الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

5 استراتيجيات لزيادة حصة المنتجات الزراعية المحلية في الأسواق

5 استراتيجيات لزيادة حصة المنتجات الزراعية المحلية في الأسواق

تصوير: محمد بدر الدين

تعكف هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية على زيادة حصة المنتجات الزراعية المحلية في الأسواق من خلال 5 استراتيجيات محددة، تتمثل في زيادة المساحة المزروعة، وتطوير أنماط الزراعة، وتحسين إنتاجية المزرعة الواحدة، وتنويع الأصناف المزروعة حسب احتياجات السوق، وتوجيه المزارعين نحو الزراعة العضوية.

ووجهت الهيئة أصحاب المزارع إلى المنتجات العضوية التي تمنحهم الفرصة للتوسع في الزراعة وتسويق منتجات غير معتادة تلبي احتياجات السوق من المنتج المحلي، حيث يتم توزيع المحاصيل بين مزارع البيوت المحمية ومزارع الحقول المكشوفة لمنع التنافس خلال موسم الإنتاج، مثل الطماطم العادية الدائرية ليكون إنتاجها من البيوت المحمية، فضلاً عن زراعة أصناف غير تقليدية من الفواكه مثل التين، والمانغو، والبرتقال، والجوافة، والغريب فروت والليمون، إلى جانب أصناف من الورقيات مثل النعناع، البقدونس، والكزبرة.

قال خبراء أغذية ومستهلكون إن توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بتعزيز وجود المنتجات المحلية في الأسواق سينعكس إيجاباً على تعزيز تنافسية المنتجات المحلية، وزيادة عائدات المنتجين المحليين سواء من الزراعة أو الإنتاج الحيواني وتوفير التسويق الجيد الذي يعتبر أهم حلقات دورة المنتجات، ودعم مشاريع المواطنين الصغيرة والمتوسطة مما يصب في مصلحة حفظ الأمن الغذائي.

وتفصيلاً، قال الخبير الاقتصادي والمستشار في شؤون حماية المستهلك الدكتور جمال السعيدي، إن هناك فوائد عدة من توافر المنتجات المحلية في الأسواق الكبرى أولها تعزيز ثقة المستهلك في المنتج المحلي، وتعزيز تنافسية المنتج في السوق المحلية بما ينعكس إيجاباً على المزارعين، وتوفير التسويق الجيد الذي يعتبر أهم حلقات دورة المنتجات، ودعم مشاريع المواطنين الصغيرة والمتوسطة.

وأضاف السعيدي أنه من خلال شبكة فروع مجموعات استهلاكية كبيرة موجودة في الإمارة يمكن لمنتجات مزارع أبوظبي النفاذ للأسواق وتحقيق أعلى العائدات للمزارعين، بالإضافة إلى الترويج للعلامة التجارية «حصاد مزارعنا»، التي تعتمد عليها هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية لتسويق المنتجات الزراعية المحلية.

وأشار السعيدي إلى أنه من شأن تلك المبادرة أن تزيد بشكل مباشر دخل المزارعين من خلال زيادة العائد من الزراعة ومن خلال فتح قنوات تسويقية للمنتجات المحلية، وتمكين أصحاب المزارع من النفاذ للأسوق والمنافسة، لافتاً إلى دور القيادة الرشيدة والحكومة في دعم المنتجات المحلية.

وأكد عضو في مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية المستهلك جمعة بلال فيروز أنه بحكم وجوده السابق في لجنة تأمين الغذاء والدواء فإنه يدرك جيداً أهمية وجود المنتج المحلي من الخضراوات واللحوم في كبريات منافذ البيع، حيث يشعر المستهلك بالطمأنينة قبل أي فائدة أخرى، مشيراً إلى اهتمام القيادة الرشيدة الدائم بملف الأمن الغذائي الذي يعتبر من الأولويات.

وأوضح فيروز أن هناك بدائل عدة لتوفير الأمن الغذائي في الدولة وعلى رأسها المنتج المحلي، حيث إن تلك الجهود المحلية بتوفير ووجود المنتج المحلي تتوازى مع جهود تنويع استراتيجية الاستيراد من دول مختلفة إضافة إلى أنه يتوجب على المستهلكين اتباع الممارسات الشرائية القويمة وعدم شراء مواد غذائية أكثر من الحاجة الفعلية.

وتعزز مبادرة تخصيص مساحات عرض خاصة بالمنتجات الزراعية المحلية في المنافذ الكبرى دور منافذ بيع «حصاد مزارعنا» التي أطلقتها هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية عام 2011، وهي إحدى القنوات الهامة لتسويق إنتاج مزارع أبوظبي من الخضروات والفواكه الطازجة، كما أنها إحدى الوسائل الأساسية لتعزيز كفاءة سلسلة التوريد من المزرعة إلى المستهلك وتطوير سلسلة القيمة للمنتج المحلي لتأكيد تنافسيته في السوق، حيث تهتم الهيئة بسلسلة التوريد ابتداء من خدمات الدعم الفني والتشغيلي التي تقدمها على مدار العام لمساعدة المزارعين على زراعة محاصيل متنوعة وبجودة عالية، ثم توفير الخدمات ذات الصلة بالتسويق مثل التعبئة والتغليف والتوزيع لتصل المنتجات المحلية إلى المستهلك في أفضل صورة، ونتيجة لهذه السياسة التكاملية نجحت الهيئة بالتعاون مع المزارعين في تنويع الأصناف المزروعة في إمارة أبوظبي حيث يزيد عددها الآن على 42 صنفاً من الخضراوات والفواكه عالية الجودة وكثير منها يتم إنتاجه في مزارع عضوية وأخرى حاصلة على شهادة «غلوبال غاب» العالمية.

وتشهد منافذ بيع المنتجات المحلية في أبوظبي إقبالاً كبيراً من المستهلكين على الشراء مع طرحها منتجات محلية بأسعار تنافسية مقارنة بنظيرتها المستوردة، حيث أسهمت العلامة التجارية «حصاد مزارعنا» -أول علامة تجارية للمنتجات المحلية التي أطلقتها الهيئة في تعزيز إقبال المستهلكين على الشراء، بعد أن قدمت لهم تشكيلة متنوعة من المنتجات المتميزة بأسعار جيدة.

وقال مستهلكون لـ«الرؤية» إن انتشار المنتجات المحلية في الأسواق إضافة إلى وجودها في مراكز خاصة تابعة لعلامة حصاد مزارعنا في جمعية أبوظبي التعاونية وغيرها أصبحت تشهد إقبالاً كبيراً بفضل عوامل عديدة في مقدمتها طرحها منتجات طازجة لا غنى عنها على مائدة المستهلكين وبأسعار تنافسية، إضافة إلى أن بعض هذه المنتجات لاسيما الخضراوات تفوق جودتها نظيرتها المستوردة وتقل عنها في السعر أيضاً.

وقالت نجاة علي ربة منزل إن تعزيز وجود المنتجات المحلية في الأسواق يسهم بشكل كبير في تخفيض أسعار العديد من السلع، لاسيما الخضراوات مع وجود تنافسية بين المنتجات المحلية والمستوردة، كما يشعر أيضاً المستهلك بوجود أمن غذائي لاحتياجاتها الأساسية.

وأضافت علي أنه من الضروري وجود تلك المنتجات في جميع الأسواق الاستهلاكية الكبيرة بعد أن استطاعت جذب انتباه المستهلكين وأصبحت تشهد إقبالاً كبيراً لسمعتها الجيدة خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن المستهلك يميل إلى شراء المنتجات الطازجة التي يعرف مصدرها جيداً.

وتفصيلاً، قالت ملك ناجي ربة بيت، إن توفير تشكيلة متنوعة من المنتجات المتميزة المحلية التي تتميز بعدة أمور في مقدمتها أنها طازجة حيث تأتي يومياً من المزارع إلى منافذ البيع، كما أن أسعارها أقل من نظيرتها المستوردة يسهم بشكل كبير في إقبال المستهلكين على شرائها لاسيما مع التوجه لوجودها في كل الأسواق الكبيرة مؤكدة على أهمية زيادة كميات المنتجات المحلية المطروحة في هذه المنافذ وتنويعها بما يتلاءم مع حجم إقبال المستهلكين عليها.

وقال عبدالله البلوشي أنا على يقين بأن تلك المنتجات المحلية في حال توافرها في الأسواق الكبرى ستكون الخيار الأول لكل المستهلكين بجميع توجهاتهم لأنها تحتوي على كل مقومات التنافسية سواء من الجودة أو الأسعار الجيدة، مشيراً إلى أهمية توسيع دائرة منافذ بيع المنتجات المحلية في الأسواق نظراً للإقبال الكبير من المستهلكين على شرائها.

وأضاف البلوشي أن المنتجات المحلية لاسيما الخضراوات أصبحت تحظى بإقبال كبير من المستهلكين خلال الفترة السنوات الماضية لكن المشكلة كانت في عدم توافرها في معظم أماكن التسوق أو تواجدها بكميات غير كافية، مضيف إن وجود هذه المنتجات بكثافة في السوق سيؤدي حتما إلى تخفيض أسعار العديد من السلع لاسيما الخضراوات بعد أن نجحت في الوجود بقوة على مائدة المستهلكين مع وجود تنافسية كبيرة بينها ونظيرتها المستوردة.