السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«مجلس محمد بن زايد» يناقش «القيم وأثرها في تنمية الإنسان والمجتمعات»

«مجلس محمد بن زايد» يناقش «القيم وأثرها في تنمية الإنسان والمجتمعات»

سيف بن زايد يشهد المحاضرة الرمضانية الأولى لمجلس محمد بن زايد.

شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المحاضرة الرمضانية الأولى لمجلس محمد بن زايد في موسمه الجديد لعام 2022، والتي عقدت تحت عنوان «القيم وأثرها في تنمية الإنسان والمجتمعات».

وتناولت المحاضرة أهمية بناء القيم لدى الفرد والمجتمع ونقاط التلاقي بين القيم الإسلامية والإنسانية وسبل تعزيز هذه القيم بجانب دورها في بناء المجتمع المتحضر والثمار التي تجنيها المجتمعات والدول من ترسيخها وإعلائها على جميع المستويات. وتحدث حول الموضوع.. المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الدكتور عمر حبتور الدرعي، ومدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية بدبي عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الدكتور أحمد الحداد، فيما أدارت الحوار نوف الشحي من الشؤون الإسلامية. .



وأكد المحاضران أن منظومة القيم التي تأسست عليها دولة الإمارات العربية المتحدة تتجلى في الشدائد التي يمر بها العالم، حيث مدت الدولة أذرعها لنصرة المستغيثين في دول العالم خلال جائحة «كوفيد-19»، في الوقت الذي أغلقت الكثير من دول العالم أبوابها وانكفت على نفسها.


وأوضحا أن منظومة السعادة التي أسستها الدولة لمجتمعها وشعبها نابعة من تبني قيم التعاطف مع الآخر والتكاتف والتعاضد مع الغير في وقت الشدة والعثرة، لافتَين إلى أن الدين الإسلامي الحنيف والعادات العربية الأصيلة في جوهرهما مبنيان على الإيثار وحب المصلحة للغير.

وقال الدكتور الدرعي إن غرس القيم في نفوس الشعوب يحتاج إلى صناعة ويعتمد على 3 مكونات أساسية هي المكون المعرفي، وهو الجانب النظري في تعريف النشء على أهمية القيم الإنسانية والمكون الوجداني عبر إبراز فضل القيم في نفوس النشء، وهما يشكلان مجتمعين نحو 90% من منظومة القيم، إضافة على المكون السلوكي وهو التطبيق العملي لترجمة القيم إلى أعمال على أرض الواقع بما يشكل 10% من المنظومة.



وأضاف إن غرس القيم صناعة تربوية شائكة تحتاج إلى مزارع بارع ـ سواء كان دولاً أو رب الأسرة - وقد نجحت الإمارات في تبني تلك المنظومة سواء من خلال المحافظة على قيم الدين الحنيف أو نقل موروث القيم عن الآباء الأوائل إلى الأبناء، إضافة إلى سن قوانين تضمن التسامح والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع.

وبين الدرعي أن الفلاسفة رغم اختلافهم في ماهية منظومة القيم على اعتبار اختلاف آرائهم ما إذا كانت نابعة من الذات أو من الدين إلا أنهم اتفقوا على ضرورتها لبناء المدن الفاضلة ولتحسين العلاقة بين أفراد المجتمعات وبين المجتمعات المتناظرة، لافتاً إلى أن الإمارات قدمت نموذجاً للقيم خلال جائحة كوفيد-19 عندما أغلقت أغلبية دول العالم مجالاتها كافة، إلا أن الدولة فتحت أبوابها أمام المساعدة الإنسانية وإغاثة شعوب العالم لمواجهة الجائحة.

من ناحيته، قال الدكتور أحمد الحداد إن آثار تطبيق منظومة القيم في المجتمعات ينعكس على أفراد المجتمع، ما يجعل الأمة في غاية السعادة سواء في تعاملاتها اليومية أو استشعار السعادة حينما تقدم الخير إلى باقي شعوب العالم.

وأضاف إن أخلاق العرب حتى قبل نزول الرسالة المحمدية قائمة على القيم، ويتجلى ذلك في أن الرسول صلى الله عليه وسلم لقب قبل الوحي بالصادق الأمين، ما يدلل على تقدير العرب للقيم، مضيفاً إن البلدان التي تتبنى منظومة القيم مثل الإمارات تكون شعوبها محبوبة من باقي شعوب العالم ويتحقق لها الاستقرار والأمان، بحيث يكون الفرد ذاته حارساً لمنظومة القيم مثل رجال إنفاذ القانون.

وأشار الحداد إلى أن النفس البشرية تحتاج دائماً إلى التذكير بمنظومة القيم وليس أفضل من شهر رمضان المبارك من أن يكون موسماً للتذكير بتلك المنظومة، موضحاً أن تنشئة الأطفال في البيوت والمدارس على تنبي منظومة القيم أساس لتطوير الأفراد وتنمية المجتمعات تنمية حقيقية.