الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

بخور وخلطات لـ«علاج كورونا» في شوارع الشارقة.. والشرطة تحذّر من الباعة الجائلين

بخور وخلطات لـ«علاج كورونا» في شوارع الشارقة.. والشرطة تحذّر من الباعة الجائلين

حذّرت شرطة الشارقة أفراد المجتمع من التعامل مع الباعة الجائلين الذين يتخذون من الشوارع والتقاطعات المرورية موقعاً لعرض سلع عشوائية ومنتجات مجهولة المصدر، مشيرة إلى أن محادثتهم أو التلامس الجسدي معهم قد تكون مصدراً لانتقال العدوى وانتشار الأمراض.

وأكدت الشرطة أنها نفذت حملات تفتيشية أخيراً أسفرت عن ضبط أكثر من 60 من هؤلاء الأشخاص، داعية أفراد الجمهور إلى تجنب التعامل مع الباعة الجائلين أو تناول المنتجات التي يبيعونها.

وفي السياق ذاته، ذكر سكان بالإمارة أنهم رصدوا عدداً من هؤلاء يبيعون بخوراً لتعقيم المنازل وخلطات من مواد وأعشاب يدّعون أنها تقوي مناعة جسم الإنسان وتساعد في علاج مصابي «كورونا» خلال 3 أيام دون الحاجة لمراجعة المستشفيات.

خلطات عشبية

وتفصيلاً، أشارت زينب كنعان، من سكان إمارة الشارقة، إلى ظهور عدد من الباعة الجائلين أخيراً في مناطق متفرقة من الإمارة، متمركزين عند التقاطعات المرورية والدوارات والشوارع الداخلية والخارجية في الشارقة، ولا سيما بالمناطق الصناعية، يحملون أكياساً ويعرضون سلعاً مجهولة المصدر للبيع.

وأردفت أن من بين ما يعرضونه عبوات زجاجية مختلفة الأحجام تحوي على سوائل بألوان متعددة يدّعون بأنها خلطات لمواد وأعشاب طبيعية تقوي مناعة جسم الإنسان وتساعد في علاج المصابين بفيروس «كورونا» المستجد خلال 3 أيام فقط دون الحاجة لمراجعة المستشفيات أو استخدام الأدوية الطبية.

وقالت إنهم يبيعون أيضاً خلطات عشبية على شكل مسحوق، تعبأ في أكياس صغيرة موضوعة عليها ملصقات تشرح فعالية هذه الخلطات في علاج جميع الفيروسات المعدية، لافتة إلى أن نشاطهم يزداد خلال ساعات الصباح الأولى وحتى الظهيرة ثم يعاودون نشاطهم خلال ساعات المساء أيضاً.

الوجوه ذاتها والنشاط مختلف

من جانبها، قالت رنا فواز إن «الباعة الجائلين هم في الأصل أفراد مخالفون لقانون الإقامة وغير مرخص لهم بمزاولة أي نشاط تجاري، فنفس الأشخاص كنا نشاهدهم خلال شهر رمضان الماضي يتسولون أمام المحال التجارية وعند مداخل البنايات، إلا أنهم تحولوا أخيراً لباعة جائلين من أجل تحقيق الكسب المادي السريع مستغلين أزمة كورونا لعرض عبوات ماء مقروء عليه آيات الشفاء من كل الأمراض كما يدعون، إلى جانب بيعهم لخلطات من الطب البديل لتقوية مناعة الجسم».

ولفتت فواز إلى أن «هؤلاء الباعة، ومعظمهم من جنسيات آسيوية، يطرقون بأيديهم بشكل متواصل على نوافذ المركبات حتى يتمكنوا من عرض بضاعتهم على السائقين، غير آبهين بخطورة أن يكونوا ناقلين لفيروس كورونا، خصوصاً أنهم يسكنون في غرف مشتركة مع عشرات العمال بالمناطق الصناعية».

وتابعت «على الرغم من أننا قدمنا بلاغات ضد هؤلاء الأشخاص عبر الاتصال الهاتفي على الخط الساخن التابع للجهات ذات الاختصاص، إلا أنهم لا يزالون مستمرين في مزاولة نشاطهم العشوائي الذي يشوه المنظر الحضاري للمدينة وينشر الفيروسات المعدية».

بخور التعقيم

من ناحية ثانية، لفت عادل الرفاعي إلى انتشار أشخاص من جنسيات عربية وآسيوية ممن لم يعودوا يكتفون بالتكسب من بيع المشروبات الباردة مثل العصائر والمياه والسبحات، بل أصحبوا يعرضون عبوات لخلطات تحوي على زيت الزيتون مع القرفة والكركم والعسل والليمون وتحمل ملصقات بأسماء مصانع وهمية، ويحاولون إقناع الآخرين بجدواها في معالجة أمراض القلب وضغط الدم والسكري باعتبار أن هذه الأمراض تشكل مضاعفات خطيرة على حياة المصابين بها عند تعرضهم للإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وأضاف أنهم يعرضون مساحيق لبخور مجهول المصدر والمكونات، مؤكدين بأنه يساعد في تعقيم المنازل ويقضي على جميع الفيروسات من الجو، ما يجنب الإصابة بفيروس كورونا، قائلاً «كذلك يبيعون خلطات مجهولة المصدر مكتوباً عليها أنها من أعشاب ومواد طبيعية لتقوية مناعة أجسام الأطفال، وأنها مرخصة طبياً وتجارياً من الجهات المختصة».

وتابع الرفاعي «لم يكتف هؤلاء الباعة بعرض منتجاتهم بالأماكن العامة والمناطق الصناعية بل بدؤوا يطرقون أبواب الشقق بالبنايات السكنية من أجل الترويج لمبيعاتهم»، مطالباً الجهات المعنية بتكثيف الرقابة على هؤلاء الأشخاص الذين لو استمرت أعدادهم بالتزايد سيشكلون ظاهرة سلبية.

مصدر للعدوى لا الشفاء

في المقابل، حثت شرطة الشارقة أفراد المجتمع على عدم التعامل مع الباعة الجائلين والذين يعرضون سلعاً هامشية ومجهولة المصدر للبيع، مشددة على عدم الاحتكاك بهم بأي شكل من الأشكال، لأنهم قد يكونون مصدراً لانتقال العدوى وانتشار الأمراض.

ضبط 60 في حملات مشتركة

وأكدت «أطلقنا أخيراً حملات مشتركة أسفرت عن ضبط أكثر من 60 شخصاً من الباعة الجائلين من جنسيات آسيوية وعربية، يتخذون من الشوارع والتقاطعات المرورية موقعاً لعرض سلعهم».

وأكدت أن تجول هؤلاء الباعة بين المركبات المتوقفة عند الإشارات الضوئية أو مداخل الدوارات، يعرّضهم لخطر الحوادث المرورية ويتسبب في عرقلة حركة السير والمرور، لافتة إلى أن ضبطهم يتم وفق الإجراءات النظامية والتدابير الوقائية ومن ثم يتم تسليمهم للجهات المختصة، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

ولفتت إلى أن الحملة مستمرة في ضبط المخالفين والتصدي لكل الظواهر السلبية، والأعمال والسلوكيات المخالفة للنظم والقوانين، داعية أفراد المجتمع إلى عدم التعامل مع الباعة الجائلين.

وناشدت أفراد المجتمع للإبلاغ عن الباعة الجائلين وعدم التجاوب معهم، مبينة أن الظروف الاستثنائية الراهنة التي يمر بها العالم أفرزت بعض السلوكيات السلبية ومن بينها ظهور الباعة الجائلين وهي نتائج متوقعة، ولا سيما في ظل توقف حركة الطيران بين الدول، لذا على الجميع تفهم الوضع الحالي وعدم التعاون والتجاوب معهم عبر شراء المنتجات التي يعرضونها للبيع.