السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تخصصات جامعية جديدة للطلبة تواكب زمن «كورونا»

تخصصات جامعية جديدة للطلبة تواكب زمن «كورونا»

استحدثت جامعات في الإمارات تخصصات ومساقات دراسية جديدة للطلبة، منها ما جاء بسبب تداعيات الأزمة الصحية العالمية «كوفيد-19» والتجارب التي مرت بها دول العالم، وأخرى تواكب توقيت الجائحة بناء على حاجة سوق العمل.

ومن أبرز تلك التخصصات، برامج جديدة في كليات العلوم الصحية تتعلق بالتحاليل الطبية وعلم الوراثة الجزيئية والبيولوجيا الجزيئية والخلوية، تخصصات في إدارة الأزمات، استشراف المستقبل عبر تحليل البيانات الضخمة، دبلوم دراسات عليا في تطبيقات تكنولوجيا الأشعة فوق الصوتية في كلية الطب ومسارات فرعية في الميكاترونكس كذلك الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، ماجستير في التحول الرقمي ونظم المعلومات، ماجستير في إدارة الرعاية الصحية، وبرنامج ماجستير العلوم في الفيزياء الطبية إلى جانب تحديث وتطوير تخصصات حالية في المجالات الطبية والادارية والمعلوماتية وخصوصاً المرتبطة بالأزمات والكوارث.

واقترح مديرون وأساتذة جامعيون دمج التخصصات لتخريج أجيال متعددة المهارات ودراسة احتياجات السوق بصورة مستمرة والتركيز على التخصص في إدارة الازمات رقمياً، لوجستيات الأزمات، البيوتكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي وصناعة القرار إضافة إلى الهندسة البيولوجية.

من جانبهم، أكد طلبة جامعيون على أهمية مواكبة الظروف الحالية واستشراف مستقبل المهن في تحديد المسار الدراسي خصوصاً بعد التجربة التي يخوضها العالم في مواجهة وباء كورونا، مطالبين بإضافة مواد دراسية جديدة للطلبة الحاليين تتعلق بإدارة الأزمات والإسعافات الأولية والتعامل مع الطوارئ.

.

3 برامج للعلوم الصحية

وكشفت جامعة أبوظبي عن طرح 3 برامج جديدة في كلية العلوم الصحية ابتداءً من الفصل المقبل وهي تحاليل المختبرات الطبية، علم الوراثة الجزيئية والطبية والتغذية والحميات، لمواكبة الاحتياجات الحالية في ظل الأزمة الصحية الراهنة وكذلك المستقبلية المرتبطة بسوق العمل، مبينة أن الجامعة ركزت اهتمامها على افتتاح الكلية بالتزامن مع التوقعات بتزايد اهتمام الجامعات المحلية في طرح التخصصات العلمية والطبية والتقنية وإدارة الأزمات.

وبينت أن برامج كليتي الهندسة والعلوم الصحية الجديدة تلبي الاحتياجات في المجالات الهندسية والتكنولوجية ومنها الهندسة الطبية الحيوية وهندسة أمن الفضاء الإلكتروني والهندسة الصناعية، وتعتبر كل منها برامج مهمة جداً وتشهد إقبالاً كبيراً للتسجيل فيها.

وأكدت الجامعة أنه من المتوقع افتتاح تخصصات جديدة لاحقاً، مبينة أنه تتم دراسة احتياجات السوق بصورة مستمرة ضمن خطة مدروسة لاستحداث واعتماد البرامج الجديدة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ممثلة بلجنة الاعتماد الأكاديمي، منوهةً بأن الفرع الجديد لجامعة أبوظبي في العين سيبدأ في استقبال الطلبة شهر سبتمبر المقبل.

وأوضح نائب مدير جامعة أبوظبي المشارك لنجاح الطلبة البرفيسور فيليب هاميل أنه من المهم العمل على تثقيف وتوعية الطلبة والمجتمع بأهمية هذه التخصصات لضمان تأهيل الكوادر المتخصصة القادرة على دعم القطاعات الحيوية تبعاً للدراسات المستمرة لأسواق العمل.

وأضاف: نعمل في جامعة أبوظبي بشكل مكثف ونتعاون عن كثب مع الجهات المختصة والقطاعات المعنية لضمان طرح برامج تلبي الاحتياجات والتطلعات وتستقطب الطلبة لدراستها.. وتعقد ندوات تعريفية باستمرار للتعريف بالبرامج المتاحة حالياً في التخصصات التي تشهد حالة ملحة سواءً حالياً أو المستقبل.

مواجهة أوبئة المستقبل

من جانبها، طرحت جامعة زايد برنامجين للتخصصات المتعلقة بالعلوم الصحية لمواجهة الأوبئة في المستقبل هما ماجستير في الصحة العامة وماجستير في الإرشاد وعلم النفس، مبينة اعتزامها إعادة طرح برنامج الماجستير في إدارة الرعاية الصحية قريباً.

وتعد الجامعة حالياً 5 برامج ماجستير جديدة يُتوقع إطلاقها عام2021، في الصحة العامة، التغذية، الإرشاد وعلم النفس، العلوم البيئة والاستدامة وأخيراً التحول الرقمي ونظم المعلومات، كما تعد الجامعة برنامج جديد في الذكاء الاصطناعي للأتمتة في العصر الرقمي الجديد.

وأفاد نائب مدير الجامعة المشارك رئيس الشؤون الأكاديمية في جامعة زايد الدكتور ناجي وكيم بأن الجامعة عملت على تطوير أو إعادة تصميم لعدة برامج بحيث تتناسب مع تطلعات الطلبة لضمان انخراطهم بسوق العمل، إضافة إلى مواجهة التحديات المستقبلية مثل تفشي جائحة كورونا، و العمل على إعداد برنامج جديد في التحول الرقمي ونظم المعلومات.

ولفت إلى تقديم المشورة المهنية المبكرة للطلبة الجدد بهدف توجيههم ومساعدتهم على اختيار التخصصات المناسبة لحياتهم ومستقبلهم المهني ويتم تعديل عملية تقديم المشورة الأكاديمية لضمان التوجيه المبكر من قبل أعضاء الهيئة التدريسية في التخصصات الأكاديمية ذات الصلة.

دمج التخصصات

وأعلنت جامعة الشارقة عن برامج دراسية جديدة للماجستير تتصل بالعلوم الطبية تزامن طرحها مع أزمة تفشي فيروس كورونا الحالية، وهي ماجستير العلوم في تمريض العناية الفائقة للبالغين بكلية العلوم الصحية، ماجستير العلوم في الصحة البيئية، ماجستير العلوم في العلوم والهندسة البيئية بكلية الهندسة، ماجستير العلوم في إدارة مرض السكري بكلية الطب ودبلوم الدراسات العليا في تطبيقات تكنولوجيا الأشعة فوق الصوتية. إلى جانب برنامج دكتور في الصيدلة (الفارم د) بكلية الصيدلة.

وأوضح نائب مدير جامعة الشارقة للشؤون الأكاديمية بالإنابة، عميد ضمان الجودة والفعالية المؤسسية والاعتماد الأكاديمي بجامعة الشارقة الأستاذ الدكتور عصام الدين عجمي أن التعليم خلال وبعد جائحة كورونا ليس كالتعليم قبلها، مبيناً أن الجامعات اضطرت للتغلب على عوامل كانت تعتبر عوائق مثل التباعد المكاني والتخصصات التي تحتاج إلى تدريب عملي والعمل الجماعي، وبالتالي أصبح الاتجاه السائد هو التعليم المدمج والذي يدمج ما بين التواجد المكاني والتواصل الافتراضي.

وقال: يمكن إثراء البرامج الموجودة بدمج التخصصات لتخريج أجيال متعددة المهارات، والتركيز التخصصات التكاملية والتي تجمع بين تخصصات متعددة تمثل التكنولوجيا العامل المشترك وتطوير برامج تركز على التطبيقات وليس النظريات فقط، وتطوير مناهج تخصصات الرعاية الصحية الداعمة والتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات للتعامل مع المستجدات غير التقليدية حيث لم يعد الإطار التقليدي للمناهج وطرق التدريس فعالاً.

وأضاف: إنه لا بديل عن إيجاد تغييرات جذرية في مخرجات التعليم وآليات التقويم واستخدام طرق عديدة تدمج بين الافتراضي والتقليدي، وذلك يتطلب مهارات خاصة في التدريس واستخدام الموارد والمصادر تربوياً وتقنياً وسلوكياً.

تحديث المساقات الحالية

بدورها، قالت كلية الخوارزمي إنها بصدد تحديث وتطوير جميع تخصصاتها الحالية في المجالات الطبية والإدارية والمعلوماتية وخصوصاً المرتبطه بالأزمات والكوارث، إلى جانب إعداد برامج دراسية تأخذ بعين الاعتبار التحول الاقتصادي والرقمي والاعتماد على الذكاء الاصطناعي وبرامج عن استشراف المستقبل عبر تحليل البيانات الضخمة.

وأوضح نائب الرئيس لشؤون الأكاديمية في كلية الخوارزمي الدولية البروفيسور نبيل القاضي أن الكلية طرحت أخيراً برنامج بكالورويس العلوم في الرعاية التنفسية وبكالوريوس العلوم في الرعاية الطبية الطارئة بهدف تنويع البرامج الطبية في التخصصات المطلوبة محلياً ودولياً والتركيز على إعداد كوادر متخصصة في المجالات الطبية بسبب الحاجة الملحة للتخصصية في الشهادات العلمية ضمن القطاع الطبي.

وتابع: «تخصصات العلوم الطبية والتكنولوجيا ستشهد إقبالاً متزايداً لما أثبتته من أهمية، وحاجة البشرية لها خلال الفترة المقبلة محلياً وعالمياً فضلاً عن الاحتياج الكبير لكوادر متخصصه في أوقات الأزمات والكوارث».

تخصصات المستقبل

وعن التخصصات المقبلة للجامعات الإماراتية، أفاد رئيس كلية الخوارزمي الدولية الدكتور عاصم الحاج بأن أهم التخصصات التي ستطرح وستشهد تزايداً وزخماً هي إدارة الأزمات رقمياً، لوجستيات الأزمات، البيوتكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي وصناعة القرار بالإضافة إلى الهندسة البيولوجية وعلوم تحاليل المختبرات الطبية والبحوث الفيروسية والمخبرية والخدمات الطبية المساندة بمختلف تفرعاتها.

وأشار إلى أن معظم هذه التخصصات موجودة على مستوى عالمي والبعض منها وليد اللحظة متوقعاً أن تزداد وتيرة طرح تلك البرامج في المنطقة قريباً خلال السنتين القادمتين بمنظور جديد يركز على التجربة العالمية من جائحة كورونا وبأساليب تعليمية تقنية متطورة.

ولفت إلى أن أزمة كورونا أثبتت الحاجة الملحة إلى كوادر متخصصه في جوانب العلوم الطبية الطارئة، علوم الرعاية التنفسية، تحاليل المختبرات الطبية والبحوث المخبرية، الإدارة الصحية وضبط تفشي الأمراض، خبراء المساعدة و المساندة الطبية والبيوتكنولوجيا.

وأضاف أن الأسواق تشهد طلباً متزايداً بمجالات تقنية المعلومات والاتصال مثل الأمن السيبرياني على مستوى التطبيقات والحماية من أنواع القرصنة الإلكترونية بكل أشكالها الفردية والمؤسسية، إدارة وتحليل البيانات الضخمة، الذكاء الاصطناعي، الاتصالات وإدارة الأزمات.

أمن إلكتروني

من جهتها، وفرت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا برامج دكتوراة وماجستير جديدة لدعم رؤية أبوظبي 2030 تم إطلاقها بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا للعام الأكاديمي 2020 ـ 2021، وتتماشى مع هدف إعداد كوادر متخصصة للاستفادة من قدراتها خلال الأزمات ومنها البكالوريوس في البيولوجيا الجزيئية والخلوية ومسار فرعي في الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي في تخصص هندسة الكمبيوتر وعلوم الكمبيوتر إلى جانب مسار فرعي في الميكاترونكس.

وتعتزم الجامعة البدء في توفير برنامج الدكتوراه في العلوم وبرنامج ماجستير العلوم في الفيزياء الطبية في العام الأكاديمي 2020 ـ 2021، أما برنامج ماجستير هندسة الطيران والفضاء، فمن المتوقع إطلاقه في الفصل الأكاديمي الأول أو الثاني العام المقبل.

تضمين مواد جديدة

واقترحت الطالبة آية خالد أن يتم تضمين مواد دراسية جديدة للطلبة الحاليين في الجامعات ضمن مختلف التخصصات العلمية تتعلق بإدارة الأزمات والإسعافات الأولية والتعامل مع الطوارئ، لما لها من دور كبير في مساندتهم ليكونوا فاعلين ضمن تخصصاتهم الحالية، مضيفة أن ما شهده العالم في مكافحة فيروس كورونا أظهر الحاجة الملحة لأن يتسلح كل طالب بالمعرفة المرتبطة بالأزمات بمختلف أنواعها حتى يمتلك المهارات اللازمة ليكون أكثر مرونة مستقبلاً.

وأيدها الطالب خالد عمر في ضرورة أن يتم إرشاد الطلبة أكاديمياً في مرحلة ما قبل الجامعة بشكل مكثف ليتمكن من اختيار التخصص الذي يناسبه من ضمن التخصصات الجديدة التي تتناسب وما يتطلبه الواقع الذي نعيشه بشكل يضمن وجود كفاءات مؤهلة في كافة القطاعات الحيوية مستقبلاً وتفادي نقص الكوادر البشرية المتخصصة في المجالات التي ظهر أخيراً أنها بالغة الأهمية مثل التحاليل المخبرية والأشعة والطب التنفسي وغيره.