وبصدد رده على تساؤلات «الرؤية»، قال الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة بالوزارة عوض صغير الكتبي، إن الوزارة أنفقت ملياراً و400 مليون درهم تقريباً من ميزانية 2020 حتى الوقت الحالي لمواجهة كورونا، وأوجه هذا الإنفاق تتمثل في: الأدوية والعقاقير والمستشفيات الميدانية، وتوظيف كادر طبي، وتجهيز بعض المستشفيات لتصبح ملائمة للتعامل مع «كوفيد-19»، وتجهيز مراكز الفحص من السيارة.
وأشار إلى حصول الوزارة على أكثر من مليار درهم دعماً إضافياً لميزانية 2020 من الدولة حتى الآن لمواجهة الوباء، وأن هذا الدعم لا يشمل الجهات الصحية الأخرى بالدولة، وهي دائرة الصحة بأبوظبي، وهيئة الصحة بدبي.
جوانب الإنفاق
وحول أوجه إنفاق الميزانية الجديدة، أوضح الكتبي أنها خصصت ميزانية 2.86 مليار درهم تقريباً لقطاع المستشفيات، ومليار درهم لقطاع المراكز والعيادات الصحية، ونصف مليار درهم لميزانية الأدوية، و250 مليون درهم ميزانية لبرامج الوقاية.
وأكد أن ميزانية العام الماضي حققت فائضاً قدره 0.33%، وأن الميزانية الجديدة لعام 2021 كافية لتغطية احتياجاتها وتنفيذ مزيد من التطوير في كافة القطاعات، إلا أنه لم يتم التخطيط في الوقت الحالي لإضافة مرافق طبية جديدة، ولكن يتم تطوير وتحديث المرافق الحالية، كما أنه لا توجد خطط لدى الوزارة لزيادة ميزانية قطاعات بعينها عن مخصصاتها في العام الماضي، وأنها تتبع الخطط السابقة في الإنفاق، وما زالت مستمرة في مشاريعها، وأن التعامل مع كورون» له أوجه إنفاق معينة مثل الأدوية المختصة وغيرها.
وتشير الميزانية إلى زيادة النسبة المخصصة للوزارة من إجمالي الميزانية الاتحادية بمقدار 0.2%، حيث مثلت ميزانية الوزارة 8.1% من إجمالي الميزانية الاتحادية للعام المقبل، مقابل 7.9% من الميزانية الاتحادية للعام الماضي.
الوقاية قبل العلاج
من جانبها، قالت عميدة كلية العلوم الصحية بالإنابة بجامعة الشارقة، والأستاذة بقسم إدارة الخدمات الصحية بالكلية الدكتورة أمينة المرزوقي، إنها ليست من مؤيدي زيادة مخصصات الخدمات العلاجية في الميزانية الجديدة، وأنه لا بُدَّ من التركيز على حماية (الصحة العامة) ووقاية أفراد المجتمع من الأوبئة والفيروسات، مشيرة إلى أن أكثر من 50% ممن يصابون بأمراض معدية مثل «كوفيد-19»، يتعافون ولا يتعرضون لمضاعفات كبيرة، ولكن يجب العمل على منع إصابة هؤلاء الأفراد.
وحددت 5 أولويات للإنفاق على القطاع الصحي خلال الفترة المقبلة، هي: العمل على تعزيز الخدمات الوقائية من الأمراض السارية وغير السارية، لكي تتمكن الدولة من خفض نسبة الإصابة بهذه الأمراض التي ترهق الميزانية وتلتهم الاقتصاد، وإعادة الحسابات فيما يتعلق بالأجهزة والمعدات الطبية الموجودة في المستشفيات، فمثلاً جهاز الرنين المغناطيسي الواحد يكفي لتشخيص 500 ألف مريض سنوياً، أي أن الدولة كلها لا تحتاج أكثر من 20 جهازاً في حال حاجة كل سكان الدولة لإجراء هذا التشخيص.
أولويات الإنفاق
وأضافت المرزوقي، أنه من المفترض أن يكون من أهم أولويات الإنفاق في الميزانية، اتخاذ إجراءات لتعزيز التثقيف الصحي، وتنظيم حملات التوعية للوقاية من الأمراض، لأن هناك أمراضاً كثيرة تنتشر بسبب سلوكيات الناس وتسبب ضغطاً كبيراً على النظام الصحي، مثل عدم ممارسة الرياضة، والغذاء غير الصحي، اللذين يسببان السمنة التي ينتج عنها كثير من الأمراض، وأهمها السكري.
وأشارت إلى أن الأولوية الرابعة يجب أن تكون لبناء أنظمة للتنبؤ بالأمراض المعدية والفيروسية، من خلال إنشاء أنظمة اتحادية تربط كافة الجهات الصحية، وتكون البيانات موحدة، بحيث إذا تم رصد إصابة مجموعة من المرضى في أماكن متفرقة بالدولة يعانون من عدوى معينة، يتم التعامل معهم سريعاً والتنبؤ بتفشي هذه العدوى.
ولفتت إلى أنه خامساً يجب العمل على إيجاد صيغة لتوحيد قطاعات التنظيم الصحي في الدولة، بهدف توحيد القوانين واللوائح والسياسات، ما يساهم في توحيد الجهود وتركيزها بالاعتماد على كفاءة القوى البشرية العاملة في القطاع الصحي.
وذكرت المرزوقي أن جائحة «كوفيد-19» علمتنا دروساً كثيرة أهمها أن الوقاية خير من العلاج، وأن الوقاية هي العامل الأكثر تأثيراً في حياة الناس، بما ينعكس على الاقتصاد بالإيجاب، لأن الإنسان السليم هو الذي ينتج بشكل كامل».
البحث العلمي
وقالت الخبيرة في قطاع الإدارة الصحية والتأمين بشركة أكيوميد نورا البرنجي، إنه تضاف للأولويات السابقة أيضاً ضرورة زيادة الإنفاق على الأبحاث واللقاحات، وهو ما تفعله الإمارات في الوقت الحالي بمشاركتها في التجارب النهائية للقاح «كوفيد-19» مع الجانب الصيني.
وأضافت: كما يجب الاهتمام بشكل أكبر بالإنفاق على حملات التوعية والتثقيف للجمهور بطرق الوقاية من كافة الأمراض المعدية وغير المعدية، خصوصاً أن الأخيرة تسبب زيادة في الوفيات عند حدوث عدوى بأمراض معدية، مشيرة إلى أن أي دولة تسعى لمواجهة الوبائيات بشكل جيد عليها الإنفاق بشكل أكبر على خطط تعزيز أنظمة التنبؤ بالأوبئة والفيروسات.