السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

شركات عالمية تروّج لأجهزة مزيفة لفحص وعلاج كورونا.. تعرف إليها

استغلت شركات حول العالم، أزمة وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، لترويج منتجات وأدوات، غير علمية وغير دقيقة، تدّعي الشركات أنها لفحص وعلاج الفيروس، حسب تأكيدات منظمات اعتماد دولية وأطباء متخصصين، مستعينة في ترويجها هذه المنتجات بمواقع البيع الإلكتروني.

ورصدت «الرؤية» منتجات متعلقة بفيروس كورونا على مواقع البيع الإلكتروني، من بينها ما يسمى «مصباح مطهر بالأشعة فوق البنفسجية»، تعرضه إحدى شركات صناعة «شوايات اللحوم»، التي تقول إن المصباح للتعقيم، وفعال بالأشعة فوق البنفسجية، باستطاعة 36 واط، مع مؤقت التحكم، ويقضي على نسبة 99% من البكتريا والفيروسات في الهواء، ويباع بسعر 360 درهماً.

كما عرضت مواقع بيع إلكتروني أخرى أدوات لفحص فيروس كورونا تشبه أداة فحص الحمل، وروج لها بعض المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما لاقى هجوماً كبيراً من الأطباء المتخصصين رواد هذه المواقع، خصوصاً أن الترويج لها تم داخل الدولة.

من جانبها، حذّرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع من الاختبارات واللقاحات والعلاجات الاحتيالية لفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، مؤكدة في تعميم صادر إلى جميع المنشآت الصحية بالدولة أن عدة شركات تسوّق منتجات غير معتمدة للكشف عن كورونا وعلاجه.

وأوضحت الوزارة أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ولجنة التجارة الفيدرالية، أصدرت رسائل تحذيرية إلى 7 شركات تبيع منتجات «كوفيد-19» احتيالية، وأن هذه المنتجات غير معتمدة، وتشكل مخاطر كبيرة على صحة المرضى، وتنتهك القانون.

وشملت القائمة التي ذكرتها الوزارة:



Vital Silver

Quinessence Aromatherapy Ltd.

GuruNanda LLC

Vivify Holistic Clinic

Herbal Amy LLC

The Jim Bakker Show

Xephyr LLC (والمعروفة باسم N'ergetics).

وقالت الوزارة إن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية توصي المستهلكين وممارسي الرعاية الصحية بالحذر من المواقع الإلكترونية والمتاجر التي تبيع المنتجات التي تدعي أنها تمنع أو تعالج «كوفيد-19»، وأنه لا يجب تعاطي أي نوع من أنواع الكلوروكين إلا بموجب وصفة طبية صادرة من الطبيب المعالج، وذلك من الصيدليات المرخصة والمسجلة في الإمارات، ويجب الحذر من اقتناء الدواء من خلال مصادر غير مشروعة أو من خلال الإنترنت.

وشددت الوزارة على اتباع الإرشادات الصادرة من الجهات المعنية بالدولة بما يخص «كوفيد-19»، مع مراجعة الطبيب عند الإحساس بأي أعراض.

وقال استشاري ورئيس شعبة الأمراض الصدرية في جمعية الإمارات الطبية، الدكتور بسام محبوب، إن الفحص الوحيد المعتمد دولياً والصحيح علمياً هو فحص التسلسل الجيني للفيروس، وهو ما يعرف بـPCR، ويتم إجراؤه بأخذ «سحبة» من مؤخرة الأنف أو البلعوم، وإجراء الفحص مخبرياً، وما خلاف ذلك يعد تزييفاً، وأمراً غير معتمد ولا دقيق.

إلى ذلك، قال اختصاصي طب المجتمع في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الدكتور عادل سجواني، إن ما يروجه بعض المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجهزة غير علمية لفحص الفيروس، أمر غير أخلاقي ولا قانوني، وتعاقب عليه النصوص القانونية الصحية، مشيراً إلى أن الفحص الوحيد المعتمد هو الـPCR، ولا يمكن إجراؤه منزلياً.

وأكد ضرورة عدم انخداع الجمهور بهذا الترويج المزيف، وضرورة الاعتماد على المصادر الموثوقة التي تتمثل في الجهات الصحية الحكومية، وزارة الصحة وصحة دبي وصحة أبوظبي ومركز أبوظبي للصحة العامة، مبيناً أن واجب المؤثرين الحرص على المجتمع والقيام بدور توعوي صحيح.

بدوره، قال رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية المركزة في المستشفى الأمريكي بدبي، الدكتور مازن زويهد، إن فحص التأكد من الإصابة «بكوفيد-19»، يتم من خلال 3 طرق فقط، إما مسحة من الأنف أو البلعوم أو التنظير الرئوي، مشيراً إلى أن المسحة التي تؤخذ من الأنف أو البلعوم لها مواصفات خاصة، وتؤخذ بطريقة معينة ودقيقة، لذلك يسحبها أطباء وفنيون متخصصون ومدربون.

وأكد أن جميع ما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي من أجهزة تشبه أجهزة اختبار الحمل وغيرها، هي أجهزة مزيفة، وغير علمية، ولم تصرح بها أي هيئة اعتماد دولية، وأهمها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لافتاً إلى استحداث أجهزة حديثة تفحص اختبار فيروس «كوفيد-19» خلال وقت قصير في الولايات المتحدة الأمريكية، منها جهازان تم الإعلان عنهما مؤخراً، لكنهما أيضاً يعتمدان على المسحات الأنفية أو البلعومية.

وشدد زويهد على أن نتيجة فحص اختبار «كوفيد-19» عن طريق الدم ضعيفة، وما زالت قيد الدراسة، ولا ينصح بها في الوقت الحالي ريثما تكتمل دراستها ثم اعتمادها، موضحاً أن هذا الاختبار يعتمد بالأساس على فحص مضادات الفيروس الموجودة في الدم، فإذا فحص الشخص دمه، قد يجد مضادات للفيروس، وهذا يعني أنه مصاب حالياً أو كان مصاباً فيما مضى، حيث إن الشخص قد يكون حاملاً للفيروس ولم يكوّن جسمه مضادات للفيروس حتى لحظة الفحص أو كوّن مضادات قليلة وضعيفة لا تظهر في الفحص الدموي، كما أنها تستغرق عدة أيام لكي تتحول إلى إيجابية.

وأوضح أن فحوص الفيروس في الوقت الحالي، تتم في المختبرات الحكومية فقط، وفق التعميم الصادر في بداية اكتشاف فيروس كورونا المستجد في الإمارات، وتجري حالياً مشاورات لمنح تصاريح لبعض المستشفيات الخاصة المجهزة لإجراء هذا الفحص، مشيراً إلى أن مدة الفحص تستغرق من 3 إلى 4 ساعات داخل المختبر، لكنها في الواقع تستغرق من يومين إلى 3 أيام حتى تخرج النتائج، لأنها تأخذ دورها في المختبر بسبب ضغط إجراء الاختبارات.

وأشار زويهد إلى خطوات اختبار الفيروس معملياً، حيث يتم أخذ المسحات من مؤخرة الأنف أو البلعوم، بأداة فحص خاصة بهذا الفيروس، ويتم إرسالها للمختبرات الحكومية المحددة، لإجراء اختبار PCR لها، وهو اختبار فحص التسلسل الجيني للفيروس، وكلما تم سحب العينة بدقة بواسطة متخصصين، كانت النتائج دقيقة.