الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

حمدان بن زايد يشيد بإنجازات هيئة البيئة لحماية التنوع البيولوجي في أبوظبي

حمدان بن زايد يشيد بإنجازات هيئة البيئة لحماية التنوع البيولوجي في أبوظبي

حمدان بن زايد خلال الزيارة التفقدية لمقر «بيئة أبوظبي».

أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة - أبوظبي، أن الهيئة تحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» الرئيس الفخري للهيئة، الأمر الذي مكّنها من تحقيق العديد من الإنجازات البيئية المهمة التي تنسجم مع الاهتمام المتزايد الذي توليه دولة الإمارات للبيئة في ظل تسارع وتيرة التنمية، والذي يعكس حرص القيادة الرشيدة على تحقيق توازن دقيق بين التنمية والاستغلال المستدام للموارد.

وقال سموه إن هذه الإنجازات هي ثمرة البذرة التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ورعاها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراهما»، والتي كان لها الأثر الأكبر في تحقيق الأهداف والخطط التي وضعتها الهيئة لحماية البيئة والمحافظة على مواردها الطبيعية.



وأضاف سموه أن التحديات البيئية التي تواجه الدولة وإمارة أبوظبي مع استمرار عجلة التنمية دفعت الهيئة لوضع الخطط والاستراتيجيات وتبني وتطبيق المنهجيات المختلفة وفقاً لأفضل الممارسات، وتوظيف العناصر المؤهلة علمياً وفنياً وتوفير كافة الإمكانات المطلوبة من أجل تبني مبادئ التنمية المستدامة والاهتمام بالحياة الفطرية وتنميتها، واستخدام أحدث التقنيات والأجهزة المتطورة لرصد ومراقبة البيئة ودعم المعرفة وسبل جمع البيانات اللازمة لاتخاذ قرارات بيئية أكثر فاعلية.

جاء ذلك خلال زيارة تفقدية قام بها سموه لمقر هيئة البيئة - أبوظبي رافقه فيها وزير الدولة لشؤون الدفاع نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة محمد أحمد البواردي.

واطلع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على مجموعة من المشاريع الرأسمالية وأهم المبادرات البيئية والتقنيات والتكنولوجيا التي تستخدمها الهيئة لمراقبة وحماية البيئة في إمارة أبوظبي، بما فيها استخدام الطائرات بدون طيار لدراسة التنوع البيولوجي والنباتات ومراقبة التربة.

كما اطلع سموه على المشاريع التي تنفذها الهيئة في مجال الاستزراع السمكي والتي تهدف إلى إنتاج أغذية بحرية آمنة وذات جودة عالية تلبي حاجة السوق من الأنواع المحلية من الأسماك، لتخفيف الضغوط على الموارد الطبيعية، وباستخدام تقنيات مستدامة تحافظ على التنوع البيولوجي وتضمن حماية الأنظمة البيئية.



بنك الجينات

واطلع سموه من الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام للهيئة على سير العمل في مركز المصادر الوراثية النباتية «بنك الجينات»، وهو مركز متخصص لحفظ بذور وأنسجة النباتات البرية لفترات طويلة تصل إلى 100 سنة، ويهدف إلى توثيق المصادر الوراثية للنباتات المحلية وتنوعها ودراسة الأنواع النباتية المهمة وحفظها عبر استخدام نهج متكامل، يتضمن طرق الحفظ الداخلية والخارجية لهذه الأنواع من النباتات بهدف المحافظة على التنوع البيولوجي، ويعتبر هذا المركز المشروع الأول من نوعه في المنطقة، ويهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي النباتي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة وإعادة استزراعها وإكثارها في الطبيعة وحماية بعض الأنواع المهددة بالانقراض.

كما استعرض سموه عينات المجموعات النباتية التي جمعتها الهيئة وتعمل على الحفاظ عليها وتوثيقها من خلال إنشاء قاعدة بيانات متطورة وحديثة، تضم أكثر 3300 عينة نباتية تمثل أكثر من 280 نوعاً نباتياً، وستمكن قاعدة البيانات الإلكترونية الطلبة والباحثين من الوصول إلى معلومات تفصيلية عنها بسرعة ودقة عاليتين.

كما استمع إلى خططها لإنشاء مشتل النباتات البرية المركزي الذي ستصل طاقته الإنتاجية إلى مليون شتلة، وسيخدم جهود ومبادرات إعادة التأهيل على مستوى الإمارة، وسيفيد في الجانب البحثي، خاصة في إجراء تجارب الإنبات لمختلف الأنواع النباتية البرية وإنتاج الشتلات لمشاريع إعادة التأهيل كافة في مختلف مناطق الإمارة ودولة الإمارات العربية المتحدة.



ترقيم الأشجار

كما اطلع سموه على سير العمل في مشروع الهيئة الطموح الذي يهدف إلى إحصاء وترقيم الأشجار المحلية المعمرة والمهددة في البيئات والموائل الطبيعية المنتشرة على مساحة إمارة أبوظبي، حيث تم إحصاء أكثر من 100 ألف شجرة غاف وسمر، كما تم ترقيم أكثر من 3000 شجرة من خلال تثبيت علامات تعريفية توعوية عليها.

واطلع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على عينات مجموعة اللافقاريات التي جمعتها الهيئة والتي تصل إلى أكثر من 10 آلاف عينة تمثل أكثر من 2500 نوع، كما تم استعراض أنواع اللافقاريات الجديدة التي اكتشفها الباحثون في الهيئة وأضيفت لأول مرة إلى قوائم العلم، ومنها أنواع من الدبابير والذباب الراقص واليعاسيب والعناكب.

واستمع سموه من الباحثين بالهيئة إلى الجهود التي المبذولة لحماية الثروة السمكية، واطلع على عينات من مجموعة الكائنات البحرية والأسماك التي يصل عددها إلى أكثر من 600 عينة، كما استمع سموه إلى المشاريع والبرامج التي تنفذها الهيئة في المحميات التابعة للهيئة في منطقة الوثبة، مثل تطوير المرحلة الثانية من محمية كثبان الوثبة الأحفورية وتطويره محمية الوثبة للأراضي الرطبة.



سياسة المواد البلاستيكية

وتعرف سموه على الإجراءات التي اتخذتها الهيئة والمتعلقة بتنفيذ سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، والتي تم إطلاقها في 2020 وتضمنت البدء بتنفيذ الحظر المفروض على استخدام الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة.

واطلع على الخطط التي وضعتها الهيئة لتطوير التشريعات التي تنظم التعامل مع المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في الإمارة وخططها المستقبلية للتعاون مع الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص لطرح عدد من التدابير التي تهدف إلى تقليل استهلاك المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد والتحول نحو المنتجات متعددة الاستخدامات.

واستمع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان خلال الزيارة لعرض عن إنجازات إدارة الطوارئ والسلامة واستمرارية الأعمال ودورها في تجنب والتعامل مع الحالات الطارئة والأزمات البيئية، من خلال الإدارة الفعّالة لمنظومة إدارة الطوارئ والأزمات البيئية، والتي تهدف إلى التخطيط المسبق مع الشركاء الاستراتيجيين ولتطوير خطط الاستعداد والمنع والوقاية وعمليات الإنذار والالتزام بتنفيذ وتفعيل خطط الجاهزية والاستجابة، وكذلك عمليات التعافي والمتابعة لحالات الطوارئ والأزمات البيئية ذات التهديدات الخطيرة، والتي قد تترك أثراً على البيئة بعناصرها المختلفة على المدى القصير أو البعيد.



واطلع سموه على مستجدات مشروع لؤلؤ أبوظبي الذي أسسته الهيئة عام 2007 في مدينة المرفأ بمنطقة الظفرة، لإحياء التراث بطريقة مستدامة، كما استمع سموه إلى جهود الهيئة في استزراع المحار الذي يتم عبر عدد من المراحل، ويتم من خلاله إنتاج أكثر من 20 ألف حبة لؤلؤ سنوياً.

وفيما يختص بالطيور وأنواعها، قال سموه: «عدد أنواع الطيور المقيمة في دولة الإمارات بلغ حوالي 260 نوعاً»، مشيراً إلى أن أعداد الطيور المهاجرة زادت واستقرت في الدولة نظراً لوفرة المياه والظل والأمان والاهتمام بها وحمايتها من قبل الجهات المختصة.

وخلال الزيارة اجتمع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان مع المديرين التنفيذيين ومديري الإدارات بالهيئة، والتقى الموظفين المتميزين، حيث قال سموه: «إن هيئة البيئة أبوظبي والتي تأسست في 1996 كانت تضم 20 موظفاً فقط، واليوم وصل العدد والحمد لله إلى 900 موظف، ويشكل العنصر النسائي نسبة كبيرة منه، وهذا يفرحنا ويسعدنا نظراً لاهتمام أبناء وبنات الوطن بالموروث البيئي والمحافظة عليه عبر كافة الأجيال».