الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

واحة الكرامة..منصة وفاء لأرواح الشهداء تسكن قلوب الإماراتيين

أضحت واحة الكرامة أكثر من مزار سياحي ومقصد يروي بطولات شهداء الواجب الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل شموخ علم الإمارات، فصارت ساحة للعزة والمجد والاعتزاز لتروي كيف ضحى الشهداء بأرواحهم من أجل أن ترسخ وتستقر قيم التسامح والأمن المجتمعي في أذهان الأجيال المقبلة.

وتحتل الواحة مكانة كبيرة في قلوب الإماراتيين باعتبارها منصة العزة والمجد والافتخار، ففيها تروى قصص الشجاعة وبجوارها مآثر المروءة وتسرد في محيطها روايات التضحية من أجل وطن آثره الشهداء على أرواحهم وأبنائهم وذويهم.

وتعد واحة الكرامة بمثابة رواية فخر وعز دائمة لهذه التضحيات حيث تجسد الواحة رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وتوجيهاته لتخليد أسماء من ضحوا بأرواحهم أثناء تأدية واجبهم الوطني، ليبقى علم الإمارات عالياً في سماء الدولة.


ويحرص كثير من رؤساء وملوك دول العالم والمسؤولين الدوليين ومواطني الدولة ومقيميها وسياح العالم، على زيارة هذا المعلم الوطني والحضاري، مشيدين بالشكل المعماري للواحة، ومعبرين عن أسمى مشاعر التقدير والاحترام لأبطال الإمارات البواسل الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن ومن أجل أن نتمتع بعز وخير البلاد.


وتبلغ مساحة واحة الكرامة 46 ألف متر مربع، وتقع في منطقة حيوية مقابل جامع الشيخ زايد الكبير، في مدينة أبوظبي، وتم الإعلان عن موقع واحة الكرامة في نوفمبر 2015.

وبعد إجراء مسابقة تصميم في بداية 2016، وقع الاختيار على تصميم يجسد الوحدة والتلاحم، تقدم به الفنان إدريس خان، المولود في بريطانيا، وأنجز العمل في واحة الكرامة في أواخر نوفمبر من العام نفسه.

نُصب الشهيد

يتكون النصب التذكاري للشهيد من 31 لوحاً من ألواح الألمنيوم الضخمة، التي يستند كل منها إلى الآخر، رمزاً للوحدة والتكاتف والتضامن، في مشهد يعبّر عن أسمى معاني الوحدة والتلاحم بين القيادة والشعب.

كما يرمز النصب الخالد إلى القوة والشجاعة التي تحلى بها شهداء الإمارات وأبطالها. ونقش قسم القوات المسلحة لدولة الإمارات على العمود الطويل في الجزء الخلفي من نصب الشهيد.

ونُقش على الألواح الأخرى قصائد وأقوال للوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، واقتباسات من أقوال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان؛ رئيس الدولة، حفظه الله، إضافة إلى اقتباسات وقصائد لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ويتكون نصب الشهيد الذي يمر من خلاله مجرى مائي يرمز إلى «الفلج» من 300 طن من الحديد، وأكثر من ألف لوح من الألمنيوم.

وتحتفي واحة الكرامة بشهداء الوطن وتضحياتهم، سواءً بعد تأسيس الاتحاد أو قبله، الذين قدموا الغالي والنفيس فداءً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي طليعتهم، عند مرحلة تأسيس الاتحاد، سالم سهيل خميس الدهماني، الذي استُشهد في 30 نوفمبر 1971، قبل أيام من إعلان تأسيس الدولة، عندما كان يقود جماعة مكونة من ستة أفراد من قوات الشرطة الأبطال، الذين دافعوا بعزة وبسالة عن جزيرة طنب الكبرى ضد القوات الإيرانية.

وتخليداً لهذه الذكرى، جاء اختيار يوم 30 من نوفمبر ليكون يوماً للشهيد من كل عام، وليكون مناسبة وطنية تتجسد فيها أسمى معاني التلاحم بين قيادة دولة الإمارات وشعبها والمقيمين على أرضها، ولتسطر أسمى آيات الفخر والاعتزاز بتضحيات وبطولات شهداء الوطن الباقية في ذاكرة ووجدان جميع أبناء هذا الوطن والمقيمين على أرضه.

وتضم الواحة مركزاً للزوار، يوفر تجربة تفاعلية تقوم على سرد قصة نصب الشهيد، وتروي قصصاً بطولية عن تضحيات شهداء الوطن.

وتضم الواحة أيضاً ميدان الفخر، الذي يتميز بمساحة واسعة، ويتخذ شكلاً دائرياً، ويقدم انعكاساً واضحاً لنصب الشهيد وجامع الشيخ زايد الكبير، ويحيط بالميدان مدرج كبير، يتسع لنحو 1200 شخص، كما توجد في منتصف الميدان بركة دائرية تشكل لوحة فنية، وتجمع بين انعكاس جامع الشيخ زايد ونصب الشهيد عليها.

جناح الشرف

تضم واحة الكرامة جناحاً للشرف، يضم أسماء شهداء أبناء الإمارات البواسل، الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن، ويُغطى سقف الجناح بثمانية ألواح ترمز 7 منها إلى الإمارات السبع، بينما يمثل اللوح الثامن شهداء دولة الإمارات.

ويوجد في منتصف الجناح عمل فني يتكون من ألواح زجاجية شفافة كبيرة، تمثل الإمارات السبع، وتحيط بها بركة تجري المياه من خلالها، ويحيط بكل لوح من الجانبين، الأمامي والخلفي، نقش بقسم القوات المسلحة، حيث يمكن للزوار قراءته من أي جانب. كما نقشت على جدارية الجناح أسماء شهداء الوطن، ومكان وتاريخ استشهادهم.

إضافة إلى ذلك، توجد آيتان من القرآن الكريم في جناح الشرف، نُقشت الأولى بالألمنيوم على الجانب الأيمن من المدخل، والثانية على الجدار الخلفي فوق لوحة الأسماء، وفوق النحت الزجاجي مباشرةً في الواجهة عند مدخل الجناح.

وتوجد أعلى الجدار الداخلي الدائري للجناح ألواح معدنية، يخلد كل لوح منها اسم أحد شهداء الوطن، ورتبته، وعمله، إضافة إلى مكان وتاريخ استشهاده.