تتواجد دولة الإمارات العربية المتحدة، في مقدمة الأعمال الإنسانية عالمياً وتحرص على أن تكون اليد الأولى التي تمتد لتقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين في أرجاء العالم، ولأن التعليم هو أساس الحياة وحق مكتسب لكل من يعيش على الأرض، فقد قدمت الإمارات نموذجاً مبتكراً لمن حرمتهم الظروف من التعليم في إطلاقها «المدرسة الرقمية»، وتحالف مستقبل التعليم الرقمي، خلال شهر نوفمبر الماضي. وفقاً للجمعية العامة للأمم المتحدة، ما زال 258 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس، وهناك 617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية، وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يقل معدل إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي عن 40%، ويبلغ عدد الأطفال واللاجئين غير الملتحقين بالمدارس زهاء 4 ملايين نسمة. وتحتفل الجمعية بالدورة الثالثة لليوم الدولي للتعليم (24 يناير) تحت عنوان «إنعاش التعليم وتنشيطه لدى الجيل الذي يعاني من جائحة كوفيد-19»، مؤكدة أن الوقت قد حان لدعم التعليم من خلال النهوض بالتعاون والتضامن الدولي من أجل وضع التعليم والتعلّم مدى الحياة في مركز عملية الانتعاش. ووفقاً للتقرير الرسمي لدولة الإمارات، فقد حققت الإمارات الريادة على مستوى العالم باحتلالها المرتبة الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية لدول العالم خلال السنوات الماضية، انطلاقاً من النهج الذي أرسى قواعده القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في تقديم كافة أشكال المساعدة للشعوب الفقيرة والمحتاجة، ومساعدتها في تلبية احتياجاتها ومتطلباتها، وسارت على النهج ذاته القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات. إن المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، واللون، والطائفة، أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها، وإقامة علاقات مع الدولة المتلقية والمانحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. المدرسة الرقمية وتعتبر المبادرة أول مدرسة رقمية عربية متكاملة ومعتمدة توفر التعليم عن بُعد بطريقة ذكية ومرنة للطلاب من شتى الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية والمستويات التعليمية ومن أي بلد في العالم، كما يتكامل التحالف مع جهود المدرسة الرقمية لتسهيل توفير التعليم بمختلف مراحله للطلبة حول العالم، مع التركيز على الفئات المحتاجة من الطلبة، كاللاجئين أو أولئك المتواجدين في المناطق والمجتمعات الأقل حظاً. وأكدت الإمارات العربية المتحدة أن المبادرة توفر تعليماً ذكياً للطلاب «عن بعد»، أينما كانوا وفي أي مكان على وجه الأرض، وذلك إيماناً من القيادة الرشيدة للبلاد بأهمية التعليم وتقديم يد العون للمحتاجين في كافة بقاع العالم. وأكد وزير دولة للذكاء الاصطناعي، رئيس مجلس إدارة «المدرسة الرقمية» الدكتور عمر بن سلطان العلماء، أهمية إعطاء الفرص للتعليم والتعلم وتوفير الفرص التعليمية لمن لم يحالفهم الحظ أو حرمتهم الظروف من عدم الحصول على فرصة للتعليم، مشيراً إلى أن المبادرة ستوفر تعليماً ذكياً للطلاب «عن بُعد»، أينما كانوا وفي أي مكان على وجه الأرض، وذلك إيماناً من القيادة الرشيدة للبلاد بأهمية التعليم وتقديم يد العون للمحتاجين في كافة بقاع العالم. من جهته أفاد المنسق العام للمدرسة الرقمية، الدكتور وليد آل علي، بأن البداية التجريبية للمشروع ضمت 20 ألف طالب وطالبة في 4 دول، ضمن مخيمات للاجئين في كل من: العراق وسوريا والأردن ولبنان، وأنها تستهدف الوصول لمليون طالب خلال السنوات الخمس المقبلة، وأنه تم التنسيق على الانطلاقة لهذه المبادرة مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتية وبين المعنيين في تلك الدول، بحيث يتم توفير البنية التحتية من خلال شركات مختصة، من أجهزة وتقنيات واتصالات وتوفيرها للطلاب، سواء في المخيمات أو من خلال مراكز تعلم توفر ذلك. كما أطلقت الإمارات، في مجال تقديم الدعم العالمي للمحتاجين حول العالم بما يخص مجال التعليم، «تحالف مستقبل التعلم الرقمي»، الأول من نوعه، والذي يعمل على توحيد جهود تطوير مستقبل أنظمة التعليم الرقمي على مستوى المنطقة والعالم، وتوفير فرص تعليمية مستقبلية متساوية للطلبة، وخاصة الطلاب اللاجئين في المخيمات والمحرومين في المجتمعات الهشة والمهمشة، وذلك بالاستفادة من تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة والحلول الرقمية. ويحظى «تحالف مستقبل التعلم الرقمي» بدعم من دبي العطاء، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، والهلال الأحمر الإماراتي، وخبراء من شركات الاتصالات والتكنولوجيا، ويجمع المجلس الاستشاري للتحالف العالمي لمستقبل التعلّم الرقمي في عضويته خبراء تربويين وتقنيين من جامعات عالمية مرموقة مثل جامعة ستانفورد، وجامعة هارفارد، وجامعة نيويورك، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إلى جانب ممثلين من منظمات غير ربحية مثل تحالف «أم أديوكيشن» التعليمي، وخبراء التعليم واختصاصي التربية من جامعات ومؤسسات أكاديمية عالمية مرموقة.

طلبة سياقة يطالبون بتعديل آلية التعليم في معاهد التدريب بدبي.. واختبار «المواقف» العقدة
طالب عدد من طلبة السياقة المتقدمين للحصول على رخصة القيادة في دبي ضرورة إعادة النظر في آلية الاختبارات الخاصة بالقيادة التي تتبعها مراكز ومعاهد تعليم السياقة.
ودعوا إلى مراعاة حزمة من المتطلبات أولها: إعادة النظر في الأساليب المتبعة في تدريب الطلبة خاصة في طريقة تنفيذ المواقف «الباركنغ» وأن تعتمد جنباً إلى جنب مع التدريب وألا يترك تدريب الباركنغ إلى ما بعد انتهاء كافة التدريبات لما يشكله من عبء على الطالب كأحد أكبر مسببات الرسوب للمتقدمين، وثانياً: تحديد العدد المسموح به لرسوب المتقدم للاختبار بألا يتجاوز 3 مرات مدفوعة الأجر، على أن يتم احتساب الحصص منذ الحصة الرابعة مجاناً أو بنصف القيمة وألا يخضع الطالب للامتحان إلا بعد التأكد من كفاءته، ثالثاً: إعداد كشف بنسبة الرسوب في الاختبارات مقارنة مع عدد المتقدمين ونسب النجاح المحققة والرجوع للمكاتب التي يلاحظ فيها زيادة عدد رسوب الطلبة في الاختبارات، رابعاً: تحميل المدربين المسؤولية عند تعدي مرات الرسوب العدد المسموح به أو عند ملاحظة عدم كفاءة المفحوص وإعداد آلية تضمن التركيز على نقاط الضعف للعمل على تلافيها، وخامساً: منح المدربين الذين يسجل طلبتهم أقل نسبة رسوب جوائز تشجيعية لدعم آلية التدريب والاختبارات.
ساعات التدريب
وأقر أحد الإداريين المسؤولين في أحد مراكز تعليم السياقة في دبي بأن عدد ساعات التدريب المتبعة ضمن سياسة متطلبات التدريب والفحص للحصول على رخصة قيادة المركبات غير كافية وهي بمعدل 20 ساعة، مؤكداً على أن عدداً كبيراً من الطلبة يتوجه للفحص التجريبي بعد انتهاء الساعات المقررة ويكتشف عدم جاهزيته، مطالباً بزيادة عدد الحصص بمقدار 6 حصص إضافية للتركيز على تدريب المواقف خاصة والقيادة في الطريق عامة.
وأفاد بأن الطالب في الفحص التجريبي قد يكون ملماً ولكنه عندما يأتي لفحص الساحة يرسب في الامتحان، منوهاً إلى أن النتيجة لا تدخل بشكل أوتوماتيكي في برنامج الفحص الذكي وعلى الفاحص التأكد منها مجدداً ولو وجد أي ملاحظات يمكن إرسال بريد إلكتروني للهيئة لتعديل النتيجة عند الحاجة.
وأكد أن فحص المواقف يتضمن خطوات يتدرب عليها كل طالب وأكثرها تعرضاً للرسوب هو في موقف 60 درجة، موضحاً أن الرسوب قد يكون بسبب عدم التركيز مع المدربين والخوف من الفحص، لافتاً إلى أن مؤشر حالات النجاح في المعهد لديهم قد يصل إلى 30% بشكل عام.
الرقابة وتقييم الأداء
ومن جهته قال مدير إدارة ترخيص السائقين في مؤسسة الترخيص بهيئة الطرق والمواصلات في دبي منصور الفلاسي: تؤكد الهيئة حرصها على تقديم الخدمة للمتدربين وفق أفضل معايير التدريب والفحص، وتخضع معاهد التدريب على القيادة لرقابة وتقييم للأداء من قبل الهيئة، إضافة إلى التدقيق على كفاءة المدربين والتزامهم بتطبيق المنهج المتبع في التدريب، وهو ما يحدد النتيجة النهائية في تقرير تقييم أدائهم، كما أنه يؤثر سلباً أو إيجاباً في التقييم العام للمعهد، ودرجة تصنيف مستوى جودة خدماته.
ونوه إلى أن الرسوم التي يدفعها المتقدمون للحصول على رخصة القيادة في دولة الإمارات موحدة وهي الرسوم السيادية بحسب متطلبات قانون السير والمرور الاتحادي رقم 21 لسنة 1995 ولائحته التنفيذية وتعديلاتهما.
وتقوم الهيئة بعمل ورش تدريبية مستمرة للفاحصين من خلال تقديم شروح مختلفة بشأن كيفية التعامل مع المتعاملين، والقيام بتهدئتهم للحد من حالة التوتر والارتباك التي قد يكون عليها المتعامل قبل الاختبار.
كما تعكف هيئة الطرق والمواصلات في دبي على استحداث مركز عمليات ذكي ومتطور يمكّن فريق دعم ترخيص السائقين من تطوير خدمات وعمليات فحص السائقين بدبي، ومتابعة تقديم الخدمات في مراكز ومعاهد تعليم القيادة، بالإضافة إلى استحداث وتطوير بعض الخصائص الذكية على الأنظمة الإلكترونية، الخاصة بعمليات فحص الساحة الذكي ونظام فحص السائقين (المسار الذكي)، وإمكانية إجراء عمليات فحص الساحة الذكي و(المسار الذكي) عن بُعد، دون الحاجة لتواجد الفاحصين بعد تطوير كافة الأنظمة الحالية وفق خارطة طريق تطوير الأنظمة بإدارة ترخيص السائقين.
وقال الفلاسي إن مراكز تعليم السياقة المعتمدة للنظام الذكي في فحص الهيئة الخاص بالمواقف 9 معاهد ولديها 10 أفرع في مواقع مختلفة بإمارة دبي، وعملية إعادة الامتحان عند الرسوب، تتطلب التدريب لتفادي الرسوب مرة أخرى، وعليه يراعى عند إعادة الامتحان، احتساب المدة الزمنية الكافية لتحسين وتنمية بعض النقاط التي تم رصدها خلال التغذية الراجعة للمتدرب أثناء الفحص، ليتم تفاديها من خلال التدريب وعدم الوقوع في هذه الأخطاء مرة أخرى.
فحص الساحة الذكي
وفيما يخص نظام الساحة الذكي أفاد الفلاسي بأنه يعتبر الأول من نوعه في العالم، حيث تم إطلاق النظام من قبل هيئة الطرق والمواصلات في إطار مواكبتها واستجابتها لمبادرة «المدينة الذكية» التي أطلقتها حكومة دبي الرشيدة، لجعل دبي المدينة الأذكى في العالم.
ويُعد النظام أحد أهم المشاريع الاستراتيجية التي تم تنفيذها، وذلك من خلال تحويل مركبات فحص السائقين إلى مركبات ذكية قادرة على اكتشاف مناطق مناورات الفحص، ومدى استجابة السائق لكل مناورة، من خلال كاميرات وحسّاسات عالية الكفاءة مرتبطة بمعالج مركزي قادر على جمع مختلف البيانات واحتساب الأخطاء بشكل آلي.
وأشار إلى أن أهم مزايا فحص الساحة الذكية إمكانية مراقبة الفاحص لأكثر من مفحوص خلال الاختبارات، مما ساهم في زيادة عدد المفحوصين للحد من قوائم الانتظار، حيث يمكن للمتعامل حجز موعد الفحص في موعد أقصاه 5 أيام عمل.
31 % نسبة النجاح في فحص الساحة الذكي
وقد ساهم النظام في خفض الشكاوى الواردة من بعض المفحوصين بشأن نتائج اختباراتهم بدعوى أنها تخضع أحياناً لوجهات نظر مختلفة من الفاحصين حول الأخطاء التي يرونها محل إعادة نظر، وهو الأمر الذي تم تلافيه في التقنية المطبقة، لأن التكنولوجيا دائماً هي طرف محايد لا يمكن التشكيك بها، والنتيجة الحتمية هي تخفيف احتماليّة وقوع الحوادث المروريّة في شوارع الإمارة إلى حدّ كبير دون شكّ وذلك تحقيقا لاستراتيجية دبي للسلامة المرورية لخفض الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، ووصلت نسبة النجاح في فحص الساحة الذكي إلى 31% حتى النصف الأول من عام 2020 ولا يوجد ارتفاع في حالات الرسوب حيث إن نسبة النجاح تحسنت بعد إطلاق النظام في عام 2018 ووصلت إلى 31%.
تحميل المدربين المسؤولية
ومن جهة أخرى، أشارت المتدربة هنا محمد إلى أنها قامت بفتح ملفها في مكتب تعليم القيادة منذ شهر مارس وبدأت في التدريب من المرحلة الأولى على يد أحد المدربين في معهد في منطقة القصيص وأنهت جميع الحصص المطلوبة وعند التقدم لامتحان المواقف رسبت في فحص «الباركينغ» 8 مرات، مؤكدة أنها في كل مرة تدفع رسوم التسجيل للامتحان عدا عن طلبها حصة تدريبية مدفوعة الأجر.
وأكدت المتدربة أنها تنفذ تماماً ما يمليه عليها المدرب وأنها لا تشعر بأي نوع من التوتر أو الخوف بل تشعر بالاطمئنان نظراً لثناء المدرب على أدائها ولكنها تتفاجأ بالرسوب في الامتحان لاحقاً، مما يعد مؤشراً واضحاً لضعف ما تلقته من تدريب وتعليم وطالبت المتدربة بضرورة رصد حالات الرسوب، علماً بأن عدداً كبيراً من أصدقائها تعرض للموقف ذاته، مؤكدة على ضرورة تخفيض قيمة التسجيل لإعادة الامتحان والحصة التدريبية عند الإعادة المتكررة خاصة لفئة الطلاب.
vip للحصول على رخصة القيادة
وبدوره قال المدرس أحمد «ع» إنه تقدم لفتح ملف في معهد تدريب سياقة وتلقى الحصص المنصوص عليها إلا أن فحص المواقف كان عقدة المنشار التي واجهته وتكررت حالات الرسوب التي تجاوزت 6 مرات فما كان منه إلا أن نقل ملفه لمدرسة أخرى وتقدم فيها على خدمة VIP والتي من خلالها تجاوز التقدم لامتحان المواقف وحصل على الشهادة بعد النجاح في فحص الطريق.
وأكد المتدرب بأن الرسوم المترتبة على فحص vip تعد مرهقة له إلا أنه الخيار الوحيد لتجاوز عقدة فحص المواقف.
تحديد مرات الرسوب
وبدوره قال المتدرب وسام «م» إنه تقدم لإحدى مدارس تعليم القيادة في دبي وبالرغم من خبرته الكبيرة في القيادة في بلده والتي تجاوزت 10 سنوات إلا أنه لم يحقق النجاح في فحص الباركنغ وتكررت مرات الرسوب التي تجاوزت 7 مرات، وأكد أنه قام في كل مرة بتنفيذ ما تدرب عليه من قبل المدرس المتخصص إلا أنه يفاجأ بالنتيجة، مطالباً بضرورة تحديد عدد المرات التي يسمح للطالب بها في الرسوب وأن يتحمل المعهد المسؤولية وألا يتم تقديم الطالب للامتحان إلا بعد أن يعطي المدرب شهادته بحسن أداء المتدرب وجاهزيته.
جوائز للمدربين المتميزين
وبدورها قالت المتدربة رزان «خ» إنها رسبت 6 مرات قبل حصولها على الرخصة، موضحة أن الرسوب كان في فحص المواقف، لافتة إلى أنه من الضروري أن يتم تدعيم حصص التدرب على آلية إيقاف المركبة في «الباركنغ» جنباً إلى جنب مع الحصص الأخرى وألا يتم التقدم للامتحان إلا بعد التأكد من جاهزية الطالب، مؤكدة أن الرسوب المتكرر يحمل في طياته الشعور بالإحباط والعجز وطالبت بضرورة منح المدربين الذين يحقق طلابهم نسبة رسوب أقل جوائز تشجيعية مما يدعم آلية التدريب والاختبارات.
ودعوا إلى مراعاة حزمة من المتطلبات أولها: إعادة النظر في الأساليب المتبعة في تدريب الطلبة خاصة في طريقة تنفيذ المواقف «الباركنغ» وأن تعتمد جنباً إلى جنب مع التدريب وألا يترك تدريب الباركنغ إلى ما بعد انتهاء كافة التدريبات لما يشكله من عبء على الطالب كأحد أكبر مسببات الرسوب للمتقدمين، وثانياً: تحديد العدد المسموح به لرسوب المتقدم للاختبار بألا يتجاوز 3 مرات مدفوعة الأجر، على أن يتم احتساب الحصص منذ الحصة الرابعة مجاناً أو بنصف القيمة وألا يخضع الطالب للامتحان إلا بعد التأكد من كفاءته، ثالثاً: إعداد كشف بنسبة الرسوب في الاختبارات مقارنة مع عدد المتقدمين ونسب النجاح المحققة والرجوع للمكاتب التي يلاحظ فيها زيادة عدد رسوب الطلبة في الاختبارات، رابعاً: تحميل المدربين المسؤولية عند تعدي مرات الرسوب العدد المسموح به أو عند ملاحظة عدم كفاءة المفحوص وإعداد آلية تضمن التركيز على نقاط الضعف للعمل على تلافيها، وخامساً: منح المدربين الذين يسجل طلبتهم أقل نسبة رسوب جوائز تشجيعية لدعم آلية التدريب والاختبارات.
ساعات التدريب
وأقر أحد الإداريين المسؤولين في أحد مراكز تعليم السياقة في دبي بأن عدد ساعات التدريب المتبعة ضمن سياسة متطلبات التدريب والفحص للحصول على رخصة قيادة المركبات غير كافية وهي بمعدل 20 ساعة، مؤكداً على أن عدداً كبيراً من الطلبة يتوجه للفحص التجريبي بعد انتهاء الساعات المقررة ويكتشف عدم جاهزيته، مطالباً بزيادة عدد الحصص بمقدار 6 حصص إضافية للتركيز على تدريب المواقف خاصة والقيادة في الطريق عامة.
وأفاد بأن الطالب في الفحص التجريبي قد يكون ملماً ولكنه عندما يأتي لفحص الساحة يرسب في الامتحان، منوهاً إلى أن النتيجة لا تدخل بشكل أوتوماتيكي في برنامج الفحص الذكي وعلى الفاحص التأكد منها مجدداً ولو وجد أي ملاحظات يمكن إرسال بريد إلكتروني للهيئة لتعديل النتيجة عند الحاجة.
وأكد أن فحص المواقف يتضمن خطوات يتدرب عليها كل طالب وأكثرها تعرضاً للرسوب هو في موقف 60 درجة، موضحاً أن الرسوب قد يكون بسبب عدم التركيز مع المدربين والخوف من الفحص، لافتاً إلى أن مؤشر حالات النجاح في المعهد لديهم قد يصل إلى 30% بشكل عام.
الرقابة وتقييم الأداء
ومن جهته قال مدير إدارة ترخيص السائقين في مؤسسة الترخيص بهيئة الطرق والمواصلات في دبي منصور الفلاسي: تؤكد الهيئة حرصها على تقديم الخدمة للمتدربين وفق أفضل معايير التدريب والفحص، وتخضع معاهد التدريب على القيادة لرقابة وتقييم للأداء من قبل الهيئة، إضافة إلى التدقيق على كفاءة المدربين والتزامهم بتطبيق المنهج المتبع في التدريب، وهو ما يحدد النتيجة النهائية في تقرير تقييم أدائهم، كما أنه يؤثر سلباً أو إيجاباً في التقييم العام للمعهد، ودرجة تصنيف مستوى جودة خدماته.
ونوه إلى أن الرسوم التي يدفعها المتقدمون للحصول على رخصة القيادة في دولة الإمارات موحدة وهي الرسوم السيادية بحسب متطلبات قانون السير والمرور الاتحادي رقم 21 لسنة 1995 ولائحته التنفيذية وتعديلاتهما.
وتقوم الهيئة بعمل ورش تدريبية مستمرة للفاحصين من خلال تقديم شروح مختلفة بشأن كيفية التعامل مع المتعاملين، والقيام بتهدئتهم للحد من حالة التوتر والارتباك التي قد يكون عليها المتعامل قبل الاختبار.
كما تعكف هيئة الطرق والمواصلات في دبي على استحداث مركز عمليات ذكي ومتطور يمكّن فريق دعم ترخيص السائقين من تطوير خدمات وعمليات فحص السائقين بدبي، ومتابعة تقديم الخدمات في مراكز ومعاهد تعليم القيادة، بالإضافة إلى استحداث وتطوير بعض الخصائص الذكية على الأنظمة الإلكترونية، الخاصة بعمليات فحص الساحة الذكي ونظام فحص السائقين (المسار الذكي)، وإمكانية إجراء عمليات فحص الساحة الذكي و(المسار الذكي) عن بُعد، دون الحاجة لتواجد الفاحصين بعد تطوير كافة الأنظمة الحالية وفق خارطة طريق تطوير الأنظمة بإدارة ترخيص السائقين.
وقال الفلاسي إن مراكز تعليم السياقة المعتمدة للنظام الذكي في فحص الهيئة الخاص بالمواقف 9 معاهد ولديها 10 أفرع في مواقع مختلفة بإمارة دبي، وعملية إعادة الامتحان عند الرسوب، تتطلب التدريب لتفادي الرسوب مرة أخرى، وعليه يراعى عند إعادة الامتحان، احتساب المدة الزمنية الكافية لتحسين وتنمية بعض النقاط التي تم رصدها خلال التغذية الراجعة للمتدرب أثناء الفحص، ليتم تفاديها من خلال التدريب وعدم الوقوع في هذه الأخطاء مرة أخرى.
فحص الساحة الذكي
وفيما يخص نظام الساحة الذكي أفاد الفلاسي بأنه يعتبر الأول من نوعه في العالم، حيث تم إطلاق النظام من قبل هيئة الطرق والمواصلات في إطار مواكبتها واستجابتها لمبادرة «المدينة الذكية» التي أطلقتها حكومة دبي الرشيدة، لجعل دبي المدينة الأذكى في العالم.
ويُعد النظام أحد أهم المشاريع الاستراتيجية التي تم تنفيذها، وذلك من خلال تحويل مركبات فحص السائقين إلى مركبات ذكية قادرة على اكتشاف مناطق مناورات الفحص، ومدى استجابة السائق لكل مناورة، من خلال كاميرات وحسّاسات عالية الكفاءة مرتبطة بمعالج مركزي قادر على جمع مختلف البيانات واحتساب الأخطاء بشكل آلي.
وأشار إلى أن أهم مزايا فحص الساحة الذكية إمكانية مراقبة الفاحص لأكثر من مفحوص خلال الاختبارات، مما ساهم في زيادة عدد المفحوصين للحد من قوائم الانتظار، حيث يمكن للمتعامل حجز موعد الفحص في موعد أقصاه 5 أيام عمل.
31 % نسبة النجاح في فحص الساحة الذكي
وقد ساهم النظام في خفض الشكاوى الواردة من بعض المفحوصين بشأن نتائج اختباراتهم بدعوى أنها تخضع أحياناً لوجهات نظر مختلفة من الفاحصين حول الأخطاء التي يرونها محل إعادة نظر، وهو الأمر الذي تم تلافيه في التقنية المطبقة، لأن التكنولوجيا دائماً هي طرف محايد لا يمكن التشكيك بها، والنتيجة الحتمية هي تخفيف احتماليّة وقوع الحوادث المروريّة في شوارع الإمارة إلى حدّ كبير دون شكّ وذلك تحقيقا لاستراتيجية دبي للسلامة المرورية لخفض الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، ووصلت نسبة النجاح في فحص الساحة الذكي إلى 31% حتى النصف الأول من عام 2020 ولا يوجد ارتفاع في حالات الرسوب حيث إن نسبة النجاح تحسنت بعد إطلاق النظام في عام 2018 ووصلت إلى 31%.
تحميل المدربين المسؤولية
ومن جهة أخرى، أشارت المتدربة هنا محمد إلى أنها قامت بفتح ملفها في مكتب تعليم القيادة منذ شهر مارس وبدأت في التدريب من المرحلة الأولى على يد أحد المدربين في معهد في منطقة القصيص وأنهت جميع الحصص المطلوبة وعند التقدم لامتحان المواقف رسبت في فحص «الباركينغ» 8 مرات، مؤكدة أنها في كل مرة تدفع رسوم التسجيل للامتحان عدا عن طلبها حصة تدريبية مدفوعة الأجر.
وأكدت المتدربة أنها تنفذ تماماً ما يمليه عليها المدرب وأنها لا تشعر بأي نوع من التوتر أو الخوف بل تشعر بالاطمئنان نظراً لثناء المدرب على أدائها ولكنها تتفاجأ بالرسوب في الامتحان لاحقاً، مما يعد مؤشراً واضحاً لضعف ما تلقته من تدريب وتعليم وطالبت المتدربة بضرورة رصد حالات الرسوب، علماً بأن عدداً كبيراً من أصدقائها تعرض للموقف ذاته، مؤكدة على ضرورة تخفيض قيمة التسجيل لإعادة الامتحان والحصة التدريبية عند الإعادة المتكررة خاصة لفئة الطلاب.
vip للحصول على رخصة القيادة
وبدوره قال المدرس أحمد «ع» إنه تقدم لفتح ملف في معهد تدريب سياقة وتلقى الحصص المنصوص عليها إلا أن فحص المواقف كان عقدة المنشار التي واجهته وتكررت حالات الرسوب التي تجاوزت 6 مرات فما كان منه إلا أن نقل ملفه لمدرسة أخرى وتقدم فيها على خدمة VIP والتي من خلالها تجاوز التقدم لامتحان المواقف وحصل على الشهادة بعد النجاح في فحص الطريق.
وأكد المتدرب بأن الرسوم المترتبة على فحص vip تعد مرهقة له إلا أنه الخيار الوحيد لتجاوز عقدة فحص المواقف.
تحديد مرات الرسوب
وبدوره قال المتدرب وسام «م» إنه تقدم لإحدى مدارس تعليم القيادة في دبي وبالرغم من خبرته الكبيرة في القيادة في بلده والتي تجاوزت 10 سنوات إلا أنه لم يحقق النجاح في فحص الباركنغ وتكررت مرات الرسوب التي تجاوزت 7 مرات، وأكد أنه قام في كل مرة بتنفيذ ما تدرب عليه من قبل المدرس المتخصص إلا أنه يفاجأ بالنتيجة، مطالباً بضرورة تحديد عدد المرات التي يسمح للطالب بها في الرسوب وأن يتحمل المعهد المسؤولية وألا يتم تقديم الطالب للامتحان إلا بعد أن يعطي المدرب شهادته بحسن أداء المتدرب وجاهزيته.
جوائز للمدربين المتميزين
وبدورها قالت المتدربة رزان «خ» إنها رسبت 6 مرات قبل حصولها على الرخصة، موضحة أن الرسوب كان في فحص المواقف، لافتة إلى أنه من الضروري أن يتم تدعيم حصص التدرب على آلية إيقاف المركبة في «الباركنغ» جنباً إلى جنب مع الحصص الأخرى وألا يتم التقدم للامتحان إلا بعد التأكد من جاهزية الطالب، مؤكدة أن الرسوب المتكرر يحمل في طياته الشعور بالإحباط والعجز وطالبت بضرورة منح المدربين الذين يحقق طلابهم نسبة رسوب أقل جوائز تشجيعية مما يدعم آلية التدريب والاختبارات.
#بلا_حدود