السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

نزيف العقول والسواعد.. نصف الشباب العربي يرغب في الرحيل

نزيف العقول والسواعد.. نصف الشباب العربي يرغب في الرحيل
يشعر قطاع كبير من الشباب العربي بالإحباط وعدم الرضا، لدرجة دفعت نصفهم للتفكير في الهجرة نهائيا. وكشف مسح حديث بأن ما يقرب من نصف الشباب العربي، البالغ عددهم 200 مليون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يفكرون في مغادرة بلادهم، خاصة بعد ظهور جائحة كورونا، التي تسببت في إصابة اقتصادات العديد من الدول العربية بالشلل، فضلاً عن استمرار الاضطرابات في بعض المناطق العربية.

وبالنظر إلى هذه المشاكل الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن معضلة الفساد في العديد من الدول، فإن حالة كبيرة من الاحباط تصيب الشباب العربي، دفعت نحو 42% منهم للنظر في مقترح الهجرة إلى بلد آخر، وهو اتجاه مقلق لمنطقة 60% من سكانها دون سن الثلاثين، بحسب شبكة «سي إن بي سي».

عبدالوهاب يونس، (21 عاما)، شاب مصري في نهاية المرحلة الجامعية، قال لـ«الرؤية»، إنه يفكر في مكان يوفر له حياة كريمة، وفرصة عمل جيدة، ويستطيع فيه أن يحصل على حقوقه بالقانون، ويشعر فيه بالأمان.



وأضاف أن تفكيره في الهجرة لا يتعارض مع حبه لوطنه، لكن ما فائدة الحب دون حياة جيدة يتمتع فيها بمستوى معيشي جيد له ولأولاده في المستقبل.

وأوضح المسح، الذي تصدره سنوياً شركة العلاقات العامة «أصداء بي سي دبليو»، التي تتخذ من دبي مقرا لها، وتسلط الضوء أيضا على الاتجاهات الإقليمية الحالية، أن الرغبة في المغادرة هي الأكثر انتشاراً في بلدان مثل لبنان، حيث قال ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين في المسح هناك، إنهم يعتقدون أن الوباء زاد من احتمال الاحتجاجات ضد الوضع السياسي الراهن.

واحتلت العراق والأردن وسوريا واليمن وفلسطين أيضاً مرتبة عالية في القائمة.

وجاء في التقرير أن الدوافع الأساسية للهجرة المحتملة هي الأسباب الاقتصادية والفساد، كما تلعب الفرص التعليمية والتجارب الجديدة والسلامة والأمن دورا مهما.

رضوان السلامي، (22 عاماً)، شاب يمني يعيش في القاهرة، قال إنه لا يريد معرفة أي شيء متعلق بالعالم العربي، لأنه رأى ما يكفي من المآسي جراء الحرب والدمار في بلده.



وأضاف السلامي، لـ«الرؤية»: «أحلم بعد انتهاء دراستي لعلوم الحاسب في مصر، أن أرحل إلى أوروبا ولا أعود إلى العالم العربي مرة أخرى».

ورأى الشباب العربي، وفقا للمسح، أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، هما القوتان العربيتان الصاعدتان اللتان تتمتعان بأكبر قدر من التأثير على البيئة الجيوسياسية في المنطقة.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة، في تقريرها السنوي، إن عدد المهاجرين الدوليين في عام 2019 يقدر بنحو 270 مليونا، ووفقا للمسح فإن 200 مليون شاب عربي يريدون الانضمام لهذا العدد.

أحمد محسن، شاب ليبي (32 عاما) يقيم في طرابلس، قال لـ«الرؤية»، إنه لم يكن يتخيل في أحد الأيام أن يرواده التفكير في ترك بلاده، وهجر أهله وناسه ووطنه، لكن الحرب التي تعيشها البلاد والاقتتال الدائر بين الإخوة أصابه بالإحباط.



وأضاف محسن، وهو موظف بأحد مراكز الترجمة، أنه يبحث عن فرصة حياة آمنة بعيدا عن أصوات الرصاص والمدافع، ويريد العيش في بيئة تساعده على التقدم الوظيفي وتحسين أوضاع أسرته، وتأمين مستقبله في جو من الاستقرار.

ويتفق معه الشاب السوري محمود أبو سن (28 عاماً)، حيث يرى أن العالم العربي لم يعد مكاناً صالحاً للعيش والتفكير في مستقبل أفضل، لأن عملية إعادة بناء كل هذا الدمار ستطول لسنوات، ولن يحدث هذا قبل انتهاء الحرب التي لا يعلم أحد متى تنتهي.



وقال أبو سن لـ«الرؤية»، إنه ينتظر فرصة ملائمة للهجرة والعمل في الخارج، فهو مصمم جرافيك ويستطيع العمل في قسم التسويق بأي شركة، متابعا: "المستقبل هنا غامض، والحاضر لا يبشر بكثير من التغيير للأفضل، ولهذا فإن الهجرة هي الخيار الأول.