الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

جائلون يخلطون الأعلاف بـ«المضادات الحيوية» أو «الخميرة» لتسمين الأضاحي

جائلون يخلطون الأعلاف بـ«المضادات الحيوية» أو «الخميرة» لتسمين الأضاحي

حذَّر أصحاب محال تجارية في سوق الماشية في الشارقة، المستهلكين من التعامل مع الباعة الجائلين الذي يجوبون الأحياء السكنية لبيع الأضاحي أو الذين يعرضونها على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحين أن هؤلاء الباعة غير مرخصين وهدفهم تحقيق ربح مادي كبير عبر لجوئهم إلى طرق غش تتمثل في «التسمين العشوائي» لهذه الماشية.

وبيَّنوا لـ«الرؤية» أن هؤلاء الباعة المتجولين يستخدمون «المضادات الحيوية» أو مادة «الخميرة» في الأعلاف المقدمة للماشية بهدف تسمينها، أو تغذيتها على أعلاف مخصصة للدجاج بسبب احتوائها على كميات كبيرة من البروتين، لإيهام المستهلك بأنها سمينة وتالياً تشجيعه على شرائها بالسعر الذي يحدِّدونه، مستغلين ارتفاع أسعار الأضاحي المحلية بنسبة 83% نتيجة تراجع المستورد.

من جهتها، أكدت بلدية الشارقة أنها خصَّصت سوق مؤقت بمنطقة أم فنين إلى جانب سوق الجبيل، للحد من البيع العشوائي والتجاوزات التي يمكن رصدها فيما يخص الأضاحي، فيما أشار طبيب بيطري إلى أن الماشية «المُسمَّنة» بمواد مصنعة مثل البروتينات والهرمونات قد يؤثر تناولها على الوظائف الحيوية بجسم الإنسان وأحياناً قد ينتج عنه التسمم.

تسمين عشوائي

ونبَّه باقر حمزة (بائع في سوق الماشية بالشارقة) المستهلكين من التعامل مع بعض مربي الأغنام والتجار المتجولين بين الأحياء السكنية بمركبات تحوي عشرات الأضاحي، موضحاً أن هؤلاء الأشخاص يزاولون نشاطاً تجارياً غير مرخص كما يلجأ بعضهم لطرق غش غير مقبولة من أجل تشجيع المستهلكين على دفع أسعار أعلى بكثير مما تستحقه، وذلك باستخدام حيل مثل التسمين العشوائي للأضاحي.

وأضاف: «البعض يضع المضادات الحيوية والبروتينات في الأعلاف المقدمة للأغنام قبل بيعها بنحو 3 أسابيع دون استشارة طبيب بيطري، لإيهام المستهلك بأنها سمينة، بحثاً عن الربح السريع المتمثل في بيعها بالأسعار التي يحدِّدونها والتي لا تقل عادة عن 1700 للأضحية المستوردة و2200 للمحلية».

وأضاف «يلجأ البعض كذلك لحيل لا تؤثر على لحوم الأضاحي من الناحية الصحية مثل إشباعها بالماء والملح قبل بيعها بــ10 ساعات تقريباً أو تغذيتها منذ صغرها بتقديم أعلاف غير عضوية لها جرى علاجها بالمواد والأسمدة التي تحوي كمية عالية من المواد الكيميائية».

مادة «الخميرة»

وذكر البائع علي شاهين «استغل أصحاب العزب المحلية تراجع أعداد الأضاحي المستوردة المعروضة في أسواق البيع خلال العام الحالي، بسبب أزمة كورونا، في رفع أسعار الإنتاج المحلي من الأضاحي، بنسب تزيد على 83% مقارنة بأسعارها خلال الأعوام الماضية، إذ وصل سعر الواحدة منها بالأسبوع الماضي إلى 2200 درهم في حين كانت لا تتعدى 1200 درهم سابقاً، الأمر الذي أتاح الفرصة لتجار مواقع التواصل الاجتماعي لمجاراة هذه المنافسة في الأسعار عبر اللجوء لطرق احتيالية تضمن لهم بيع الأضاحي المعروضة لديهم بأسعار تحقق لهم ربحاً مادياً كبيراً».

وتابع: «من أبرز أساليب الغش المنتشرة بين الباعة هو خلط مادة الخميرة مع القمح المجفف والماء وتقديمه للأغنام لمدة شهر قبل بيعها، ما يسهم في تغيير الشكل الخارجي لها بحيث تبدو للمستهلك بأنها سمينة وبمواصفات استثنائية، علاوة على أن استخدام الخميرة يقلل من المعدل الطبيعي لوجبات الأعلاف التي تستهلكها الماشية يومياً».

حظائر خاصة

وقال البائع عارف خان (صاحب محل في سوق الشارقة للماشية) إن التجار المتجولين يحرصون قبل العيد بنحو شهر على شراء الأغنام الصغيرة في العمر من السوق بأسعار لا تزيد على 400 درهم للرأس الواحد ومن ثم ينقلونها لحظائر خاصة بهم من أجل تغذيتها بالأعلاف المخصصة للدجاج لاحتوائها على كميات كبيرة من البروتين الذي يسهم في زيادة وزن الأضحية وإكسابها طبقات من الشحوم في منطقة الظهر، الأمر الذي يشجع المستهلكين على شرائها، في حين أنه يمكنهم التحقق من أنها خضعت لتغذية سليمة دون اللجوء للمواد المُسمَّنة عبر أعلى منطقة الذيل، التي تكون عادة متماسكة ومليئة بالشحوم الطبيعية، مضيفاً: من التجاوزات التي يرتكبها التجار غير المرخصين هي بيع الأغنام الصغيرة في العمر على أنها أضاحي، وفي الواقع تكون غير مطابقة للاشتراطات الشرعية، بهدف تحقيق ربح مادي يفوق سعر الشراء.

تجنباً للازدحام

وأفاد سليم محمد (بائع في سوق الماشية بعجمان) بأن أزمة «كورونا» دفعت عدداً كبيراً من المستهلكين إلى التوجه للتعامل مع الباعة غير المرخصين، تجنباً لازدحام السوق، على الرغم من أن الماشية التي يبيعونها غير معلومة المصدر، ولم يقدموا أي شهادة فحص صحي تثبت خلوها من الأمراض المعدية وبأنها صالحة للذبح والاستخدام البشري، لافتاً إلى أن بعض هؤلاء الباعة يعرضون على المستهلكين بيع الأضحية بسعر 1100 درهم مع تقديم خدمة الذبح له صباح يوم العيد عبر إحضار أشخاص متخصصين، مقابل 30 درهماً تجنباً للانتظار الطويل عند مقاصب البلدية.

بيع غير مُنظَّم

من جانبه، أكد مدير إدارة الرقابة والتفتيش البلدي ورئيس لجنة الاستعداد لعيد الأضحى في بلدية الشارقة عادل عمر، أن البلدية أنشأت هذا العام سوقاً مؤقتاً خاصاً بالمواطنين أصحاب العزب الخاصة في منطقة أم فنين على مساحة واسعة لعرض مواشيهم، وتم تجهيزه بالكامل، وتوفير مواقف لأصحاب المزارع وأخرى للزوار، كما وفَّرت عدداً من الأطباء البيطريين في السوق لفحص الأضحية قبل شرائها، للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك البشري ولضمان عدم وجود أي غش تجاري.

وأوضح أن الهدف من إنشاء السوق هو الحد من البيع العشوائي للأضاحي خلال فترة العيد والتي لا تخضع عادة للفحص قبل شرائها، مضيفاً: جهَّزت البلدية كذلك سوق المواشي بمنطقة الجبيل وفق أرقى المعايير، إذ جرى توفير عدد من المراقبين والمفتشين لتنظيم عملية الدخول والخروج، وفق أعداد محددة وبصورة منظمة، مع إلزامهم بالالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية من ارتداء الكمامات والقفازات والحفاظ على مسافة آمنة بينهم، وحثِّهم على إنجاز عملية الشراء بسرعة وعدم التواجد بالسوق لفترة طويلة.

كشف طبي

ووفقاً لبلدية أبوظبي، فإنه يتم إجراء كشف طبي على الحيوانات قُبيل الذبح وبعده، ومعاينة كافة الأعضاء وملاحظة أي تغييرات تطرأ عليها، لتحديد مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.

وأوضح رئيس قسم المسالخ في بلدية مدينة أبوظبي خلفان المحيربي، أن الأطباء البيطريين يتواجدون طوال الوقت داخل المسالخ لفحص بنية الحيوانات وأعضائها حتى أدق التفاصيل، من لحظة وصول الحيوان إلى المسلخ من سوق المواشي أو المزارع الخاصة إلى مرحلة ما بعد الذبح بعد أن يتم وضع الحيوان على طاولة النزيف، للتأكد من أن كل دمه قد تم تصريفه قبل السلخ والتقطيع.

وأضاف أن الحيوانات المريضة وغير الصالحة للاستهلاك، يتم التحفظ عليها وإعدامها فوراً وإصدار شهادة بحالتها لأصحابها.

رقابة وخط ساخن

وذكرت بلديتا أم القيوين والفجيرة أن هناك إجراءات صارمة لتنظيم أسواق بيع الماشية وحرصتا على تكثيف الرقابة خلال موسم بيع وشراء أضاحي العيد، عبر التواجد المستمر لمفتشيها في السوق خلال ساعات اليوم، لرصد أي تجاوزات أو سلوكيات تنافي اشتراطات الصحة والسلامة، وفيما يخص الباعة الجائلين الذين يعرضون أضاحي مجهولة المصدر للبيع، فأشارت إلى تخصيص خط ساخن يعمل على مدار الساعة لاستقبال الشكاوى بما فيها تواجد هؤلاء الأشخاص بالأماكن العامة أو في الأحياء السكنية.

مواد مصنَّعة

وقال الطبيب البيطري عثمان محمد «على الرغم من أن حيل الغش التي يلجأ إليها التجار غير المرخصين تزداد بشكل واضح خلال الأيام التي تسبق العيد بسبب الإقبال الكبير من المستهلكين على شراء الأضاحي، وهذه الحيل لا تظهر في نتائج الفحص الطبي أثناء خضوع الأضاحي له قبل ذبحها في المسالخ التي تفحص المؤشرات الحيوية للأضحية مثل درجة الحرارة ولون العينين والتأكد من قدرتها على المشي والحركة، إلا أنه يمكن اكتشاف طرق الغش عبر لثة الأضحية، فإن كان لونها أحمر فتدل على أنها خضعت لتغذية طبيعية أما في حال كان لون اللثة أسود فهذا مؤشر على أنه جرى تسمينها بطريقة غير صحية»

وحذَّر المستهلكين من التعامل مع الباعة المتجولين أو الذين يعرضون الأضاحي على حسابات «سوشيال ميديا»، والتوجه لأسواق البيع المرخصة كونها تخضع لرقابة دقيقة من قبل الجهات المعنية.

واكد أن تناول لحوم الماشية التي خضعت لمواد تسمين مثل الهرمونات والبروتينات المصنعة يضر بصحة الإنسان وتكون له آثار جانبية على المدى القريب، إذ يضعف من وظائف الأجهزة الداخلية للإنسان ويؤثر سلباً على الخصوبة وفي بعض الحالات قد يؤدي للتسمم والوفاة.

لون الذبيحة

وذكر الطبيب البيطري المشرف في مسلخ أبوظبي للجمهور الدكتور أمير صالح سليمان أنه يتم مراقبة كافة الذبائح بالعين المجردة وفحصها، وفي بعض الحالات يتم اللجوء للمختبر الموجود داخل كل مسلخ.

وقال:«بعد الذبح نفحص كل ذبيحة على حدة، وننظر أولاً للون، فإذا كانت حمراء للغاية يدل ذلك على أنها عانت من حمى أو فيروس وليست بحالة جيدة، وإن كانت صفراء فذلك يدل على مشكلة في الكُلى أو البكتيريا، ثم نخرج الأعضاء ونفحصها».

وأضاف:«نستدل على صحة الذبيحة من الرائحة، ويمكن أن تكون رائحتها دليلاً على نوع غذاء معين تم إطعامها منه مثل البصل وهذا لن يجعلها سامة أو ضارة لكنها غير مقبولة من قبل المستهلكين».