الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

2014.. عام مفصلي في مسيرة حكومة الإمارات

2014.. عام مفصلي في مسيرة حكومة الإمارات
حققت حكومة دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، العديد من الإنجازات الاستثنائية والمحطات المفصلية خلال عام 2014 والتي حملت في طياتها ملامح المشروع التنموي الذي اعتمده الآباء المؤسسون للاتحاد منذ انطلاقته الأولى، ومهدت الطريق أمام تحولات كبيرة شهدتها الدولة خلال السنوات التالية على المستويات كافة بما ساهم في ترسيخ مكانة الدولة ضمن قائمة الدول الرائدة في العالم.

ولعل أكبر إنجاز حققته حكومة الإمارات في 2014 إطلاق الأجندة الوطنية لدولة الإمارات خلال السنوات السبع القادمة والتي شكلت عنواناً لمرحلة جديدة من النهضة التنموية الشاملة المواكبة لمتغيرات الألفية الجديدة، ووصولاً لرؤية الإمارات 2021 في عيدها الذهبي بمناسبة إكمالها 50 عاماً من اتحادها، وتضمنت الأجندة أهدافاً ومشاريع في القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية والشرطية وفي مجال الإسكان والبنية التحتية والخدمات الحكومية.

ومن المبادرات التي عكست الرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الرامية إلى إرساء معايير جديدة للخدمات الحكومية، إطلاق استراتيجية الحكومة الذكية على هامش القمة الحكومية الثانية، لتكون أول استراتيجية من نوعها على مستوى المنطقة، والإعلان عن أول دليل إرشادي لحكومة ذكية في العالم لمساعدة الجهات الاتحادية على تخطي التحديات التي تواجهها في ذلك المجال، ويوفر مجموعة من الإرشادات للجهات الحكومية من أجل تهيئتها للتحول من الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية، كما يهدف إلى مساعدة تلك الجهات على تخطي بعض التحديات التي ستواجههم أثناء محاولتهم الاستفادة من مميزات الحكومة الذكية.


أول متجر للتطبيقات الحكومية


وامتداداً لهذه الرؤية الثاقبة التي وضعت المستقبل نصب اهتمامها، أطلقت حكومة الإمارات أول متجر للتطبيقات الحكومية الذكية على مستوى العالم من خلال منصتي «آندرويد» و«آي. أو. أس» حيث أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال إطلاقه للمتجر الجديد أن الهدف هو أن تكون الخدمات الذكية جزءاً من الحياة اليومية لجميع السكان وأن يكون الوصول إليها سهلاً ومباشراً فكلما كانت الخدمات أذكى كان المجتمع أسعد وكانت الحياة أفضل للجميع.

نظام تصنيف النجوم

وتماشياً مع الجهود الحثيثة التي تبذلها حكومة الإمارات الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تحقيق رؤى وتطلعات المجتمع الإماراتي، تم الكشف عن نظام تصنيف النجوم للخدمات الحكومية الذي انطلق من توجيهات سموه لحكومة الإمارات لتقديم خدمات ذات كفاءة عالية وبشكل استباقي للمتعاملين بيسر وسهولة مع التركيز على مجالات الارتقاء بالأداء الكلي للحكومة بمختلف أجهزتها، ويمكّنها من تحقيق مستويات أعلى من الكفاءة لتيسير حصول الجمهور على خدمات فائقة الجودة.

وعلى صعيد الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للابتكار باعتباره ركيزة أساسية لصناعة المستقبل، أطلق سموه عام 2014 «الاستراتيجية الوطنية للابتكار» والتي تركز على 7 قطاعات هي الطاقة والنقل والصحة والتعليم والتكنولوجيا والمياه والفضاء، وتضم 30 مبادرة وطنية للتنفيذ في 3 سنوات.

اللجنة الوطنية للابتكار

كما وجه سموه بإنشاء «اللجنة الوطنية للابتكار» لتجمع تحت مظلتها عدداً من الجهات الاتحادية للعمل على متابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للابتكار، والتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة لتتولى بذلك إدارة دفة الابتكار الوطني في الأعوام المقبلة لخدمة وطننا ورفعته.

وأثمرت هذه الاستراتيجية الاستشرافية الطموحة عن ولادة العديد من المشاريع التي أبصرت النور في عامها الأول 2014، وساهمت في ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي لصناعة المستقبل في السنوات التالية، وفي مقدمتها مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي والذي يوفر خدماته لكافة الجهات الاتحادية والمحلية ويعمل على تطوير منظومة متكاملة من الأدوات الحديثة لمساعدة الجهات الحكومية على الابتكار في مجالات السياسات الحكومية والخدمات المقدمة للجمهور والهياكل التنظيمية والعمليات والإجراءات بما يعزز من تنافسية الدولة في القطاع الحكومي ويعمل على تحويل الابتكار الحكومي لعمل مؤسسي منظم ضمن حكومة دولة الإمارات.

وجاء إعلان عام 2015 عاماً للابتكار في الدولة خلال اجتماع مجلس الوزراء الاستثنائي في أواخر عام 2014، تتويجاً لجهود حثيثة بدأت بإطلاق سموه لـ«الاستراتيجية الوطنية للابتكار» وجعل من الابتكار شعاراً للمرحلة القادمة، دعماً لجهود الحكومة الاتحادية في جمع الطاقات الوطنية المخلصة، وتكثيف الجهود البحثية المتميزة، وإعداد كوادر وطنية تقود مستقبل الدولة نحو مزيد من التقدم والازدهار والابتكار.

كما يؤمن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن التعليم هو المفتاح لبناء جيل من المبدعين والموهوبين القادرين على مواجهة القرن الـ21، وجاء اعتماد سموه لخطة وزارة التربية والتعليم 2015-2021، ترجمة عملية لهذه الرؤية الاستباقية الشاملة، حيث تتخذ الخطة من الابتكار محوراً رئيسياً للتعليم خلال السنوات المقبلة، وأكد سموه خلال الإعلان عن الخطة أهمية مواكبة خطط التعليم للتطورات التي تشهدها القطاعات الأخرى فلا بد من مواءمة مخرجات التعليم مع الاحتياجات الحالية والمستقبلية لاقتصاد وطني قائم على المعرفة.

قانون الخدمة الوطنية

كما شهد عام 2014 الإعلان عن القانون الاتحادي بشأن الخدمة الوطنية والاحتياطية والذي وافق عليه مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وذلك من منطلق حرص القيادة الرشيدة على ترسخ قيم الولاء والانتماء لدى شريحة الشباب وزرع روح النظام والانضباط والتضحية فيهم بما يمكنهم من خدمة الوطن على أفضل وجه.

تنسيق المساعدات الإنسانية

وبموازاة هذه الإنجازات، واصل سموه العمل على التزام دولة الإمارات ودورها الريادي في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية لمختلف مناطق العالم وشعوبه، حيث تم بتوجيهاته إنشاء اللجنة الإماراتية لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية بهدف الارتقاء بمكانة الدولة وإسهاماتها في العمل الإنساني الدولي. كما أعلن سموه في 2014 عن بدء عمل مبادرة «سقيا الإمارات» لتوفير مياه الشرب الصالحة للملايين من السكان في البلدان التي تعاني من نقص المياه، وتعمل على حفر الآبار في المناطق التي تعاني من الجفاف أو شح المياه النظيفة وتزويدها بمعدات التنقية بما يساعد على توفير أساسيات الحياة الكريمة لسكان هذه المناطق.

كما لم تغب عن اهتمام سموه الشؤون الدينية ورعايتها على أكمل وجه حيث وجَّه بإطلاق مركز محمد بن راشد لطباعة المصحف الشريف الأحدث والأكثر تطوراً والمتخصص في تقديم خدمات طباعة المصحف الشريف، من خلال إنشاء جهاز متخصص في خدمة القرآن الكريم والمساهمة في نشر رسالة الإسلام الحقيقية في مختلف أنحاء العالم، في ضوء تعاليم القرآن الكريم وهدي السنة النبوية الشريفة.

إن القفزات النوعية التي حققتها حكومة الاتحاد خلال عام 2014 بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في المجالات والصعد كافة، وتواصلت في السنوات التي تلت بنجاح وتميز، لم تكن وليدة اللحظة وإنما كانت ثمرة الرؤية الاستشرافية والسياسة الرشيدة التي جعلت من سموه قائداً استثنائياً يكرس جل وقته وطاقاته في سبيل راحة شعبه ورفاهيتهم، ولم تقتصر انعكاساتها الإيجابية على مواطني بلده والمقيمين على أرضه الطيبة فحسب، بل ساهم بفاعلية في رسم مستقبل أفضل لبقية المجتمعات والشعوب.