الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الإمارات تمكن شبابها بصناعة المستقبل.. من تأمين المساكن إلى البحث عن «كنوز المريخ»

الإمارات تمكن شبابها بصناعة المستقبل.. من تأمين المساكن إلى البحث عن «كنوز المريخ»
عكفت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العقود الخمسة الماضية على تمكين جيل الشباب وتحصينهم بالعلم والمعرفة وتوفير بيئة قوامها العيش الكريم والإيجابية تضمن رخاءهم وسعادتهم، إضافة إلى التمسك بالقيم الإماراتية الأصيلة، من خلال خطط وبرامج ومبادرات ثمينة ومتواصلة تبنتها حكومة الدولة.

وشكلت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، «بأن تمكين الشباب وإشراكهم في خدمة الوطن والثقة بقدراتهم واحتضان إبداعاتهم، معادلة إماراتية لبناء أفضل مستقبل»، استراتيجية عريضة لكافة مؤسسات الدولة للعمل ضمن إطار تمكين هذه الفئة التي تقع على عاتقها مسؤولية مواصلة مسيرة التقدم التي تشهدها الدولة.

وللاهتمام بتنشئة جيل الشباب تاريخ طويل في مسيرة دولة الإمارات، فقد أولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الشباب وتعليمهم وتربيتهم أولوية كبرى، منذ تأسيس دولة الاتحاد عام 1971، حيث وضعت الإمارات سياسات وخططاً استراتيجية وطنية واضحة لتمكين الشباب وتطوير قدراتهم وتأهيلهم لحمل المسؤولية، ومن أبرز هذه السياسات الاهتمام بالتعليم ومخرجاته، وتوفير البيئة الصحيحة للابتكار والإبداع، ودعم الطلبة والشباب، وتوفير فرص العمل المناسبة التي يستطيعون من خلالها لعب دور فعال في مجتمعهم، وصولاً إلى تمكينهم من ارتياد الفضاء في رحلة شهد عليها العالم أجمع بإطلاق مسبار الأمل.



بناء مساكن الشباب:

هي فكرة مترسخة منذ قيام الاتحاد في توفير مسكن آمن تبنى عليه أساسيات السعادة المستقبلية توجت باعتماد مجلس الوزراء، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سياسة توعية الشباب حول أساسيات بناء المسكن، كدليل ناصع على اهتمام القيادة الرشيدة بفئة الشباب ورعايتهم وحمايتهم، وإثراء تجاربهم، وتحقيق الاستقرار الأسري لهم وللمجتمع، وجعلهم نموذجاً يحتذى به على مستوى العالم.

وعكس قرار اعتماد السياسة الجديدة ـ إحدى مبادرات المؤسسة الاتحادية للشباب - حرص حكومة دولة الإمارات على وضع شباب الوطن في المسار الصحيح لبداية حياة أسرية جديدة مفعمة بالأمل والتفاؤل والعزيمة والإصرار، لتحقيق المزيد النجاحات والإنجازات، ويجسد المواكبة المستمرة لتطلعات شباب الإمارات والعمل على تحقيق طموحاتهم، وتأمين متطلباتهم للمضي قدماً في التغلب على التحديات، وتحويلها إلى فرص لمواصلة مسيرة صناعة مستقبل مشرق ومستدام للدولة.

التمكين الفكري:

وكخطوة لتعزيز الإطار الفكري، ليس فقط لشباب الإمارات بل لشباب العالم أجمع، أسست الإمارات مركز هداية في إمارة أبوظبي ليكون منصة عالمية لمكافحة الأفكار والجماعات المتطرفة التي تحاول هدم المكتسبات، لتعطي جيل الشباب الشعور بالهوية والإحساس بالانتماء وبأن لديهم قضية يدافعون ويموتون لأجلها وهي الأوطان.



وتتمحور أهداف مركز هداية حول 3 مواضيع رئيسية، هي إجراء البحوث والتحليل وبرامج بناء القدرات والتدريب للشباب وإدارة برامج متعلقة بالحوار والاتصال والإعلام.

التمكين السياسي والبرلماني:

عكست زيادة مشاركة الشباب في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التي جرت في شهر أكتوبر عام 2019، بنسبة بلغت 61.32% من إجمالي قوائم الهيئات الانتخابية في الفترة العمرية 21 عاماً ولغاية 40 عاماً، الاهتمام الاستثنائي الذي توليه القيادة بهذه الفئة، والإيمان بدورهم باعتبارهم عماد التقدم والرهان الحقيقي نحو المستقبل.

وعلى مدى 17 فصلاً تشريعياً عقدها المجلس الوطني الاتحادي ناقش ما يقارب «18» مشروع قانون وموضوعاً عاماً ووجه عشرات الأسئلة إلى ممثلي الحكومة، وذلك للمساهمة في تنفيذ رؤية دولة الإمارات التي تتبنى سياسات وخططاً استراتيجية وطنية واضحة لتمكين الشباب وتطوير قدراتهم.

ويعد أهم مشروعات القوانين والموضوعات العامة التي ناقشها المجلس الوطني الاتحادي ولها علاقة بالشباب، مشروع قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية، ومشروع قانون في شأن إنشاء مجلس أعلى لرعاية الشباب.



التمكين الفضائي:

ولأن استراتيجية تمكين شباب الإمارات ليست لها حدود، فإن الدولة عكفت منذ 6 سنوات على تمكين شبابها في الفضاء أيضاً من خلال مشروع «مسبار الأمل» الذي بدأ بمبادرة استراتيجية وطنية أعلن عنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قبل 6 سنوات، في 16 يوليو 2014، لتكون دولة الإمارات بذلك واحدة من بين 9 دول فقط تطمح إلى استكشاف هذا الكوكب بشبابها القادر على صنع المستحيل.

وتولى فريق من شباب الإمارات، بلغ عددهم أكثر من 200 شاب وشابة، التخطيط والتصميم لتنفيذ المسبار، واعتمد أفراد الفريق على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها بأيديهم من الألف إلى الياء، حيث جرى تصنيع 600 قطعة ميكانيكية منه في الدولة، كما أنه لم يتم استيراد أي من التقنيات الرئيسية التي يقوم عليها المشروع، بل يتم تصميمها وتصنيعها وتجميعها محلياً على أيدي خبرات وإمكانات محلية.

دور مراكز الشباب في الدولة:

تدير المؤسسة الاتحادية للشباب 112 مساحة خدمية للشباب في كل إمارات الدولة، جميعها متاحة يومياً بالمجان، منها 6 استوديوهات و22 قاعة اجتماعات و14 صالة رياضية و10 مكتبات و9 منصات للفعاليات و22 مساحة تجارية و6 متاجر و3 مجالس و3 مسارح و3 أكاديميات و5 مطاعم و3 مختبرات تقنية ومختبر للروبوت ومدرسة مهنية و15 مساحة للقاءات.

وبعدما أسست الدولة مراكز الشباب في كافة إماراتها، تعمل في الوقت الحالي على خطة لتسليم مراكز الشباب ليديرها الشباب أنفسهم في كافة الإمارات ليكون دور الحكومة هو دعمهم، حيث تثق الحكومة بتلك الفئة لإدارة مراكزهم كما تثق بإشراكهم في إدارة وطنهم.



أصغر وزيرة شابة:

ومنذ تشكيل الحكومة في فبراير 2016، برزت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، التي تولت المنصب وهي في عمر 22 عاماً، لتصبح أصغر وزيرة في العالم.

كما اعتمد مجلس الوزراء منذ عام 2016 إنشاء مجلس الإمارات للشباب الذي يمثل تطلعات وقضايا الشباب لدى الحكومة، ويضم نخبة من الشباب والشابات ليكونوا مستشارين للحكومة في قضايا الشباب.

مجالس شباب:

وبعد إعلان تشكيل مجلس الإمارات للشباب، تم إعلان تشكيل 7 مجالس محلية للشباب على مستوى الدولة، لتكون صوتاً للشباب على مستوى الإمارات، كما تم إطلاق المجالس المؤسسية التي تعمل كأذرع تمثيلية للشباب في مؤسسات القطاع الخاص والعام في الدولة.

وحرصاً على إشراك شباب الوطن في عملية صنع القرار، جاء الإعلان عن تشكيل المجالس العالمية للشباب، حيث تدير المؤسسة الاتحادية للشباب أكبر منظومة لمجالس الشباب في العالم، إذ يبلغ عدد مجالس الشباب المدارة نحو 106 مجالس تضم 1163 عضواً وبإجمالي 79 مشروعاً من مشاريع مجالس الشباب.

الشباب العربي:

وأعلنت الإمارات خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات 2017 عن تأسيس مركز الشباب العربي الذي يعمل على مبادرات يقودها الشباب العربي لخلق فضاءات أوسع تتيح لهم الإسهام في الجهود والمساعي الوطنية للتنمية المستدامة، لتتخطى جهودها تمكين شباب الدولة فقط.