السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

3 تحديات في الاختبارات النهائية «عن بُعد» تعوق أداء الطلبة

3 تحديات في الاختبارات النهائية «عن بُعد» تعوق أداء الطلبة

شكا أولياء أمور وطلاب من 3 تحديات تعوق الطلاب خلال أداء الاختبارات النهائية للعام الدراسي الجاري، تمثلت في: صعوبة التعامل مع آليات الامتحانات، وضيق الوقت المخصص للإجابة عن كل سؤال، وعدم السماح بالعودة للسؤال بعد انقضاء مدته لمراجعة الإجابات، الأمر الذي تسبب في تشتت تركيز الطلاب، وحدوث قلق وتخوف من تأثيرها على الاختبارات المقبلة.

وتباينت معرفة آلية الاختبارات لدى أولياء الأمور، حيث إن بعضهم لم يطلع على الاختبارات التجريبية مسبقاً، والتي كانت متاحة عبر بوابة وزارة التربية والتعليم ليوم واحد قبيل بدء الاختبارات، موضحين أنه كان ضرورياً إطلاق حملات تعريفية حول آلية الامتحانات بشكل أوسع لتصل لجميع الطلاب، بينما تعرف بعض أولياء الأمور على الآلية المتبعة في الاختبارات.

سباق مع الزمن

وفي هذا الصدد، قال الطالب بالحلقة الثانية في إحدى المدارس الخاصة بالشارقة يزن السطري، إنه انهار عندما شاهد التوقيت يضيء باللون الأحمر لنهاية المدة المسموحة للإجابة عن السؤال، ما دعاه لترك الاختبار وتفويت عدة أسئلة دون إجابة، حتى ضبط نفسه ليتدارك ما تبقى من الاختبار.

وأوضح أنه وجه تركيزه في مراقبة عداد الوقت بدلاً من الإجابة عن السؤال، ما وضعه في حالة سباق مع الزمن، واصفاً الاختبارات عن بُعد بالصعبة والمقلقة.

وقال الطالب بالصف السابع أحمد رامي، إنه تمارس على الاختبار التجريبي من خلال بوابة وزارة التربية والتعليم مسبقاً، واطلع على مقاطع فيديو توضح آليته، لكن الواقع مختلف من حيث ضيق الوقت لتقديم الإجابات بشكل سليم، وأن تحديد توقيت لكل سؤال شكل لديه حالة من القلق وشتت انتباهه.

تشتيت الانتباه

فيما اعتبرت والدة الطالبين في الحلقتين الأولى والثانية يزن وسيلين السطري، دعاء الزاغة، آلية الامتحانات عن بُعد مربكة ومشتتة للانتباه، بسبب عدة تحديات خارجة عن السيطرة، أبرزها عامل الوقت غير الكافي لمنح الطلاب التركيز في وضع الإجابات الصحيحة، والذي جعلهم في حالة من السباق مع عداد الزمن المحدد لقراءة الفقرات النصية وحل كل سؤال.

وبينت أن الوقت لمدة دقيقتين لا يكفي لحل كل سؤال بشكل سليم، لأن قراءة الطالب السؤال وخيارات الإجابة تحتاج إلى دقيقة كاملة، والعودة للفقرة الأساسية لاستخراج الإجابة المناسبة تستهلك معظم الدقيقة الثانية، ليتبقى عدة ثوانٍ لاختيار الإجابة، والتي تظهر باللون الأحمر، ما يربك الطالب ويسرق انتباهه عند الإجابة.

ولفتت الزاغة إلى أن اختبارات الرياضيات والإنجليزي والعربي تحتاج إلى وقت، لأنها تتطلب اختيار الإجابة الأصح من خلال الفقرة الرئيسية، بينما اختبار مادة الرياضيات يحتاج إلى وقت طويل لأن الإجابات تعتمد على القوانين الحسابية لاستنتاج الإجابات، ما يؤكد استحالة وضع الإجابة الصحيحة خلال دقيقتين.

وتابعت: أن المواد التي تعتمد على الحفظ مثل الاجتماعيات والعلوم والدين، يمكن خلالها مواكبة التوقيت لوضع الإجابة الصحيحة، أما باقي المواد ستكون صعبة على الطلاب، مناشدة بمراجعة الآلية وتقييم النتائج.

مصدر قلق

من جانبها، أكدت نيرمين الخطيب والدة طالبة بالصف الرابع الابتدائي، أن الامتحانات «عن بُعد»، من أصعب التجارب العلمية التي يمكن أن يخوضها الطلاب، مشيرة إلى أن التحديات التي شهدتها الاختبارات الوزارية النهائية، شكلت خوفاً لدى الطلاب من خوض الامتحانات المقبلة، حيث تسببت في انهيار بعض الطلاب، وقلقهم وتشتت تركيزهم.

وأوضحت أن ابنتها انتقلت بتركيزها بشكل كامل لعداد الوقت، وتركت قراءة الأسئلة لوضع الإجابة الصحيحة، حيث إنها تجازف بوضع الإجابة على أي خيار قبل الاطلاع على السؤال، لضمان أي إجابة قبل أن يداهمها الوقت، الأمر الذي وضعها بحالة ارتباك أفقدتها السيطرة على إنهاء الاختبار بشكل صحيح.

وقالت الخطيب إنه كان من الضروري على الوزارة إصدار تسجيلات توضح آلية الاختبارات قبل البدء فيها، لكي يسيطر الطلاب على الوقت في الإجابة عن الأسئلة، ويستوعبوا آليته.

مراعاة الطالب

فيما قال ولي الأمر باسل الشريفي في تعليق له على الصفحة الرسمية لإحدى المدارس الخاصة بالشارقة، إن الزمن للإجابة عن كل سؤال قصير جداً، ويجب مراعات الطالب بأنه في حاجة لوقت كافٍ عند وجود نص طويل وأسئلة مرتبطة به، لوضع الإجابة الصحيحة التي تتطلب العودة للنص عند حل كل سؤال.

ولفت إلى أنه لا يمكن للطالب الرجوع للسؤال للتأكد من إجابته، أو العودة لمراجعة كافة الإجابات، الأمر الذي زعزع ثقة الطالب في أدائه، مشيراً إلى أن آلية الاختبارات شتت انتباه الطلاب بين النص والسؤال واختيار الإجابة الصحية، بالإضافة إلى عداد الوقت الذي كان يدق ناقوس الخطر لانتهاء الفرصة بحسب وصفه.

وأكد أنه لا بُدَّ على الجهات المعنية من تنظيم آلية الاختبارات، ومراعاة مشاكل الإنترنت في المنازل، واصفاً التعليم والاختبارات عن بُعد بغير المريحة.

واتفق أولياء الأمور مع طرح الشريفي على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم عماد قدومي ورزان هامش وفاطمة الحمدان، مؤكدين أن آلية الوقت وضعت الطلاب في سباق مع الزمن، وشتت انتباههم في الإجابة على الأسئلة.

ونوهوا بأن بعض آليات الدخول للخيارات كانت غير واضحة أحياناً، الأمر الذي فوت عليهم الإجابة عن العديد من الأسئلة، موضحين أن وجود سهم صغير على جانب الشاشة للانتقال إلى إدراج الخيارات، فوت عليهم الكثير من الوقت، كما أن الانتقال من سؤال إلى آخر، لا يسمح بالعودة للتأكد من الإجابات السابقة.

حرية الطالب

بدورها، أكدت الخبيرة التربوية نورة سيف المهيري، أن تحديد توقيت زمني محدد لكل سؤال في الاختبارات «عن بُعد»، شكل حالة من القلق للطلاب، ووضعهم في حالة سباق مع الوقت وشتت انتباههم، وغير مسار تركيزهم عن الاختبار، مشيرة إلى أنه كان لا بُدَّ من تحديد الوقت لمجمل الامتحان، مع الحفاظ على حرية الطالب في التنقل بين فقرات وأسئلة الاختبار.

وأكدت ضرورة التوعية والتعريف المسبق لإنجاح عملية الاختبارات عن بعد، إلا أن معظم أولياء الأمور والطلاب تفاجأوا بآلية الاختبارات النهائية للسنة الحالية.

تعميم تعريفي

وحصل أولياء أمور على تعميم من خلال مجموعات على وسائل سوشيال ميديا تابعة لبعض المدارس الخاصة، توضح آلية الاختبارات، ومتطلبات إنجازها بشكل سليم، حصلت «الرؤية» على نسخة منها، وتشير إلى جملة من التوجيهات الضرورية تخص الاختبارات الوزارية النهائية وتشمل: الاستعداد جيداً للاختبار، ودراسة المادة المقررة من المنهاج، وتشغيل الجهاز، والتأكد من الاتصال بالإنترنت بشكل جيد، والتأكد من شحن الجهاز.

وتضمنت التوجيهات عدم الدخول للاختبار قبل الوقت المخصص تفادياً للمشاكل التقنية، أو إدخال كلمة السر على أكثر من جهاز، والانتظار حتى بدء الاختبار واستعمال جهاز واحد، تنظيف المتصفح (clear cache)، وإغلاق أي تطبيقات أو برامج مفتوحة، واستعمال متصفح chrome لأنه مناسب للاختبار.

وذكر التعميم ضرورة الالتزام بوقت بدء الاختبار، حيث إنه سيكون متاحاً فقط خلال الوقت المحدد لكل مادة، والانتباه جيداً للوقت المخصص للاختبار ووقت كل سؤال، والتأكد من إجابة السؤال قبل الانتقال للتالي وقبل انتهاء الوقت المحدد للسؤال.

وأكد التعميم أنه عند انتهاء الزمن المخصص للسؤال لا يمكن الإجابة عنه أو تغيير الإجابة، ويجب الانتقال للتالي مباشرة، ولا يمكن العودة للسؤال السابق، بالإضافة إلى التأكد من تسليم الإجابات بشكل كامل وصحيح وظهور الإشعار بالتسليم، والضغط على زر الخروج، وليس إغلاق المتصفح حال الدخول قبل وقت الاختبار.

وكان تعميم من المدارس الخاصة صدر لأولياء الأمور يتضمن الرسالة التالية: السادة أولياء أمور الطلاب من الصف الرابع حتى الـ12، نحيطكم علماً بأن وزارة التربية والتعليم أتاحت لجميع الطلاب من الصف الرابع حتى الـ12 فرصة ثانية لإجراء الاختبار التجريبي المركزي، ويعتبر هذا الاختبار تدريباً على الاختبارات الوزارية التي ستبدأ منتصف الأسبوع المقبل، مؤكدين على جميع الطلاب الدخول إلى البوابة، وتنفيذ الاختبار التجريبي الذي سيكون متوفراً ليوم واحد فقط للضرورة.