الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

5 وسائل نصب مبتكرة تستهدف المجتمع في الدولة

5 وسائل نصب مبتكرة تستهدف المجتمع في الدولة
تعددت طرق الغش والاحتيال التي يتبعها بعض الأشخاص النصابون للحصول على أموال الغير، إلا أنه في الفترة الأخيرة، بحسب قانونيين وقضايا شهدتها محاكم الشارقة، ظهرت 5 وسائل مبتكرة تعتمدها عصابات النصب لتستهدف مختلف فئات المجتمع في الدولة، ما جعل قضايا البلاغات ضدها تشكل نحو 37% من إجمالي عدد البلاغات المسجلة في الشارقة خلال العام الماضي.

وشملت وسائل النصب المبتكرة للعصابات، استخدام قنوات تلفزيونية خارج الدولة لتصوير شخصيات مهمة، وتأسيس قنوات إعلامية على "يوتيوب"، واستغلال كاميرات المراقبة بالأماكن العامة، وبيع بطاقات تأمين صحية مغشوشة بلا تاريخ انتهاء بأسعار رمزية، بالإضافة إلى نصب كمائن عبر بطاقات تروج لمراكز المساج.

وتكمن وسيلة النصب الأولى عبر تواصل أشخاص يعملون بقنوات تلفزيونية خارج الدولة مع أفراد المجتمع من الشخصيات المهمة والمرموقة وعمل لقاء مصور معهم يتحدثون فيه عن مسيرتهم المهنية ونجاحاتهم، وبعد الانتهاء من التصوير يطلبون منهم مبالغ مالية تصل قيمها إلى 10 آلاف درهم نظير الخدمة التي قدموها لهم، وفي حال الرفض يهددونهم بفتح بلاغ عليهم بمراكز الشرطة للمطالبة بحقوقهم.


وأشار قانونيون إلى أن البعض وتحاشياً للإجراءات القضائية الطويلة وحفاظاً على صورتهم ومكانتهم في محيطهم، أو مناصبهم المرموقة يدفعون لهم المبالغ المطلوبة ما يشجعهم لتكرار السيناريو ذاته مع آخرين.


وسائل تكسب

وأشار المحامي والمستشار القانوني محمد بوهارون إلى تعدد صور الاحتيال التي يتبعها بعض الأشخاص الذين يبتدعون أساليب الخداع المختلفة من أجل التكسب وتحقيق الربح المادي، ومن أحدث هذه الصور التي ظهرت أخيراً تأسيس مجموعة من الأشخاص قناة إعلامية لهم على "اليوتيوب"، لنشر لقاءات مصورة مع إحدى الشخصيات المجتمعية المعروفة من فئة المحامين والأطباء وأصحاب الشركات والمشاريع التجارية الخاصة، عبر التواصل معهم هاتفياً ليعرضوا عليهم عمل لقاءات مصورة تعرض في القناة يتحدثون من خلالها عن سيرهم الذاتية حول بداياتهم المهنية وتخصصاتهم الدراسية وعرض الطرق التي اتبعوها وأهلتهم لأن يكونوا ناجحين في مجالات عملهم المختلفة، بحجة استفادة متابعي القناة من نصائحهم التي يقدمونها لهم من أجل تحقيق النجاح.

وأضاف "بعد الاتفاق على موعد محدد يحضرون للمكان المتفق عليه مع عدة التصوير الخاصة بهم، وبعد الانتهاء من تصوير اللقاء كاملاً، يبدؤون بالكشف عن مطامعهم المالية المتمثلة في مطالبتهم الشخص الذي تم تصويره بدفع مبلغ مالي نظير الخدمة التي قدموها له، وفي حال رفض يهددونه بفتح بلاغ ضده في مراكز الشرطة واتهامه بعدم دفع الحقوق المترتبة عليه مقابل الخدمة التي تم تقديمها له وهي عمل لقاء مصور له، وتقديم المحتوى كدليل إثبات على صدق اتهامهم، ما يضطر الطرف الآخر للدفع تجنباً للتشهير والدخول بإجراءات قانونية هو في غنى عنها".

كاميرات مراقبة

ولفت بوهارون إلى صور أخرى للاحتيال تتعلق بوقوف فتيات بأماكن عامة توجد فيها كاميرات مراقبة من أجل اصطياد ضحاياهن من الرجال، إذ يقمن بمخاطبتهم عبر إشارات بأيديهن طالبات منهم التوصيل لمكان ما في مركباتهم وحين يركبن داخل السيارة يبدأن بافتعال شجار مع صاحب المركبة ويهددن بإبلاغ الشرطة لتعرضه لهن وادعاء محاولة التحرش، مستشهدات بمحتويات كاميرات المراقبة الموجودة في المكان، أو عليه دفع مبلغاً من المال تحاشياً للإجراءات القانونية الطويلة".

جهل بالقانون

وأشار المحامي سيف الشامسي إلى وجود مجموعات من جنسيات عربية يعملون في شركة دعاية وإعلان بالدولة والبعض منهم يعمل في قنوات عربية لا توجد لها مكاتب بالإمارات يتولون التواصل مع أشخاص محددين لعمل مقابلات تلفزيونية لهم لعرضها في قنواتهم التي يعملون فيها، وبعد إحضار معداتهم والانتهاء من التصوير يتفاجأ صاحب الشأن بأنهم يطلبون منه أن يسلمهم مبلغاً من المال تتراوح قيمته بين 3 و10 آلاف درهم، نطير الخدمة التي قدموها له، وفي حال الرفض يخبرونه بعدم بث المادة المصورة في القناة الخاصة بهم، علاوة على انهم سيتوجهون لفتح بلاغ ضده، ما يجعل البعض ممن يجهلون بالقانون يدفعون لهم المبالغ المالية التي يطلبونها مقابل عدم الإبلاغ خوفاً من إدانته بأي اتهام قد يؤثر على سمعته في المجتمع".

ولفت إلى أن دفع من يتعرضون لهذه المواقف مبالغ مالية للمبتزين هو ناتج عن جهلهم بالقانون كونهم غير ملزمين بدفع أي مبلغ لهم لعدم وجود عقد مكتوب يتضمن توقيع وموافقة الطرفين، كذلك لا يوجد اتفاق لفظي يمكن للشاكي الاستناد إليه وتقديم تسجيل صوتي يؤكد صحة ادعائه".

ضمانات موثقة

أما وسيلة النصب الرابعة، فتكمن في وجود عصابات من أشخاص آسيويين يجوبون الأماكن العامة والتواصل مع من يلتقونه ليعرضوا عليه شراء بطاقات تأمين صحي تغطي كافة أنواع العلاج والفحوص الطبية بجميع مستشفيات الدولة، مؤكدين له أن هذه البطاقات ليس لها تاريخ انتهاء محدد فهي صالحة للاستخدام مدى الحياة، فيما تبلغ قيمة البطاقة الواحدة 200 درهم، من جانبها تمكنت الجهات الأمنية في الشارقة الأسبوع الماضي من ضبط 3 آسيويين ينتمون لشركة وهمية، بعد ورود بلاغات من ضحايا تم استهدافهم عبر الاتصالات الهاتفية.

فيما قال المحامي محمد المرزوقي إن بعض الأشخاص الذين لا ذمة لهم يلجؤون إلى وسائل نصب غير تقليدية من أجل كسب المال، نتيجة جهل الضحايا بحقوقهم القانونية، إلا أنهم وفي حال قدموا بلاغاً لدى جهات الاختصاص فإنه لا يحق لهم الحصول على أي مبالغ مالية ما لم تكن لديهم ضمانات موثقة تؤكد حقهم، وهذه الأساليب تندرج تحت مسمى "الغش" وليس الاحتيال الذي لا يتحقق إلا بإيهام الضحية بمعلومات كاذبة ومضللة لا تمت للواقع بأي صلة، مشيراً إلى أن بعض الأشخاص ينساقون وراء هذه الفئات من النصابين ويكتشفون أنهم وقعوا في شباك المحتالين، وتالياً يصعب رد هذه الأموال".

بطاقات مساج

ونظرت محكمة جنايات الشارقة في سبتمبر من العام الماضي قضية يتهم فيها 3 أشخاص وسيدة من جنسية أفريقية، باستدراج شاب عربي الجنسية للشقة الخاصة بهم وسرقة مبلغ مالي بقيمة 3700 درهم كان بحوزته، إضافة إلى هاتفين نقالين، كما وجهت لهم تهمة ضرب المجني عليه، وتعرضه لسحجات وكدمات في ظهره أثناء مقاومته لهم ونتيجة سحبه بقوة على الأرض، فيما أشار المجني عليه، الذي مثل أمام هيئة القضاء، إلى أنه هو من تواصل هاتفياً مع المتهمة بعد أن وجد بطاقة للمساج وعليها صورة فتاة آسيوية موضوعة على نافذة مركبته ومدوناً عليها رقم هاتف نقال، وحين اتصل على الرقم ردت عليه فتاة تتحدث باللغة الإنجليزية وتؤكد له أنها تقدم خدمات المساج بسعر لا يزيد على 100 درهم للجلسة الواحدة، وأعطته عنوان الشقة المخصصة لذلك، إلا أنه حين توجه إليها، اكتشف أن الشقة لم تكن سوى كمين، إذ وجد 3 أشخاص وشابة بانتظاره، وسرعان ما شلوا حركته وسرقوا المبالغ المالية التي كانت معه، وحين حاول مقاومتهم ضربوه ومن ثم سحبوه على الأرض إلى خارج الشقة".

140 بلاغاً

وزاد عدد بلاغات الاحتيال والغش بغرض الربح المادي والحصول على أموال الآخرين في إمارة الشارقة خلال العام الماضي على 140 بلاغاً تم التعامل معها وفق النظم المتبعة.