الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سناجب تغزو مَزارع رأس الخيمة.. ومزارعون: تتكاثر بسرعة وتتلف المحاصيل

شكا مزارعون في رأس الخيمة اجتياح السناجب لمزارعهم، ما تسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية وخاصة ثمار أشجار النخيل، إذ إنها تكاثرت مؤخراً بشكل خطير، واتخذت من أشجار الغاف مساكن لها والتمور وجبة غذائية رئيسية.

ولفتوا إلى أن الرواية العامة بين الناس أن هذه السناجب ظهرت بأعداد قليلة أول مرة قبل نحو 3 سنوات، واتضح حينها أن عدداً منها هرب من قفص لدى أحد المربين لها في منطقة آذن جنوب رأس الخيمة، لتتكاثر لاحقاً بشكل سريع حتى أصبحت تعيش في أغلب مزارع رأس الخيمة.

وأكدوا صعوبة اصطيادها، مع أنهم يضعون العديد من المصائد بين الأشجار للتخلص منها، إلا أن أعدادها الكبيرة تجعل من العسير التخلص منها كلياً، مطالبين بتدخل الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الزراعة الوطنية.


آفة خطيرة


من جهته، اعتبر المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة الدكتور سيف الغيص أن انتشار السناجب في مزارع رأس الخيمة آفة خطيرة جداً على المحاصيل الزراعية، وتسبب في إتلاف كميات كبيرة منها في مدة قصيرة، كما أن خطورتها في سرعة تكاثرها وانتشارها.

وأشار إلى أن الهيئة لم تتلقَ أي ملاحظات سابقة حول انتشار السناجب في مزارع الإمارة، وأن هذا النوع من الحيوانات دخيل على رأس الخيمة، موضحاً أن البيئة في الإمارات لا تتناسب مع طبيعة هذه الحيوانات، إلا أنها تعايشت في المناطق الزراعية التي تكثر فيها أشجار الغاف والنخيل وغيرها من النباتات المثمرة، لتتخذ من شجر الغاف مسكناً لها، ومن محاصيل التمور وغيرها من المنتجات غذاء وفيراً.



وأكد أن الظاهرة ستدرس فوراً، لتوجيه الفرق الميدانية لاتخاذ الإجراءات المناسبة، بحيث يتم اصطيادها ووضعها في أقفاص ونقلها للجهات المعنية بالعناية بالحيوانات، أو العمل على إيقاف تكاثرها.

مشكلة مستجدة

بدوره، قال رئيس جمعية المزارعين في رأس الخيمة عبدالله خلفان الشريقي، إنه لاحظ انتشار السناجب في مزرعته الواقعة في منطقة الحمرانية منذ نحو عامين، إلا أنها أصبحت تتكاثر بشكل ملفت في المزارع كافة.

وقال إن على الجهات المعنية التعاطي مع هذه المشكلة المستجدة واتخاذ الإجراءات اللازمة لاصطيادها وإيقاف تكاثرها، لأن من الممكن أن تصل إلى مرحلة خطيرة في حال زادت أعدادها، مشيراً إلى أن السناجب تأكل المنتجات الزراعية بشتى أنواعها، وقد أتلفت بالفعل كميات كبيرة من منتجات التمور التي تعتبرها وجبتها الغذائية المفضلة في الموسم الحالي.

ولفت الشريقي إلى ضرورة منع الجهات المعنية في الدولة إدخال الحيوانات التي يمكن أن تشكل خطراً بيئياً على المزارع، إذ إن السناجب لم تكن موجودة سابقاً لكنها انتشرت بعد أن هربت من قفص أحد مربيها.



تضاعف العدد

وقال المزارع عبدالله سالم الكتبي إن كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية أتلفتها السناجب التي تنتشر بشكل كبير في منطقة الحمرانية والدقداقة والخران برأس الخيمة، مشيراً إلى أنهم لاحظوا تزايد أعدادها هذا العام أضعاف السنة الماضية.

وبيّن أن السناجب ظهرت أول مرة قبل نحو 3 سنوات، وقيل حينها إنها تكاثرت بعد أن هربت من قفصها لدى أحد الهواة في تربية الحيوانات بمنطقة آذن، إلا أنها أصبحت آفة خطيرة لاحقاً نظراً لتعايشها مع طبيعة المنطقة واتخاذها من مزارع النخيل موئلاً لها.

ولفت إلى أن هذه الحيوانات التي تعد من القوارض أتلفت نحو ربع المحصول من التمور خلال الموسم الجاري، كما أنها أتلفت كميات كبيرة من البطيخ وغيره من المنتجات التي تضمها مزرعتهم في منطقة الدقداقة.

مصائد لا تجدي

من جانبه، أكد المزارع راشد البثرة الخاطري أنه نصب العديد من المصائد، لكن ما لبثت السناجب أن أصبحت حذرة منها بعد أن تعرفت على آلية عملها، ثم جرّب وسائل أخرى إلا أنها ألحقت أضراراً بأشجار النخيل فتوقف عنها لاحقاً.

وأضاف أنه لا بد على الجهات المعنية المحلية والاتحادية اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشارها، واصطياد الموجود منها في المزارع، لأن تكاثرها عن الحد الذي وصلت عليه اليوم يعني تدمير المواسم الزراعية المقبلة.