الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الأمن الغذائي في الإمارات.. نهضة زراعية أسسها زايد

أكد مواطنون أن النهضة الزراعية التي تشهدها الإمارات حالياً، غرس لبذرة زرعها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي استطاع عبر استشرافه للمستقبل معرفة أهمية هذا القطاع في تحقيق الأمن الغذائي، وبناء منظومة عمل لا تعترف بالصحراء حاجزاً أمام الزراعة.

وذكروا أن الشيخ زايد خصص دعماً استثنائياً للمواطنين عبر منحهم أراضي صالحة للزراعة، وتوفير برامج دعم إنتاج أسهمت خلال أعوام قليلة بزيادة الرقعة الخضراء، وتحقيق اكتفاء ذاتي، لافتين إلى أن استثمارهم اليوم بالزراعة يأتي استكمالاً لما بدأه الشيخ زايد الذي سخّر هذا القطاع للعمل الإنساني عبر التبرع بمحاصيل التمور للدول الفقيرة.

من جهتها، أكدت وزارة التغير المناخي والبيئة «أن الاهتمام الذي توليه الإمارات منذ تأسيسها على يد الشيخ زايد، بالقطاع الزراعي هو النهج الذي تعمل القيادة الرشيدة على مواصلة تطويره عبر خطط عدة، أثمرت نتائجها عن وجود 38 ألف مزرعة يقدر إنتاجها السنوي بأكثر من 800 ألف طن من محاصيل متنوعة ونصف مليون طن من التمور».

عنصر فارق

وقال المزارع جاسم الشامسي: «إن الدعم الذي تقدمه الجهات الحكومية للمزارعين المواطنين هو العصب الرئيسي لاستمرار الإنتاج الزراعي الذي شكل عنصراً فارقاً في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الإنتاج المحلي، أما النهضة الزراعية التي تشهدها الدولة حالياً غرس بذرتها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» قبل قيام اتحاد الإمارات، انطلاقاً من رؤيته بأهمية هذا القطاع، إذ خصص دعماً استثنائياً للمواطنين عبر منحهم الأراضي الصالحة للزراعة، وتهيئتها بأحدث الوسائل لهذا الغرض، كما وجه بتوفير برنامج دعم الإنتاج الزراعي مثل بذور، وأسمدة، ومبيدات حشرية، وبيوت محمية بأسعار مدعومة للمساهمة في خفض التكاليف على المزارعين وزيادة المردود المادي من بيع منتجاتهم، كما وجه بإنشاء مراكز لخدمة هذا القطاع، يتم من خلالها تسويق جميع المنتجات الزراعية المحلية خلال المواسم المختلفة من العام».

وأضاف: «شجعنا الشيخ زايد على الاهتمام بالنخلة والتوسع في زراعتها باعتبارها إرث الأجداد وتخصص سنوياً آلاف الأطنان من تمورها للمساهمة في العمل الإنساني والتبرع للدول الفقيرة».

قهر الصحراء

وأكد هويشل الخاطري «استمرارنا لأكثر من 60 عاماً في الزراعة جاء بدعم وتحفيز من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي شجعنا على قهر الصحراء والاستفادة من المساحات الشاسعة في الزراعة باعتبارها ثروة دائمة ومصدر رزق لا ينقطع تسهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي المتكامل لكل الدول التي تهتم حكوماتها بهذا القطاع، إذ تمكن في أعوام قليلة من زراعة ملايين الأشجار ونشر اللون الأخضر الذي غطى صحراء قاحلة شديدة القسوة».

ولفت «منح الشيخ زايد اهتماماً استثنائياً بالقطاع الزراعي، إذ كان يشرف بنفسه على توزيع المعدات والمكائن على المواطنين، ويرشدهم بالخطط الزراعية التي تضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضار والفواكه والأعلاف الحيوانية، وأضحى ما ينتجه هذا القطاع أحد أهم عناصر النشاط الاقتصادي الذي يسهم في رفع مستوى معيشة الشعب كونه مصدر دخل رئيسياً للمهتمين به، لا سيما بعد توجه عدد كبير من فئة الشباب المواطنين لتأسيس مزارع وفق النمط الحديث الذي يوفر رؤوس الأموال، ويضمن تحقيق دخل مرضٍ».

حرفة رئيسية

وقال راشد الطنيجي: «توجه الشباب المواطنين للزراعة بأنماطها المختلفة لم يكن خياراً بديلاً أو ثانوياً، بل حرفة رئيسية جعلوا من مردودها المادي مصدر دخل أساسياً لهم بعد أن اكتسبوا فنها من آبائهم وأجدادهم ومن الدراسة العلمية في الكليات التخصصية بالجامعات، وعلى الرغم من التحديات التي تواجه استمرار هذا القطاع على المستوى المحلي، فإن العمل الجاد من الحكومة لتنمية الإنتاج الزراعي والسعي لتطبيق التكنولوجيا الذكية والبحوث العلمية، حقق نسباً واضحة بمستوى الاكتفاء الذاتي، كما ذلّلت مجموعة التحديات التي تواجه المنتج المحلي ابتداءً من عمليات الإنتاج الزراعي المختلفة وانتهاءً بالتسويق».

وأشار إلى أن استثمار الشباب المواطن بالزراعة جاء استكمالاً لما بدأه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي سخّر هذا القطاع لخدمة الإنسانية سواء داخل الدولة أو خارجها، ولتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وتصدير بعض المحاصيل للدول الفقيرة والمحتاجة لنشر ثقافة العمل الخيري، كما تمكن المغفور له بإذن الله من التغلب على الظروف المناخية الصعبة لدولة الإمارات، وقلة المياه الجوفية، وتالياً نشر المسطحات الخضراء، ما أسهم في زيادة اهتمام المواطنين بالزراعة وارتباطهم بالأرض".

مواصلة التطوير

من جانبها، أكدت وزارة التغير المناخي والبيئة «أن الاهتمام الذي توليه الإمارات منذ تأسيسها على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» للقطاع الزراعي المحلي، هو النهج الذي تعمل القيادة الرشيدة على مواصلة تطويره، للإسهام بتحقيق الأمن الغذائي واستدامته، عبر وضع خطط استراتيجية في تنمية هذا القطاع والتواصل المباشر مع المزارعين للوقوف على احتياجاتهم وأنواع المستلزمات وكميات المواد الضرورية التي يحتاجون إليها خلال الموسم الزراعي، كما تم توفير دليل إرشادي يتضمن المحاصيل التي تصلح للزراعة، والعمليات المطلوب تنفيذها للحصول على أفضل إنتاجية، وسد جزء من احتياجات الأسر اليومية من تلك المنتجات، ونشر ثقافة الزراعة وإنتاج الغذاء، لإنشاء جيل واعٍ يسهم في المحافظة على التنمية الزراعية المستدامة.

800 ألف طن

وأوضحت الوزارة أنها تقدم للمزارعين برامج إرشادية تشمل تجهيز التربة للزراعة، واختيار المحاصيل وطرق الري المناسبة ومكافحة الآفات المختلفة، إلى جانب دعم مستلزمات الإنتاج الزراعي كالبذور، والأسمدة، والمبيدات، بنصف السعر وخدمات مكافحة آفات النخيل بهدف تعزيز استدامة هذه الشجرة لأصالتها في الموروث الوطني، إذّ أولاها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان اهتماماً خاصاً لأهميتها في إنتاج التمور، لا سيما بعد تصنيف الإمارات واحدةً من أهم 5 دول على مستوى العالم في إنتاج وتصدير التمور، فحجم إنتاجها السنوي منه يزيد على 500 ألف طن سنوياً، بينما تخصص مئات الأطنان من هذه الثمار كمساعدات غذائية للدول الفقيرة.

وتابعت: «أطلقت الوزارة مبادرة «حصادنا»، التي عقدت من خلالها مذكرات تفاهم مع عدد من منافذ البيع، ما أسهم بزيادة تسويق منتجات المزارعين دون وجود وسيط يتحكم بالأسعار أو يحتكر شراء المنتجات، بما يضمن استمراريتهم في هذه المهنة».

وذكرت أن إجمالي المزارع في الدولة بلغ نحو 38 ألف مزرعة تقريباً، يقدر إنتاجها السنوي من الخضراوات والفاكهة والمحاصيل الحقلية والأعلاف، سنوياً بـ800 ألف و650 طناً.