على الرغم من تعدد إسهاماته خلال مسيرته العملية، لم يكفّ عن العمل وممارسة الرياضة حتى بعد بلوغه سن التقاعد عن عمر يناهز 55 عاماً، إذ قرر تسخير نفسه لخدمة المجتمع في مجال التقنيات والوسائل الحديثة، ليرد بعض الجميل لوطنه الحبيب الذي وفر له أفضل وسائل سبل العيش الكريم.الدكتور سعيد خلفان الظاهري، عمل أكثر من 30 عاماً في وظائف حكومية عدة، حتى بلغ سن التقاعد، ولكنه قرر أن يواصل العطاء، ليقدم لشباب المجتمع نصائح إرشادية من خبرته العملية والحياتية التي اكتسبها على مدار السنوات، إذ يعمل الآن رئيساً لرابطة الهندسة الرقمية في جمعية المهندسين الإماراتية، ومديراً لمركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، ورئيساً لمجلس إدارة شركة سمارت ورلد.ماذا عن مسيرتك الدراسية؟نلت شهادة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة الإمارات عام 1987، ثم شهادة دبلوم في علوم الفضاء من جامعة الفضاء العالمية عام 1988، وتابعت الدراسات العليا لأحصل على الماجستير من جامعة جورج واشنطن في أمريكا عام 1990، والدكتوراه في الهندسة الطبية من جامعة دريكسل بولاية بنسلفانيا عام 1994.هلا انتقلت بنا إلى مسيرة حياتك العملية؟عملت لمدة 30 عاماً في العديد من الوظائف الحكومية، من بينها مستشاراً للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في مشروع بطاقة الهوية، وعملت مستشاراً في مشروع الحكومة الإلكترونية في دبي عند تأسيسه عام 2000، علاوة على عملي مدرساً في جامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين في قسم الهندسة الكهربائية بكلية الهندسة، لمدة استمرت أكثر من 10 سنوات.كما كنت مستشاراً لدائرة السياحة والتسويق التجاري لمدة 3 سنوات، ومديراً لمركز الحاسب الآلي في دائرة الأشغال في أبوظبي، ومستشاراً في جهاز أبوظبي للاستثمار في مجال التكنولوجيا، إلى أن عُيّنت مديراً عاماً للهيئة الاتحادية للهوية والجنسية في 2004 بدرجة وكيل وزارة، كما عملت في تأسيس الهوية في الإمارات لمدة 3 سنوات حتى عام 2007، ثم انتقلت للعمل في وزارة الخارجية، مستشاراً لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في مجال التكنولوجيا لمدة 5 سنوات، إلى أن تقاعدت عن العمل الحكومي عام 2016.ما كان شعورك عند بلوغ السن التقاعد؟بعد بلوغي سن التقاعد، شعرت برغبة في العمل بالمجالات التي أتميز فيها طوال مسيرتي المهنية، لأني تعلقت بالحياة الأكاديمية، فعزمت على نشر العلم والخبرة لكل أبناء الوطن من خلال المحاضرات والندوات التي أقدمها.بماذا تنصح الأشخاص الذين وصلوا إلى التقاعد؟أنصح المتقاعدين بالتركيز على خدمة المجتمع، حيث إن سن التقاعد بداية حياة جديدة وليست نهاية المطاف، كما أنصح أصحاب المناصب القيادية في جميع المجالات، بترك بصمة خير طيبة يتذكرها المجتمع، فالمناصب زائلة والعمل الطيب باقٍ.ماذا عن تفوقك في حياتك العلمية والعملية؟شاركت في برنامج الفضاء العالمي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا MIT في عام 1988 والذي تم تنظيمه بالتعاون مع الوكالة الأمريكية «ناسا»، وتم اختياري عضواً في الاتحاد العالمي للطيران الطبي ومقره فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وعضواً في لجنة العلوم والتكنولوجيا التابعة للاتحاد عام 1997، والتي ضمت 10 أعضاء من أمريكا وكندا، فضلاً عن اختياري ضمن 100 طالب على مستوى العالم لعمل دراسة لقاعدة بشرية على سطح القمر، ما شكّل عاملاً مساعداً لي للتعرف إلى العديد من الشخصيات العالمية التي أحدثت فارقاً في مجال علوم الفضاء من بينهم العالم المصري الدكتور فاروق الباز الذي كان مشرفاً على جزء من بحثنا.هل صادفك دراسات لا تحبها؟ وكيف تفوقت فيها؟نعم، في بداية دراستي للهندسة أذكر أنى واجهت صعوبة في تعلم برمجة الكمبيوتر والسبب أنني لم أُركّز وأضع جهداً لتعلمها في الأسابيع الأولى لهذه المادة، ولكن اعتبرت الموضوع مسألة تحدٍّ بالنسبة لي، وقلت في نفسي لا بد أن أتعلم البرمجة لأنها أساسية في تخصص الهندسة، وفعلاً بذلت جهدي واستطعت في فترة وجيزة الإلمام بها لأني فهمت المبادئ الأساسية وقواعد البرمجة وتعلمت بعد ذلك عدة لغات في البرمجة.هل ما زلت تمارس أي نوع من الرياضة؟أنا أعشق ممارسة الرياضة منذ الصغر، وحصدت الكثير من الجوائز، من بينها لقب بطل الإمارات في تنس الطاولة عام 1983، وقبلها في فريق كرة القدم بنادي العين الرياضي في الفريق الثاني (تحت 17 سنة)، وحتى الآن أمارس العديد من الرياضات مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية، إضافة إلى أني صممت صالة ألعاب رياضية في منزلي لممارسة الرياضة بصورة أسهل، وذلك لصعوبة أحوال الطقس في الدولة خلال أغلب أشهر السنة.لقد علمتني الرياضة الصبر والمثابرة والإصرار والعزيمة لتحقيق الهدف.كيف تبدأ يومك؟أتابع برنامجاً يومياً معتاداً يبدأ بصلاة الفجر، ثم أبدأ بالمواعيد ومقابلات العمل أو الأمور العائلية، وعندما أتفرغ منها أفضّل التوجه للقراءة لأثقف نفسي أكثر في مجال التكنولوجيا، حيث إني أؤمن بمبدأ «التعلم مدى الحياة» لأستطيع مجاراة النمو المتسارع الذي يشهده العالم اليوم في تطور التقنيات الحديثة، وبعدها أتوجه لممارسة الرياضة لمدة ساعة ومن ثم أنتظر أولادي لأجلس معهم لمراجعة دروسهم في المجالات العلمية.بماذا تنصح الأجيال الصاعدة من الشباب؟أنصح الأجيال الصاعدة بالتزام مبدأ العلم والتعلم مدى الحياة، حيث إن العلوم متغيرة بشكل متسارع والتقنيات أيضاً، ولكي يتمكنوا من مواجهة متطلبات الحياة والحصول على فرص عمل في المستقبل، فعليهم بعد الانتهاء من حياتهم الجامعية عدم ترك القراءة والتعلم والتثقيف، فالدولة بحاجة للشباب لاستكمال مسيرة البناء وتحقيق الإنجازات العالمية.ماذا علمتك الحياة؟علمتني الحياة عدداً من الدروس والعبر أهمها أن الانضباط ليس في العمل فقط، بل في الحياة الخاصة أيضاً، وأن الثواب والعقاب وجهان لعملة إنسانية، وأن الحياة لا تنتهي مع التقاعد، وأن القلب الكبير ينتصر في كل المواقف، وأوصي الشباب بالحفاظ على دولتنا الحبيبة والارتقاء بها، فكل شاب هو سفير للدولة وهو الواجهة المشرفة لها.هل لك أن تطلعنا على حياتك الشخصية؟تزوجت بعمر 19 عاماً، وكنت حينذاك طالباً جامعياً في السنة الثانية، وتتألف عائلتي حالياً من زوجتين و8 أطفال من بينهم 4 إناث و4 ذكور، منهم من أنهى الدراسات الجامعية ويعملون في قطاعات حكومية مختلفة، وآخرون ما زالوا في مراحل الدراسة، وأرى فيهم المستقبل الواعد لهذا الوطن، وأحرص على التعامل مع كل ولد من أولادي كصديق عن طريق السماع لهم والخروج معاً.هل كان للأسرة نصيب في تكوين شخصيتك؟نعم تربية الوالد والوالدة كان لها أثر كبير في حياتي، أرادو لي مواصلة تعليمي الجامعي.تعلمت من الوالد الصبر والعزيمة والكفاح، وأن يكون لدي طموح عالٍ، وأن الإنسان هو الذي يصنع نفسه بذات نفسه، أما الوالدة فغرست بداخلي حب عمل الخير والمحافظة على الصلاة وكانت تشجعني على الدراسة والتفوق.

«الصحة»: أنفقنا 1.4 مليار درهم لمواجهة فيروس كورونا
وبصدد رده على تساؤلات «الرؤية»، قال الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة بالوزارة عوض صغير الكتبي، إن الوزارة أنفقت ملياراً و400 مليون درهم تقريباً من ميزانية 2020 حتى الوقت الحالي لمواجهة كورونا، وأوجه هذا الإنفاق تتمثل في: الأدوية والعقاقير والمستشفيات الميدانية، وتوظيف كادر طبي، وتجهيز بعض المستشفيات لتصبح ملائمة للتعامل مع «كوفيد-19»، وتجهيز مراكز الفحص من السيارة.
وأشار إلى حصول الوزارة على أكثر من مليار درهم دعماً إضافياً لميزانية 2020 من الدولة حتى الآن لمواجهة الوباء، وأن هذا الدعم لا يشمل الجهات الصحية الأخرى بالدولة، وهي دائرة الصحة بأبوظبي، وهيئة الصحة بدبي.
جوانب الإنفاق
وحول أوجه إنفاق الميزانية الجديدة، أوضح الكتبي أنها خصصت ميزانية 2.86 مليار درهم تقريباً لقطاع المستشفيات، ومليار درهم لقطاع المراكز والعيادات الصحية، ونصف مليار درهم لميزانية الأدوية، و250 مليون درهم ميزانية لبرامج الوقاية.

وأكد أن ميزانية العام الماضي حققت فائضاً قدره 0.33%، وأن الميزانية الجديدة لعام 2021 كافية لتغطية احتياجاتها وتنفيذ مزيد من التطوير في كافة القطاعات، إلا أنه لم يتم التخطيط في الوقت الحالي لإضافة مرافق طبية جديدة، ولكن يتم تطوير وتحديث المرافق الحالية، كما أنه لا توجد خطط لدى الوزارة لزيادة ميزانية قطاعات بعينها عن مخصصاتها في العام الماضي، وأنها تتبع الخطط السابقة في الإنفاق، وما زالت مستمرة في مشاريعها، وأن التعامل مع كورون» له أوجه إنفاق معينة مثل الأدوية المختصة وغيرها.
وتشير الميزانية إلى زيادة النسبة المخصصة للوزارة من إجمالي الميزانية الاتحادية بمقدار 0.2%، حيث مثلت ميزانية الوزارة 8.1% من إجمالي الميزانية الاتحادية للعام المقبل، مقابل 7.9% من الميزانية الاتحادية للعام الماضي.
الوقاية قبل العلاج
من جانبها، قالت عميدة كلية العلوم الصحية بالإنابة بجامعة الشارقة، والأستاذة بقسم إدارة الخدمات الصحية بالكلية الدكتورة أمينة المرزوقي، إنها ليست من مؤيدي زيادة مخصصات الخدمات العلاجية في الميزانية الجديدة، وأنه لا بُدَّ من التركيز على حماية (الصحة العامة) ووقاية أفراد المجتمع من الأوبئة والفيروسات، مشيرة إلى أن أكثر من 50% ممن يصابون بأمراض معدية مثل «كوفيد-19»، يتعافون ولا يتعرضون لمضاعفات كبيرة، ولكن يجب العمل على منع إصابة هؤلاء الأفراد.

وحددت 5 أولويات للإنفاق على القطاع الصحي خلال الفترة المقبلة، هي: العمل على تعزيز الخدمات الوقائية من الأمراض السارية وغير السارية، لكي تتمكن الدولة من خفض نسبة الإصابة بهذه الأمراض التي ترهق الميزانية وتلتهم الاقتصاد، وإعادة الحسابات فيما يتعلق بالأجهزة والمعدات الطبية الموجودة في المستشفيات، فمثلاً جهاز الرنين المغناطيسي الواحد يكفي لتشخيص 500 ألف مريض سنوياً، أي أن الدولة كلها لا تحتاج أكثر من 20 جهازاً في حال حاجة كل سكان الدولة لإجراء هذا التشخيص.
أولويات الإنفاق
وأضافت المرزوقي، أنه من المفترض أن يكون من أهم أولويات الإنفاق في الميزانية، اتخاذ إجراءات لتعزيز التثقيف الصحي، وتنظيم حملات التوعية للوقاية من الأمراض، لأن هناك أمراضاً كثيرة تنتشر بسبب سلوكيات الناس وتسبب ضغطاً كبيراً على النظام الصحي، مثل عدم ممارسة الرياضة، والغذاء غير الصحي، اللذين يسببان السمنة التي ينتج عنها كثير من الأمراض، وأهمها السكري.
وأشارت إلى أن الأولوية الرابعة يجب أن تكون لبناء أنظمة للتنبؤ بالأمراض المعدية والفيروسية، من خلال إنشاء أنظمة اتحادية تربط كافة الجهات الصحية، وتكون البيانات موحدة، بحيث إذا تم رصد إصابة مجموعة من المرضى في أماكن متفرقة بالدولة يعانون من عدوى معينة، يتم التعامل معهم سريعاً والتنبؤ بتفشي هذه العدوى.
ولفتت إلى أنه خامساً يجب العمل على إيجاد صيغة لتوحيد قطاعات التنظيم الصحي في الدولة، بهدف توحيد القوانين واللوائح والسياسات، ما يساهم في توحيد الجهود وتركيزها بالاعتماد على كفاءة القوى البشرية العاملة في القطاع الصحي.
وذكرت المرزوقي أن جائحة «كوفيد-19» علمتنا دروساً كثيرة أهمها أن الوقاية خير من العلاج، وأن الوقاية هي العامل الأكثر تأثيراً في حياة الناس، بما ينعكس على الاقتصاد بالإيجاب، لأن الإنسان السليم هو الذي ينتج بشكل كامل».
البحث العلمي
وقالت الخبيرة في قطاع الإدارة الصحية والتأمين بشركة أكيوميد نورا البرنجي، إنه تضاف للأولويات السابقة أيضاً ضرورة زيادة الإنفاق على الأبحاث واللقاحات، وهو ما تفعله الإمارات في الوقت الحالي بمشاركتها في التجارب النهائية للقاح «كوفيد-19» مع الجانب الصيني.

وأضافت: كما يجب الاهتمام بشكل أكبر بالإنفاق على حملات التوعية والتثقيف للجمهور بطرق الوقاية من كافة الأمراض المعدية وغير المعدية، خصوصاً أن الأخيرة تسبب زيادة في الوفيات عند حدوث عدوى بأمراض معدية، مشيرة إلى أن أي دولة تسعى لمواجهة الوبائيات بشكل جيد عليها الإنفاق بشكل أكبر على خطط تعزيز أنظمة التنبؤ بالأوبئة والفيروسات.