الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

تقرير يؤكد جاهزية دبي لـ«العمل عن بُعد» تحت أي ظرف

تقرير يؤكد جاهزية دبي لـ«العمل عن بُعد» تحت أي ظرف

أكد تقرير لـ«دبي الذكية» أن دبي أصبحت جاهزة تماماً للعمل «عن بُعد» والتحول من العمل التقليدي بسلاسة وفاعلية، مع التركيز على الإنتاجية والمخرجات وضمان تحقيق حياة متزنة للموظفين على الصعيدين البدني والنفسي.

ويقدم تقرير «أثر جائحة كوفيد-19 في مرونة تجربة المدينة الذكية» الذي أطلق خلال مؤتمر عن بُعد نظمته دبي الذكية اليوم الأربعاء، نظرة شاملة للتأثيرات الناشئة عن الجائحة، كما يرصد الآثار الواقعية والحقيقية حول تجربة الخدمات الذكية وتقديمها في المدينة، وجاهزية هذه الخدمات للتغيير الهائل الذي حدث، ويأتي كمبادرة من دبي الذكية للمساهمة في بلورة استراتيجية الحكومة لما بعد كورونا وترجمة لتوجيهات القيادة.

ويرتكز التقرير على دراسة 3 محاور مختلفة تشمل كلاً من: الموظفين، والعمليات المؤسسية، والخدمات المقدمة للمتعاملين والموظفين على حد سواء، حيث أعد هذا التقرير فريق أجندة السعادة في دبي الذكية، بمساهمة فعّاله ومباشرة من قبل أخصائيي تجربة المدينة الذكية المعنيين بخدمات المدينة وأخصائيي بيئة العمل المعنيين في مجال الموارد البشرية (يمثلون 20 جهة حكومية وشبه حكومية وخاصة).

مرونة الخدمات

وأكد التقرير على المرونة العالية لمنظومة عمل حكومة دبي خلال جائحة «كوفيد-19»، الأمر الذي ساعدها على تجنب انخفاض جودة تجارب وخدمات المدينة التي تقدم للسكان والزوار، بل دعم وتحسين بعض الخدمات بشكل أكبر، كما كشف التقرير التحديات والفرص والإجراءات الناجمة عن هذه الظروف الطارئة.

وأكدت مدير عام دبي الذكية الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، خلال المؤتمر، أن «كوفيد-19» جعلت الجميع يفكّر بطريقة مختلفة لتحويل التحديات التي أفرزتها التجربة إلى فرص، يمكن التعلم والاستفادة منها لبناء مستقبل أفضل في دولة الإمارات، مشيرة إلى كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، «مخطئ من يظن أن العالم بعد كوفيد-19 كالعالم قبله».

تحديات عالمية

وأوضحت أنه مع ظهور الجائحة اقتصرت حياة الملايين وبوقت قصير جداً على منازلهم، فالتعليم والعمل الحكومي والخاص تحول لأنظمة التعليم والعمل عن بُعد، ووجدت حكومات العالم نفسها أمام تحديات غير مسبوقة، لافتة إلى أن كافة الجهات في دبي بذلت جهوداً فورية وحثيثة للحفاظ على منظومة العمل الحكومي المتميز، الذي حققت من خلاله دولة الإمارات مكانة ريادية عالمية على مر السنوات.

وقالت بن بشر: أردنا عبر هذا التقرير الذي يمثّل عصفاً ذهنياً تكاملياً مع شركائنا في القطاعين الحكومي والخاص أن نترجم توجيهات قيادتنا، وتحديداً ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «أن الواقع الجديد يتطلب تطوير منهجية استباقية شاملة تستشرف معالم هذه المرحلة وتبتكر الحلول لتحدياتها» وهو ما نتطلّع إلى الإسهام به.

بحوث وتوصيات

وأضافت أنه مع التخفيف التدريجي لإجراءات تقييد الحركة في الدولة، سعت «دبي الذكية» لاستكشاف التأثيرات التي أحدثتها هذه الأزمة غير المسبوقة على تجارب المتعاملين والموظفين في إمارة دبي، ولكون تأثير الجائحة لا يزال في مرحلة ديناميكية فإنه من المهم تقييم التحولات الحالية من خلال إجراء بحوث دقيقة، حول الأساليب التي تتبعها المدن من أجل أن تتأقلم مع التغيرات التي يشهدها العالم عبر إطلاق هذا التقرير الذي شمل 34 مخرجاً و8 توصيات.

وأعربت بن بشر عن أملها في أن تدعم تلك التوصيات جهود صياغة السياسات لمرحلة ما بعد كوفيد-19 والتي تحسن جودة حياة الناس وتعزز سعادة سكان وزوار دبي.

وفي التفاصيل خلص التقرير إلى أن مستوى التأثير السلبي لكوفيد-19 في الخدمات في دبي كان محدوداً بالنسبة للمتعاملين والموظفين، حيث أفادت العديد من المؤسسات بأن نسبة كبيرة من البنى التحتية والخدمات كانت فعالة وجاهزة للعمل الرقمي وتعمل لتقديم الخدمات عبر الإنترنت، كما أشار عدد من المؤسسات إلى إنجاز عملية التحول الرقمي للخدمات المتبقية بسرعة وبشكل كامل وإعدادها للاستخدام الفوري.

العمل عن بُعد

من جهة أخرى، وفي محور نظام «العمل عن بُعد»، أظهر التقرير أن سلامة الموظفين من أهم الجوانب التي تم أخذها بعين الاعتبار، لتجري التفاعلات الاجتماعية بشكل طبيعي كما كان وضعها في المكاتب، وشملت الإيجابيات التي أظهرت المرونة الإضافية التي وجدها الموظفون في الظروف الجديدة وارتفاع الإنتاجية والتركيز.

وأكد التقرير أن «العمل عن بُعد» وفر فرصاً جديدة يمكن النظر إليها في ترتيبات المساحات المكتبية، ما يعني أن تصميم مكاتب المستقبل قد يتغير ليسمح بمرونة أكبر وفاعلية أكثر لمتطلبات المساحة، كما أن مراكز الاتصال تمكنت على الفور من استيعاب العدد الكبير من المكالمات الواردة من المتعاملين.

استجابة جماهيرية

وأوضح التقرير أنه وبشكل عام برزت ثقافة جديدة داخل المؤسسات للعمل عبر شبكة الإنترنت، تعمل فيها مراكز الاتصال على سد الفجوات التي يحتاج فيها الناس لمن يساعدهم، حيث كان يُنظر للتحول الرقمي على أنه تحدٍّ لكن الطلب الطارئ دفع المؤسسات للابتكار من أجل تقديم كافة الخدمات المتبقية عبر الإنترنت، وتجلت هذه الاستجابة السريعة بأعلى صورها من خلال تفاعل المديرين بسرعة تواكب وتيرة تفاقم الجائحة والتغييرات التي نشأت عنها.

رقمنة الخدمات

وأكد التقرير وجود فرص جديدة تم تحديدها من قبل المشاركين نتيجةً للتغييرات والدروس المستفادة الجديدة، بما فيها زيادة خيارات المرونة في العمل للأمهات الموظفات، وفرص التوفير في الوقت والتكاليف، إذ برزت هذه الفرص كنتيجة مباشرة لتطبيقات البنى التحتية الأساسية في الآونة الأخيرة، إضافة إلى الخدمات الرقمية التي تقدمها الجهات الحكومية وشبه الحكومية والمؤسسات الخاصة الرئيسية في دبي.

ومكنت رقمنة الخدمات في المدينة على مدار الـ20 عاماً الماضية دبي من الاستجابة لهذه الأزمة العالمية بقوة ومرونة، وأتاحت الجمع بين هذه الأدوات والتقنيات والسير خلف القيادة الحكيمة والرؤية السديدة للمدينة، وسمحت لدبي بالحفاظ على السيطرة واستدامة الازدهار حتى في ظل تحديات كوفيد-19.

ووضع التقرير مجموعة من التوصيات الرئيسية التي أكدت أن التقنيات التمكينية ركيزة أساسية لمدينة ذكية مرنة، مثل «الهوية الرقمية»، أما بالنسبة للتحول الرقمي فمن المهم العمل على استدامة الخدمات والبنية التحتية الرقمية وتحسينها.

وفي محور وضوح المعلومات، أكدت التوصيات ضرورة وجود الوعي والإلمام المشترك بالظروف السائدة والمعلومات المهمة، مشيرة إلى أن جودة التصميم تعزز كفاءة الأنظمة لنظرة بعيدة المدى، وأخيراً فإن مفهوم المدينة المرنة يستند على استدامة النظرة الشمولية للمدينة لتزدهر حتى أثناء الأزمات.