الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

استشاري نفسي: فتح الحدائق والشواطئ سيخفف كثيراً من وطأة الأزمات النفسية

استشاري نفسي: فتح الحدائق والشواطئ سيخفف كثيراً من وطأة الأزمات النفسية

أكد استشاري الصحة النفسية، الدكتور جاسم المرزوقي، أن تخفيف قيود الحركة جاء في وقته، وأن فتح الحدائق العامة والمتنزهات والشواطئ سيخفف كثيراً من وطأة الأزمات النفسية.

وذكر أن معظم المشكلات التي يتلقاها الأطباء النفسيون في الفترة الراهنة ناتجة عن أزمة كورونا والمدة الطويلة للبقاء في المنزل، والإجراءات الاحترازية وطول مدة البرنامج الوطني للتعقيم، لافتاً إلى أن الأمر يجب ألا يقاس بمقياس العدوى والإصابة بمرض كورونا فقط، ولكن يجب النظر إلى الجانب النفسي المترتب على إجراءات البقاء في المنزل.

وأشار إلى أن الشهر الماضي شهد ارتفاعاً في عدد مراجعي الصحة النفسية، مقارنة مع الفترة قبل أزمة كورونا، بسبب طول فترة البقاء في المنزل، والقلق من العدوى ومخالطة الناس.

وأضاف أن الموظفين العائدين للعمل يصابون بالقلق من العدوى بكورونا أو الشك في أنهم مصابون ولا يعرفون، كما يصابون بالقلق من نقل العدوى لأسرتهم، وهو أمر طبيعي وجزء منه إيجابي، لأنه يدفعهم لاتخاذ التدابير المطلوبة، لكن يجب السيطرة عليه بتوجيه النفس نحو اتخاذ الاحتياطات المطلوبة، وتقليل مشاعر الخوف أو التوتر.

وأوضح أن الأطفال يتعرضون لبعض الأزمات النفسية خلال فترة البقاء في المنزل لمدة طويلة، لكن يمكن توجيههم على نحو معين للتكيف مع الأجواء والظروف التي يعيشون فيها، مشدداً على ضرورة ألا يبعث الآباء رسائل سلبية لهم، بل خلق فرص لممارساتهم الأنشطة في المنزل مثل الألعاب والرسم وغيرها.

وبحسب المرزوقي، فإن وصمة العار التي يلاحق بعض الناس بها المتعافين من كورونا ترجع إلى نظرة الناس للمرض لأنه خطر عليهم ومعدٍ، إلا أن هذه النظرة غير موجودة في الإمارات بسبب الوعي وإتاحة المعلومات والتثقيف.

ونوه بالدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في نشر الوعي بهذه القضية.

ولفت إلى أن أزمات الخلافات الزوجية تصاعدت خلال الشهر الماضي، لأن إجراءات التعقيم الوطني وتقييد الحركة بدأت مطلع شهر مارس الماضي، وخلال مارس لم يلاحَظ وجود هذه المشكلات بشكل يفوق معدلاتها الطبيعية، لكن عندما طالت المدة زاد الإرهاق النفسي لدى الجالسين في المنازل وزاد الإحباط والقلق واضطراب النوم والاكتئاب والوساوس والأعراض المصاحبة للاكتئاب مثل النظرة التشاؤمية للمستقبل والنظرة التشاؤمية للناس، وكل هذه الأمور أدت إلى تفاقم الخلافات الزوجية.

وتطرق المرزوقي إلى أن مشكلات الطلاق هي امتداد لمشكلة قائمة انفجرت مع هذه الأزمة، وفي الأساس كانت هناك علاقات زوجية قابلة للإصلاح، كانت تحتاج فقط لوقت للحوار والجلوس والتقارب وشعور الإنسان بكيانه عند إعطائه الوقت المناسب، وساهمت فترة البقاء من المنزل في حل كثير منها، وعلى العكس هناك نمط آخر من الناس لديهم مشكلة قديمة لم يجدوا حلاً لها وتفاقمت مع أزمة كورونا.

وأوضح أن معظم خدمات الصحة النفسية المقدمة خلال أزمة كورونا تتم «عن بُعد، مبيناً أن الدواء والجلسات النفسية، وجهان لعملة واحدة، ولكن الجانب الدوائي لا يتم وصفه إلا مع اشتداد أزمة الأعراض وهم نسبة من المرضى تقدر بحوالي 10%، أما 90% من المرضى لا يحتاجون لدواء.

وأكد أنه كطبيب كان يستقبل في المستشفى الحكومي الذي يعمل به، من 15 إلى 17 حالة أسبوعياً، ومعظم الحالات في عمر الشباب الذي يتراوح بين 25 و40 عاماً، وفي جمعية النهضة النسائية في دبي التي يعمل مستشاراً نفسياً لها يستقبل بمعدل 6 حالات شهرياً.