الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

بينهم مصاب بكورونا.. مبتعثون يروون رحلة العودة إلى أرض الإمارات

بينهم مصاب بكورونا.. مبتعثون يروون رحلة العودة إلى أرض الإمارات

الدولة أعادت طلاب الابتعاث إلى أرض الوطن بعد تفشي كورونا حرصاً على سلامتهم. (الرؤية)

خاض طلاب إماراتيون مبتعثون للدراسة في الخارج، «رحلة الهروب من الخوف» في بؤر تفشي وباء فيروس كورونا في دول الابتعاث، إلى أرض الإمارات العربية المتحدة، التي وضعت مواطنيها والمقيمين على أرضها من جميع جنسيات العالم، على قائمة أولوياتها لحمايتهم من خطر تفشي (كوفيد-19).

وأشاد المبتعثون العائدون بحرص سفارات الدولة والجهات المعنية بشؤون الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج، على التواصل الدائم والمستمر مع كافة الطلبة الإماراتيين للاطمئنان عليهم، وعلى حالتهم الصحية منذ انتشار الفيروس في عدة دول حول العالم، وخاصة في شهر فبراير، ما عزز لديهم الشعور بالأمان، مؤكدين أن الخوف مما يتداوله الناس في المجتمعات الغربية من صور وأخبار غير مريحة عن انتشار الفيروس وضعهم في حالة ترقب للعودة إلى أرض «السلام والاطمئنان».

وفي هذا السياق، قال المصاب بفيروس كورونا، الطالب الإماراتي سيف الشرهان النعيمي، والذي كان مبتعثاً لدراسة الهندسة الإلكترونية والكهربائية في جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة إن «الحرب مع الفيروس تبدأ في الخوف من هذا الوباء ونحن في بلاد الاغتراب، في ظل الحالة النفسية التي يفرضها عليك الحجر الصحي، لكننا لاحقاً نصل إلى قناعة تامة أننا نستطيع التغلب على هذا الوباء بالإرادة والالتزام بكافة الإجراءات الوقائية اللازمة للقضاء على انتشار الفيروس، لحماية البشرية».



وروى النعيمي تفاصيل «رحلة الهروب من الخوف» في دولة الابتعاث، والتي بدأت عندما تلقى توجيهات من السفارة الإماراتية في بريطانيا في بداية شهر مارس الماضي، بضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية والبقاء في المنزل، وعدم الاختلاط بسبب انتشار الفيروس في المدن البريطانية بشكل كبير، وهنا كانت بداية عزل نفسه.

ولفت إلى أنه بعد عدة أيام من العزل المنزلي في بريطانياً، بدأ يشعر بصداع وألم في عموم الجسد، حتى بدأت حرارته بالارتفاع، والشعور بالإجهاد، ثم السعال الجاف المؤلم، لتراوده الشكوك بإصابته بالفيروس، ويتأكد من ذلك عندما شرح حالته لأحد الأطباء، الذي قدم له وصفات طبية تعالج الحرارة والصداع.

وأضاف أنه تواصل بعدها مع السفارة وأخبرهم بحالته، إذ قدم المعنيون هناك توجيهات ضرورية للتعامل مع حالته، واستمروا بالتواصل معه يومياً، حتى حددوا له موعداً للعودة إلى أرض الوطن بتاريخ 24 من مارس الماضي، وهو القرار الذي أشعره بالاطمئنان.

وذكر أنه فور عودته، خضع للحجر الصحي في فندق، وأجرى فحص كورونا لأول مرة لأنه لم يجره من قبل بسبب الأزمة الطبية التي تعاني منها المستشفيات في بريطانيا، لتظهر النتيجة إيجابية وتتأكد إصابته بالفيروس، وعلى إثر ذلك، وُضع في الحجر الصحي في مستشفى بدبي.

ونصح المبتعث النعيمي المصاب بفيروس كورونا، بضرورة الالتزام بالتعليمات، واتخاذ الإجراءات اللازمة، والابتعاد عن الاختلاط، وأن يعتبر كل شخص نفسه مصاباً بالفيروس، حتى يحمي أفراد أسرته ومن يحبهم.

بدوره، قال الطالب الإماراتي المبتعث للدراسة في بريطانيا عبدالله الحوسني، في حديثه مع «الرؤية» من الحجر المنزلي بعد عودته لأرض الوطن، تلبية لتوجيهات الجهات المعنية في الدولة، إنه اتخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة والفورية هو و5 من زملائه في الدراسة، وذلك بحجر أنفسهم منذ 14 يوماً، في منزل يعود لأسرته في أم القيوين.



وسرد الحوسني رحلته مع زملائه في ظل تطورات تفشي المرض في بريطانيا، حيث التزموا المنزل بناء على التوجيهات الحثيثة واليومية لسفارة الدولة، والتي حرصت على التواصل مع كافة الطلبة من خلال العديد من وسائل التواصل، ومنها الاتصال المباشر، لحماية أبناء الإمارات الطلبة المبعثين للدراسة في الخارج، من مخاطر تفشي المرض في دول الابتعاث.

وأوضح أنه في تاريخ 12 مارس الماضي، تواصلت معه سفارة الدولة في لندن للاطمئنان عليه، ووجهته باتخاذ الاستعدادات اللازمة للعودة لأرض الوطن بعد أيام، وفور الانتهاء من ترتيب أوضاع جميع الطلبة الإماراتيين التعليمية، والتأكد من قرار الجامعات في تفعيل الدراسة عن بعد، جاء القرار النهائي بعودة جميع الطلبة الإماراتيين إلى أرض الوطن وفوراً.

ولفت إلى أن الأوضاع كانت خطيرة جداً في بريطانياً، بسبب حالة الخوف التي تسيطر على جميع الناس، «الأمر الذي أشعرنا بأن طريق عودتنا إلى الوطن، هي رحلة الهروب من الجائحة إلى أرض الأمان والاطمئنان».

وذكر، أنه خرج مع زملائه الخمسة الذين يشاركونه السكن، متوجهون إلى المطار للعودة إلى أرض الإمارات، وعند صعودهم للطائرة لاحظوا الإجراءات الاحترازية التي تحمي الركاب من نقل العدوى، كما شاهدوا وجود «عشرات الطلاب الصينيين العائدين إلى وطنهم مروراً بدولة الإمارات، الأكثر أماناً في العالم في ظل هذه الظروف الاستثنائية».

وأضاف أنهم وصلوا إلى أرض الوطن في يوم 17 من مارس الماضي، وخضعوا لفحص المسح الحراري في مطار دبي، ثم استقلوا سيارات تابعة للجهات الصحية، لنقلهم إلى منزل تمتلكه أسرته في إمارة أم القيوين، مجهز بكافة المواد الغذائية والصحية والمعقمات، لإخضاع أنفسهم للحجر المنزلي لمدة 14 يوماً، وهي الفترة التي حرصت خلالها لجنة الصحة الوقائية في الدولة على التواصل المستمر للاطمئنان عن حالتنا الصحية.

وأوضح أنهم بعد إنهاء فترة الحجر، خضعوا لفحص فيروس كورونا بترتيب كامل من الفرق الصحية، وظهرت النتيجة سلبية يوم الخميس 2 أبريل.

من جانبها، بيّنت نورة الأميري، الدارسة في قسم الهندسة الكيميائية بجامعة فيرجينيا تك في الولايات المتحدة، أن الملحقية الثقافية في سفارة الدولة بواشنطن تواصلت معها لإخبارها عن رحله العودة للوطن، والتي عملت على ترتيب رحلة العودة بشكل كامل.



وقالت إنها قطعت رحلة مدتها 5 ساعات على الأراضي الامريكية، من منطقة بلاكسبرغ، حيث مسكنها، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، ليستقبلها موظفو السفارة الذين حجزوا لها غرفة في فندق قريب، حتى موعد الرجوع إلى أرض الوطن.

وأضافت أن السفارة الإماراتية وفرت كافة الإجراءات الطبية الوقائية اللازمة للطلبة المبتعثين في أماكن إقامتهم، وحرصت على سلامة الطلاب حتى وصولوا إلى أرض الوطن، ليخضعوا بعدها لإجراء فحوصات خاصة بفيروس كورونا، للتأكد من سلامتهم.

وأردفت الأميري أنها توجهت فورد عودتها إلى الإمارات في 29 من مارس الماضي، إلى فندق في أبوظبي، لتضع نفسها في الحجر لمدة 14 يوماً، بغية التحقق من خلوها من الفيروس قبل أن تلتقي بأفراد أسرتها.

بدوره، قال الطالب الإماراتي العائد من الدراسة في بريطانيا، خالد جمال السويدي، إن المتابعة المستمرة لسفارة الدولة في بريطانيا مع الطلاب المبتعثين، وضعتهم في حالة اطمئنان تتغلب على الخوف الذي اقتحم حياة المجتمع في بريطانيا بسبب تفشي فيروس كوفيد-19.



وأكد أن إجراءات الدولة في إخلاء جميع الطلبة المواطنين في دول الابتعاث جاءت في الوقت المناسب، «لحماية أبنائها من حالة الذعر التي نجهل تطوراتها المستقبلية»، مشيراً إلى أنهم لبوا كافة التوجيهات من سفارة الدولة «منذ أن بدأ انتشار المرض بشكل متزايد في بداية شهر مارس، حتى وصلنا إلى الحجر المنزلي في أرض الوطن، والذي لجأنا إليه لحماية أفراد أسرنا ومجتمعنا».

وتابع أنه وزملاءه الذين يشاركونه السكن في دولة الابتعاث، حجروا أنفسهم لمدة 17 يوماً في منزل، كجزء من الإجراءات الاحترازية للتأكد من خلوهم من الفيروس، حيث ظهرت النتيجة سلبية قبل عدة أيام، «لنلتقي بعدها مع أفراد أسرنا الذين حرمنا من احتضانهم بالرغم من وجودهم حولنا».

وقال طالب العلاقات الدولية والسياسية في جامعة شيفيلد، يوسف جاسم البلوشي إنه عاد إلى أرض الوطن ليعيش الاطمئنان والسلام، هرباً من الخوف الذي سيطر على حياة الناس في عدة مدن بريطانية، وذلك بعد أن تلقى توجيهات من الملحقية الثقافية في سفارة الدولة في لندن بتاريخ 13 مارس الماضي، بضرورة الاستعداد للعودة إلى الإمارات إلزامياً بعد أن كان اختيارياً في بداية مارس.



ولفت إلى أن السفارة الإماراتية في لندن، بدأت بالتواصل الحثيث معه في نهاية شهر فبراير، واستمرت في التواصل للاطمئنان على أحوال الطلبة الصحية بعد التطورات التي طرأت على تفشي فيروس كورونا، كما أنهم خيرونا في البداية بين البقاء والعودة لأرض الوطن، حتى جاء القرار الإلزامي بالاستعداد للعودة بعد تفاقم حالة انتشار (كوفيد-19) في عدة مدن في المملكة المتحدة.

وأضاف أن الخوف انتابهم في الأيام الأخيرة، بعد إعلان الجهات المعنية في بريطانيا عن زيادة عدد المصابين والوفيات جراء انتشار الفيروس، «إلى أن جاء موعد صعود الطائرة للتوجه إلى أرض الوطن التي نطمئن فيها».

وأوضح أن سفارة الدولة تابعت كافة شؤون الطلاب المبتعثين للدراسة، حيث «وضعونا أمام 3 خيارات عند العودة للوطن وهي، إكمال الدراسة عن بعد من الجامعة في بريطانيا، أو إكمال الدراسة في جامعات الإمارات، أو تجميد البعثة لإشعار آخر، حتى استئناف التعليم بعد تجاوز الأزمة».

من جانبه، قال الطالب المبتعث لدراسة الهندسة الميكانيكية في ولاية شيكاغو في أمريكا حمد الدرعي إنه قرر العودة إلى أرض الوطن فور إصدار دولة الإمارات قرار العودة للطلبة المبتعثين ممن طبقت الجامعات التي يدرسون فيها نظام الدراسة عن بعد، مبيناً أن سفارة الدولة ولجنة الابتعاث وكافة الجهات المعنية بشؤون الطلبة المبتعثين، باشرت التواصل مع كافة الطلبة من خلال البريد الإلكتروني والاتصالات المباشرة، لوضعهم في صورة الإجراءات الاحترازية لمواجه تفشي الفيروس في دول الابتعاث، حتى جاء القرار الإجباري بالعودة إلى أرض الوطن فوراً.

وأكد أن ما يتم تداوله في أمريكا عن سرعة انتشار الفيروس في عدة ولايات أمريكية، نتجت عنه مخاوف لدى جميع الناس من تداعيات هذا الوباء على صحتهم، والإمكانات الطبية التي يمكن أن تواجه هذا المرض، ليقرر العود إلى «أرض الوطن، موطن الاطمئنان والسلام، هرباً من خوف تفشي (كوفيد-19)».