الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

أودية تعود للجريان بعد انقطاع 25 عاماً

أودية تعود للجريان بعد انقطاع 25 عاماً

جريان الأودية دفع المواطنين والمقيمين لزيارتها والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة. (الرؤية)

أدت الأمطار الغزيرة التي شهدتها الدولة خلال الأيام الماضية إلى إعادة الحياة لوديان كانت قد جفت منذ أعوام لتعود للجريان بعد انقطاع بعضها قرابة ربع قرن في مناطق بالفجيرة والعين ورأس الخيمة.

وأكد مواطنون عودة جريان أودية وشعاب بشكل مستمر، ورصدتها كاميرا «الرؤية» بعد انقطاعها منذ قرابة ربع قرن، وأخرى امتلأت بعدما كان منسوب المياه فيها منخفضاً.

وتفصيلاً، أكد المواطن علي راشد محمد النقبي أن منطقة شيص التابعة لإمارة الشارقة شهدت أمطاراً غزيرة، وأن الوديان لا تزال تجري إلى اليوم جراء تلك الأمطار، مشيراً إلى تجمع بحيرات صغيرة من المياه في عدة مناطق من شيص.

وأضاف أن الشوارع الجديدة مكنت المواطنين من رؤية تلك البحيرات وزيارتها والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.

من جانبه، أفاد عبدالله السحابي من منطقة البليدة أن كثيراً من الوديان جفت وتأثرت بها المياه الجوفية ما أثر على المزارع والنباتات في المنطقة، مضيفاً أن أودية الخيمة والغزير والشعبة كانت تمتلئ بالمياه وسرعان ما تجف، إلا أن الأمطار في هذا العام جعلتها تجري بشكل مستمر.

وأضاف أن وادي حام أكبر الأودية في المنطقة قد عاد للجريان بقوة بعدما كانت المياه فيه محدودة، بالإضافة إلى وديان السيجي وشيص.



أما سعيد عبدالله النقبي من منطقة دفتا، فأكد أن واديي دفتا والغمرة شهدا ارتفاعاً في مستوى المياه، وأن وادي حام من أشهر الوديان التي تبدأ من منطقة دفتا إلى البثنة في الفجيرة جرى أكثر من مرة وشكل بحيرات في المنطقة لا تزال تنتشر، وأن المياه الجوفية تحسنت بشكل كبير يبشر بموسم زراعي خصب.

من جانبه، أفاد راشد خلف الوالي من منطقة دفتا أن الأمطار كانت خفيفة خلال الأعوام الـ20 الماضية إلا أن المنطقة شهدت أمطاراً غزيرة خلال الشهر المنصرم، مشيراً إلى أن المزارع تأثرت بقلة المياه لكن جريان أودية الفي والمرير التي جفت منذ أعوام أثر في التربة وخصوبتها.

وأكد أن البلوح وصبيته والغويل شعاب جافة لم تنزل فيها المياه منذ زمن وأنها عادت إلى الجريان هذا العام بعدما تلاقت فيها جداول المياه، ونتج عن ذلك خروج نباتات برية وأعشاب بكل أنواعها وألوانها.

ومن جهته قال المواطن زايد علي القحطاني إن أودية العين لم تشهد مثل هذا الجريان من مياه الأمطار منذ أعوام بعيدة، إذ لم تتعد مناسيب المياه فيها نسباً ضئيلة طوال 26 عاماً مضت، مشيراً إلى أن وديان المسعودي والطوية والفوعة لم تشهد هذه الكميات من المياه منذ زمن، حتى خلال عام 2016 الذي هطلت فيه الأمطار بغزارة كبيرة، وآخر مرة هطلت فيها الأمطار بشكل مشابه للأخيرة كان في عام 1996.



وأشار إلى أن الأمطار في العين بلغت أعلى نسبة على مستوى الدولة في كميتها، الأمر الذي أعاد الحياة لعدد من وديان المدينة التي ظلت شبه جافة لأعوام طويلة.

ولفت إلى أن جريان الوديان بهذا الشكل يشير بجلاء إلى غزارة الأمطار حتى بلغت كميتها المسجلة في منطقة خطم الشكلة 184 ملم، وهو الرقم الذي يعد كبيراً وغير مشهود منذ 24 عاماً.

وأوضح القحطاني أن جميع تلك الوديان طبيعية من صنع الطبيعة نتيجة جريان مياه الأمطار على الأرض وشق طريق لها عبر السهول، ومنها ما قامت الدولة بترميمه تفادياً للفيضانات، مثل وادي صاع ووادي الفوعة ووادي المعترض ووادي المسعودي وفلج هزاع ووادي المقام، ولا تزال مياه الأمطار تجري فيها حتى الآن، موضحاً أن وادي المسعودي يمتد إلى الطوية النباغ، ويمر على البطين ويتوجه إلى المقام.



غزارة غير مسبوقة

ومن جانبه أشار المواطن سالم الشامسي من مدينة العين إلى أن غزارة الأمطار التي حدثت مؤخراً تسببت في اكتشاف أودية كانت موجودة في العين، ولم يرها أبناء المدينة منذ أكثر من 24 عاماً، لافتاً إلى أن آخر واد شاهدوه كان وادي الفوعة 2016، فيما لم يروا بقية الأودية نظراً لجفافها الدائم، مثل وادي الصاروج وصاع والفوعة والمقام الذي لم يره شخصياً قبل ذلك،وهذا جعلهم جميعاً يتساءلون فيما بينهم عن هذه الأودية الجافة ومصدرها ومساراتها.

تطوير الوديان

وأوضح المؤرخ والباحث محمد سيف بن نعيف أن جريان الماء بهذه الطريقة أثلج صدر جميع مواطني مدينة العين الذين اكتشفوا أودية للمرة الأولى لم يروها قبل ذلك، ولا سيما جيل الشباب.

وأشاد بجهود بلدية مدينة العين في تطوير الأودية التي استقبلت كميات كبيرة من مياه الأمطار واستوعبتها، فكانت جاهزة لاستقبالها، إذ طورت شبكة ممرات الأودية الممتدة في مدينة العين والتي يصل عددها إلى7 أودية يلتقي بعضها في عدة نقاط، حيث يبدأ وادي العين من منطقة القسيس مروراً بالشعيبة والعقابية وفلج هزاع لينعطف أحد مساراته باتجاه منطقة الصناعية ومزيد الذي تمت تسميته بوادي ترابات الذي واصل مسيره نحو منطقة وسط المدينة، ليعبر بين منطقتي المطاوعة والجاهلي ثم يمر بمنطقة الصاروج، وصولاً إلى الشويمة ويتفرع من النقطة الموجودة في منطقة وسط المدينة ماراً باتجاه الدفاع وتمت تسميته بوادي عيدان.



وأضاف أن الاتجاه الموازي لوادي العين يتصل بواد آخر يعرف باسم وادي السليمي ويمر بمنطقة المقام ليعبر بعدها انحناءة بسيطة إلى منطقة البطين، ويواصل امتداده بين منطقتي المويجعي والخبيصي وصولاً عند منطقة المعترض.

ومن الجزء الموجود في منطقة البطين تفرع ممر آخر للوادي ليمتد إلى منطقة المرخانية ثم منطقة الطوية بمحاذاة منطقة المسعودي وصولاً عند الهيلي، ليتفرع مرة أخرى باتجاه المنطقة المؤدية للفوعة وتمت تسميته بوادي مبرز.

وشهدت منطقة شوكة 120 كم جنوبي رأس الخيمة إحياء بعض الأودية الميتة منذ نحو عشرة أعوام، بحسب مسؤول المنطقة سعيد مصبح القايدي، لتجري سيول مياه الأمطار من جديد في وادي اللجات، ووادي أبو القرد، ووادي الحنام، ووادي المسيدية.

وقال القايدي إن غزارة الأمطار التي شهدتها المنطقة مؤخراً أعادت الحياة لبعض الأودية التي توقفت منذ أكثر من عشرة أعوام، بسبب تغيرات طرأت على مجاريها من طرق جديدة وأحياء سكنية، إلا أن سيول المياه عادت للجريان فيها، وفاضت عن مسارها لتخرج إلى الطرق التي تجاورها.