات والأنظمة الذاتية أصبحت محور العمل الحربي ويعوّل فيها على العلوم، متحدثاً عن المشاركة مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وشركات ناشئة في الإمارات لتطوير الحلول المبتكرة والأنظمة التكنولوجية، وقال: «نحن لا نتحدث فقط عن سفينة بل عن أنظمة حربية متطورة».