الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

%68 تراجع القضايا والبلاغات الأسرية بالشارقة خلال «كورونا»

%68 تراجع القضايا والبلاغات الأسرية بالشارقة خلال «كورونا»

كشفت شرطة الشارقة، والجهات المعنية بالإمارة عن انخفاض القضايا والبلاغات الأسرية بالشارقة بنسبة 68% خلال الأشهر الأربعة الماضية وتحديداً منذ بدء أزمة كورونا، مقارنة مع ما شهدته الفترة نفسها العام الماضي، وأرجعت هذا التراجع إلى زيادة مستوى التقارب الذي بلغته الأسر بسبب التزامها بالبقاء في البيوت تطبيقاً للإجراءات الوقائية لمكافحة الوباء.

وذكرت «أن معظم البلاغات الأسرية قبل «كورونا» كانت تتمثل في الشجار الأسري بين الزوجين والاعتداء بجميع أنواعه سواء كان لفظياً أو جسدياً أو عاطفياً ضد أحد أفراد الأسرة، أما الخلافات بين الزوجين فتدور حول الإهمال والتحدي والعناد، والغياب الطويل لأحدهما عن المنزل، بداعي العمل، أو السفر، أو الوجود مع الأصدقاء، أو إهمال كل طرف لاحتياجات الطرف الآخر والأبناء، لكن وجود الطرفين الآن في المنزل، حد من ظهور مثل هذه السلوكيات بشكل كبير».

من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع والجريمة بجامعة الشارقة الدكتور أحمد العموش «إن الإجراءات الاحترازية المتمثلة في تطبيق التباعد الاجتماعي والالتزام بالبقاء في المنازل خلقت تقارباً نفسياً وعاطفياً أكبر بين جميع أفراد الأسرة، وأعادت دور الأب الغائب إلى المنزل بعد أن كان يقضي معظم ساعات يومه في إنجاز مشاغله خارج البيت، علاوة على أنها مثلت علاجاً للمشاكل الأسرية كافة التي كانت تؤدي في كثير من الأحيان للتفكك الأسري والطلاق وجنوح الأبناء، إلى جانب أن تطبيق هذه الإجراءات عمل على سد الفجوات العاطفية الناتجة عن انشغال كل فرد فيها عن الآخر».

وعزا السبب الرئيس وراء تراجع القضايا الأسرية إلى عودة الدور الحقيقي للأب في المنزل، نتيجة أزمة فيروس كورونا المستجد وما ترتب عنها من إجراءات مثل تفعيل نظام العمل عن بُعد، وإطلاق حملة «خلك في البيت» وتقييد الحركة، كأمور احترازية لتفادي تفشي هذا الوباء المستجد، موضحاً أن تفرغ الأب الكامل لأسرته أتاح له معرفة نقاط القوة والضعف لدى أبنائه واكتشاف الحياة الأسرية بمضامينها الداخلية، ما جعله أكثر عقلانية في التعامل معهم وأشد قرباً منهم الأمر الذي يفسر تراجع حالات الطلاق في الأشهر الأربعة الأخيرة.

وتوقع أن يظل التقارب الأسري قائماً حتى بعد انتهاء أزمة «كورونا» نتيجة خلق ثقافة المسؤولية الأسرية من الأبوين وكذلك جود رقابة على الأبناء خلال ساعات اليوم، بالإضافة إلى حرص الأب على تنظيم الوقت بين الأسرة والعمل، في حين سيسعى الآباء إلى التقليل من الأنشطة الروتينية المتمثلة في السفر والخروج مع الأصدقاء، مضيفاً «على الرغم من استمرار قضايا الطلاق باعتبارها حالة مجتمعية متواترة إلا أنها ستقل مستقبلاً نتيجة تراجع مستوى التوتر النفسي ووطأة ضغوطات الحياة على الزوجين».

في حين ذكر المحامي والمستشار القانوني سيف الشامسي قضية زوجة مواطنة وكلته في دعوى «طلاق للضرر» من زوجها كانت منظورة أمام محكمة الأسرة بالشارقة، نتيجة اكتشافها أن زوجها على علاقة عاطفية مع امرأة أخرى قبل أزمة كورونا بنحو 8 أشهر، وتسببت هذه العلاقة في إهماله لها ولأبنائهما الأربعة وعدم صرفه عليهم وتسديده لفواتير استهلاك الكهرباء والمياه وبقائه معظم ساعات اليوم خارج البيت الذي لا يعود إليه إلا في ساعات الصباح الأولى، إلا أن الإجراءات الاحترازية التي وجهت الحكومة بتطبيقها خلال أزمة كورونا من أهمها البقاء في البيت والعمل عن بعد، زادت من مستوى التفاهم بين الزوجين من خلال خلق مساحة أكبر للحوار بينهما بعيداً عن التوتر النفسي، وضغوطات الحياة المختلفة، ما قرب بينهما ومكنهما من الاتفاق على تجاوز العقبات وحل خلافاتهما، الأمر الذي جعل الزوجة تتنازل عن دعواها وتطلب مني إغلاق ملف القضية.