الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أطباء: 7 أمراض تصيب كبار السن تنتشر بين الشباب

أطباء: 7 أمراض تصيب كبار السن تنتشر بين الشباب
حدد أطباء 7 أمراض أصبحت تنتشر بين الشباب وصغار السن بشكل كبير بعدما كانت مقتصرة على كبار السن في فترات سابقة، مرجعين هذا الانتشار الكبير إلى تغير نمط الحياة والغذاء غير الصحي والتدخين وعدم ممارسة الرياضة وانتشار وسائل الرفاهية.

وأوضح الأطباء أن هذه الأمراض هي: السكري وارتفاع ضغط الدم والجلطات القلبية والسكتات الدماغية والسمنة والضغط النفسي والتوتر والقلق والأمراض الجلدية أبرزها تساقط الشعر، والحزام الناري.

ووفقاً لرئيسة شعبة السكري في جمعية الإمارات الطبية الدكتورة فتحية العوضي، فإن نسبة مرضى السكري في الإمارات تبلغ 16.3% من سكان الدولة وأن النوع الثاني من السكري هو الأكثر انتشاراً بنسبة تقارب 80%، أما مرضى ارتفاع ضغط الدم فتبلغ نسبتهم 28.8% وفقاً لأخر مسح صحي وطني أجرته وزارة الصحة ووقاية المجتمع وعدد من الشركاء.

فيما أكد المسح الصحي الوطني الأخير أن 30% من الوفيات في الدولة بسبب أمراض القلب، أما مرضى السمنة فهم النسبة الأكبر بين المرضى في الدولة وتبلغ نسبتهم 40% من سكان الدولة البالغين، حيث تبلغ نسبة الذكور المصابين 35% بينما تبلغ نسبة الإناث 45%.

وقال استشاري أمراض السكري والغدد الصماء الدكتور عبدالرزاق المدني، إن الإمارات لم تعرف أمراض الغدد في أزمان سابقة لثلاثة أسباب: لأنها أمراض لم تكن منتشرة كثيراً في العالم كله وليست الإمارات فقط، ولأن الدولة لم يكن بها أطباء متخصصون في هذا المجال، بالإضافة إلى أن أمراض الغدة الدرقية وهي الأكثر انتشاراً بين أمراض الغدد يتم تشخيصها بالألترا ساوند وهو ما لم يكن موجوداً في أوقات سابقة في الإمارات.



وأضاف أن مرض السكري أصبح منتشراً بين الشباب بشكل كبير بسبب الأطعمة السريعة والراحة والرفاهية واستخدام السيارات في التحركات ما أدى إلى زيادة الوزن والسمنة، وأن السكري المنتشر بين الأطفال من النوع الأول، لكن الأخطر هو انتشار السكري من النوع الثاني بين الشباب بسبب زيادة الوزن وتغير نمط الحياة.

وشدد المدني على ضرورة تناول الغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني بصفة منتظمة مثل السباحة أو المشي يومياً للحفاظ على الوزن المثالي بالنسبة للطول، مشيراً إلى أن بعض مرضى السكري يعانون من هذا المرض لأسباب وراثية لكن عددهم أقل من المرضى بسبب الوزن المرتفع.

وأشار إلى أن السكري يصيب الشباب بسبب مقاومة الأنسولين بسبب الوزن الزائد، وبالتالي لا يدخل الأنسولين على الخلية، وتتراكم السكريات في الجسم ما يؤدي إلى الإصابة بالمرض.

وقال استشاري أمراض الجلدية والأستاذ بجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية الدكتور أنور الحمادي، إن أهم الأمراض الجلدية التي كانت تصيب الكبار في الماضي وأصبحت تنتشر بين الشباب والأطفال حالياً هو مرض الحزام الناري، الذي كان يصيب كبار السن وبالأخص أصحاب الأمراض المتعلقة بالسن مثل السكري الذين تنخفض مناعتهم، وهو مرض فيروسي يحدث بسبب انخفاض المناعة، ولكن حدوثه بين الشباب والأطفال قد يرجع إلى أسباب نفسية أدت إلى مشكلة في المناعة.



وأضاف الحمادي، أن في السنوات الأخيرة انتشرت أمراض جلدية بين الشباب مثل تساقط الشعر وتحسس الفروة وتلفها والحكة الجلدية، بسبب الإقدام المفرط للشباب على استعمال البروتين والكيرياتين وصبغ الشعر دون حاجة لذلك وهو ما لم يكن يحدث في أوقات سابقة.

وأكد استشاري الرعاية المركزة بدبي الدكتور ضرار عبدالله، إن تغير العادات المجتمعية وأسلوب الحياة جعل الأمراض التي كانت تصيب الكبار باتت تصيب الصغار، وأن الناس في زمن سابق كانوا يمارسون الحركة، والرياضة كانت طبيعية من خلال العمل والمشي دون سيارات أو رفاهية ولم تكن تنتشر مطاعم الوجبات السريعة وكانوا يتعرضون للشمس كثيراً وذلك ما يمدهم بالفيتامينات وخصوصاً فيتامين (د) الأساسي للجسم.



وأوضح أن بناء المدن المتطورة والعولمة والتكنولوجيا أدت إلى الوصول إلى أسلوب الحياة غير المتحرك، وهذا شمل فئات عريضة في المجتمع، وصارت السمنة لدى الأطفال والشباب، كما أن الوجبات السريعة والنشويات أدت إلى زيادة السمنة والسكري وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

وأشار إلى أن أعداداً ليست بالقليلة من الشباب في العشرينات والثلاثينات تدخل الرعاية المركزة للإصابة بجلطات قلبية حادة وجلطات دماغية، حيث أصبحت الأمراض التي كانت عادة ما تصيب الكبار منتشرة بين الشباب وأولها الأمراض القلبية والجلطات وارتفاع ضغط الدم وارتفاع عدد المصابين من النوع الثاني للسكري والتي تؤدي إلى غيبوبة السكري، وكذلك السكتات الدماغية التي تنتشر بشكل أقل بين الشباب، وهناك أسباب أخرى لهذه الأمراض بين الشباب مثل تسمم الدم.

وذكر عبدالله أن الحل يتمثل في الحد من السمنة بتخفيف الوزن والأكل الصحي وممارسة الرياضة من 3 إلى 5 مرات أسبوعياً لمدة نصف ساعة في المرة الواحدة، كما أن أخطر ما يمكن على صحة الشباب: التدخين وشرب الكحول اللذان يؤديان إلى السرطانات والجلطات والتهاب الجهاز الهضمي والكبد، كما يجب تجنب الضغط العصبي والتوتر والقلق الذي ينعكس على الأمراض الذهنية والعصبية لدى هذه الفئة العمرية.

وقال استشاري طب الأعصاب والسكتة الدماغية في مستشفى راشد الدكتور سهيل الركن، إن مسببات الجلطة الدماغية معروف أغلبيتها في كبار السن، إلا أن هذا النوع من الجلطات بدأ في الانتشار بين صغار السن ومن الأسباب الرئيسية ارتفاع ضغط الدم في مجتمعات كثيرة في أعمار الثلاثينات والأربعينات، ما يجعل هذه الفئات العمرية أكثر عرضه للجلطات، والإنسان في زمن سابق كان رياضياً ويتحرك وبالتالي لا يعاني من الضغط الذي يحدث بسبب قلة الرياضة والنشاط البدني.



وأضاف أن الملح من العوامل الرئيسية لارتفاع ضغط الدم، وهو موجود بكثرة في الوجبات السريعة، كما أن أمراض السكري التي بدأت تنتشر بين الشباب تؤدي إلى الجلطات الدماغية أو القلبية في عمر صغير، وانتشار التدخين بشكل كبير سواء الذكور أو الإناث هو أحد الأسباب أيضاً لأمراض الشباب، فكلما دخن الإنسان لفترة أطول زادت احتمالية إصابته بالجلطة الناتجة عن تصلب الشرايين، حيث إن التدخين يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

وذكر الركن أن المسببات الرئيسية للجلطة بين الصغار تتمثل في الأمراض المناعية وأمراض القلب الناتجة عن أسلوب الحياة غير الصحية، ويمكن تقليل الإصابة بالجلطات عبر منع أو تقليل التدخين وخفض نسبة الكوليسترول، وهناك الجلطات الدماغية مجهولة السبب بنسبة تبلغ نحو 20% من المرضى، وأن الجلطة لدى الشباب تحدث بسبب تصلب الشرايين تم تكلسها ثم ضيقها فانسدادها ثم انفجار الشريان وحدوث الجلطة النزيفية.

وقال استشاري أمراض القلب بدبي، الدكتور أحمد السكري، إنه في أزمان سابقة كان من يصابون بجلطات وأزمات قلبية من هم فوق 65 عاماً، أما حالياً فكثير من الإصابات في سن العشرينات والثلاثينات، وأن المشكلة ليست في هذه الفئات العمرية فقط، بل في زيادة عوامل الخطورة على القلب مثل انتشار السكري وارتفاع الكوليسترول، بسبب تغير السلوك البشري في الغذاء وانتشار السمنة والتدخين وعدم الحركة والوجبات السريعة، حيث إن نسبة التدخين ارتفعت عن 80% بعد عام 2000، والمشكلة الأكبر هي ارتفاع نسبة التدخين بين الإناث، وحدث تطبع على أنه أمر طبيعي بين السيدات ما يؤثر في أجيال قادمة، بالإضافة إلى انتشار التوتر والقلق والضغط النفسي الكبير بين الشباب.