الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

شرطة الشارقة تطبق أفضل البرامج لتأهيل نزلاء المؤسسة الإصلاحية

شرطة الشارقة تطبق أفضل البرامج لتأهيل نزلاء المؤسسة الإصلاحية

أكد مدير إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية بشرطة الشارقة العميد أحمد عبدالعزيز شهيل، أن الاحتفاء باليوم العالمي للنزلاء الذي يصادف 18 يوليو من كل عام، يأتي تذكيراً للمجتمع بهذه الفئة وعودتهم إلى أسرهم، والأخذ بأيديهم لإعادة دمجهم في محيطهم الاجتماعي.

وأوضح أن القيادة العامة لشرطة الشارقة تتبنى الاتجاهات الحديثة في الأساليب العقابية والمتمثلة بتأهيل النزلاء بالمؤسسة العقابية والإصلاحية، بهدف تجريد العقوبة من طابع الإيلام وتحويلها إلى برامج للتأهيل والإصلاح، باعتبار أن المؤسسة العقابية لها وظيفة اجتماعية تحقق تأهيل النزيل، ليعود إلى المجتمع عضواً صالحاً قادراً على الاندماج والعيش فيه من جديد، حيث تتم المحافظة على قدراته وإمكاناته البدنية والذهنية وتعديل اتجاهاته وسلوكياته وقيمه، وفق اتجاهات وسلوكيات وقيم المجتمع السائدة، وعلى هذا الأساس يقع على عاتق شرطة الشارقة العبء الأكبر في كلفة البرامج، وتوفير الإمكانات المادية والبشرية والفنية اللازمة لطبيعة هذا الدور الإصلاحي.

وتوجه شهيل بهذه المناسبة بالشكر والتقدير إلى كافة الشركاء الاستراتيجيين والجمعيات الخيرية والتطوعية بالدولة، على ما يقدمونه من دعم للمؤسسة العقابية والإصلاحية فى مجال رعاية النزلاء ورعاية أسرهم خلال مدة محكوميتهم، ومتابعتهم بعد الإفراج عنهم ومساعدتهم في الحصول على العمل، حيث تجد كافة المبادرات المجتمعية والفردية بهذا المجال دعماً وتحفيزاً مستمراً من كافة الجهات المعنية بالدولة.

التأهيل المهني

واستعرض كافة البرامج والمبادرات والخدمات التي تقدمها إدارة المؤسسة للنزلاء وأسرهم والتي تتوافق مع الاستراتيجية العامة لوزارة الداخلية، وفق أفضل التجارب والممارسات العالمية والخدمات المتوفرة للنزلاء، بما يضمن بيئة صالحة ومثالية تراعى فيها حقوق النزلاء وأسرهم في القوانين والأنظمة والمواثيق المحلية والدولية.

وأوضح شهيل أن البرامج التي تقدم للنزلاء لدمجهم في المجتمع بعد انتهاء فترة العقوبة عديدة ومتنوعة، وتشمل كافة جوانبهم الصحية والنفسية والدينية ومنها برامج التأهيل المهني، والذي يعتبر وسيلة مهمة للتأهيل لتنمية المواهب والإمكانات التي قد تكون موجودة لدى النزلاء، وإكسابهم الشعور بالثقة والاعتزاز بالنفس، بالإضافة إلى إتقان حرفة أو مهنة يستطيع النزيل مباشرتها بعد الإفراج عنه وتساعده على الانخراط في المجتمع.

وأشار إلى أن مثل هذه البرامج تفيد النزلاء من الناحية الصحية، وتقلل من تعرضهم للاضطرابات النفسية والعقلية التي قد تصيبهم أثناء فترة العقوبة، بالإضافة إلى الكسب المادي الذي يحصل عليه النزيل نظير العمل الذي يؤديه.

حرف يدوية

ونوه شهيل بأن المؤسسة تضم ورشة متكاملة لأعمال النجارة مجهزة بكافة الأدوات المطلوبة لهذا المجال، لتصنيع أنواع مختلفة من قطع الأثاث والديكور ذات الجودة العالية التي تبرز الأيدي العاملة، ليعود على أسر المحكومين بالفائدة المادية والمعنوية ويعزز ثقة النزيل في نفسه ويحفزه على الصناعة والابتكار، إلى جانب العديد من المشغولات الحرفية والأعمال اليدوية الفنية والمنتجات التراثية، وتعد مشاركة النزلاء تطوعية وغير إجبارية ويكون المردود لمصلحتهم، حيث يتم تقديم راتب شهري ينتفع به النزلاء وعائلاتهم.

وتابع: أنه استعداداً لفتح الزيارة لاستقبال أسر النزلاء قامت المؤسسة العقابية والإصلاحية بالشارقة مؤخراً بتشييد مجلس لاستقبال زوار نزلاء المؤسسة بطريقة عصرية ومبتكرة، من خلال إعادة تدوير المواد الخشبية والتي قام عليها النزلاء أنفسهم بإعادة تدوير أعمدة الإنارة الخشبية القديمة، إلى جانب تصنيع الأثاث والكراسي والطاولات بتدوير بكر الكيبلات الضخمة ذات الضغط العالي القديمة، التي وردتها إلينا هيئة كهرباء ومياه الشارقة ومؤسسة الاتصالات أثر الشراكة الاستراتيجية المميزة التي تجمع القيادة بالمؤسسات المختلفة.

تعليم النزلاء

ولفت إلى أن المؤسسة العقابية والإصلاحية بالشارقة تولي اهتماماً كبيراً بعملية إكمال التعليم لدى النزلاء، وقد بدأ هذا الاهتمام منذ سنوات عدة إيماناً منها بأن التعليم أحد عناصر مكافحة الجريمة والانحراف، وتحققت نتائج جيدة في مختلف مراحل التعليم الإعدادي والثانوي والجامعي، وتقوم المؤسسة بتشجيع النزلاء على الالتحاق بالدراسة وتكرم الناجحين منهم، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتسهيل إجراءات الالتحاق، كما وفرت المؤسسة قاعات وأدوات دراسية مع متابعة النزلاء الدارسين بوضع خطط وجداول دراسية ومدرسين للتقوية، وتساهم الجمعيات الخيرية بشكل ملحوظ في هذا المجال.

التأهيل الديني

كما تحرص المؤسسة العقابية والإصلاحية بالشارقة على تنفيذ برامج التأهيل الديني، وتنفيذ هذه البرامج عن طريق المحاضرات والدروس الدينية وحفظ وتجويد القرآن الكريم بمختلف اللغات العربية والأوردية، يقوم بإلقائها علماء منتدبون من دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومركز الدعوة والإرشاد الديني ومؤسسة القرآن الكريم وجمعية دار البر.

وأكد شهيل أن أهمية البرامج الدينية والاستماع إلى برامج الوعظ والإرشاد تتضح بعد أن لوحظ أن كثيراً من النزلاء يرجع انحرافهم إلى نقص الوازع الديني، وضعفه في السيطرة على سلوكهم، وأن التأهيل الديني يرتقي بالنزلاء وهو عنصر مؤثر في نفوسهم، لأن الإنسان يزداد تأثيراً وتقرباً إلى الله بحالات الشدة والضيق، خاصة حين يتملكه الندم على ما صدر منه ويطلب التوبة والعفو من الله.

وأفاد بأن هذه البرامج مجتمعة تهدف إلى الوصول بالنزيل إلى أقصى درجات التكيف النفسي والاجتماعي مع وضعه الجديد داخل المؤسسة العقابية وتعديل اتجاهاته وسلوكه وميوله العدوانية واستبدالها باتجاهات وسلوكيات مقبولة يقرها المجتمع والقانون.

ولا تقتصر خدمات المؤسسة العقابية والإصلاحية بالشارقة على تأهيل النزلاء من خلال ورش العمل المزودة بأحدث الآلات والتقنيات والفنيين والخبراء المتخصصين، لتعليمهم المهن اليدوية وتشغيل من يرغب منهم مقابل راتب شهري، بل يتعداه ليشمل باقة منوعة من الخدمات لأسرهم منها: الرعاية الاجتماعية والنفسية والتعليمية والصحية ورعاية أطفال النزيلات، إلى جانب لجنة للخدمات الإنسانية تقدم المساعدة المادية للنزلاء المعدمين وأسرهم، وحل بعض المشكلات المالية مع دائني النزلاء، وتوثيق العلاقات مع الجمعيات الخيرية بهدف دعم النزلاء والعمل على مساعدتهم.

اقرأ أيضاً: مسبار الأمل.. من الألف إلى الياء